القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 30.12.2014, 17:48
صور حارس الحدود (أستاذ باحث) الرمزية

حارس الحدود (أستاذ باحث)

مشرف القسم النصراني العام وأقسام رد الشبهات

______________

حارس الحدود (أستاذ باحث) غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 11.04.2014
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 172  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.10.2023 (22:57)
تم شكره 91 مرة في 69 مشاركة
Gadid العرب - من قبل الإسلام إلى عصر الإنحطاط - سياحة سريعة .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... بسم الله الرحمن الرحيمالعرب الإسلام الإنحطاط سياحة سريعة

الْحَمد لله الَّذِي من علينا بتوحيده وَجَعَلنَا من أفضل عبيده الَّذِي جنبنا الْأَهْوَاء المذلة والآراء المضلة أرانا الْحق إِذْ هدَانَا لبرهانه وَدَلِيله وَأظْهر لنا الْبَاطِل وتفضل علينا بالعدول عَن سَبيله نحمده بمحامده الَّتِي لَا تحصى ونشكره على الْآيَة الَّتِي لم تزل تترى ونسأله الصَّلَاة على نجبه من كَافَّة الورى أنبيائه وَرُسُله أَئِمَّة الْهدى وخصوصا الْمَبْعُوث إِلَى الثقلَيْن الْمفضل على الْعَالمين الْمُؤَيد بِالْآيَاتِ الصادعة والبراهين القاطعة موضح الْحق بواضحات الدَّلَائِل ومرهق الْكفْر وَالْبَاطِل صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطيبين وعَلى جَمِيع النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ ورضى الله عَن خلفائه الرَّاشِدين وَعَن صحابته أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين.
أما بعد ...
فإني وطنت نفسي على موضوع الإنحطاط الذي يشُوب الواقع الإسلامي بكل أسف , وهذا الموضوع فإنه يشملنا نحْنُ كذلك لا محالة , من أجل ذلك قررت أن أقوم بمجْهُود بسيط أشرح فيه هذه الآفة التي أصيب بها المُجتمع الإسلامي اعتمادا على لب المصادر التي اعتنت بهذا الجانب الموْضوعي وأستخلص رحيقا عسى الله أن يجْعله حلوا في ألسن الإخوة والأخوات ويتذوقوه مرارا وتكْرارا .
1- منهجيتي في هذا البحث تتمثل في :
*- صورة العرب في الجاهلية .
*- صورة العرب في الإسلام .
*- صورة المسلمين عند الإنحطاط .
2- المصادر :
*- " إلى الإسلام من جديد " للعلامة الندوي 1420هـ طبعة دار القلم – دمشق 1399 هـ - 1979 م .
*- " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين " للعلامة الندوي 1420هـ طبعة مكتبة الإيمان، المنصورة – مصر .
*- " الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية " لأبو أسماء محمد بن طه , طبعة دار ابن حزم – القاهرة , الطبعة الثانية 1433 هـ - 2012 م.
*- " مسائل الجاهلية " لمحمد بن عبد الوهاب 1206هـ .
*- " مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم " لأحمد إبراهيم الشريف طبعة دار الفكر العربي .
*- " فُتُوح البُلدان " لجابر البلاَذُري .
*- " قصة البشرية " للشيخ محمد إبراهيم الحمد ط: وزارة الأوقاف السعودية .
*-
قال أحد الأدباء ((أمران لا يحدد لهما وقت بدقة، النوم في حياة الفرد، والانحطاط في حياة الأمة، فلا يشعر بهما إلا إذا غلبا واستوليا)) { نقلا عن " ماذا خسر العالم بانحطاط المُسلمين ص 119 } .
