القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :11  (رابط المشاركة)
قديم 24.01.2012, 11:09

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي




10- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أولاً: تعريفه وأنواعه:‏
المعروف: يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير، وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه. وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏
‎‎ المنكر: ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وسمّي منكراً، لأن أهل الأيمان ينكرونه ويستعظمون فعله.‏
‎‎ والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل: شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه، وغيرها من أعمال القلوب، وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏
‎‎ والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل: الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب: كالزنا والقتل والسحر وأكل أموال الناس بالباطل، والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار، وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وسائر البدع الاعتقادية والعملية، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.‏

ثانياً: حكمه:‏
‏ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات، وأكبر المهمات، وقد دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع. وقد دلت النصوص على الأمر به، وجعله من الصفات اللازمة للمؤمنين، وسبباً لخيرية الأمة وأن تركه يؤدي لوقوع اللعن والإبعاد ونزول الهلاك وانتفاء الإيمان عمن قعد عنه حتى بالقلب.
يقول تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [آل عمران: 104].
ويقول تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } [النحل: 125].
ويقول عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم. ‏

ثالثاً: مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏
‏ لقد بين صلى الله عليه وسلم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ثلاث:‏ ..
‎‎ المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة، وذلك خاص بمن له ولاية من مسؤول أو محتسب ممن يقدر على ذلك. وهكذا المرء مع أهله وأولاده، يأمرهم بالصلاة وسائر الواجبات، وينهاهم عما حرم الله.‏
‎‎ المرتبة الثانية: إن عجز المحتسب عن الإنكار باليد انتقل إلى الإنكار باللسان، فيعظهم ويذكرهم ويعاملهم بالأسلوب الحسن مع الرفق، ويستعمل الألفاظ الطيبة والكلمات المناسبة، حتى لو قوبل بالسوء فهو لا يقابل إلا بالتي هي أحسن.‏
‎‎ المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب وهي آخر المرتب، ولا رخصة لأحد في تركها ألبته، بل يجب ترك المنكر وبغضه بغضاً تاماً مستمراً. وهذا يقتضي مفارقة أهل المعصية ومجانبتهم حال معصيتهم..
يقول تعالى: {وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، إنّكم إذاً مثلهم } [النساء: 140].
ففي الآية نهي صريح عن مجالسة أصحاب المنكر حال مواقعته، حتى يتحولوا عنه، وإلا كانوا مثلهم في الإثم، لرضاهم بذلك.

رابعاً: وسائله وأساليبه:‏
قال تعالى: {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } [النحل: 125]...
فالدعوة بالحكمة تكون بحسب حال المدعو وفهمه، وقبوله، ومن الحكمة: العلم والحلم والرفق واللين والصبر على ذلك. والموعظة الحسنة: تكون مقرونة بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد والمجادلة بالتي هي أحسن. وهي الطرق التي تكون أدعى للاستجابة عقلاً ونقلاً، لغة وعرفاً .‏
‎‎ قال سفيان الثوري: "ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه ".‏
‎‎ ووسائل الخير كثيرة لا تحصر، فيسلك الداعي فيها أفضل الطرق، وأدعاها للقبول والاستجابة، ومنها: الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، والعناية بتربية الأولاد ونشر العلم الشرعي، والإحسان إلى الناس بالقول والفعل، والكتابة والنصيحة المباشرة لصاحب المنكر، ومعاونة أفراد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشد أزرهم.

خامساً: قصص نبوية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏
1. ‏عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده .فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله لا آخذه ابداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم.‏
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ، وقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرده وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ) فرجع ثلاثا،ً فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني؟ فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها ) رواه البخاري.‏
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد تحجرت واسعاً ) ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع إليه الناس فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه سجلاً من ماء ، أو قال: ذنوباً من ماء ) رواه أبو داود، ووصحه الألباني. تحجرت واسعاً: ضيقت ما وسعه الله، وخصصت به نفسك دون غيرك.‏
‎‎ الذنوب: الدلو العظيمة.‏

اللهم اجعلنا من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ...
اللهم اجعلنا ممن يقيمون حدود الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
قديم 25.01.2012, 12:23

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



11-الأمانة

هي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، منها :
1- الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ، قال تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ). قال القرطبي في تفسير هذه الآية : الأمانة تعم جميع وظائف الدين ا هـ .
وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ). وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين . وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع .

2- كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ، وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله .

3- العرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها

4- الولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .

5- العمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )( ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال : ( ………. وإنها أمانة ……… )

6- السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة ) ومن أشد ذلك إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ).

7- الأمانة ، بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .

الأمر بحفظ الأمانة :
قد أمر الشارع بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في نصوص كثيرة منها :
‌أ- قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) . ذكر ابن كثير ـ رحمه الله ـ أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان :
1- حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما .
2- حقوق العباد كالودائع وغيرها .

‌ب- وقال تعالى في صفات المؤمنين ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون).

‌ج- وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )
قال ابن كثير: والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار ، وعن ابن عباس في الأمانة قال : الأعمال التي أؤتمن عليها العباد .

‌د- وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ".

‌ه- وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ).

مما ورد في فضل الأمانة
قال صلى الله عليه وسلم : الخازن الأمين المسلم الذي ينفذ ما أمر به كاملاً موفراً طيبة به نفسه ، فيدفعه إلى الذي أمر له به ، أحد المتصدقين ).

الخيانة من الكبائر :
الخيانة من كبائر الذنوب ، قال الإمام الذهبي في كتاب الكبائر : والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . اهـ وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ).

من صور الأمانة :
1- قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم : " اشترى رجل من رجل عقاراً له ، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم ابتع منك الذهب ، فقال الذي شرى الأرض ( أي : الذي باعها ) : إنما بعتك الأرض وما فيها ، قال : فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ، قال : أنكحوا الغلام بالجارية ، وأنفقوا على أنفسكما منه ، وتصدقا "

2- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل أنه سأل رجلاً من بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيدا ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلا ، قال : صدقت ، فدفعها إليه على أجل مسمى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مركباً يركبها ، يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ، فأخذ خشبة ونقرها ، فأدخل فيها ألف دينار ، وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم زجج موضعها ، ثم أتى بها البحر ، فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألني شهيداً فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بذلك ، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر ، وإني استودعكها ، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده .

