القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :11  (رابط المشاركة)
قديم 21.08.2011, 17:38

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الإسلامية العظيمة الصبر والرضا فى المرض / امانى صلاح


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الصبر والرضا فى المرض
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
أمّــــــا بــعــد :
يقول الشاعر :
أغالب الألام مهما طغت بحسبي الله و نعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق و حسبي الله بُعيد الأصيل
و حسبي الله إذا أسبلت دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي أنر لخطوتي سواء السبيل
أنا الشريد اليوم يا سيدي فأغفر أيا رب لعبد ذليل
إن نعمة الصحة و العافية نعمة كبيرة لا يستشعرها إلا فاقدها
نعمة كبيرة و غالية لا ننتبه إليها إلا عند المرض .
فمن منا يحمد الله على أنه يستطيع أن يمضغ طعامه أو يشتم رائحته ؟؟
و من منا يحمد الله مثلاً على أنه يستطيع أن يمد يده ليتناول كوب الماء ؟؟
و من منا يحمد الله على قدرته على الإخراج " أعزكم الله "
إنها و الله لنعم و أى نعم .
و لنا فى سيدنا أيوب عليه السلام عبرة و آية
و لا ننسى جميعاً أنه أصبح مضرب المثل فى الصبر على الإبتلاء و الرضا
و ما أروع و أرق ذلك الدعاء الجميل الذى جاء
فى الآية الكريمة من سورة الأنبياء :
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ
رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
إنها رسالة ربانية من رب العباد الرحمن الرحيم إلى كل من مسه الضر من مرض و خلافه
أن يصبر و يحتسب و يتوجه إلى الله ليكشف ضره و يرفع بلاءه .
و كلما أشتد البلاء كلما رفع الله قدرك و كلما تأكدت أن الله يحبك و يختبرك و يمحصك
و على قدر حبك لله عز و جل يكون صبرك و حمدك و ثباتك .
و هذا الحمد و الرضا و الثبات و تفويض الأمر لله مع الأخذ بأسباب الدعاء
سوف ينعكس إيجاباً على حالتك النفسية و بالتالى ستتحسن حالتك .
و يكفى أن تتذكر أنك سواء صبرت أم لم تصبر على المرض و الإبتلاء
فإن قضاء الله و قدره حادث لا محالة فلماذا لا تصبر و تحتسب و تكسب الأجر
و رضا الرحمن سبحانه و تعالى .
و لقد أوضح لنا القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة الكثير و الكثير من أسباب الشفاء
بعد الإستعانة بالله عز و جل و هى أسباب كثيرة و متعددة و يأتى على رأسها الدعاء و القرآن
ثم العسل و الصدقة و الرقية الشرعية و الحجامة و التلبينة و ماء زمزم الطيب المبارك .
ويأتى هذا كله متوافقاً مع الأمر النبوى بضرورة التداوى كما جاء فى الحديث الصحيح
( .... فقالوا يا رسول الله هل علينا جناح أن لا نتداوى
قال تداووا عباد الله فإن الله سبحانه لم يضع داء
إلا وضع معه شفاء إلا الهرم )
فلا يجب على الإطلاق أن يترك الإنسان نفسه دون طب أو دواء
و يقول أنه يتوكل على الله و هو سبحانه الذى يشفى و لكن لا بد من الأخذ بالأسباب
بعد التوكل على الله و التوجه بالدعاء له .
إن المريض يقترب من الله فى مرضه و يشعر بضعفه و قلة حيلته أمام قدرة الله سبحانه و تعالى
و لكنه أحيانا لا يستلم رسالة المرض بشكلها الصحيح فيسخط و يغضب
و لا يتحقق لديه الرضا و الصبر و هما الغاية و الهدف من إبتلاء المرض .
أخى الكريم أختى الكريمة
فليصبر كل منا على ما أبتلاه الله من مرض أو إبتلاء لأن أمر الله حادث لا محالة
و لا مفر و لا ملجأ إلا له و إليه سبحانه و الداء يا إخوانى و أخواتى ليس داء الجسد
و لكنه كما قال الشاعر :
كل داءٍ في سقوط الهمم يجعل الأحياء مثل الرمم
اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري
و خلاصة القول :
آية المؤمن أن يلقى الردى بَاسِم الثغر سرورًا و رضى
ليس يدنو الخوف منه أبدًا ليس غير الله يخشى أحدًا
أقوال فى الصبر و الرضا فى المرض
من القرآن الكريم :-
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }
الشعراء : 80
{ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا }
الفتح : 17
من السنة المطهرة :-
( ما من مسلم يشاك شوكة في الدنيا يحتسبها ،
إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة )
الراوي : أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الأدب المفرد الصفحة أو الرقم : 392
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح :-
" نبتليكم بالشدة و الرخاء ، و الصحة و السقم ، و الغنى و الفقر ،
و الحلال و الحرام ، و الطاعة و المعصية ، و الهدى و الضلال "
ابن عباس ـ رضي الله عنهما فى تفسير قول الله عز و جل
{ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
ثمانية لابد منها على الفتى و لابد أن تجري عليه الثمانية
سرور و همّ و أجتماع و فرقة و يسر وعسر ثم سقم وعافية
شاعر عباسى قديم
اشتكى عروة بن الزبير
الآكلة في رجله ، فقطعوها من ركبته ، و هو صامت لم يئن ،
و في ليلته تلك سقط ولد له من سطح فمات ،
فقال عروة : اللهم لك الحمد ، كانوا سبعة من الولد فأخذت واحدا و أبقيت ستة ،
و كان لي أطراف أربعة ، فأخذت واحدا و أبقيت ثلاثة ،
فإن كنت أخذت فلقد أعطيت ، و لئن كنت قد أبتليت لقد عافيت
كان أبو ذر الغفارى رضى الله تعالى عنه جالساً بين الصحابة ، و يسألون بعضهم :
ماذا تحب ؟
فقال : أحب الجوع و المرض و الموت .
قيل : هذه أشياء لا يحبها أحد .
قال : أنا إن جعت : رق قلبي
و إن مرضت : خف ذنبي
و إن مت : لقيت ربي .
أختكم فى الله
.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
قديم 28.08.2011, 17:46

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية - زيارة المريض / منقول عن : أمانى صلاح الدين


أخلاقنا الإسلامية العظيمة

زيـــــــــــــارة المريض

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره

وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

يقول الشاعر:

لكل شيء إذا ما تم نقـــصان .. فلا يغرّ بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول .. من سرّه زمن ساءته أزمان

هكذا الحال دائما لا يستقيم العيش ولا تستقيم الحياة على وتيرة واحدة

فكما ذكر الشاعر الأيام دول ما بين شدة ورخاء وعسر ويسر ومرض وشفاء

وهذا هو محور حديثنا اليوم إن شاء الله وإستكمالاً للحلقة السابقة

والتى تحدثت فيها عن الصبر والرضا فى المرض .