*- العرب في الجاهلية :
من أجل أن نعيش لحظة الإنحطاط لابد علينا أن نأتي بتاريخ النهضة أولا ثم ننتقل إلى عصر الإنحطاط الذي وقع على المسلمين كالرعد , وذلك يظهر عند ظهُور الإسلام بشكل أثار المُستشرقين وألفوا فيه الكتب والمُؤلفات ولكن قبل ظهور الإسلام كان المجتمع العربي مجتمع متوحش أو بعبارة أخرى مستوحش هجين أخلاقه غير منضبطة أو مُسيجة وكانوا كالكلاب في أيدي الرومان والفرس قال العلامة الندوي في كتابه " إلى الإسْلام منْ جديد " ص 37 :
{ كان العرب قبل الاسلام أمة كادت تكون منعزلة عن العالم، قد فصلتها عن العالم المتمدن المعمور البحار من ثلاث جوانب، وصحراء من جانب، وكانت من الانحطاط والانقسام والضعة والخمول بمكان لا تطمع فيه حينا من الدهر الى غزو البلاد، ولا تحلم بالانتصار على الدول المجاورة لها في المنام، ولا تحدّث به يوما من الأيام.
هذا، ودولتا فارس والروم يومئذ سيدتا العالم، وزعيمتا الشرق والغرب، وقد أحاطت ممتلكاتهما بشبه جزيرة العرب، احاطة السوار بالمعصم، وإنما زهد الفرس والرومان في فتح هذه الجزيرة لوعورتها، وقلة خيراتها ومواردها، وما يكلفهم ذلك من رجال وأموال، هم في غنى عن انفاقها في هذه الصحراء المجدبة، وفي هذه الامة الفقيرة، وانما اكتفوا برقابتهم السياسية عليها، وباماراتهم التي أنشأوها على ثغور هذه الجزيرة الواسعة ولهواتها }.
*- وكذا لا ننْسى الحروب التي كانت تعْرفها القبائل العربية .. والعصبيات العرقية , فهذه من السمومك التي دستها البلدان المجاورة في العرب حتى يشْتغلوا بأنفسهم ولا يتفقوا على وحدة رأي , لأن العرب لو اتفقوا لكان هذا تهديد للدول التي كانت مسلْطنة في ذلك العصر خصوصا روما والفرس وغير ذلك , فلذلك لعبوا على هدم كل أواصر الإصلاح أو القيام بدولة مسْتقلة لديها فضائلها ومقوماتها الإحتماعية والسياسية والعسكرية وافقتصادية .. وفي ذلك يقول الستاذ أحمد الشريف في كتابه " مكة والمدينة في الجاهلية " ص 123 { لم يكن في مكة جيش نظامي ثابت، فهي مجتمع قبلي تستغني بالتشكيل الحربي القبلي عما تعرفه المجتمعات الكبيرة من الجيوش النظامية. وكان جيشها يتألف من رجال القبيلة أنفسهم ومن ينضم إليهم من رجال القبائل الأخرى التي ترتبط معهم برباط الحلف} .
وانعدام القوة العسكرية = انعدام الوحدة العربية , بل وكان طغيانهم وشرههم في الحصول على الأموال والتجارة أعماهم عن القيام بدولة موحدة أو ترميم تلك الدويلات المقطعة أو إصلاحها .. وكذا العرب الجاهليين كانوا مشتتين في الجانب الديني , لكل قبيلة إله , تعْبُده وتقرب له القرابين , وهذا عامل أساسي في جعل العرب يقبعون تحت خط الإنحطاط لأن الدين يوحد ولا يفرق , والإسلام لما جاء وحدهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله , ولو أن في الأصل كان دينهم واحد ألا وهو دين الخنيفية [ أي الإسلام ] ولكنهم حرفوا دينهم واتخذوه لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا , وقد عرفوا بنصرة الظالم وتعذيب المظلوم خصوصا إن كان الظالم ذا نفوذ وله جاه ونسب بين العرب , فلما كان هذا حالهم يقول الندوي رحمه الله في " إلى الإسلام من جديد " ص 38 :
{ هكذا كانت هذه الامة التي ما كانت لتمثل دورا مدهشا في تاريخ العالم عن قريب } .