فخرج الرجل الذي كان أسلفه ، ينظر لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشية التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطباً ، فلما نشرها وجد المال والصحيفة . ثم أقدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار ، فقال : والله ما زلت جاهداً في طلب مركبة لآتيك بمالك ، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه ، قال : هل كنت بعثت إلي شيء ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه ‍‍‍‍‍‍‍. قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة ، فانصرف بالألف دينار راشداً





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :13  (رابط المشاركة)
قديم 29.01.2012, 12:12

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



12 - التعاون على البر

ويقول الشيخ رحمه الله فى فضيلة التعاون على البر

حقيقة البر
يقول الحق سبحانه وتعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} المائدة2. فما هو البر؟

البر: ما اطمأنت اليه نفسك، والاثم: هو ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه أحد، بمعنى: أن الأمر الذي تفعله وتخاف أن يطلع عليه الناس، هو الاثم، لأنه لو لم يكن اثما لحببت أن يراك الناس وأنت تفعله.
اذن فقول الحق سبحانه وتعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} هو أن كل جماعة من الناس تأتي لتتعاون على مشروع خيري فنقول لها: فليبارك الله لك ونشد على يديك، ولكن نحذرك من شيء واحد هو ألا تجعلي لجمعياتك نشاطا ينتسب الى غير دينك، مثال ذلك تلك الجمعيات المسماة بـ الروتاري أو ما شابه ذلك من الأسماء المشبوهة والوافدة الينا من الغرب ويقال ان نشاطها خيري، لماذا لا تقدمون الخير ما دام منكم ولاخوانكم باسم الاسلام.
ان الخير كل الخير ألا ننخرط في هذه الجمعيات فان بدا فيها خير ظاهر فما تبطنه من شر أضعاف مضاعفة، وان كان لواحد منا طاقة على العمل الخيري فليفعل ذلك من خلال دينه وعقيدته، وليعلم كل انسان أن الاسلام طلب منا أن تكون كل حياتنا للخير وذلك ما يجب أن يستقر في الأذهان حتى لا يأخذ الظن الخطأ كل ما يصيبه الخير من هذه الجمعيات أن الخير قادم من غير دين الاسلام أن من أميز ما يميز المؤمن.. { وكانوا يسارعون في الخيرات} الأنبياء 90..
وليعلم كل مسلم أنه ليس فقيرا الى القيم حتى يتسولها من الخارج، بل ان في دين الاسلام ما يغنينا جميعا عن هؤلاء، فاذا كنا نفعل الخير، ونقدم الخدمة الاجتماعية للناس، فلماذا لا نسميها بمسمياتنا نحن؟ ونأخذ أهدافها من ديننا نحن؟ ولماذا نجري وراء كل ما هو غربي؟
ولنقرأ جميعا قول الحق سبحانه وتعالى:{ ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين} فصلت 33.

**
التعاون على البر
يقول الحق سبحانه وتعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} المائدة 2.

الحق سبحانه وتعالى يريد منا أن ننمي الخير ونمنع الهدم، وما دمنا نتعاون على الخير فعلى كل منا أن يعرف أنه يستطيع أن يقيم كل أبنية الخير، اننا نسأل الفقير فنجده أحيانا صاحب ثوب واحد، ويتناول وجبة واحدة، وعندما تسأله من أين تأتي برغيف الخبز فانه يشير الى البقال الذي أعطاه هذا الرغيف، وهذا يلفتنا الى أن الله قد سخر البائع أن ياتي بالخبز ليشتري منه كل الناس، ولو سألت البائع من أين أتيت بالخبز الذي تبيعه لقال لك أنه من المخبز.
وعندما نذهب الى المخبز فنجد بعض العمال يعجنون الدقيق وآخر يخبز، ولو سألت صاحب المخبز من أين أتيت بالدقيق الى المخبز؟ لقال لك من المطحن.
وفي المطحن نجد عشرات العمال والمهندسين يعملون من أجل طحن الدقيق، وهذا يلفتنا الى قدرة الله سبحانه الذي سخر بعضا من الممولين الذين اشتروا هذه الآلات الضخمة التي لا يستطيع فرد واحد أن يشتريها بمفرده، وهذه الآلات الضخمة قامت بانتاجها معامل ومصانع ضخمة فيها الكثير من العلماء الأفذاذ الذين قاموا بدراسة الحركة والطاقة من أجل تصميم هذه الأجهزة.
ان الانسان عندما يأكل رغيفا واحدا يعلم أن هناك عشرات من الدول والأفراد يعملون من أجل هذا الرغيف، وتلك مشيئة الحق سبحانه وتعالى من أجل تنظيم كل حركة الحياة، فالبقال الذي عرض الخبز عاون الناس، وكذلك الخباز، ومن قبله الطحان والعجان، والذي استورد الآلة، والذي صمم الآلة، والكلية التي علمت المهندس الذي صممها.
اذن فالكل يتعاون من أجل رغيف خبز، ولا أحد منا يفكر في هذا الرغيف الا ساعة أن يجوع، فحركة الحياة كلها تمّ بناؤها بالتعاون بين خلق الله كلهم، فالكل مسخر لخدمة الكل.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :14  (رابط المشاركة)
قديم 05.02.2012, 12:09

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي




13-الشكر

ما هو الشكر؟

الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.


شكر الأنبياء:
كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}.
[النحل: 120-121].
ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3]. وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
[أبو داود والنسائي].
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)
[متفق عليه].

أنواع الشكر:
المسلم يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ومن أنواع الشكر:
شكر الله: المسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليه، ولا يكفر بنعم الله إلا جاحد، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].
ويقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
ونعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: 34].
ويقول تعالى: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} [الملك: 23].
ويقول تعالى: {وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].
ويقول تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [القصص: 73].
ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، قال تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11].
وقال صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) [البيهقي]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) [مسلم والترمذي وأحمد].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) [أبوداود والترمذي].
وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ..
والرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟!
فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) [الترمذي وأحمد]..
وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء.

