العودة   شبكة كلمة سواء للحوار الإسلامي المسيحي العودة المنتدى أقسام دراسة النصرانية القسم النصراني العام

آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 23.01.2017, 03:31

فتى يسوع

عضو

______________

فتى يسوع غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.02.2015
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 15  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
31.01.2017 (01:14)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي هل الإسلام أصعب من المسيحية؟ ماذا عن تحريم الغنى والتملك والعزلة الاجتماعية؟


هل الإسلام أصعب من المسيحية؟ ماذا عن تحريم الغنى والتملك والعزلة الاجتماعية؟

يظن الكثير من المسيحيين بأن الإسلام أصعب من المسيحية، بعض أولئك المسيحيين تسمع منهم لمزاً بأن المسيحية دين سهل – فقط آمن وأنت تخلص، بينما يُشار إلى الإسلام بأنه دين صعب للغاية – خمسة صلوات في اليوم والمرأة تلبس الحجاب والخمر حرام وغير ذلك، بل يتم تصوير الإسلام على أنه مبني على حرام وحلال – افعل ولا تفعل، بينما المسيحية هي ليست دين فليست عبارة عن افعل ولا تفعل وإنما هي علاقة محبة فقط!

هذا الاتهام مبني على سطحية شديدة تنبئ إما عن جهل المسيحي بحقيقة دينه أو أنه فقط يناور ويضحك على نفسه قبل أن يضحك على غيره، ليحاول التهدئة على نفسه ورفع مشاعر البساطة لدينه.

فاتهام الإسلام بأنه دين افعل ولا تفعل هو نفسه ما عليه المسيحية، فالمسيحية مثلها مثل الإسلام مبنية على أوامر ونواهي، مؤسسة على افعل (اعفو عن الناس – أعطي الفقير – أكرم أباك وأمك – آمن بالله . . . إلخ) وعلى لا تفعل (لا تقتل – لا تزني – لا تسرق – لا تشهد زوراً . . . إلخ)، وهذه الأمور متفقة بين الإسلام والمسيحية، بل وحتى في الأوامر الإلهية في الإسلام والتي يعترض عليها المسيحيون نجد أكثرها موجودة في المسيحية، فالصلاة إن كان في الإسلام خمسة مرات يومياً (حتى يكون المؤمن متصل بالله بشكل دائم) فالعهد القديم يبين بأن الأنبياء كانوا يصلون ثلاثة مرات يومياً (وبالطبع لا تقل الثلاثة عن الخمسة كثيراً) (دانيال 6 : 10 / المزامير 55 : 17 / المزامير 86 : 3)، بل ويذكر العهد الجديد هذه الساعات الثلاث (الأعمال 2 : 15 / 3 : 1 / 10 : 9) وينص العهد الجديد على المداومة على الصلاة باستمرار دائم (1 تسالونيكي 5 : 17)، وبالمناسبة الصلاة في الإسلام طولها ما يقارب الـ5 دقائق، فتخيل مجموع الخمس صلوات في اليوم عبارة عن نصف ساعة تقريباً، فهل تخصيص نصف ساعة في كل 24 ساعة للصلاة والاتصال والاختلاء بالله يعتبر شيئاً معيباً؟ وأما حجاب المرأة فقد ورد في العهد الجديد وجوبه على المرأة وإلا فليقص شعرها إن لم تفعل (1 كورنثوس 11 : 6) بل وأشد من الإسلام تؤمر المرأة في المسيحية أن تصمت في الكنيسة وليس لها الحق حتى في السؤال (1 كورنثوس 14 : 34-35)، وأما الخمر فإن الإسلام أمر المسلمين بتركه دوناً عن بقية المشروبات، فعند ذهابك إلى محل العصائر أو لنقل سوبرماركت كبير يقول لك الإسلام اشرب كل شيء ما عدا الخمر، ولماذا الخمر؟ لكونه أم المصائب، فهو المسؤول عن الكثير من الاغتصابات وحوادث القتل والاعتداءات على مستوى العالم، يكفي أنه مذهب للعقل، بل هناك نصوص كثيرة في الكتاب المقدس تشير إلى أضرار الخمر (التكوين 9 : 21 / الأمثال 20 : 1 / الأمثال 23 : 31-35) وتحريم السكر (الأمثال 23 : 20 / أشعياء 5 : 11 / غلاطية 5 : 21).