*- العرب في الإسلام :
نقطة تحول تعرض لها ذلك المجتمع البدوي لم يكُن يحلم بها لا الأعداء ولا الأخلاء , زعزعت كيان صناديد قريش الذين استعبدوا الناس تحت التخلف والتشتت وجاءت بموقومات تقف مع تشريعات جهابذة قريش وقفة تضاد لذلك ما كان منهم إلا أن تعرضوا لهذا الدين بشتى الوسائل ولكن الدين كما قال جورج برنارد شو يفرض نفسه بكل الوسائل , والدين الحقيقي هو الذي يقوى على تحمل الصدمات والإنتقادات , فكانت هجرة الخل الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سببا في رقي ذلك المُجتمع وازدهاره فكان كطلوع البدر وفي ذلك نسب أهل السير شعرا إلى أهل المدينة وهم يستقبلون النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر مقتضاه :
طلع البدر علينا *** من ثنيات الوداع .

وجب الشكر علينا *** ما دعا لله داع .
وفي أغلب الأحيان هذا الأمر لم يصح , المُهم أن الحبيب صلى الله عليه وسلم لما خطت قدماه أرض المدينة كان أول عمل قام به بناء المسجد النبوي .. ليجمعهم تحت سقف واحد و أصلح وآخى بين المهاجرين والأنصار , وكان ذلك في سنة ذو القعدة من سنة 14 للهجرة .. بل قد أصلح بين طائفتين من العرب ما عرفوا صلحا قبل ظهور الإسلام إلا التنكيل والتقتيل ألا وهما الأوس والخزرج .. حتى لما أصلح بينهم كانوا يتنافسون على طاعة الله .. وقبل الإسلام كانت بينهم حروب ووقائع كوقعة بعاث وغير ذلك ولكن في الأخير آخى بينهم .
قال بن يحيى الحرضي في " بهجة المحافل وبغية الأماثل " ص 110 :
{ وبعاث اسم حصن للاوس كانت به حرب عظيمة بينهم وبين الخزرج وكانت الغلبة فيها للاوس وكان على الاوس يومئذ حضير والد اسيد بن حضير النقيب وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضى فقتلا معا قال ابو اسحاق وغيره من اهل الاخبار كان الاوس والخزرج اخوين لاب وام فوقعت بينهما عداوة بسبب قتيل وتطاولت فتنتهم عشرين ومائة سنة وآخر وقعة بينهم يوم بعاث وهو مما قدمه الله لرسوله صلي الله عليه وآله وسلم في أسباب دخولهم في الاسلام فقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد افترق ملأهم وقتلت سراتهم وتأسست الاحن والعداوة بينهم فألفهم الله به وعليه حمل المفسرون قوله تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً» }.
فلما كان وضع هذا الحجر بعد مدة قام الحبيب النبي بوضع أحجار أخرى ليستقر هذا الإصلاح أو هذا التوحيد الجامع كصلاة الجماعة في المسجد النبوي تحت إمام واحد , ونبذ كل أشكال الظلم بالتهريب منه , وتحبيب أشكال الرقي والخير والترغيب فيه , وتنزلات القرآن وحفظهم لها من فم النبي صلى الله عليه وسلم , وبأنهم شلة واحد ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ويتضح ذلك في الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال " من أكرم الناس ؟ قال أتقاكم " ولم يقل أغناكم أو اشرفكم نسبا , ويكفيك أن تعرف أن الشعر الذي يحرض بين القبائل كان منهي عنه في صدر الإسلام وتمت إباحته في عصر أحد الخلافاء , فسميت هذه المرحلة بمرحلة التأسيس .. إذ كان كل شيء يفعله المسلم إلا ويخلص الله فيه .. ويتقي الله فيه .. وقد بين الحبيب النبي صلى الله عليه وسلك كل هذه الأمور في الكثير من الأحاديث التي تبين مقدار النصائح والتوجيهات التي أخدها العرب المسلمون .. اختصرت الكلام نظرا للإطالة .