شكر الوالدين: أمر الله -عز وجل- بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى: {أن اشكر لي ولواديك إلي المصير} [لقمان: 14]. فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.

شكر الناس: المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد].
وأحق الناس بأن تقدم له الشكر مُعَلِّمُك؛ لما له عليك من فضل، قال الشاعر:
قُم للمُـعَلِّم وفِّـه التبـجـيـلا
كــاد العلـم أن يكـون رســولا
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. قال صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) [الترمذي والنسائي].

فضل الشكر:
إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7]. وقال سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا} [النساء: 147]. وقال الحسن: كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.

عدم الشكر وآثاره: المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله -سبحانه- على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وقال الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم. وقال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7]. فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين.

يحكى أن
رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟
فقال له: يا هذا، أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.

يحكى أن
رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.
فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :15  (رابط المشاركة)
قديم 15.02.2012, 12:27

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي





14 - الرحمة ..

دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيده
الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه].

*يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).
فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟
قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) [البخاري].

*ما هي الرحمة؟

الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.


ويقول الشاعر:
ارحم بُنَي جمـيــع الخـلـق كُلَّـهُـمُ ... وانْظُرْ إليهــم بعين اللُّطْفِ والشَّفَقَةْ
وَقِّــرْ كبيـرَهم وارحم صغيـرهــم ... ثم ارْعَ في كل خَلْق حقَّ مَنْ خَلَـقَـهْ


رحمة الله:

يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54].
ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 64].

ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].

فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو،

فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:

الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك،
فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128].
وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} [الأنبياء: 107].
وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159].

*وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [أحمد].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم عند وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن بن عوف ويقول: وأنت يا رسول الله؟!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [البخاري].

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو ينوي إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما يخففها إشفاقًا ورحمة على الطفل وأمه.

قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة، فأريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز لما أعلم من شدة وَجْدِ (حزن) أمه من بكائه) [متفق عليه].

رحمة البشر:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].

والمسلم رحيم في كل أموره؛ يعاون أخاه فيما عجز عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر، ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما.
والمسلم يرحم نفسه، بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات.


الغلظة والقسوة:

حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة، وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا .....
فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)
[أبو داود والترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) [متفق عليه].
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قسوتها وغلظتها مع قطة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة (قطة) ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض (دوابها كالفئران والحشرات)) [متفق عليه].
فهذه المرأة قد انْتُزِعَت الرحمة من قلبها، فصارت شقية بتعذيبها للقطة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة.


أما المسلم فهو أبعد ما يكون عن القسوة، وليس من أخلاقه أن يرى الجوعى ولا يطعمهم مع قدرته، أو يرى الملهوف ولا يغيثه وهو قادر، أو يرى اليتيم ولا يعطف عليه، ولا يدخل السرور على نفسه؛ لأنه يعلم أن من يتصف بذلك شقي ومحروم.


اللهم اجعلنى ممن يعفو ويسامح ويرحم ويعطف ويفرج عن الناس كربهم





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :16  (رابط المشاركة)
قديم 16.02.2012, 10:16

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



15 - كظم الغيظ


ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى فضيلة كظم الغيظ


كظم الغيظ
يقول الحق سبحانه وتعالى في وصف المتقين{ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} آل عمران 134.
ان من صفات المتقين كظم الغيظ، فعندما جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم خبر مقتل عمه حمزة وقالوا له: ان هندا قد انتزعت كبده وأكلته، فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم هل مضغتها؟.
قالوا: لا، لفظتها.
لقد جعلها الله عصية عليها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان الله ليعذب بعض حمزة في النار كأنها هي ستذهب الى النار لو أكلتها لتمثلت خلايا كبده وعندما تذهب هند الى النار فمعنى ذلك أن بعض حمزة قد دخل النار، لذلك فكان لا بد أن تكون كبد حمزة عصية عليها وتلفظها، ولما كان مقتل حمزة رضي الله عنه من المواقف التي سببت ألما شديدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: لأن أظفرني الله بهم لأقتلن منهم سبعين، وهنا جاء القول الحق:{ والكاظمين الغيظ}.
ان الحق سبحانه وتعالى يأخذ ذروة الحدث وقمته في رسول الله من أكثر شيء اغتاظ منه، فيرشده سبحانه ويعلمه وينزل عليه القرآن الكريم وفيه:{ وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}. النحل 126.
ذلك حتى نعرف أن الله لا ينفعل لأحد، لأن الانفعال من صفات الأغيار، لذلك أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم{ وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} فكان كظم الغيظ، وكانت التوجيهات الالهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أحداث أحد ثم بعد ذلك يشيعها الحق قضية عامة لتكون في السلم كما كانت في الحرب، ولتكون أيضا معلما ومرشدا للناس للارتقاء في مراتب اليقين.
ان الأمور المعنوية مأخوذة من الحسيات، فأصل الكظم أن تملأ القربة، والقربة هي وعاء نقل الماء عند العرب مصنوعة من جلد مقلوب، فاذا ملئت بالماء شدّ على رأسها، أي ربطت ربطا محكما عند فوهتها بحيث لا يخرج منها ما فيها، وهذا يسمى كظم القربة، أي ملؤها وربطها بشكل جيد.
والقربة بطبيعتها لينة، فلو وضعت على ظهر الدابة أو حملها رجل دون كظمها حينئذ يندفع الماء خارجا منها، ولكن كظم القربة يجعل الماء لا يخرج منها.
كذلك كظم الغيظ يصنع في النفس البشرية هياجا، ولا يمنع الله الهياج في النفس، لأنه انفعال طبيعي، وهذه الانفعالات الطبيعية لو لم يردها الله لمنع أسبابها في التكوين الانساني، ولكن الحق يريدها لأشياء، مثال ذلك الغريزة الجنسية فيريدها الله لبقاء النوع ولكنه يهذبها.
وكذلك الغيظ فهو طبيعة بشرية، والاسلام لا يريد من المؤمن أن تكون عواطفه في قالب من حديد، ولكن الاسلام يطلب من المؤمن أن ينفعل للأحداث الانفعال المناسب للحدث، الانفعال المثمر، لا الانفعال المدمر.
وقول الحق سبحانه وتعالى:{ والعافين عن الناس} آل عمران 134، يبين أن هناك فرقا بين الانفعال في ذاته الذي يبقى في النفس وتكظمه، وبين العفو، فالعفو هو: أن تخرج الغيظ من قلبك، وأن تمحو كل أثر لما جرى، وكأن الأمر لم يحدث، وهذه مرتبة ثانية. أما المرتبة الثالثة: فهي أن تنفعل انفعالا مقابلا فعندما تريد أن تعاقب فأنت تستبدل ذلك بالاحسان اليه.
اذن ففي الآيات ثلاث مراحل:
الأولى: كظم الغيظ.
الثانية: العفو.
الثالثة: أن يجاوز الانسان الكظم والعفو بأن يحسن الى المسيء اليه، وهذا هو الارتقاء في مراتب اليقين.
ولكن ما معنى الارتقاء في مراتب اليقين؟
أنه عندما لا تكظم غيظك وتنفعل، فالمقابل لك أيضا أنك لا تستطيع أن تضبط انفعالك بحيث يساوي انفعاله، ويكون المقابل لك ممتلئا بالحدة والغضب، بل قد يظل الغيظ آنذاك ناميا، لكن اذا ما كظمت الغيظ، انخفض في المقابل لك الغضب وبذلك ستنتهي المشكلة.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :17  (رابط المشاركة)
قديم 18.02.2012, 13:13