فلا يصح على الإطلاق أن نغفل عن أدب زيارة المريض وعيادته .

وزيارة المريض واجب دينى أولاً وإنسانى ثانياً لأن الإنسان يكون فى أضعف حالاته

عند مرضه ويحتاج بكل تأكيد إلى من يقف بجانبه ويقوى عزيمته

ويحثه على الحمد والرضا .


ومن يتجاهل زيارة المريض سوف يتعرض للعتاب من قبل رب العزة سبحانه

وياله من موقف مخجل كما جاء فى الحديث الصحيح لرسولنا الكريم

فيما بلغ عن رب العزة سبحانه :

( إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة :

يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني .

قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين .

قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده .

أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ )

فكيف تتجاهل تلك الدعوة الكريمة من رب العزة سبحانه

وتحرم نفسك هذا الشرف وهذا التكريم .

وأعرف أشخاصاً كثيرين واحسبهم على خير يستقطعون وقتاً أسبوعياً كل يوم جمعة

بعض الصلاة لزيارة المستشفيات والدعاء للمرضى بالشفاء دون سابق معرفة

من أجل الحصول على التشريف الربانى والأجر والثواب .


ومن مُستحبات عيادة المريض الدعاء له ورقيته " والصيغ كلها معروفة "

وعدم إطالة وقت الزيارة بما يجهد المريض كما يجب بث روح الأمل والشفاء

حتى لو كان المرض مستعصياً أوخطيراً .

وتذكير المريض بأن الإبتلاء يكون على قدر الإنسان عند ربه وعلى قدر دينه

كما جاء فى الحديث الصحيح :

( قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ؛

يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ،

وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد

حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )

الراوي:سعد بن أبي وقاص

المحدث:الترمذي

المصدر:سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:2398

إذن فالمرض هو تكفير ذنب ورفعة درجة وقربى لله عز وجل .


ويا حبذا إن كان المريض فقيراً أن تعطيه مالاً على سبيل الهدية بحجة حيرتك

فى إنتقاء هدية له وذلك من باب المساعدة .

فلا يصح أن نأخذ معنا صنوف الحلويات التى لا تنفع ولا تضر ولا حتى يستفيد منها المريض .

وهناك مظهر لا يعجبنى على الإطلاق عند زيارة المريض وهو كثرة الحديث

والثرثرة في موضوعات شتى لا تناسب الزمان ولا المكان على الإطلاق .

كما لا يعجبنى إظهار التأثر أو البكاء أو التفوه بكلمات من عينة

" ياعينى مسكين " أو " غلبان " أو بعض التصرفات التى توحى بذلك

من التصرفات الغير مسئولة .

وبدلاً من هذا يجب أن تكون طبيعياً جداً جداً فى التعامل معه حتى لا تتأثر نفسيته وتسوء حالته .


ومن عجائب الأمور فى زيارة المريض إصطحاب الأطفال وما أدراكم ما الأطفال

خاصة هؤلاء الذين لا يردعهم صوت ولا يقعدهم نظرة ثاقبة والأفضل عدم إصطحاب الأطفال

إلا إن كنت تثق فى قدرتك على السيطرة عليهم وأن تثق أيضاً فى طاعتهم وإمتثالهم للأوامر .

خلاصة القول إخوانى واخواتى أن زيارة المريض تكليف ربانى ونبوى وواجب إنسانى

فيه العبرة وفيه قمة التشريف لهذه الشريعة الغراء التى لا يوجد لها مثيل

فى بث إشارات الحب بين الناس ونشر روح الحب والتعاون والمودة بين المسلمين

وخلق نموذجاً مشرفاً يجذب إليه غير المسلمين .

فلا تحرم نفسك هذه المنحة وساعد أخاك فى محنته فلربما تحظى بدعوة صادقة منه

تسبب لك سعادة الدنيا والآخرة .

دمتم جميعاً بصحة وعافية وخالص دعواتى لجميع مرضانا

ومرضى المسلمين بالشفاء العاجل اللهم آمين .

أقوال فى زيارة المريض

من السنة المطهرة

( ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه

في أي ساعات النهار حتى يمسي وفي أي ساعات الليل حتى يصبح )

الراوي: علي بن أبي طالب

المحدث: الألباني

المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3476

خلاصة حكم المحدث: صحيح


السلف الصالح

مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه

فأتى الحبيب يعودني فشفيت من نظـري إليه

الإمام الشافعى رحمه الله


" إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر،

فكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير"

سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه


مرض أحد السلف مرض شديدا أنهكه

فكان يقول لعوداه :

إن الله لا يُتهم في قضائه

فله الحمد على ما قضى وقدر ..


سؤل الإمام أحمد

عن زيارته لمريض في وقت الظهر، قال:

لا ينبغي أن يعاد فيه مريض


قال العرب قديما :

عيادة المريض فواق ناقة

" يعني قدر حلب الناقة فقط "

أختكم فى الله

أمانى صلاح الدين







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :13  (رابط المشاركة)
قديم 09.09.2011, 11:08

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية - الاصلاح بين الناس / أمانى صلاح الدين