فلما قوي إصرهم وبسطوا أجنحتهم في المدينة واستقرت أوضاعهم أذن لهم في القتال يقول الأستاذ أبو أسماء محمد بن طه في كتابه " الأغصان الندية في شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية " ص 155 :
{ فلما استقر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وأيده الله بنصره، بعباده المؤمنين الأنصار، وألف بين قلوبهم بعد العداوة والإِحَن التي كانت بينهم، فمنعته أنصارُ الله وكتيبةُ الإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج، وكان أول بهم من أنفسهم، رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة، وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة، وصاحوا لهم من كل جانب، والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة، واشتد الجناح، فأذن لهم حينئذ في القتال، ولم يفرضه عليهم فقال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)}
فكان أول خروج للمسلمين من اجل القتال هو خروج حمزة رضي الله عنه في سرية سيف البحر من اجل التعرض لعير لقريش فيها أموال المسلمين الذي هاجروا وتركوها بيدهم .. وهذا إن دل فهو يدل على أن المُسلمين تمكنوا وازدهرت قوتهم .. وعايشوا موكب الإصلاح بحذافره .
قال الإمام الندوي في " إلى الإسلام من جديد " ص 43 :
{ هذه القوة القاهرة بعد ذلك الضعف المخزي، وهذا النشاط الغريب بعد ذلك الخمود العجيب، وهذا الانتباه السريع بعد ذلك السبات العميق، لغز من ألغاز التاريخ، وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن هذا الحادث أغرب ما وقع في التاريخ الانساني }.
ليس الندوي رحمه الله وحده من قال هذا الكلام فقد اعترف به كبار المُستشرقين كالمؤرخ جبون في كتابه انحطاط رومة وسقوطها المجلد الخامس ص 474 - 475 طبعة اكسفورد يقول :
{ بقوة واحدة ونجاح واحد، زحف العرب على خلفاء أغسطس (في الروم) واصطخر (في فارس)، وأصبحت الدولتان المتنافستان، في ساعة واحدة فريسة لعدو، لم يزل موضع الازدراء والاحتقار منهما، في عشر سنوات من أيام حكم عمر أخضع العرب لسطانه ستة وثلاثين ألفا من المدن والقلاع، خربوا أربعة آلاف كنيسة ومعبد للكفار،وأنشأوا أربعة عشر ألفا من المساجد لعبادة المسلمين، على رأس قرن من هجرة محمد صلى الله عليه وسلم من مكة، امتد سلطان خلفائه من الهند الى المحيط الاطلانطيكي، ورفرف علم الاسلام على أقطار مختلفة نائية كفارس وسورية ومصر وافريقيا وأسبانيا }.
ويقول المؤرخ "ستودارد الأميركي" في كتابه "حاضر العالم الاسلامي" ج. 1. تعريب الاستاذ عجاج نويهض:
{ كاد يكون نبأ نشوء الاسلام النبأ الأعجب الذي دون في تاريخ الانسان، ظهر الاسلام في أمة كانت من قبل ذلك العهد متضعضعة الكيان، وبلاد منحطة الشأن، فلم يمض على ظهوره عشرة عقود، حتى انتشر في نصف الأرض ممزقا ممالك عالية الذرى، مترامية الأطراف، وهادما أديانا قديمة كرت عليها الحقب والأجيال، ومغيرا ما بنفوس الأمم والأقوام، وبانيا عالما حديثا متراص الأركان، هو عالم الاسلام.