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



16 - المعاملة باحسان


ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله عن فضيلة المعامله بالإحسان


المعاملة بالإحسان

الحق سبحانه وتعالى أمرنا بمعاملة الوالدين بالاحسان، لأنهما السبب المباشر في وجودنا، وكما ربى الله عباده على النعم، فالوالدان مكلفان من الحق أن يربيا الابن صغيرا.
والاحسان للوالدين هو الأمر الذي يجب أن تزيد فيه الرعاية عن المطلوب، فليست رعاية الوالدين مجرد نفقة مادية يؤديها الانسان على كره منه، انماهي القيام برعايتهما بما يرتفع ويزيد من حدود الرعاية التقليدية، واذا كان الله تعالى فرض على كل مؤمن أن يعامل اخوانه بالحسنى الا انه سبحانه خص وأكد على ثلاث طوائف هي:

الطائفة الأولى: الوالدان:

ان رعاية الوالدين أمر لا يستحب فيه القيام بالواجب في أقل الحدود، وانما يجب أن يكون أعلى بأكثر من المطلوب، وحتى نفهم معنى الاحسان فلنا أن نعرف أن الذي يصلي الفروض الخمسة هو انسان أدى ما عليه، ولكن اذا جاء في الليل وصلى عشر ركعات أو عشرين ركعة طلبا في زيادة في المثوبة والأجر من الله تعالى، فذلك ارتقاء من مرتبة الأداء الى مقام الاحسان، وهو الذي يفتح للانسان المؤمن الود مع الرحمن سبحانه وتعالى. ولذلك نجد الله سبحانه وتعالى يقول عن أصحاب مقام الاحسان:{ ان المتقين في جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم، انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} الذاريات 15ـ19.
الله تبارك وتعالى يوضح مرتبة الاحسان فيصف سبحانه أهلها بأنهم لا يقومون فقط بما فرض عليهم من فرائض، بل يزيدون عليها فيدخلون بأنفسهم مقام الايمان، ثم يترقون بكثرة الطاعات وعمل الخيرات ومراقبة الله تعالى في كل أمر فيدخلون الى مقام الاحسان.
انهم لا يقومون الى الصلاة في ميقاتها فقط، ولكن يزيدون عليها بالنوافل، ولا يقومون بالفرائض فقط، ولكن يزيدون عليها بالاستغفار والذكر والتضرع الى الله تعالى في السحر، ولا يؤدون الزكاة فقط، ولكنهم يعتبرون أن أي مال لهم هم مستخلفون فيه، ويعتبرون أن للسائل والمحروم حقا فيه، وهكذا يكون الاحسان.
ان الله أمر بالاحسان للوالدين وهو أن يقوم الابن بما يتجاوز ما هو مفروض لهم خشية لوم الناس، بل هو الارتفاع بمعاملة الأب والأم الى مقام الاحسان ومرضاة الله تعالى، ووفاء حقهم عليه.

الطائفة الثانية: ذوو القربة.

ان الحق سبحانه وتعالى يحرض على السعي في طلب الرزق ويرغب فيه، ليعود بالنفع على المجتمع كله، فعندما يعمل الانسان عليه أن يجدّ في عمله ليعود ثمرة عمله عليه ويفيض منه ما ينفق على والديه وأقاربه، وليس هنا فحسب فكل ضعاف المسلمين، وأبناء السبيل يجب أن يكونوا في باله حينما يسعى للرزق وعندما يعمل كل انسان بهذا الفكر فلا بدّ للمجتمع كله أن يرتقي، ولسوف نجد دوائر الأقارب ترقى في مستوى انساني لا يسمح بفوارق شاسعة في مستويات الحياة، وعندما تترقى دوائر القربى وتزدهر العلاقات الانسانية فانه ينقي النفوس من جشع الثراء ولو على حساب الأقربين، أو جشع تدمير الآخرين، ومثال على ذلك تلك السلسلة من العمارات السكنية التي تنهار من وقت لآخر أقامها الطمع الجاهل، واستبد بأصحابها الجشع القاتل فأصاب المجتمع بكوارث، ان تمّ علاجها ماديا فسوف تأخذ وقتا لعلاج آثارها النفسية، وذلك لغيبة الايمان في قلب من أقامها، وضاع الضمير في سبيل الحرص على سرعة الثراء مما أودى بحياة ساكني هذه المباني الى الهلاك.
ان الاحسان في معاملة ذوي القربى يجعل من المجتمع الانساني مجتمعا متكافلا متآزرا فلن نجد فقيرا يعاني من العوز، ولن نجد مسكينا الا في أقل القليل، ولذلك علينا أن نلحظ أن الحق سبحانه وتعالى لم يشرع نظام الزواج وعلانيته الا ليضمن سعادة الأفراد والمحافظة على الأنساب وضرورة التكافل الاجتماعي، فيجعل من الانسان مسؤولية ايمانية هي رعاية والديه وأقاربه، فلن نجد في دائرة القربى لرجل أعطاه الله المال الكثير وهو حسن الايمان من يشكو العوز، لأن الارتفاع الى مقام الاحسان يتطلب من الغني أن يرعى حق الله في ذوي قرباه.