إلى هنا نرى بأن الإسلام والمسيحية في الحقيقة لا يختلفان كثيراً فكلاهما يعلمان افعل ولا تفعل بل تلك الأوامر متشابهة إلى حد ما، وبالتالي يصعب القول هنا أيهما أصعب وأيهما أسهل، فكل تلك الأوامر والنواهي يستطيع الإنسان التكيف معها، فهي قابلة للتطبيق والاعتياد (وخصوصاً كلما زادت رابطته بالله أكثر سهلت عليه أكثر)، فهي لا تثقل كاهله بحيث تصيبه بالكآبة أو الانسحاق من شدة الحزن.

ولكن هناك تعليم خاص بالمسيحية يثير حياة مأساوية لحياة المسيحي، ولو وضعنا جميع تعاليم الإسلام والتعاليم اليهودية والتعاليم المسيحية في كفة ووضعنا هذا التعليم المسيحي في كفة لوجدنا بأن صعوبة هذا التعليم يفوق جميع تلك التعاليم مع بعضها البعض، ألا وهو تحريم الغنى والتملك والعزلة الاجتماعية.

كلنا نعرف قصة الغني الذي جاء إلى المسيح وسأله: "أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (لوقا 18 : 18)، ومعنى السؤال هنا ما هي الأعمال الصالحة المعتبرة لدى المسيح حتى تجعل المؤمن يخلص وينجو؟ فكانت إجابة المسيح الأولية إجابية حيث أشار عليه أن يتبع تعاليم العهد القديم من الابتعاد عن الزنا والقتل والسرقة . . إلخ، وكلها أعمال فاضلة يستطيع أي إنسان سوي متأدب أن يفعلها، وفي هذا يشترك كل من الإسلام واليهودية مع المسيحية، إلا أن الصعوبة الخاصة بالحياة المسيحية تبرز حينما نكمل كلام المسيح، حيث أكمل إجابته للشاب الغني بقوله: "يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي" (لوقا 18 : 22)

أي أن المؤمن الحقيقي الذي سيخلص يجب أن يتخلص من جميع ماله وأملاكه، وبالتالي يترك الغنى ويعيش فقيراً وإلا لن يذوق الحياة الأبدية، ومن دون شك تعليم صعب كهذا سيجلب الغم والحزن على من يتبعه لشدة صعوبته، وبالفعل نجد هذا الشعور قد أحاط بالشاب مباشرة: "فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ." (متى 10 : 22)، فهذه الصعوبة كما هو واضح بأنها حاسمة، فلن يدخل الغني الجنة إلا إن تنازل عن جميع أمواله، ولذلك يعقّب المسيح بقوله: "فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ قَالَ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»." (لوقا 18 : 24-25)

وبالتالي حينما ظهرت شدة هذه الصعوبة الأشبه بالاستحالة تعجّب تلامذة المسيح وسألوه هذا السؤال المنطقي: "فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟»" (لوقا 18 : 26) فكانت إجابة المسيح على تعجبهم بأنها فعلاً مستحيلة ولكن لا مستحيل مع الله؛ حيث قال: "غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ" (لوقا 18 : 27)