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الإصلاح بين الناس
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الشاعر:
ألا ينبري خيرون بمساعي حميدة هنا و هناك
ليطفئوا نار الفتن وينزعوا فتيل اللـــــــــــهب ؟
كثرت علينا هموم الدنيا وخطوبها وتكالبت علينا أزمات الحياة
فضاقت صدورنا وأصبحنا لا يطيق بعضنا البعض وكثر التشاحنات
وكثر الخصام وتنوعت أسباب الفرقة .
ولو كنا اتبعنا ما امرنا به الله جل وعلا ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
ما كنا وصلنا لما نحن فيه من تشتت وفرقة وخصام ليس فقط على مستوى الافراد والأسر
والبلد والواحد بل إمتدت هذه الفرقة لتطال الشعوب والأمم من ابناء الدين الواحد واللسان الواحد .
وفى خضم هذا التفرق والشتات إنتعش سوق المخربين ومحترفى الوقيعة .
ولأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية ولأن رسوله الكريم لا ينطق عن الهوى .
جاءت شريعتنا العظيمة متمثلة فى القرآن الكريم والسنة المطهرة لتبث فينا
روح الإصلاح بين الناس هذا الخلق الرائع الذى لا يتمتع به إلا شخصية ملتزمة متعلقة
لديها موهبة يفتقدها الكثيرون .
نعم إنها موهبة وهبة فى نفس الوقت وذلك لأن الحال بين المتخاصمين
يحتاج إلى كياسة وفطنة فى التعامل ويحتاج إلى سياسة من نوع خاص .
ولهذا جاءت مرتبة الإصلاح أفضل من مرتبة الصيام والصدقة والصلاة
وذلك لما فى المصالحة من مجاهدة للنفس ضد اى اهواء شخصية
فمن الممكن أن مصلحة المصلح فى هذا الخصام وأن تكون له منفعة كبيرة
ولكنه مع ذلك يبتغى الأجر وترك المتاع الزائل طمعاً فى الأجر والثواب الكبير عند الله
وإعتصم بحبل الله وترك حبل الدنيا الواهى .
ولقد أباح الإسلام الكذب للإصلاح بين المتخصامين وذلك فى سبيل التقريب بينهما
وتقليل فجوة الخلاف .
والكلام الطيب يؤلف بين القلوب ويذيب الضغائن المترسبة من القطيعة
ولعل من أشهر نماذج المتخاصمين الزوجين وهذا النموذج بالذات
يحتاج إلى الحكمة لكى يتم الإصلاح على الوجه الأكمل .
ذلك لأن الخصام بين الزوجين يكون أكثر حساسية من حالات اخرى لإعتبارات كثيرة
أولها : إنتهاك الخصوصية ومعرفة الجميع بعض الأمور الخاصة بين الزوجين .
وثانيها : معرفة بعض الأمور والطباع التى لا تظهر إلا بالحياة الزوجية تحت سقف واحد .
ولا بد هنا من إختلاق الكلام الطيب لكل منهما عن الآخر حتى نحقق الهدف الأسمى
وهو الإصلاح بين الناس .
لأنه لو تم هذا الإصلاح بإذن الله صلحت أسرة بأسرها وإن صلحت الأسرة صلح المجتمع
ولو صلح المجتمع لصلحت الأمة بأسرها وإختفت أسباب الفرقة بين الدول
ولعادت امتنا إلى النصر والتمكين .
ولأختفت الحدود الدولية ولتوحدت الأهداف والألسنة ولخسر العدو
الذى وضع له قاعدة ذهبية يرعاها وهى
" فرق تسد "
و ليكن شعارنا
" إصلاح بين المسلمين فقوة فإنتصار بإذن الله على كل مغرض وعدو "
ديننا الحنيف العظيم لا يرعى الفرقة والخصام ولكنه راع لكل خير
" وَالصُّلْحُ خَيْرٌ "
فكن ممن قال الله فيهم
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
كن أنت تلك اليد البيضاء كما قال أمير الشعراء
المصلحون أصابعٌ جمعت يداً هي أنت بل أنت اليدُ البيضاءُ
أقوال فى الإصلاح بين الناس
من القرآن الكريم :
{ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
سورة النساء : 114
من السنة المطهرة :
" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟
قالوا : بلى .
قال : صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة "
الراوي : أبو الدرداء رضى الله عنه
المحدث:الترمذي - المصدر:سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2509
خلاصة حكم المحدث:صحيح
السلف الصالح :
" ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن "
سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
" تنازع رجلان في ناحية المسجد فملت إليهما فلم أزل بهما حتى اصطلحا "
محمد بن المنكدر
عن الحسن البصري
أنه تقدم إليه حيث استقضى رجلان من ثقيف يختصمان إليه فقال الحسن
وأنتما أيضا في أسنانكما وقرابتكما تختصمان فقالا يا
أبا سعيد إنما أردنا الصلح قال فنعم إذا فتكلما فوثب كل واحد منهما على صاحبه
بالتكذيب قال يقول الحسن : " كذبتما ورب الكعبة
قال الله سبحانه و تعالى
{ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا }
ما الصلح أردتما .
" لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب
والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها "
ابن شهاب الزهري





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :14  (رابط المشاركة)
قديم 15.09.2011, 23:21

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية / الستر - بقلم أمانى صلاح


