القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 23.10.2011, 12:54

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق


96 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( الـــــرفــــق )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
96 - خطبتى الجمعة بعنوان
( الـــرفــــق )
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
الحمد لله بارِئ البريّات وعالم الخفِيَّات ، المطَّلِع على الضّمائر والنيات،
أحمده سبحانه وأشكره وسِع كلَّ شيء رحمة وعلمًا، وقهر كلَّ مخلوق عِزةً وحُكما،
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }
[110 طه]،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادةً خالصة مخلَصة أرجو بها الفوزَ بالجنات،
وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّدًا عبد الله ورسوله
المؤيَّد بالمعجزات والبراهين الواضحات، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه،
وعلى آلِه السادات وأصحابه ذوي الفَضل والمكرُمات،
والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض والسّموات، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أمَّــا بــعــد :
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله،
وتوبوا إلى ربِّكم واستغفروه؛ فالاستغفار ملجَأ التوّابين ومفزع الخطّائين،
{ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ }
[النور: 22]،
ألا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ؟!
احذَروا الذنوبَ، واحذروا مع الذنوبِ الإصرارَ كما تحذرون معَها الاستصغار، واحذروا المجاهرةَ؛
فويل لمن يغتبطُ بارتكابِ الذنب، ثم ويلٌ لمن يجِد الحلاوةَ بالظفرِ به،
وويلٌ ثم ويل لمن ينفِق المالَ في تحصيلِه، ونعوذ بالله من الخُذلان،
{ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }
[القلم: 44، 45].
أيّها المسلِمون، من أبصَرَ عيوبَ نفسِه سلِم من تتبُّع مساوئ الناس،
ومن ظنَّ بمسلمٍ فتنة فهو المفتون، وإذا كان العلمُ خيرَ ميراث فإنَّ حسنَ الخلُق خيرُ قرين،
وحسنُ الخلق لا يتِمّ إحكامُه إلا بضبطِ قوّة الغضَب وقوَّة الشهوة.
معاشرَ الإخوة، والحديثُ عن حُسن الخلُق حَديثٌ واسِع ومَوطِئ أَنيس،
ومن العَسيرِ الإحاطةُ بهِ في كَلِمة أو حَصرُه في مَقامٍ، غَيرَ أنَّ ثمّةَ صِفةً عظيمةً جامِعة
لمكارِم الأخلاقِ ضابطةً لحسن السّلوك حاكمةً للتصرفات، صِفةً طالما تحدَّث الناس عنها،
واستحسنتها نفوسهم، وامتدحتها منتدياتهم، ولكنّها السلوكُ الغائب والخلُق المفقود لدى
كثير من الناس غيرِ قليل، بل إنها غائبةٌ عند بعض الناس حتى في أنفسهم،
ناهيكم بمن حولهم من الأهل والأقربين.
صفةٌ كريمة وخلُق جميل، فيه سَلامةُ العِرض وراحةُ الجسَد واجتلابُ المحامد،
خلُقٌ من أشهَر ثمارِ حُسن الخلق وأشهاها، ومن أظهر مظاهِر جميل التعاملات وأبهاها خلُقٌ
يقول فيه نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم:
( مَا كَانَ في شيءٍ إلا زَانَه ، وَ مَا نُزِعَ مِنْ شيءٍ إلا شَانَه )
رواه مسلم، إنه الرّفقُ رحمكم الله.
فالرفق تحكُّمٌ في هوى النفس ورغباتها، وحَملٌ لها على الصبرِ والتحمُّل والتجمُّل،
وكفٌّ لها عن العنف والتعجُّل، وكظمٌ عظيم لما قد يلقَاه من تطاوُل في قولٍ أو فعل أو تعامل.
الرفق - حفظكم الله- أخذٌ للأمور بأحسن وجوهها وأيسرِ مسالكها، وهو رأس الحِكمة
ودليل كمالِ العقل وقوّة الشخصية والقدرةِ القادرة على ضبطِ التصرّفات والإرادات واعتدال النظر،
إنه مظهرٌ عجيبٌ من مظاهر الرشد، بل هو ثمرةٌ كبرى من ثمار التديُّن الصحيح.
الرفق لين الجانب ولطافةُ الفعل والأخذُ بالأيسر والأسهل، فيه سلامةُ العِرض وصفاءُ الصدر
وراحةُ البدن واستجلاب الفوائِد وجميلِ العوائد ووسيلةُ التواصل والتوادّ وبلوغ المراد.