لقد علّم المسيح أتباعه دائماً أن يتخلصوا من جميع ما يملكون (لوقا 12 : 33)، بل ولا يُبقوا لأنفسهم شيئاً في جيوبهم حتى لو كانت أفلاساً: "لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ" (متى 10 : 9)، ولذلك حينما طلب فقير كسيح من بطرس أن يتصدق عليه أجابه بطرس: "لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ" (الأعمال 3 : 6)، وكذلك إن خرجوا من بيوتهم (بالإضافة إلى عدم حمل المسيحي لأي محفظة أو مال) عليهم ألا يكون معهم أي ملبس إضافي ولا طعام ولا أي زاد (لوقا 9 : 3)، بل ويحرم على المسيحي أن يقتني أو يدخر مالاً، وبالتالي مسيحيوا اليوم الذين يدخرون أموالهم في البنوك هم ليسوا بمسيحيين حقيقيين لأنه خلف تلك الأموال يكون قلبهم: "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ . . . بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ . . . لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً." (متى 6 : 19-21) لماذا؟ لأن الغنى وجمع المال ضد عبادة الله؛ حيث قال المسيح: "لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." (لوقا 16 : 13)

ولأن المسيحي لا يستطيع العمل لجمع المال لأنه بذلك سيصبح خادماً للمال بدلاً من الله فإننا نفهم لماذا أمر المسيح تلامذته بترك أعمالهم؛ فحينما رأى بطرس وأخيه أندراوس يصطادان في البحر أمرهما أن يتركا عملهما ويتبعانه "فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ." (متى 4 : 20)، وهكذا عمل مع يعقوب ويوحنا ابني زبدي اللذان كانا يعاونا أباهما فأمرهما بترك العمل وترك معاونة أبيهما "فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ" (متى 4 : 22)، وطالما أن العمل قد تم إيقافه كان مصدر دخل المسيحيين بإحدى أمرين:
1- إما عن طريق دفع الأغنياء لهم جميع ما يملكون، ولا أعلم مسيحياً اليوم يستطيع العيش بهذه الطريقة (أي أن يدفع جميع ماله للكنيسة، وفي مقابله يترك المسيحيون الآخرون أعمالهم لينتظروا تلك الصدقات) بل وحتى المجتمع المسيحي في القرن الأول الميلادي كان الجميع في البداية ملتزمون بتلك التعاليم الصارمة (الأعمال 4 : 32-35) ولكن الوقت لم يستمر طويلاً حتى بدأ الضعف في تطبيق هذه الحياة الصعبة (كما حصل مع حنانيا وزوجته اللذان لم يستطيعا أن يعطيا جميع ما يملكانه وإنما جزء منه – الأعمال 5 : 1-10) بل ويبدو أنه بسبب قلة دفع المسيحيين لجميع ما يملكون تم إهمال الأرامل اللاتي لم يعطين من تلك الصدقات إلا بعد شكاوى من بعض المغرضين (الأعمال 6 : 1) ثم لما قلّ التطبيق أكثر من أصحاب الأموال بدأت الكنيسة تفتقر فتم الطلب من المسيحيين عموماً أن يتكفلوا بالأرامل من أقربائهم حتى لا يثقلوا الكنيسة كاهلها (1 تيموثاوس 5 : 16)، وبالتالي إن كان أغنياء تلك الفترة الأولية من البذرة المسيحية لم يستطيعوا تطبيق أوامر المسيح في ترك جميع الأموال فكم بالحري مسيحيو اليوم؟ تخيل مثلاً مسيحي تغرب عن بلده وهاجر إلى دولة نامية ليعمل جامعاً بعض الأموال لمدة عشرين أو ثلاثين عاماً ثم حينما يعود إلى بلده لينهي مأساة تغربه فيشتري له أرضاً ويضع باقي أمواله في البنوك، هل يستطيع هذا المسيحي أن يتخلى عن كل ذلك بلمح البصر فيبيع أرضه ويسحب أمواله من البنوك ويعطي كل ذلك للكنيسة ولا يبقي لنفسه شيئاً؟ بل إنه قام بأول عمل خاطئ مخالف للمسيح ألا وهو السفر من أجل العمل وجمع المال والاهتمام بالمستقبل!
2- وإما عن طريق المعجزات، والذي أظن أيضاً أنه لا يمكن للمسيحيين اليوم العيش بهذه الطريقة وإلا ماتوا جوعاً؛ فحينما طالب أصحاب الجباية بكفرناحوم من المسيح أن يدفع درهمين كضريبة حكومية فلم يكن مع المسيح ولا تلامذته مالاً إلا أنه طلب من بطرس أن يصطاد في البحر فأول سمكة يصطادها سيجد في باطنها شيء من الدراهم وبالتالي تم دفع الضريبة عن المسيح وعن بطرس بتلك الدراهم (متى 17 : 27)، وعلى ذلك إن أراد المسيحي اليوم أن يعتمد على أمول الأغنياء فلا يجد من أولئك الأغنياء من يتصدق بجميع ماله، فعلى هذا المسيحي المتمسك بإنجيله أن يبتدئ بالقيام بالمعجزات ليجلب له شيئاً من الأموال ليسدد بها إيجار منزله وتكاليف دراسة أبنائه وإطعام أسرته، وهي حياة مستحيلة كما هو واضح، بل وقد طلب المسيح من أتباعه عدم الاهتمام بتلك الهموم حينما يتبعونه ويتركون أعمالهم؛ حيث قال: "لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ." (متى 6 : 25)، وقال: "فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا." (لوقا 12 : 29)، وقال أيضاً: "فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي اليَوْمَ شَرُّهُ." (متى 6 : 34) بل واعتبر المسيح بأن من لم يترك عمله ويعش على المعجزات مثل زنابق الحقل التي تنمو من غير تعب ولا غزل فإنه قليل الإيمان! (متى 6 : 28-30) وبالطبع ما دام أن هذه هي طريقة عيش المسيحي فإنه سيعيش في ضيقات وكرب شديدة (يوحنا 16 : 33) فهو لن يستطيع أن يدخل ملكوت السماوات إلا حينما يذوق تلك الضيقات (الأعمال 14 : 22)