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الستر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الإمام الشافعى :
تعمدني بنُصحكَ في انفرادي وجَنِّبْنِي النَّصِيحةَ في الجماعة
فإن النصحَ بين الناسِ نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعَه
فإن خالفتني وعصيتَ أمري فلا تجزع إذا لم تُعْطَ طاعة
دعوة جميلة للستر حتى لو كان ستراً فى النصيحة فلا تجعل النصيحة فضيحة
وأستر على أخيك حتى لا تتسب فى حرجه البالغ
أو تأتى النصيحة بنتيجة عكسية ويسوء الحال .
ورب العباد سبحانه جل فى علاه يستر العبد حتى فى يوم القيامة كما جاء فى الحديث الصحيح
( إن الله يُدنِي المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟
أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلَك
قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم؛ فيُعطَى كتاب حسناته )
فما بالك أنت لا تستر أخاك المسلم إن رأيت منه ما يسوء ؟؟
وما بالك تسير هنا وهناك شاهراً لسانك وبدلاً من أن تدعو لأخيك دعوة صادقة بظهر الغيب
تكشف ستره وتفضح عيبه وانت مسرور فرحان لهذا السبق المشين .
وإن كان لك لسان فللناس ألسن وإن كانت لك عينين فللناس أعين
كما قال الشاعر :
إذا شِئت أَنْ تَحيا سليما مِن الأَذى وَ ذَنبك مغفور و عرضك صَيِّنُ
فَلا ينطلق منك اللسان بسوءة فَللناسِ سوءات وللنَاس أَلْسنُ
وعَينك إن أَبدت إِليك معايبا لقوم فَقل : " يَا عَيْنُ لِلنَّاس أَعْيُنُ
فلا تنسى أو تتناسى أن الله يسترك بسترك لأخيك فى الدنيا والآخرة
فلا تتبع العورات لكشف أستار الناس .
وجميعا يعلم ويسمع ويرى بل ولا يكاد يخلو بريد إلكترونى من رسائل
تحمل عنوانين " فضائح فلان " أو " فضيحة فلانة " وتبدأ فى الإنتشار بين الجميع
كالنار فى الهشيم والعياذ بالله .
وعلى الرغم من وجوب الستر وعدم تناقل الخبر إلا أنه احيانا قد يكون الخبر
من الأساس قد يكون قصة مختلقة أو ملفقة .
فيكون الذنب ساعتها ذنوب والوزر أوزار .
وتحضرنى هنا مقولة لأحد الصالحين يقول فيها
" استتمام صلاح عمل العبد بستِّ خصال: تضرُّع دائم وخوف من وعيده،
والثاني: حسن ظنِّه بالمسلمين،
والثالث: اشتغاله بعيبه ولا يتفرَّغ لعيوب الناس،
والرابع: يستر على أخيه عيبه ولا يفشي في الناس عيبه؛
رجاء رجوعه عن المعصية واستصلاح ما أفسده من قبل،
والخامس: ما اطَّلع عليه من خسَّة عملها استعظمها؛ رجاء أن يرغب في الاستزادة منها،
والسادسة: أن يكون صاحبه عنده مصيبًا "
وإن كنا أمُرنا بالستر على الناس فمن باب أولى أن نستر على أنفسنا وألا نجاهر بالمعصية
ونصنع الذنب ونخبر به هذا وذاك من باب " الفزلكة "
والتباهى وهذه هى الطامة الكبرى لأن الكريم سترك وأنت جاهرت بالمعصية
وكأنك لا تخاف ولا تخجل ولا تخشى شيئاً .
كما أن المجاهرة فيها إستخفاف بالله عز وجل .
إخوانى وأخواتى لا تستخفوا بقدرة الله عز وجل الذى يستر المرة تلو المرة تلو المرة
ولكن ربما يأخذك اخذ عزيز مقتدر وينزع منك عافيته وستره كما حدث فى القصة الشهيرة
عندما أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق :
أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ، فقال عمر رضي الله عنه :
كذبت ليست هي المرة الأولى فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر فقال له :
أكنت تعلم الغيب ؟ فقال عمر رضي الله عنه : لا ، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة ،
فقطعت يد الرجل فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : أستحلفك بالله أهي أول مرة ؟
فقال : والله إنها هي الحادية والعشرون .
ما أروع العظة فى هذه القصة وما اروع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما اشد إيمانهم وفطنتهم .
اللهم أسترنا فى الدنيا والآخرة وأنعم علينا بعافيتك وسترك .
أقوال فى الستر
من القرآن الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }
سورة النور
من السنة المطهرة :
( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة )
الراوي:أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث:الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم:2078
خلاصة حكم المحدث:صحيح
السلف الصالح :
" المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويفضح "
الفضيل بن عياض
" يُحكى أن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-
كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر؛ فقال يومًا لعقبة:
إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم، فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ.
فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة ليأخذوهم،
فهذا أفضل عقاب لهم. فقال له عقبة: ويحك. لا تفعل؛
فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها )"
يحكى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
جلس بين مجموعة من أصحابه، وفيهم جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-
وبينما هم جالسون أخرج أحد الحاضرين ريحًا، وأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح
أن يقوم فيتوضأ، فقال جرير لعمر: يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا.
فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له: رحمك الله.
نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام .
" لو أخذت سارقاً لأحببت أن يستره الله ، ولو أخذت شارباً لأحببت أن يستره الله "
سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه
الشيخ الحامد أحد مشايخ الشام عليه رحمة الله،
ذلك الورع التقي كما نحسبه،
يتوفى أخوه الأكبر فيثنى على علمه ودينه في يوم من الأيام،
فيقولون له كيف أولاده وزوجته ؟
قال لقد تحولت زوجته بالأمس إلى منزل آخر،
والله ما رأيتها خلال إثني عشر عاما وهم يسكنون معي في المنزل إلا يوم خرجت،
وكانت مولية ظهرها لنا وألقت علينا السلام.
يعيش معها ولم ينظر إليها ولم يجلس معها "
وهو الحَيِيُّ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ عندَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ فَهْوَ السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
ابن القيم رحمه الله
أختكم فى الله

أمانى صلاح الدين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :15  (رابط المشاركة)
قديم 16.09.2011, 11:06
صور أمــة الله الرمزية

أمــة الله

مديرة المنتدى

______________

أمــة الله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.944  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (18:25)
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
افتراضي


موضوع من أجمل ما قرأت
جزاكم الله خير الجزاء أخي بن الإسلام وأختنا أماني صلاح الدين على هذا الموضوع الطيب
أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :16  (رابط المشاركة)
قديم 19.09.2011, 21:43

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية - التدبر / بقلم أمانى صلاح الدين