الطائفة الثالثة: اليتامى

الانسان اليتيم هو الذي فقد الأب المسؤول عن الرعاية ماديا ومعنويا بينما نجد في الحيوان اليتيم هو من فقد الأم، ذلك أن الابن عند الحيوان يعتمد في نموه وطعامه وتدريبه على الأم، كما أن نسب الأبناء في الانسان يكون لآبائهم، أما في الحيوانات فيصعب أن نجد هذا النسب، ذلك لأن الحيوانات لا تعرف نظام الزواج الذي كرّم الله به الانسان.
والأم في المجتمع الانساني ترعى وتعطي حنانا وقيما، والأب يعطي قدوة في السعي والحصول على الرزق الحلال، ونحن نرى في هذا العصر الكثير من النساء متخليات عن الأبناء، ونرى الكثير من الآباء مشغولين عن أبنائهم، كل ذلك جريا وراء نهج الحضارة الغربية التي يأخذون منها بأسباب العلم الذي يمكن أن يرتفع بمجتمعاتنا الى مستوى المجتمعات المتقدمة تكنولوجيا.
ان مهمة الأم في الحياة شاقة فهي: حمل ورضاعة ورعاية لمدة ثلاثين شهرا، لقد حملته كرها ووضعته ألما ثم تعهدته في مهده بالعناية والرعاية واحتضنته حتى يبلغ سن النضج التي يصبح فيها قادرا على الأخذ عن أبيه، وهي في ذلك كله تعطي بحنان وحب ورقة مشاعر.
كذلك مهمة الأب في الحياة شاقة انه قدوة سلوكية للابن، ورعاية كاملة عاطفيا وعقليا لذلك، فالرحمة واجب ايماني من الابن لأبويه.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :18  (رابط المشاركة)
قديم 27.02.2012, 13:33

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


معاني الحكمة


ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله عن معانى الحكمة
ان كلمة الحكمة تطلق في الأصل على قطعة الحديد التي توضع في الحصان لتلجمه حتى يتحكم فيه الفارس، ذلك أن الحصان حيوان مدلل يحتاج الى ترويض فقطعة الحديد التي توضع في فمه تجعله محكوما من صاحبه.

والحكمة ضد السفه، والسفه كما نعرف هو أن نصنع الشيء دون دراية، وهكذا تكون الحكمة هي أن يوضع مجال لكل حركة لتنسجم مع غيرها.

فالكون محكوم بالحق سبحانه وتعالى، وهو الحكيم العليم الذي يضع لكل كائن اطاره وحدوده

والحكمة في عموم حركة الحياة :



فالحكمة في النحو أن تضع الكلمة في مكانها وباعرابها.

والحكمة في الفقه أن نستنبط الحكم الصحيح.

والحكمة في الشعر أن نزن الكلمات على التفاعيل.

والحكمة في الطب أن نعرف تشخيص المرض والدواء المناسب له.

والحكمة في الهندسة هي أن تصمم المستشفى وفق احتياج المريض والطبيب الى أجهزة العلاج وأماكن لاجراء الجراحة، وكذلك تصميم أسلوب الاضاءة وبقية المرافق، وتحديد أماكن المصاعد ومخازن الأدوية وأماكن اعداد الطعام، وأماكن النقاهة، ثم أماكن العلاج الخارجي.

وهذا التصميم للمستشفى يختلف بحكمته عن تصميم منزل سكني، وتنظيم عمارة للسكنى يستوجب توزيع الشقق لراحة السكان جميعا، وحكمة بناء منزل تختلف عن حكمة بناء قصر أو مكان عمل.

فالحكمة اذن هي التوفيق، فاعداد مكان ليصلح لعمل معين أو وظيفة محددة يختلف عن أخذ مكان للسكن أو ليكون ديوانا حكوميا.

اذن فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه، نشهد ذلك في أي آلة من الآلات، فالآلة على سبيل المثال قد تكون مكوّنة من خمسين قطعة وكل قطعة ترتبط بالأخرى بمسامير أو غير ذلك، وما دامت كل قطعة في مكانها فان الآلة تسير سيرا حسنا، أما اذا توقفت الآلة لخروج قطعة عن موضعها أو كسرها فاننا نستدعي المهندس ليضع كل قطعة في مكانها فتعود الآلة للعمل باستقامة، ومثال ذلك ما يكون في الوجود مبنيا على حكمة فلا ينشأ فيه فساد، فان حدث الفساد فانه ينشأ من حركات تحدث بدون أن تكون حكيمة.

قديما على سبيل المثال كنا نرى الأسلاك الكهربائية دون عوازل فكان يحدث منها ماس كهربائي، وكلما نجد خطأ فاننا نعدّل من صنيعنا للشيء وهذه حكمة.

وقديما كنا نجد جميع الأسلاك التي في السيارة ذات شكل واحد فكان يحدث ارتباك عند الاصلاح، لكن عندما جعل كل سلك بلون معين فهذا يسهل عملية الاصلاح عند أي ارتباك وهذا حكمة.