ليس على الإنسان أن يبيع أملاكه ويوزع جميع ماله فقط، بل لو له حق في شيء من المال عند أحد فعليه ألا يطلبه، فمطالبته لماله يُعدّ طمعاً: "وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ»." (لوقا 12 : 13-15)، وبينما يعتبر المسيح المطالبة بالحقوق طمعاً فإنه أوصى في المقابل أن يعطي المظلوم ظالمه أكثر مما ظلمه عليه: "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً." (متى 5 : 40)، وبينما يبين المسيح لمن أراد أن يستنصر به ليطالب بحقه من مال موروث بأنه ليس قاضياً فإنه بالمقابل حينما كان اليهود يبيعون ويشترون في الهيكل غضب عليهم وأخذ معه سوطاً وجعل نفسه قاضياً عليهم بأن طردهم وقلب موائدهم (يوحنا 2 : 14-16)، أي أن كل ما كان فيه طلب لمال حتى ولو كان حقاً كان المسيح يقف ضده وكل ما كان فيه ترك للمال كان المسيح يؤيده.

وبعد النص الذي نهى المسيح فيه الرجل عن المطالبة بحقه في الميراث نجده يكمل كلامه بمَثَلٍ لغني له مزرعة خصبة وثمار كثيرة واستمتع بتلك الأموال والخيرات ثم جاءه الموت فجأة فما الذي استفاده من ذلك المال الوفير؟ وبالتالي لا حاجة في أن يكنز مالاً أو يجمعه (لوقا 12 : 16-20)، وبما أن الغنى يعد طمعاً، فإن الطمع من الشرور التي "تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" (مرقس 7 : 23) ففي هذا النص يضع المسيح الطمع إلى جانب الزنا والقتل والسرقة والخبث والمكر والعهر والكبرياء والتجديف (الكفر) (مرقس 7 : 21-22)، وبالطبع إن كان الغنى يُعد طمعاً والطمع يقارن بالقتل والسرقة والزنا والكفر فإن أصحاب الطمع يجب مقاطعتهم كما قال بولس: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا." (1 الكورنثيين 5 : 11)