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
التدبــــــر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الشاعر :
سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسي
سل الروض مزداناً سل الزهر والندى سل الليل والإصباح والطير شاديا
وسل هذه الأنسام والأرض والسما وسل كل شيءٍ تسمع الحمد ساريا
فــلو جم هذا الليل وامتد ســــــرمداً فمن غير ربي يرجع الصبح ثانيا
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك ولا شكرناك حق شكرك .
ولا تدبرنا فيمن حولنا ولا تأملنا فيمن فوقنا ولا رأينا نعمة ظاهرة
وحمدنا الله عليها حق الحمد .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كل ما حولنا يشهد بقدرتك ووحدانيتك ولكننا لا نتأمل ولا نتدبر كما يجب أن يكون التدبر .
وتمر علينا نواميس الكون مرور الكرام ولو وقفنا وتأملنا كل ما يمر بنا لعلمنا
وتيقنا أنه لا إله إنت وحدك لا شريك لك .
تمر الأحداث بنا ونتمنى الأمانى ويحدث خلاف ما نتمنى وندرك بعد فترة أن ما إختاره
لنا الحكيم سبحانه هو الأنسب والأصلح والأنفع ولو تدبرنا ذلك ووقفنا وقفة تأمل لسلمنا
الأمر كله لله وفوضناه إليه ولكان لسان حالنا " اللهم دبر لى الأمر فأنا لا احسن التدبير "
وتمطر السماء ويهطل المطر ويزمجر الرعد بهزيم يهز قلوب العارفين المتدبرين
الذى يعلمون أن هزيم الرعد ما هو إلا تسبيح لله
جل فى علاه :
{ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ }
ونأكل الطعام فوق الطعام ونملأ البطون والمصنع الداخلى لا يكل ولا يمل
ولا يطلب بدل سهر أو أجازة عارضة ونحن لا نتأمل إلا إذا طلب أجازة مرضية
بعد أن أنهنكناه بكثرة الطعام .
ونقرأ القرآن ونتسابق فى إنجازه وخاصة فى شهر رمضان والحقيقة المنافسة
فى الخير مطلوبة ولكن لا بد ألا نقرأ القرآن دون تدبر
حتى لا نكون ببغاوات نقرأ دون فهم او إدراك .
وهذه هى الطامة الكبرى إذا تجد كل من يقابلك يبادرك بالسؤال المعهود " إلى أى جزء وصلت " .
القرآن الكريم هو بحر فياض عامر بالخير كلما تعمقت فيه كلما أزال ادرانك ووسع مداركك .
ومن اروع ما سمعت من توصيف للقرآن الكريم من والدنا
وشيخنا فضيلة الدكتور عمر عبد الكافى هو ان القرآن الكريم
" نص حكيم قاطع له سر "
وقد جاء هذا التوصيف بعد تجميع الأحرف المفردة التى تبدأ بها بعض السور
مثل " ألم " و " كهيعص " و " ألمر "
ثم إستبعاد الأحرف المكررة وترتيب الحروف فتكون النتيجة هذه الجملة
" نص حكيم قاطع له سر "
إخوانى واخواتى الكرام
إن التدبر فى كل ما حولنا يأخذ بيدك إلى الطريق . طريق معرفة مبدع هذا الكون وخالقه
ومن ثم الإذعان له والطاعة فالمعرفة الحقة هداية
التدبر يأتى من القلب ليشع بالنور على كل جوارحك فأعطى لنفسك أوقاتاً للتأمل
والتدبر والفهم وسيختلف حالك إلى مؤمن باليقين والبرهان .
لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
أقوال فى التدبــر
من القرآن الكريم :
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْ
وَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ }
سورة الغاشية
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
سورة الحج
من السنة المطهرة :
" أنه سأل أم سلمة – زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلاته ؟ !
فقالت : وما لكم وصلاته ؟ ! كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ،
ثم ينام قدر ما صلى ، حتى يصبح ، ثم نعتت قراءته ،
فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا "
الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية
المحدث:الألباني - المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم:1167
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
السلف الصالح
" كان الرجلُ منا إذا تعلّم عشرَ آياتٍ لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيَهن والعمل بهن "
وقال أيضاً
" لا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب "
ابن مسعود رضى الله عنه
" من استمعَ كتابَ الله وهو شاهدُ القلب والفهم، ليس بغافلٍ ولا ساهٍ
وهو إشارة إلى المانعِ من حصولِ التأثيرِ وهو سهْوُ القلب،
وغيبتُه عن تعقّل ما يُقال له، والنظر فيه وتأمُّله.
فإذا حصل المؤثّر: وهو القرآن ...
والمحلّ القابلُ: وهو القلبُ الحي ...
وُوجِد الشرطُ: وهو الإصغاءُ ...
وانتفى المانعُ: وهو اشتغالُ القلب، وذهولُه عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر ...
حصل الأثرُ: وهو الانتفاع والتذكُّر."
ابن قتيبة
" إِنَّ التدبر هو التأمُّل "
الإمام الشوكانى
" التدبّر مِفتاح حياةِ القلب"
ابن القيم
" يأمر الله تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمُّل في معانيه،و تحديق الفكر فيه،
و في مبادئه و عواقبه، و لوازم ذلك"
الإمام السعدى
لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ(إذا زلزلت) و(القارعة) لا أزيد عليهما،
وأتردد فيهما، وأتفكر أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآن (أي أقرأه بسرعة )
محمد بن كعب القُرَظِي
" ركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب "
ابن عباسٍ رضي الله عنهما
أختكم فى الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :17  (رابط المشاركة)
قديم 29.09.2011, 22:02