الرفق يلين سَورَة عناد المعاندين ويقهَر عريكةَ ذوي الطغيان،
و في حديث جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله عزّ و جلّ لَيعطِي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الْخَرَق -أي: الْحُمقِ-،
و إذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرفق ،
و ما كانَ أهلُ بيتٍ يُحرَمونَ الرفق إلا حُرِمُوا الخيرَ كلَّه )،
و في حديث أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم :
( إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ،
و يعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العُنف و ما لا يعطي على سواه )
رواه مسلم،
و عنها رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
( يا عائشة، ارفقِي؛ فإن الله إذا أرادَ بأهلِ بيتٍ خيرًا دَلَّهُم على باب الرِّفق ) .
معاشرَ الإخوة ، الرفقُ هو منهجُ نبيِّنا وحبيبنا وسيِّدنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم،
منحه ذلك ربُّه، وامتنَّ به عليه:
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }
[آل عمران: 159]،
{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
[الشعراء: 215].
فرسولُ الله صلى الله عليه و سلم هو المثلُ الأعلى والأسوةُ الأولى
في أفعالِه وأقوالِه ومعاملاتِه رِقّةً وحُبًّا وعطفا ورِفقًا،
يقول أنس رضي الله عنه :
( خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم عشر سنين، والله ما قال لي أُفًّا قطّ،
ولا قالَ لشيءٍ: لِمَ فعلتَ كَذَا؟ وهلا فعلتَ كذا؟ )
متفق عليه.
و عنه رضي الله عنه قال:
( كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم وعليه بُرْدٌ غليظُ الحاشية،
فأدركه أعرابيّ فجذبَهُ جذبةً شديدة حتى نظرتُ إلى صَفحةِ
عاتِقِ رسولِ اللهِ عليه الصلاة و السلام وقد أثَّرتْ بها حاشيةُ البردِ من شدّة جذْبتِه،
ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندَك،
فالتفت رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم وضحِكَ، وأمرَ له بعطاء ) .
أخرجه البخاري.
أيّها المسلمون، الرفقُ سلوكٌ كريم في القول والعملِ وتوسّطٌ في المواقف، واعتدالٌ وتوافق،
واختيارٌ للأسهل والألطف. ليس للرفقِ حدودٌ تقيِّده ولا مجالٌ يحصُره،
بل هو مطلوبٌ في كلِّ الشؤون والأحوال وفي الحياة كلِّها وفي شأنِ المسلم كلِّه.
يأتي في مقدّمة ذلك المطلوباتُ الشرعية؛ فربّنا -عزَّ شأنه- رفيق بخلقِه رؤوف بعباده
كريم في عفوه رفيقٌ في أمره ونهيه، لا يأخذ عبادَه بالتكاليف الشاقّة،
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
[التغابن: 16]،
{ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }
[البقرة: 286]،
{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }
[الطلاق: 7]،
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
[البقرة: 185]،
{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }
[الحج: 78].
وتأتي الصلاةُ وهي عمود الإسلام وأمّ التكاليف خفَّف فيها
نبيُّنا محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم من أجلِ بكاءِ الصبيّ
خشيةَ أن تفتتنَ أمّه.
متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام:
( إذَا صلَّى أحدُكُم بالناسِ فلْيخفِّفْ ؛
فإنَّ فيهم الضعيفَ و السقيمَ و الكبيرَ و ذا الحاجة )
رواه مسلم.
و قال: ( ليسَ من البرِّ الصيامُ في السّفر )،
وفي عبادَاتِكُم كلِّها:
( سدِّدُوا و قارِبُوا ، و خذُوا من الأعمالِ ما تطِيقُون ؛ فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا ).
ومن أعظم صوَر الرفق: الرفقُ بالأهل والأسرةِ من الآباءِ والأمهاتِ والأطفالِ والزّوجات.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"شِدّة الوطأة على النساء مذموم؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه و سلم
أخذَ بسيرةِ الأنصار في نسائِهم وتركَ سيرةَ قومه".
أيّها الأبناء، ارفُقوا بآبائكم وأمهاتكم، أحسِنوا الصحبة، ولينوا في المعاملة،
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
[الإسراء: 24].
أيّها الآباء، أيّها الأمّهات، ارفقوا بأبنائكم وبناتِكم؛ فربكم يعطِي على الرفقِ ما لا يعطِي على العنفِ،
وإذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق.