وفي الحقيقة مقاطعة الغني الذي لا يبذل جميع ماله حتى يفقر ليست إلا مشكلة بسيطة أمام مصير حياته، ففي هذه الحياة مثلاً حينما ارتأى أحد المسيحيين الأوائل (والذي اسمه حنانيا) أن يحفظ شيئاً من مال الأرض التي باعها (والتي هي أرضه ملك له) مع أنه أعطى تلامذة المسيح الباقي، غضب عليه بطرس ومات الرجل في الحال! وكذلك ماتت زوجته لأنها شاركته فيما سُمّي اختلاساً مع أنه مالهما (الأعمال 5 : 1-10)، فقد كانت هذه العقوبة الربانية عليهما لأنهما لم يتبعا أمر المسيح ببيع جميع الأملاك كما فعله المسيحيون الآخرون حيث أن "كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ" (الأعمال 4 : 34-35)، "وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ" (الأعمال 4 : 32)

هذا عن هذه الحياة أن الغني الذي لا يعطي كل ماله يتم مقاطعته وقد يموت، وأما في اليوم الآخر فإنه لن يرث ملكوت السماوات كما حصل مع الشاب الغني (لوقا 18 : 18-25)، فويل له كما قال المسيح: "وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ." (لوقا 6 : 24-25)، وعلى نفس المنوال يخبر يعقوب: "هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ . . . ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ!" (يعقوب 5 : 1،3)، ومثال يذكره المسيح عن رجل غني وآخر فقير (اسمه لعازر) فماتا الاثنان، فأصبح الفقير في حضن إبراهيم وأما الغني "وَهُوَ فِي الْعَذَاب . . . فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا." (لوقا 16 : 19-25)

لم يكن المال هو الشيء الوحيد الذي على المسيحي أن يعتزله وإنما عليه أيضاً أن يعتزل الحياة الاجتماعية عموماً، فآداب وأولويات اجتماعية بديهية كان المسيح يعلم أتباعه تركها:
"وَقَالَ لِآخَرَ: «اتْبَعْنِي». فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ». وَقَالَ آخَرُ أَيْضاً: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذِنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»." (لوقا 9 : 59-62) وأيضاً كما بينت سابقاً من أمر المسيح ليعقوب ويوحنا ابني زبدي أن يتركا معاونة أبيهما زبدي في العمل (متى 4 : 21-22)

وإذا كان هناك منع للابن من أن يفي أباه في عمله بل حتى في دفنه أو أن يودّع أهله حينما يتركهم فبالتالي هناك انعزال بين هذا الابن ووالديه والذي ربما يصل إلى حد الانقطاع والشقاق؛ حيث يقول المسيح: "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ . . . أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا." (لوقا 12 : 49-53) بل وقد صرّح المسيح بأن هذا المؤمن يجب أن يبغض أهله: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً." (لوقا 14 : 26)

وكما هو واضح من الكلام السابق بأن المسيحي عليه أن يترك أمواله جميعها ومثلها تركه لأهله (بل باغضاً لهم يتركهم حتى من دون وداع) وبالتالي مقابل ذلك الترك هناك تشجيع لذلك حيث ما أن يتنازل عن أرضه وبيته وحقوله وإخوته ووالديه وامرأته وأولاده فإنه سيحصل مقابل ذلك على مائة ضعف في هذه الحياة والحياة الأخرى (مرقس 10 : 30-31)، ومن هنا نفهم موقف المسيح من أمه وإخوته حينما كانوا في أحد الأيام في الخارج ينادونه، فما كان من المسيح إلا رفض التحدث معهم بقوله: "«مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي." (متى 12 : 48-49)