ان الحكمة كما قلنا اذن هي وضع الشيء في موضعه، وما دام الأمر كذلك فان كل صانع يصلح لصنعته ويقدم لها دليل الصيانة الكامل،
ولما كنا نحن البشر خلقا من خلق الله تعالى فهو سبحانه أعلم بمواطن الضعف والخلل فينا، وكيفية معالجتها،
وسبحانه لم يخلقنا هملا ولا عبثا بل أرسل سبحانه الرسل وأنزل الكتب لتعالج داءات المجتمع وأمراضه، فأعرضنا عنها وشرعنا لأنفسنا ما يوسوس حياتنا فاختلفت الموازين وانقلبت القيم وضاعت الأعراف بين الناس،
ودائما ما نقول اذا رأينا خللا في أي مجتمع فلنعلن أن هناك شيئا قد ناقض حكمة الله تعالى،
وعندما نبحث عن العطب سوف نجده تماما مثل أي عطب في أي آلة، فتأتي لها بالمهندس الذي يصلحها، واذا ما حدث فساد في المجتمع فاننا يجب أن نرده الى خالق الخلق سبحانه، من خلال كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :19  (رابط المشاركة)
قديم 01.03.2012, 10:18

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



17 - العدل

ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى فضيلة العدل

كل انسان منا لو أدى ما في ذمته من حق للغير لما وجد التشاحن، ولما وجدت الخصومة، لذلك لا توجد في مثل تلك الحالة ضرورة للمحاكم ومجالس فض النزاعات، ولكن الحق الذي خلق الخلق، يعلم أن الانسان من الأغيار. لذا فمنهم من يغفل عن هذه القضية، قضية أداء الحقوق فينشأ عنها الفساد في الأرض، لذلك قضى الحق سبحانه وتعالى بشيء آخر اسمه العدل فلو أن الانسان قد أدى حقوق الغير كاملة لما احتجنا الى المحاكم، لأنه لا يوجد خلاف أصلا.

لكن الحق سبحانه وتعالى وهو أعلم بمن خلق، ومن علمه أن خلقه سيطغى بعضهم على بعض، لذلك أوجد العدل للقصاص ممن يبغي على غيره، واعطاء كل ذي حق حقه قال تعالى:{ واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} النساء 58.


والحق لم يقل اذا ائتمنتم فأدوا.. ولكنه سبحانه وتعالى قال:{ ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها} النساء 58.

فاذا حدثت الغفلة عن أداء الأمانة فالذي ينصر أداء الأمانة خلال الغفلة هو العدل؛ فما هو العدل؟

اننا نعرف الأمانة وهو أن تؤدي حقا أو متعلق حق في ذمتك للغير، ولكن العدل غير ذلك فهو تأدية للغير، وذلك يكون عن طريق الحكم، وهنا لا يكون هناك شيء متعلق للغير بذمتك ولكنه بشيء مكتوب أو مشهود عليه.
**


مطلوبات الأمانة..

ومطلوبات العدل

كما أن أداء الأمانة عامة فلا بدّ أن تكون آية العدل عامة أيضا فقوله سبحانه وتعالى:{ واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} لا تخص هذه الآية الحاكم وحده ولكنها تخص كل واحد من البشر المكلفين، فلو كنت محكما من طرف قوم، ورضي الناس بك حكما بينهم في خصومة ما فعليك أن تحكم بالعدل، وقد تكون لا ولاية لك على هؤلاء الناس، ولكن أصحاب المظلمة أو المشكلة حكموك فيها فعليك أن تحكم بين الناس بالعدل.

اذن فلا بد أن تتمثل بمنهج الله تعالى:{واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} وذلك يكون في أي أمر من الأمور حتى ولو كان الأمر يتعلق بحق من حقوق التكريم والموهبة، وليس من الضروري أن يكون الحكم بالعدل في الأمور المادية،

فها هو ذا الامام علي رضي الله عنه يرى غلامين يحتكمان الى ابنه الحسن ليحكم بينهما في أمر هو: أي الخطين أجمل من الآخر، خط الأول أم خط الثاني؟ وهذا أمر قد ينظر الناس اليه على أنه أمر لا قيمة له، فما الذي يستفيده واحد منهما باعلان تفوقه على الآخر في كتابة الخط، لكن الامام عليا رضي الله عنه رأى في المسألة أمرا مهما، لأنها شغلت الطفلين، وصار كل واحد منهما يطلب معرفة ما يميزه عن الآخر في كتابة الخط فقال الامام علي لابنه الحسن رضي الله تعلى عنه: يا بني انظر كيف تقضي في هذا الحكم، والله تعالى سائلك عنه يوم القيامة.


وفي العصر الحديث نرى أنه قد وضع قواعد محكمة للحكام الذين يقفون قضاة حتى ولو في المباريات الرياضية المختلفة سواء كرة القدم أو الملاكمة أو غيرها فلكل لعبة قوانين يترتب عليها قياس المهارات المختلفة بين البشر، وما دام الواحد منا قبل أن يكون قاضيا حتى ولو كان في اللعب فعليه أن يعرف كيف يحكم بالعدل، ولذلك نرى نحن غضب المتفرجين اذا تغاضى الحكم عن ضربة جزاء لصالح فرقة من الفرق، ونتعجب عندما نرى أن المجتمع يصمت عند حدوث خلل في الأمور الجادة في الحياة، ففي اللعب نتمسك بقوانين الجد، ولكن نحن تركنا الجد بعد أن جردناه من قانون خالقه جل وعلا، فلو اعتنينا بالجد كاعتنائنا باللعب لصارت أمورنا الى خير عميم.

اذن فالعدل هو حق في ذمة الغير للغير، ونحن أمناء عليه وعلينا أن نتحرى الصواب قدر الاستطاعة لقول الله تعالى:{ ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، ان الله نعمّا يعظكم به، ان الله كان سميعا بصيرا} النساء 58.
وقوله تعالى:{ نعمّا} هي أنه لا يوجد أفضل من هذه العظة فهي نعمة تستقيم بها حركة الحياة، وهي نعمة أداء الأمانة والحكم بالعدل بين الناس، فاذا أدى الناس الأمانة فلا نزاع، ولا خلاف، واذا قاموا بالحكم وظهر أنه خلاف للعدل، فالعدل ينهيه، واذا كان المجتمع عدل يحرس حقوق الناس عند الناس فلن يجرؤ ظالم على الظلم.