كلما زدنا استقصاء، باحثين في سر تقدم الاسلام وتعاليمه زادنا ذلك العجب العجاب انبهارا ، فارتددنا عنه بأطراف حاسرة، عرفنا أن سائر الأديان العظمى إنما نشأت، ثم أنشأت تسير في سبيلها سيرا بطيئا ملاقية كل صعب، حتى كان أن قيض الله لكل دين منها ما أراده له من ملك ناصر، وسلطان قاهر انتحل ذلك الدين، ثم أخذ في تأييده والذب عنه، حتى رسخت أركانه ومنعت جوانبه، بطل النصرانية "قسطنطين" والبوذية "أسوكا" والمزدكية "قباء كسرو"، كل منهم ملك جبار، أيد دينه الذي انتحله بما استطاع من القوة والايد، إنما ليس الأمر كذلك في الاسلام، الاسلام الذي نشأ في بلاد صحراوية، تجوب فيها شتى القبائل الرحالة التي لم تكن من قبل رفيعة المكانة والمنزلة في التاريخ، فلسرعان ما شرع يتدفق وينتشر وتتسع رقعته في الأرض مجتازا أفدح الخطوب وأصعب العقبات، دون أن يكون من الأمم الأخرى عون يذكر، ولا أزر مشدود، وعلى شدة هذه المكاره فقد نصر الاسلام نصرا مبينا عجيبا، إذ لم يكد يمضي على ظهوره أكثر من قرنين، حتى باتت راية الاسلام خفاقة من "البرانس" حتى "هملايا"، ومن صحاري أواسط آسيا حتى صحاري أواسط افريقية }.
ويقول مؤرخ عصري "هـ. 1. ل. فيشر" في كتابه تاريخ أوربا ص 137 - 138:
" لم يكن هنالك - في جزيرة العرب قبل الاسلام - أثر لحكومة عربية، أو جيش منتظم، أو لطموح سياسي عام، كان العرب شعراء خياليين، محاربين، وتجارا، لم يكونوا سياسيين، انهم لم يجدوا في دينهم قوة تثبتهم أو توحدهم، انهم كانوا على نظام منحط من الشرك، بعد مائة سنة حمل هؤلاء المتوحشون الخاملون لأنفسهم قوة عالمية عظيمة، انهم فتحوا سورية ومصر، ودوخوا وقلبوا فارس، ملكوا تركستان الغربية، وجزءا من بنجاب، انهم انتزعوا افريقية من البيزنطيين والبربر، وأسبانيا من القوط، هددوا فرنسا في الغرب، والقسطنطينية في الشرق، مخرت أساطيلهم المصنوعة في الاسكندرية وموانئ سوريا، مياه البحر المتوسط، واكتسحت الجزائر اليونانية، وتحدت القوة البحرية للامبراطورية البيزنطية، لم يقاومهم الا الفرس وبربر جبال الاطلس، انهم شقوا طريقهم بسهولة حتى صعب في بداية القرن الثامن المسيحي ان يقف في وجههم واقف، ويعرقل سيرهم في الفتح والاستيلاء، لم يعد البحر المتوسط بحر الروم، بل أصبح حوضا عثمانيا لا سيطرة فيه لغير الترك، ووجدت الدول النصرانية من أقصى أوربا الى أقصاها منذرة مهددة بحضارة شرقية مبنية على دين شرقي }.
فهذه الإعترافات وغيرها .. تظهر مدى صلاحية لب هذا الدين وتوجهاته الفكرية والدينية يقول الإمام الندوي في " إلى الإسلام من جديد " ص 55 :
{ العرب أصبحوا بفضل تعليم محمد صلى الله عليه وسلم أصحاب دين ورسالة، فبُعثوا بعثا جديدا، وخُلقوا من جديد وانقلبوا في داخل أنفسهم فانقلبت لهم الدنيا غير ما كانت، وانقلبوا غير ما كانوا، نظروا الى العالم حولهم - وطالما رأوه في جاهليتهم بدهشة واستغراب - فاذا الفساد ضارب أطنابه، وإذا الظلم مادّ رُواقه، وإذا الظلام مخيم على العالم كله، وكل شيء في غير محله، فمقتوه وأبغضوه، ونظروا الى الأمم وطوائف البشر حول جزيرتهم - وطالما رأوها بتعظيم واجلال، وغبطة واكبار - فاذا أنعام ودواب في صورة البشر {يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} [محمد: 12]، وإذا صور ودمى قد كسيت ملابس الانسان، فاستهانوا بهم، وبما هم فيه من ترف ونعيم، وزخارف وزينة، وقرأوا قول الله تعالى: {زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه} [طه: 131]- {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا، وتزهق أنفسهم وهم كافرون}.