وبالطبع كما تم التشجيع على ترك العلاقات الاجتماعية للأقارب فإنه تم أيضاً قطع العلاقات الاجتماعية لغير الأقارب بل وتم تحريم السلام على الناس إلا فقط في حالة استقبال إحدى البيوت لهم ليبيتوا ويأكلوا ويشربوا عندهم؛ حيث يقول المسيح: "لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ. وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً: سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ . . . وَأَقِيمُوا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ" (لوقا 10 : 4-8)

يظهر مما سبق بأن المسيحية تدعو إلى أن يترك المسيحي جميع ماله ويرفض الغنى فلا يدخر ولا يجمع المال، وكذلك أن يعيش حياته يكرز بالإنجيل منعزلاً عن أهله وعن الناس وعن الأعمال والوظائف، مقاطعاً كل شيء تقريباً، حتى أنه لا يُسلِّم إلا على من يعينه على مهمة التكريز فقط.

لم أرد هنا أن أنكر أهمية التضحية من أجل الله، ولكن ما أقصده هنا أن المسيحية هي أصعب من الإسلام واليهودية بكثير، فمع وجود تشريعات واضحة بالنسبة للإسلام واليهودية (وغموض التشريعات بالنسبة للمسيحية) إلا أنها أسهل بكثير من أن يقال لكل شخص مسيحي اترك جميع مالك وأهلك وإلا في المقابل مصيرك النار، وبالطبع لا يمكن أن يعيش أكثر المسيحيين بهذا الأسلوب من الحياة الضيقة؛ ولذلك كان المسيح يدرك استحالة الخلاص عموماً (كما قرأنا في قصة الشاب الغني)، وليس يهوذا الاسخريوطي منا ببعيد، فحينما تعب من حياة الفقر المفروضة عليه باع المسيح من أجل ثلاثين من الفضة فقط، مع أنه كان محباً لسيده المسيح أشد حب (حتى أنه انتحر بسبب ذلك)، فربما لن يخون رجل من يحبه بدراهم قليلة إلا ليسد بها جوعه، ولذلك أيضاً كان من إدراك المسيح لهذه الحياة الصعبة أنه قال:
"ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!" (متى 7 : 13-14)

فالعهد القديم كتاب اليهود لم يحرم الغنى للمؤمن وإنما حرم ثلاثة أمور:
1- أن يكون الغنى عن طريق ظلم الناس (إرمياء 17 : 11)
2- استخدام الغنى وسيلة للكبر والتجبر (إرمياء 9 : 23/الأمثال 22 : 7)
3- أن يكون الغنى سبباً لنسيان الله (المزامير 62 : 10).
والغنى يُعد من النعم التي أنعمها الله على بعض عباده المؤمنين مثل سليمان (1 الملوك 3 : 13/2 أخبار الأيام 9 : 22) وأبو الأنبياء إبراهيم (التكوين 13 : 2).

والإسلام يتفق تماماً مع مبادئ العهد القديم هذه، فالغني ماله حقه طالما أنه لم يسرقها، ولم يظلم أحداً بها، وهذا الغني عليه أن يتذكر الله أكثر من ذكره لماله، فيشكر الله دائماً على هذه النعمة، وبالطبع لم ينس كل من الإسلام واليهودية الفقراء، فقد ألزما الأغنياء من المؤمنين بدفع صدقات واجبة (زكاة) لمواساة الفقراء، ولكن بدلاً من أن يتم إلزام الغني بترك جميع ماله كما في المسيحية فإنه ملزم بدفع مبلغ ضئيل من جميع ماله (10 % في اليهودية و2,5 % في الإسلام)، وبالطبع كما هو واضح بأن ما يعمله مسيحيو اليوم من إعطاء 10 % من دخلهم إنما هو اتباع للعهد القديم (التكوين 14 : 20 / التثنية 14 : 22-23) ومخالفة للعهد الجديد، فقد اختاروا الباب الواسع الذي يؤدي إلى الهلاك بدلاً من الباب الضيّق الذي أوصى المسيح به.