فالدقة في العدل تورث ميزة الأمانة ان غفل الناس عنها، فالذي يغري الناس بالظلم هو أن بعض الأحكام الدنيوية لا تأتي بالعدل، فيقال: ان فلانا كان له سابقة وفعل مثلها ولم ينتبه أحد، وبذلك يتم الاغراء بالظلم، لكن لو أننا في كل صغيرة وكبيرة وجدنا الحكم يردع الظالم ويرد الحق لصاحبه لانتشر العدل والأمانة، فذلك قول الحق سبحانه وتعالى:{ ان الله نعمّا يعظكم به} وقد سميت هذه المسألة عظة، والوعظ هو ترقيق القلب للميل الى الحكم، لأن الله في أمره ونهيه لا حاجة له في أن يفعل الناس أو لا يفعلوا ولكنها مصلحة البشر مع البشر.

ومعلوم أن أحسن ألوان الأمر ما لا يعود على الآمر بفائدة، لأن في عودة الفائدة على الآمر قد يشكك في الأمر، وقد يوجد انسان يأمر ولا يكون لأمره منفعة لنفسه ولكنه لا يكون واسع العلم، ولا واسع الحكمة، لكن الحق سبحانه وتعالى ليس له مصلحة في الأمر، وهو سبحانه واسع العلم والحكمة، لذلك فالعظة منه هي العظة العظمى وهو سبحانه لا ينتفع بأمره.

ان قوله:{ ان الله نعمّا يعظكم به} أي: من نعم ما يعظكم به الله هو أن تؤدي الأمانات الى أهلها وأن تحكموا بين الناس بالعدل.

وهنا نجد ملحظا في الأداء البياني في القرآن الكريم فقول الحق:{ أن تؤدوا} هو أمر للجماعة، وهذا يعني أن كل واحد من الجماعة المسلمة مطالب بأن يؤدي هذا الحكم أولا، وليس الأمر متوقفا عند ذلك الحد ولكن المهمة تتعدى الى الآخرين، فالمهمة لا تقتصر على حفظ حقوق الجماعة المؤمنة فقط ولكن الجماعة المؤمنة مكلفة بأن تصون الحقوق بين الناس جميعا مؤمنهم وكافرهم فالحق سبحانه قال:{ واذا حكمتم بين الناس} فهذا يقتضي حماية حتى لمن لا يؤمن بدين الاسلام, ولا توجد حماية لمن لا يؤمن بدين الاسلام أكثر من هذا، وأنه سبحانه يريد منا أن نؤدي الأمانة الى كل الناس سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين.


ان كلمة {الناس} في أمر الحق سبحانه وتعالى تدل على عدالة الأمر من الله تعالى وهو رب الناس، كل الناس مؤمنهم وكافرهم، فما دام الله هو الذي استدعى الانسان الى الدنيا ومنهم المؤمن والكافر فلا أحد يخرج عن نطاق الربوبية لله، انه سبحانه وتعالى تكفل برزق الجميع، ولذلك أمر الله الكون أن يعطي من أخذ بالأسباب أن يصل الى الغاية بالمسببات سواء كان مؤمنا أم كان كافرا، انه عطاء الربوبية.

الله سبحانه وتعالى لم يسخر الكون للمؤمن فقط وانما سخره للمؤمن والكافر، ولذلك طلب الحق منا أن نعدل بين المؤمن والكافر ولذلك تكون الأمانة فيه مطلوبة للمؤمن والكافر، وهي مطلوبة للبار والفاجر، كذلك صلة الرحم مطلوبة للبار والفاجر وذلك يدل على سعة رحمة الدين، ولذلك يترك الحق سبحانه وتعالى بعض الأقضية لتنشأ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتي أشياء لتبين لنا بالتطبيق أن هناك فرقا بين أن يكون الأمر نظريا، ولكنه سبحانه يريد الأمر مطبقا عمليا.

والله سبحانه وتعالى خلق الخلق جميعا ويعرف عواطفهم، وأن هذه العواطف عند المؤمنين في بعض الأحيان قد تحابي المؤمن على حساب غيره، لذلك يشاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل في تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم أشياء تحدث معه هو ثم ينزل الله التشريع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم أول المكلفين به ليدلنا على أن التشريع في المسألة الانسانية العامة تشريع لا يخص المؤمنين فقط ولكن المؤمنين والكافرين ويكون ذلك اما دافعا لهم على الدخول في هذا الدين، واما حسرة في نفوسهم لما يروا ما يتمتع به المسلمون من سمو ايماني وعدالة وانتصار للحق، ولكن لو ظلم المسلمون، لقال الكافرون ان المسلمين ظلمونا ولوجدوا في ذلك مبررا للكفر.

وتروي كتب الحديث والتفسير قصة طعمة بن أبيريق الذي سرق درعا من زيد بن رفاعة عم قتادة بن النعمان وكلاهما مسلم والدرع كما نعرف هو اللباس الذي يحمي من طعنة العدو، ووضع طعمة الدرع المسروق في جوال كان به دقيق، وغفل طعمة عن وجود بعض آثار الدقيق بين أنسجة الجوال فلما حمل طعمة الدرع في الجوال تناثر الدقيق، وترك علامات في الطريق وهو يسير من بيت النعمان الى بيته، وعندما وصل طعمة الى بيته جاءه هاجس هو أن الناس قد تنتبه الى وجود الدرع عنده فذهب بالدرع داخل الجوال الى بيت يهودي هو زيد السمين فترك الدرع عنده، فلما فطن قتادة بن النعان الى ضياع الدرع خرج معلنا سرقة الدرع، وسار هو وبعض أصحابه ليتتبعوا الأثر فوجدوه يقودهم الى بيت طعمة بن أبيرق فقال طعمة: أنا لم أسرق.