ترفَّقوا بالخدمِ والعمّال، ولا تكلِّفوهم ما لا يطيقون، وأحسِنوا مخاطبتَهم،
وأعطوهم أجرَهم طيِّبةً بها نفوسُكم في مواعيدِها وإذا طلبوها، وأطعِموهم مما تطعمون.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ؟
فصمت عنه رسول الله عليه الصلاة و السلام ،
ثم قال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ،
فقال صلى الله عليه و سلم :
( كل يوم سبعين مرة )
أيّها المعلِّمون، أيّها الدّعاة، أيّها المسؤولون، ارفقوا وترفَّقوا؛
فالرفقُ والإحسان أسرعُ قبولا وأعظمُ أثرًا، فهذا هو المعلِّم الأول وسيِّد الدعاة
سيّدُنا محمّد صلى الله عليه و سلم حين بال الأعرابيّ في المسجد وتناوله الناس،
فقال لهم الرسول الرفيق عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام :
( لا تُزْرِمُوه ، دَعُوه ، و أَهْرِيقُوا على بَولِه سَجْلا من ماء أو ذَنوبًا من ماء ؛
فإنما بُعِثتم ميسِّرِين ، و لم تبعثوا مُعسِّرِين )
أخرجه البخاري.
وعطس رجلٌ في الصلاة، فقال له الحكم بن معاوية السلمي: رحمك الله،
قال: فرَمَانِي القومُ بأبصارِهم، فقلت: وا ثكلَ أمّاه، ما شأنُكم تنظرونَ إليَّ؟!
فجعلُوا يضرِبُون بأيديهِم على أفخاذِهِم، فلمَّا رأيتُهُم يُصَمِّتونَنِي، سكتّ،
فلمّا صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه و سلم
فَبأبي هو وأمي ما رأيتُ معلِّمًا قبلَهُ ولا بعدَهُ أحْسن تعليمًا منه،
فواللهِ ما نَهرَنِي ولا ضربني و لا شتمني،
ولكنه قال :
( إنَّ هذه الصلاةَ لا يصلحُ فيها شيءٌ من كلامِ الناس ،
إنما هو التّسبيحُ و التكبيرُ و قراءةُ القرآن )
أخرجه مسلم.
وفي عموم الولايات والمسؤوليات
يقول عليه الصلاة و السلام :
( اللّهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمرِ أمتي شيئًا فَرَفَقَ بهم فارْفق به ،
و مَنْ وَلِيَ من أمرِ أمّتي شيئًا فشقَّ عليهِم فاشقُقْ عليه )
رواه مسلم.
يكون المسلم -عبادَ الله- على قدر عالٍ من الأخلاق الحسنة والتعامل الرفيق
والمسلَك الراقي حين يكون متسامحًا، وحين يتجنَّب المشاحة وغلظ المشاكسة،
يمهِل المعسِر ويتجاوَز عن المسيء،
( رحِمَ الله رجُلا سمحًا إذا باعَ ، و إذا اشترى، و إذا قضَى، و إذا اقْتضَى )
رواه البخاري.
( إن خياركم أحاسنكم أخلاقا ).
كيف وقد بلغ التوجيهُ إلى الرفق في دينِنا
حتى نال الحيوانُ الأعجَمُ البهيم حظَّه من الرفق، ففي الحديث :
( اتَّقوا الله في هذِه البهَائمِ الْمُعجَمة؛ فَارْكبوها صالحة، وكلُوها صَالحة )
رواه أبو داود .
ألم تعلموا- رحمكم الله - أن النارَ وسوء العاقبة كانت لامرأةٍ حبست هرّة حتى ماتت،
لا هي أطعمتها، ولا هي سقتها، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض،
وجنّة عَدن كوفئت بها بغِيٍّ سقَت كلبًا كان يأكل الثرى من العطش.
هل علمتم-حفظكم الله- أن التحريش بين البهائم منهيٌّ عنه في ديننا؛
لأنه إيذاء وقَسوة وعبَث وعُنف، بل حتى عند قتله أو ذبحه أنتم مأمورون بأن:
( إذا قَتلتمْ فأحْسِنوا القِتلَة ، و إذا ذبحتمْ فأحسنُوا الذِّبحة ،
و لْيحدَّ أحدُكمْ شفْرتَه ، و لْيرِحْ ذبيحتَه ).
وبعد: عبادَ الله، فما أحسنَ الإيمان يزينُه العلم! وما أحسَن العلم يزينه العمَل!
وما أحسن العمَل يزينه الرفق! وما أضيفَ شيء إلى شيء مثل حِلم إلى عِلم،
ومن حَلُم ساد، ومن تفهَّم وتأنَّ ازداد، ومن زرَع شجرةَ الرفق حصَد ثمرة السلامة.
وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة و السلام :
( ألا أخبركُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ على النارِ و مَنْ تحرمُ عليه النار ؟
على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سَهْل )
حديث حسن أخرجه الترمذي وقال: "غريب".