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية الاعتراف بالفضل والجميل


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الإعتراف بالفضل والجميل
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أحمد الله و أستعينه و أستغفره
و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
يقول الشاعر :
علامة شكر المرء إعلان حمده فمن كتم المعروف منهم فما شكر
إذا ما صديقي نال خيرا فخانني فما الذنبُ عندي للذي خان أو فجر
لا ينكر الفضل إلا جاحد و لا ينساه إلا متكبر و نكران الفضل
و عدم الإقرار به سواء لله عز و جل أو للناس سلوك مشين ترفعت عنه الحيوانات .
فكم من حيوانات أليفة و غير أليفة " أعزكم الله " حفظت الجميل
و شعرت بالمعروف و وضح ذلك فى بعض السلوكيات التى سمعناها من خلال بعض القصص .
و الإعتراف بالجميل و الفضل و الإعتراف به لا ينقص من قدرك على الإطلاق
و لكنه ينم عن أصل طيب و شخصية ملتزمة و يدل على أنك من أهل الحمد
و ذلك بالشهادة النبوية الشريفة
فى قوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ،
و من لم يشكر الناس ، لم يشكر الله ،
و التحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ،
و الجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب )
الراوي : النعمان بن بشير رضى الله عنه
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 976
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح .
و إن كنا نتحدث عن الإعتراف بالجميل و الفضل فمن باب أولى أن نعترف بنعم الله علينا
التى لا تعد و لا تحصى و أولها نعمة الإسلام و يا لها من نعمة .
و إن شكرنا الله عليها ليل نهار ما عادلنا حق الشكر و الحمد لهذه النعمة العظيمة .
كما يجب أن نقر و نعترف بالجميل و الفضل لسيدنا محمد حبيبنا و قرة أعيننا
و الذى بعثه الله بالحق ليخرجنا من الظلمات إلى النور بإذنه و أدخر دعوته ليشفع لنا
يوم لا ينفع مال و لا بنون فكم له من أفضال علينا عليه الصلاة و السلام .
كما يجب أيضاً ألا ننسى أفضال الصحابة الكرام و أولهم سيدنا ابو بكر رضى الله عنه
و كذلك امهاتنا أمهات المؤمنين و أولاهن أمنا و سيدتنا السيدة خديجة رضى الله عنها .
فما فعلوه من أجل إعلاء راية الإسلام عالية لا يمكن نكرانه او تجاهله
فجزاهم الله عنا خير الجزاء و جمعنا و إياهم و فى زمرتهم اللهم آمين .
أما نحن و ما أدراكم ما نحن " إلا من رحم ربى " غلبت علينا لغة المصالح و الأهواء
و كما يقول شيخنا و والدنا الدكتور وجدى غنيم
" الدنيا مصالح يا أبو صالح شوف مصلحتك "
و بمجرد أن تتنهى المصلحة ندير ظهورنا لأصحاب الفضل و نتجاهل المعروف
و ديننا العظيم يقر ذلك و يؤكده فى قوله تعالى :
{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }
و عدم الشكر نوع من أنواع البلاء أعاذنا الله و إياكم منه كما جاء على لسان سيدنا سليمان
{ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }
و ما أروع البلاغة فى هذه الآية الكريمة حيث يوضح الله عز و جل أنه فى غنى عن شكركم
و ليس ذلك فحسب و لكنه كريم بحر عطاؤه لا ينضب و لا ينتهى مع هذا الجحود و النكران .
كما يوجد مظهر غريب من مظاهر نكران الجميل و عدم الإعتراف بالفضل
و هو ما يتجلى واضحاً بين الزوجين و خاصة من الزوجة عندما تكفر العشير
و تنسى لزوجها كل ما فعله من أجلها لمجرد سبب تافه فتكفر بعشرته و تنسى حبه و مودته لها
و تخبره أنها لم ترى منه خيراً قط .
كما أن هذا السلوك الغريب و للأسف الشديد يظهر الآن بين بعض الأولاد ناحية الآباء
عندما ينكرون فضل الأبوين و تتعالى أصواتهم بإنخفاض مستوى المعيشة رغبة فى التقليد الأعمى .
و هنا يتناسى الجميع فضل الابوين الذى أكدت عليه الشريعة
" قرآناً و سنةً "
و فضل الأبوين و جميلهما لا يمكن حصره فى مال أو ملبس أو مأكل
و إنما هو فضل لن يستطيع أحد أن يكافئه كما يجب أن تكون المكافئة .
إن الشكر و الإعتراف بالفضل و الجميل هو من كريم الخصال و حسن الخلق و التأدب
الذى تغرسه فينا تعاليم الإسلام السمحة العظيمة فلا تنسى صاحب فضل و قدر له معروفه
فشكرك له شكر لله عز و جل .
و الإعتراف بالجميل و المعروف يعتبر من اكثر الأخلاق الطيبة التى تزيد
روابط المودة و الرحمة بين المؤمن و ربه و بين المؤمن و أخيه .
فلنرتقى و نحفظ للناس فضلهم فى قلوبنا و نشكرهم بألسنتنا فيظل حبهم و ودهم فى أرواحنا .
و لنتذكر أن عدم الإعتراف بالفضل و الجميل و شكر الناس
قد يؤدى إلى عزوف الطيبين و الصالحين عن فعل الخير و قضاء الحوائج .
أقوال فى الإعتراف بالفضل و الجميل
من القرآن الكريم و الذِكر الحكيم :-
{ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
البقرة : 237
و من السنة المطهرة الشريفة :-
( من استعاذ بالله فأعيذوه ، و من سأل بالله فأعطوه ،
و من دعاكم فأجيبوه ، و من صنع إليكم معروفا فكافئوه
فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه )
الراوي : عبدالله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
المحدث : النووي
المصدر : تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم : 547
خلاصة حكم المحدث : صحيح
و من أقوال السلف الصالح
لأشكرنك معروفا هممتَ به إن اهتمامك بالمعروف معروف
و لا ألومك إن لم يُمضه قدرٌ فالشيء بالقدر المجلوب مصروف
شاعر قديم
" الواجب على المرء أنْ يشكر النعمة ، و يحمد المعروف على حسب وسعه و طاقته ،
إنْ قدر بالضِّعف ، و إلا فبالمثل ، و إلا فبالمعرفة بوقوع النعمة عنده ،
مع بذل الجزاء له بالشكر و قوله له :
جزاك الله خيراً "
أبو حاتم ابن حبان
" تروي الكتب أن إنساناً يمتطي جواده في الصحراء ،
و في أيام الحر الشديدة رأى رجلاً ينتعل الرمال الحارة و كأنه الجمر فدعاه لركوب الفرس ،
إذا بهذا الإنسان أحد لصوص الخيل ما إن أعتلى الفرس حتى دفع صاحبها إلى الأرض ،
و عدا بالفرس لا يلوي على شيء ، ماذا قال صاحب الفرس ؟
يا هذا لقد وهبت لك هذه الفرس و لن أسأل عنها بعد اليوم ،
و لكن إياك أن يشيع الخبر في الصحراء فتذهب منها المروءة
و بذهاب المروءة يذهب أجمل ما فيها "
" دخل سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه على مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقام سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه وقف للصديق و أجلسه مكانه ،
فتبسم النبي عليه الصلاة و السلام و قال :
( لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل )) .
(( سيدنا الصديق رضى الله و تعالى عقب وفاة النبي عليه الصلاة و السلام وقف مع سيدنا عمر و قال :
يا عمر مد يدك لأبايعك ، صعق سيدنا عمر قال : أي أرض تقلني ، و أي سماء تظلني ،
إذا كنت أميراً على قومٍ فيهم أبو بكر ؟ !!
قال الصديق : يا عمر أنت أقوى مني .
قال : يا أبا بكر أنت أفضل مني .
ثم قال عمر رضى الله عنه : يا أبا بكر قوتي إلى فضلك ))
رضى الله عنكم و أرضاكم يا سادتنا و جمعنا بكم فى الجنة
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :18  (رابط المشاركة)
قديم 29.09.2011, 23:01