والشيء بالشيء يُذكر . . في أحد مواقع أولئك المسيحيين الذين يحاولون التعامي عن أوامر المسيح وهو موقع مخصص للهجوم على الإسلام (ومن حماسة صاحب هذا الموقع أنه ترجم موقعه إلى لغات كثيرة) ولذلك حاول أن يبتدئ كلامه بالهجوم على الزكاة في الإسلام ثم بعدها يشرح لنا الزكاة في المسيحية بالتالي:

"لكن هناك أناسا يشعرون أن ما معهم من مال هو ملكهم وأنهم حين يدفعون زكاتهم يقرضون الله قرضا حسنا أي يصنعون جميلا مع الله وهذا غير مرض لدى الله . . . تعلمنا التوراة (العهد القديم من الكتاب المقدس) أن الزكاة اسمها العشور إذ يطلب من كل واحد أن يعطي عُشر ماله ومدخوله ومحاصيله زكاة لبيت الله. لكن السيد المسيح لم يحدد نسبة معينة"

وبالطبع مثل هذا المسيحي السطحي هو لا يعلم بأن معنى إقراض المؤمن لله هو معنى مجازي، والمقصود منه أن إعطاء الفقراء والإحسان إليهم مثله مثل القرض الذي ما أن تدفعه فإنه يعود لك في الآخر، أي أن الله يجازيك على معروفك، وهذا الكاتب أيضاً لم يعلم بأن إقراض الله بالصدقة على الفقير منصوص عليه في الكتاب المقدس:
"مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ." (الأمثال 19 : 17)، وإني هنا لا أتعجب من ألا يفهم المسيحي الإسلام جيداً فهو ليس بدينه، وإنما أتعجب ممن يقرأ الكتاب المقدس ليل نهار ثم يأتي ويقول لك بأن المسيح لم يحدد للزكاة نسبة معينة، فقد تغافل أو تعامى عن حقيقة أن نسبة الزكاة التي حددها المسيح هي 100 %، ثم يقفز هذا المسيحي إلى العهد القديم ليجعله حكماً له في تحديد تلك النسبة متجاهلاً أمر المسيح في العهد الجديد، وبلا شك إن صعوبة التصدق بـ100 % من جميع المال هي التي جعلت هذا الكاتب لأن يعلن بأن "السيد المسيح لم يحدد نسبة معينة"، أي لشدة صعوبة هذا التعليم غير المطاق أصبح أمثال هذا المسيحي ينكرونه ويتبرؤون منه، فمن ذا الذي يطيق ذلك؟

وبالتالي كما قلت إن أهم التشريعات الموجودة في الإسلام موجودة في المسيحية تقريباً ما يشبهها، بل وكل تلك التشريعات كما قلت لا تقارن بالمسيحية في تحريمها للغنى وامتلاك المال والعمل والتطور وإقامة حضارة وأمرها بحياة الاعتزال.
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
ماذا, أشعة, والتملك, والعزلة, الإسلام, المسيحية؟, الاجتماعية؟, الغني, تحريم


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
التناقض والتخبط في تحريم الخمر - في المسيحية - البتول قسم الصوتيات والمرئيات 3 20.05.2013 13:03
عالم يهودي يعتنق الإسلام بعد بحثه في علم الجينات والعلاقات الاجتماعية !!! * إسلامي عزّي * ركن المسلمين الجدد 2 27.08.2012 13:31
مسيحى يسأل عن سبب تحريم الخمر فى الإسلام .. راجية الاجابة من القيوم ركن الفتاوي 2 27.04.2011 07:59
الرد على شبهة تحريم زواج المسلمة بغير المسلم وهل يُعد نزعة عنصرية أمــة الله رد الافتراءات حول المرأة في الإسلام 4 08.10.2010 23:31
ماذا يقول المسيح عن مؤلفي العهد الجديد - للدكتور منقذ السقار Ahmed_Negm مصداقية الكتاب المقدس 0 19.06.2010 21:35



لوّن صفحتك :