وتتبعوا الأثر ثانية فوجدوا الدرع عند زيد السمين اليهودي، ولما رفع الأمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان طعمة بن أبيرق من قبيلة بني ظفر، وجاء أعوان القبيلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا للرسول تفاصيلها وقالوا: لو أنصفنا زيد بن السمين فانه ستتم مؤاخذة طعمة بن ابيريق، وهذه سبة لنا وللمسلمين وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامهم وهو أحرص الناس على ألا توجد سبة للمسلمين، ولا أن يوجد بينهم لص، وسكت صلى الله عليه وسلم حتى يأتيه الوحي من ربه في هذه القضية واذا بالأمين جبريل ينزل بقوله تعالى:{ انّا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله، ان الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم، ان الله لا يحب من كان خوّانا أثيما} النساء 105ـ107.

اذن فالحق سبحانه أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الحق أولى ولو كان غير مسلم، وقال له: استغفر الله ان كان جال بخاطرك أن ترفع رأس مسلم خان على يهودي لم يخن.

ان استحياء بني ظفر من فضيحة طعمة بن أبيريق بين الناس لا يجب أن يلهيهم عن الفضيحة الأكبر وهي الفضيحة عند الله تعالى فلا براءة لطعمة عند الله اذ يقول الحق سبحانه:{ ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة} النساء 109.

اذن فقول الحق سبحانه وتعالى:{ واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} النساء 58، هذا القول يقتضي أن يكون الحكم والأمانة أمرا شائعا بين كل الناس فلا يخص المؤمنين فقط ولكن يخص المؤمنين والكافرين طالما ارتضوا أن يعيشوا في دولة الاسلام.

ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقضي بين الناس أن يسوي بين الخصمين فلا ينظر لواحد دون الآخر أي: لا يكرم واحدا دون الآخر، وذلك حتى يشعر الطرفان بالمساواة أمام القاضي فلا ينظر القاضي الى طرف بحنان وعطف، وينظر الى الآخر بجفاء، ان النظرة يجب أن تكون متساوية، ولذا نجد الامام عليا رضي الله تعالى عنه قد ردّ القاضي لأنه قال له: يا أبا الحسن! فقال علي رضي الله عنه:أنت لا تصلح لأن تقضي بيني وبين خصمي لأنك كنّيتني دون أن تكنّيه، فالتكنية دليل المودة والتعظيم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول للقاضي:" سوّ بينهم في لحظك ولفظك" وذلك حتى يعرف القاضي أن فوقه الها بصيرا بالعباد.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :20  (رابط المشاركة)
قديم 05.03.2012, 10:03

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي



18 - استقبال قضاء الله


ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى فضيلة استقبال قضاء الله

الحق سبحانه وتعالى هو الذي خلق الضر كما هو خالق النفع، والضر يلفت الانسان الى نعم الله تعالى في الدنيا فاذا ما رضي الانسان وصبر فان الله يرفع عنه الضر، فالضر لا يستمر على انسان الا اذا كان غير راض بقدر الله.
والحق سبحانه وتعالى لا يرفع قضاءه في خلقه الا بعد أن يرضى به الخلق، فالذي لا يقبل بقضاء الله في المصائب مثلا تستمر معه المصائب، أما الذي يريد أن يرفع الله عنه القضاء فليقل: رضيت بقضاء الله تعالى، ويحمد الله على كل ما أصابه.


والحق سبحانه وتعالى يعطينا نماذج على مثل هذا الأمر فها هو ذا الخليل ابراهيم عليه السلام يتلقى الأمر بذبح ابنه الوحيد اسماعيل عليه السلام، وهذا الأمر قد يراه غير المؤمن بقضاء الله شديد القسوة، وليس هذا فقط، بل على ابراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه بنفسه.. وهذا ارتقاء في الابتلاء، ولم يلتمس ابراهيم عذرا ليهرب من ابتلاء الله له، ولم يقل انها مجرد رؤيا وليست وحيا فقد جاء الأمر في رؤية أراها الله لابراهيم عليه السلام.


ولنتأمل عظمة الرضا في استقبال أوامر الله فيلهمه الحق أن يشرك ابنه اسماعيل في نيل ثواب الرضا فيقول له كما قصّ القرآن الكريم:{ فلما بلغ معه السعي قال يابنيّ انّي أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين} الصافات 102
لقد بلغ اسماعيل ذروة السعي في مطالب الحياة مع أبيه، وجاء الأمر في المنام لابراهيم أن يذبح ابنه، وامتلأ قلب اسماعيل بالرضا بقضاء الله، ولم يقاوم، ولم يدخل في معركة جدلية بل قال:{ يا أبت افعل ما تؤمر} لقد أخذ اسماعيل عليه السلام أمر الله بقبول ورضا ولذلك يقول الحق سبحانه عنهما معا:{ فلما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدّقت الرؤيا، انّا كذلك نجزي المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم}.


لقد اشترك الاثنان في قبول قضاء الله برضا، وأسلم كل منهما للأمر، أسلم ابراهيم كفاعل، وأسلم اسماعيل كمفعول به, ورأى الله تعالى صدق كل منهما في استقبال أمر الله، وهنا نادى الحق خليله ابراهيم عليه السلام لقد استجبت أنت واسماعيل الى قضائي وحسبكما هذا الامتثال، ولذلك يجيء اليك والى ابنك التخفيف.


اذن، فنحن البشر لن نطيل على أنفسنا أمد القضاء بعدم قبولنا له، لكن لو سقط على انسان أمر بدون أن يكون له سبب فيه واستقبله من مجريه عليه وهو ربه بمقام الرضا فان الحق سبحانه وتعالى سيرفع عنه القضاء، فاذا رأيت انسانا طال عليه أمد القضاء فاعلم أنه فاقد الرضا.





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
مسلم, الاسلام, يتجلى, شعاع, فضائل


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
مشروع بستان السنة / من شعاع الاسلام بقلم فاطمة الزهراء بن الإسلام الحديث و السيرة 9 21.04.2012 12:05
من منتديات شعاع الاسلام إلى الأمة الاسلامية شذى الإسلام الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى 0 02.11.2011 02:06
نزهة فى رياض شعاع الاسلام .. متجدد يومياً بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 36 29.08.2011 17:14
دروس التجويد بمنتديات شعاع الاسلام شذى الإسلام القرآن الكـريــم و علـومـه 4 13.02.2011 12:53



لوّن صفحتك :