ام البراء الاندلسيه

عضو

______________

ام البراء الاندلسيه غير موجود

فريق تحرير المجلة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 655  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.08.2013 (14:19)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خير اخى الكريم نقل طيب لموضوع قيم

جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء







توقيع ام البراء الاندلسيه
ساهموا في دعم منتديات زهر الفردوس


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :19  (رابط المشاركة)
قديم 02.10.2011, 17:10

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية مجالسة الصالحين منقول عن أمانى صلاح


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الشاعر :
عن المـــــــــــرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
الصالحون قوم لا يشقى بهم جليسهم أبداً كما ورد فى الحديث النبوى الشريف
ولن تجد معهم إلا الخير ولن تشقى بصحبتهم أبداً فتقرب منهم وإلزم مجالسهم
ولعل أقل ما يصيبك منهم هو الريح الطيب فعندما يقترن إسمك بصديق صالح تقى
فإنك بذلك تنل حب الناس وثقتهم وتخشى من الوقوع فى الخطأ خوفاً من الله أولاً
ثم إحتراماً وتقديراً فأنت على دين خليلك كما جاء أيضاً فى الحديث النبوى الشريف .
الجليس الصالح هو مرآتك الصادقة التى ليس بها رتوش تعكس صورتك كما هى دون زيادة أو مجاملة
يصارحك بعيوبك ويوجهك إلى الخير دون مصلحة أو غرض فى نفسه .
الجليس الصالح يد طاهرة تجذبك إلى الجنة وتقربك لها فلا تفلت هذه اليد
وتمسك بأيادى السوء والضلال .
والجليس الصالح ليس فى البشر فحسب ولكنه أيضاً يوجد فى بعض الجماد
وهذه وجهة نظرى الشخصية والتى أعتقد أن الكثيرين منكم سيوافقونى الرأى فى ذلك .
فمثلاً جهاز التلفاز قد يكون جليس سوء إن كان كل هدفك منه هو قنوات الأغانى الخليعة
والأفلام الماجنة وقد يكون صالحاً إن كان هدفك منه مشاهدة كل ما يوافق شريعتنا الحكيمة
وبالطبع الأمثلة كثيرة ومتعددة .
والحاسب الآلى قد تطوعه أنت ليكون جليسك السئ أو جليسك الصالح والفرصة بين يديك كاملة
والقرار لك وحدك فى إختيار ماهيته .
إن مجالسة الصالحين فيها المنافع كلها والخير كله وقد يكون جليسك له عظيم الأثر
فى تغيير مجرى حياتك بالكامل .
وكم من جلساء سمعنا عنهم ارتقوا بمن عرفوهم وأخذوا بهم لأول طريق الحق والنجاة
وهناك قصص عديدة ومعبرة فى هذا الأمر وأتذكر قصة حقيقية حدثت منذ فترة سمعتها
وظلت فى ذاكرتى لا تمحى عن رجل طيب القلب حسن الخلق ولكنه كان لا يواظب على الصلاة
فقرر رفاقه أن يلقنوه درساً للحفاظ على الصلاة من باب النصيحة والحب فى الله فقرروا جميعاً
عدم تناول الطعام معه فى فترة الراحة فى العمل كما تعودوا حتى يواظب على الصلاة .
وكم كان لهذا السلوك عظيم الأثر فى نفسه لبعد أصدقائه عنه وبدأ فى مراجعة نفسه
وشعر بعظم ما أهمل وهول ما تقاعس عنه .
وعاهد الله على الإلتزام بالصلاة المكتوبة والنوافل فقابل أصدقائه هذا التصرف بمنتهى السعادة .
وكم كانت خاتمته مبشرة إن شاء الله بكل خير .
فيا لها من صحبه ويا لهم من جلساء
وأما ما يحضرنى من قصة لجليس السوء فقد كانت لأسوأ جليس قد تعرفه فى حياتك كلها
ألا و هو أبو جهل وسوف انقل القصة لكم كما وردت فى الحديث الصحيح
عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ،
فقال عليه الصلاة و السلام :
( أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) .
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ،
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ،
ويعيدانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب ،
وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) .
فأنزل الله سبحانه و تعالى :
( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ ) .
و أنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء)
أي عبادة الأصنام، لا حول ولا قوة إلا بالله !
فبئس الجليس وبئس المصير .
فليبحث كل منا عمن يرتقى به ويجذبه إلى السعادة الأبدية ويدعوه إلى طريق الخير ألا وهو جليس صالح .
وليفر كل منا فراره من الأسد وينأى بنفسه عن جلساء السوء .
وخلاصة القول إخوانى وأخواتى هذه المقولة البليغة :
" إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري "
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا،
أن يجمعنا وإياكم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
أقوال فى مجالسة الصالحين
من القرآن الكريم :
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ *
يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ }
الزخرف : 67 - 68
من السنة المطهرة :
( مثل الجليس الصالح و السوء ، كحامل المسك و نافخ الكير ،
فحامل المسك : إما أن يحذيك ، و إما أن تبتاع منه ،
و إما أن تجد منه ريحا طيبة ،
و نافخ الكير :
إما أن يحرق ثيابك ، و إما أن تجد ريحا خبيثة )
الراوي : أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 5534
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح :
أحـب الصالحيـن و لسـت منهـم لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة
الإمام الشافعى
" من جالس خيرا أصابته بركته فجليس أولياء الله لا يشقى
و ان كان كلبا ككلب أصحاب الكهف "
أحد الحكماء
مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة :
من الشك إلى اليقين ، ومن الرياء إلى الإخلاص.
ومن الغفلة إلى الذكر ، ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة.
ومن الكبر إلى التواضع ، ومن سوء النية إلى النصيحة.
إبن القيم
" إني كنت لألقى الأخ من إخواني فلأكون بلقيه عاقلا أياما "
قوس بن عقبة
"عليك بإخوان الصدق فعش في اكنافهم فانهم زين في الرخاء وعدة في البلاء "
سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
وما المرء إلا بإخوانه كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الأجذم
شاعر قديم
"ما أعطيَ عبدُ بعد الإسلامِ خيرٌ من أخٍ صالحٍ يذكرُه بالله، فإذا رأى أحدُكم من أخيه وداً فليتمسك به "
سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
أختكم فى الله