والصبرُ -عبادَ الله- بالتصبر، والحلم بالتحلُّم، والعلم بالتعلُّم، والرفق بالترفّق،
وحُسن الخلق كلّه بالتخلّق، ومن يَتوخَّ الخير يُعطَه، ومن يتوقَّ الشر يوقَه،
وأوّل المودّة طلاقةُ الوجه، والثانيةُ الرفقُ والتودّد، والثالثة قضاء حوائج الناس.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
[الأعراف: 199-201].
بارك الله لي و لكم ... نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ،
و بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .
و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
الحمد لله هادِي مَن استهداه ومجيبِ من دَعاه،
أحمده سبحانه وأشكره على جزيلِ ما أفضل وكريم ما أعطاه،
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له،
لا إلهَ غيره ولا ربَّ لنا سواه،
وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمّدا عبد الله ورسوله ومصطفاه ومجتباه،
صلى الله وسلم وبارك عليه،
وعلى آله وأصحابه ممن هاجر معه ونصرَه وآواه،
والتابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرَه واتبَع هداه،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا لا حدَّ لمنتهاه.
أمّــا بــعــد :
أيّها المسلمون،
الفَظُّ الغليظُ العَنيف يشقُّ على الناسِ صحبتُه وتثقُل على ذوِي المروءات معاشرته،
ينفِر منه الآخرون ولو كثُرت فضائلُه ورُجِيت فواضله،
بل لعلّهم لا يبالون ما يفوتهم من منافعه؛ ذلكم أن
( مَنْ حُرِم الرفق فَهُو المحرُوم )
كما صحَّ في الحديث. ناهيكم بقاصرِ المعرفةِ ومحدودِ الإدراكِ الذي يظنّ الرفقَ ذِلّة
والرحمة ضعفًا والأناة كسَلا والمداراة نفاقًا واللطفَ غَفلة، بل ربما ظنَّ الفظاظة رجولة وحزمًا
والتشدّد تمسّكًا والتزامًا، وهل هذا إلا انقلاب في المفاهيم وغِلظ في الفهم وغَلط في الإدراك؟!
وقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه وقد سمع من رجل كلاما قاسيًا:
" يا هذا ، لا تغرقْ في سبِّنا ، و دَعْ للصلح موضعا ؛
فإنَّا لا نكافِئ من عصَى الله فينا بأكثرَ من أنْ نطيعَ الله فيه " ،
وشتم رجل الشعبي رحمه الله، فقال الشعبيّ:
" إنْ كنتُ كما قلتَ فغَفَرَ الله لي ، و إِنْ لم أكنْ كما قلتَ فغفرَ الله لك " .
نعم حفظكم الله ، الرفق يحمِل على الاحتمالِ وكَظم الغيظِ وكفِّ الأذى،
والأناة وعدَم الطّيش، كم فات من سبُل النجاح والفلاح على أهل العنف والطيش والعجلة!
يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه :
" إنَّ مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلى الله العفوَ عند المقدرة ، و تسكينَ الغضبِ عند الحدَّةِ ،
و الرفقَ بعبادِ الله ، و ما رفقَ عبدٌ بعبدٍ في الدنيا إلا رفقَ الله به يومَ القيامة " .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و اعلموا أنّ الرفق لا يُنَافي الحَزم ، فيكون المرء رفيقًا في أموره متأنّيا ،
لا يُفَوِّت الفرصَ إذا سنحت ، و لا يهملها إذا عرَضت ، و المحمودُ وسَط بين العُنف و اللين ،
و لكن لما كانت الطباعُ إلى العنف و الحدّة أميل كانت الحاجَة إلى ترغيبهم في جانِب الرفقِ أكثر ،
و شرفُ النفس أن تحمِل المكاره كما تحمل المكارم ، و في الإعراضِ صَونُ الأعراض ،
و الكريمُ يلين إذا استُعطِف ، و اللئيم يقسو إذا أُلطِف .
أسأل الله تعالى لي و لكم الهدى و التّقَى و العفافَ و الغنى .

هذا و أعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكته ثم أمركم به ،
فصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا
و به من خير الله الكثير
اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير
و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للشيخ, نبيه, الرفاعي, الرفق, بعنوان, خطبة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
لا تنتظر الشكر من أحد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 17.10.2011 22:42
الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام العقيدة و الفقه 0 10.10.2011 12:59
العفاف - خطبة جمعة / نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.09.2011 16:36
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 19.08.2011 14:34
خطبة عن استقبال رمضان للشيخ نبيل الرفاعى / بيت عطاء الخير بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 22.07.2011 10:57



لوّن صفحتك :