أمانى صلاح الدين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :20  (رابط المشاركة)
قديم 09.10.2011, 22:12

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي أخلاقنا الاسلامية ... العدل ... بقلم أمانى صلاح


أخلاقنا الإسلامية العظيمة
( العــــدل )
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
يقول الشاعر :
و بطشُ الله لـــيــس لــه مــردٌّ و بطش العــبـدِ أقصاهُ انـتهاءُ
و حـكـمُ الظلم ليـس لـه دوامٌ و حكـم الحق شــيمـتُه الـبـقـاءُ
و غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ و غضّ الطرف عن جورٍغباءُ
فجاهِر بقـول الحقِّ و اصْـــبِرْ و عــند الله فـي ذاك الـجــزاءُ
العدل و ما أدراكم ما العدل عماد الأمر و أساسه و قوام الدنيا و زينتها .
به تستوى العلاقات و تسود المحبة فلا مكان لظلم و لا حقد و لا ضغينه و لا خوف
لأن من عدل امن و نام قرير العين مرتاح الضمير .
العدل أمر ربانى :
{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ }
الأعراف 29
و أيضاً
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }
النحل90
و وعد بالأمن :
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
الأنعام 82
.
إن العدل من الصفات التى يجب أن يلتزم بها كل مسلم :
فيجب أن يكون عادلاً بين أولاده لا يميز بينهم فيعطى أحدهم و يمنع الآخر .
أو يميز فى المعاملة بين الذكر و الأنثى .
و يجب أن يكون عادلاً إن كان متزوجاً أكثر من زوجة لأن هذا الأمر بالذات
قد يتسبب فى فرقة بين الأبناء و قد حدث ذات يوم أن كنت أتحدث فيه لطفل
تزوج أبوه من ثلاث زوجات و للأسف الشديد كان يعامل إحداهن بطريقة خاصة جداً
و كذلك أبناء هذه الزوجة و صدمنى طفل عندما كنت أسأله عن أخيه من زوجة أبيه
فقال لى ببراءة شديدة " آه أخويا التقليد " و كانت هذه نتيجة طبيعية لإحساس هذا الطفل
بفروق فى المعاملة و افتقاد للعدل المنشود .
كما يجب أن يراعى كل رئيس العدل بين مرؤوسيه على حد سواء
و أن يعطى كلاً على قدر جهده و إجتهاده بما يستحق .
و القاضى يجب أن يكون عادلاً لا ينظر إلى حسب أو نسب أو إلى سلطان أو جاه أو إلى غنى أو فقر
و الكل فى نظره سواء و يضع أمامه هدفاً سامياً ألا و هو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
و التاجر يجب أن يكون عادلاً فى الكيل و الميزان يتقى الله و يعطى كل ذى حق حقه .
و المعلم يجب أن يكون عادلاً بين طلابه لا يجور على مجتهد و لا يكافئ كسولاً
لمجرد أنه من مجموعة دروسه الخصوصية !!
كل فى مجاله يجب أن يكون عادلاً لا يتأثر برحم أو قرابة و لا يخشى بطش أو سلطان .
يتعامل كما يجب مع كل الناس بالعدل و القسط .
لابد أن تضبط ميزانك المادى و المعنوى لكى يكون متزناً طوال الوقت و لا تطفف كفه
على حساب الأخرى و تذكر أن هناك عين لا تغفل و لا تنام .
و احترس من الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة .
و كما يقول الشاعر :
و العادلون بيننا مثل النجوم في الظلم فاعدل و لو مع الذي جار عليك او ظلم
و كن تقيا مخلصا يرعى الحقوق و الذمم و لتحذر الظلم فان الظلم يفضي للندم
يا ويل كل ظالم من دعوة الذي ظلم يرفعها الى السماء رب عزيز منتقم
يقسم ان نصرها و هو الأبر بالقسم
أقوال فى العدل
من القرآن الكريم :
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
الانعام 152
من السنة المطهرة :
( إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور ،
على يمين الرحمن ، الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا )
الراوي :عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم : 5394
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح
ذات يوم، اختلف الإمام على - رضي الله عنه - مع يهودي في درع فذهبا إلى القاضي ،
و قال الإمام علي : إن هذا اليهودي أخذ درْعِي ، و أنكر اليهودي ذلك ،
فقال القاضي للإمام علي : هل معك من شهود ؟ فقال الإمام علي : نعم ،
و أحضر ولده الحسين ، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه .
لكن القاضي قال للإمام علي : هل معك شاهد آخر ؟ فقال الإمام علي : لا .
فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي ؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده .
فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين و رضى .
صدقتَ و الله يا أمير المؤمنين .. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها ؛
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله .
فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه .
" إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه"
أحد الحكماء
الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له و القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه
سيدنا أبو بكر الصديق
" إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة و عاقبة العدل كريمة "
ابن تيمية
" حصنها بالعدل و نقّ طريقها من الظلم "
سيدنا عمر بن عبد العزيز فى كتابه لأحد الولاة الذى طلب مالا لتحصين المدينة
" لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي العادل "
صلاح الدين الأيوبي بعد النصر في معركة حطين
أختكم فى الله





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أهالي, منقول, أخلاقنا, مجالسة, والوسطية, والجنين, والرضا, وتطبيق, الناس, المحراب, المريض, الأرض, الإسلامية, اماني, الاخبار, الاسلامية, الاصلاح, الاعتداء, الاعتراف, التهادى, التوكل, التدبر, التجسس, البشر, التعفف, الدين, الدجال, الرجل, الشورى, الصالحين, الصبر, الشرع, الظل, العين, العظيمة, احترام, بالفضل, بقلم, سلاد, زيارة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
سلسلة أخلاقنا أمــة الله قسم الأسرة و المجتمع 17 29.11.2010 11:13
( هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،، يا أيها الآخر ،،) بقلم صلاح جاد سلام صلاح جاد سلام تعرف على الإسلام من أهله 3 08.11.2010 22:19



لوّن صفحتك :