ولكن هذه الفرحة لم تكتمل ...

*- المسلمون في عصر الإنحطاط ؟
ما وجدت كلاما أفتتح به هذا المحْور إلا كلام فخر الدين الندوي في كتابه " إلى الإسلام من جديد " ص 67 :
{ هذا ولما طال على المسلمين الأمد، وقست قلوبهم، ونسوا وتناسوا ما لأجله بعثهم الله على كثرة من الناس، وتوافر من أمم الأرض، وهو قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110].
ونسوا ما لأجله خرجوا من جزيرتهم، يُخرجون الناس من عبادة العباد الى عبادة الله وحده، وصاروا يحكمون الناس حكم الناس على الناس، وصاروا يعيشون حياة لاهية حرة، حياة من لا يعرف نبيا ولا يؤمن برسالة ووحي، ولا يرجو حسابا، ولا يخشى معادا، وأشبهوا الأمم الجاهلية التي خرجوا يقاتلونها بالأمس، عادوا فقلدوها في مدنيتها واجتماعها، وسياستها وأخلاقها، ومناهج حياتها، وفي كثير مما مقتها الله لأجله وخذلها. وأصبحوا لا هم لهم ولا شغل، الا الأكل والشرب والتناسل، وأصبحوا كرعايا الناس ليس لهم فرقان ولا نور يمشون به بين الناس، وأشبهت ملوكهم وأمراؤهم، جبابرتها وفراعنتها وأغنياؤهم مترفيها وأكابر مجرميها، وكاد يسبق فجارهم فجارها، تحاسد وبغضاء ومنافسة في السلطان، وتكالب على حطام الدنيا، واخلاد الى الترف والنعيم، واعراض عن الآخرة، وسفك للدماء، وهتك للأعراض، وهضم للحقوق وغدر بالعهود والذمم، وتعد على حدود الله واعانة للظالم، وجنف في الحكومات والمظالم، وتبذير لأموال الله، وعموم الفواحش والمنكرات، وابتداع للجرائم، وابداع في الخيانة، مما يحتاج بسطه الى مجلدات .. } .
نعم هذه حقيقة مُرّة إذ أرجع أهل العلم سبب انحطاط المُسلمين هو بعدهم عن الإسلام وعما كلفهم الله به , ألم ترى أن اليهود لما ضلوا وخالفوا التوراة أصبحوا في الأذلين وقبعوا تحت خط التخلف والجهل لأن الكنيسة أخذت مكانهم وسادت على كل الأفق , ولما زاغ النصارى وحرفوا كتابهم وخالفوه ضلوا وجعلوا تحت أقدام الدولة الإسلامية , وأصبح وضعهم لا يعجب خِلَّهم وأعدائهم , فسادت المسلمون على كل القطاعات , ولكن حصل لهم كما حصل لمن قبلهم هو أنهم زاغوا وضلوا وأعرضوا عن كتابهم وشريعة نبيهم صلى الله عليه وسلم قال تعالى { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }, ومن بين أمثلة هذا الزيغان , نجد أنهم فصلوا الدين عن الدوْلة , وحصروا الدين الإسلامي في المساجد فقط لا أقل ولا أكثر , قال الندوي رحمه الله في كتابه " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين " ص122 :
{ وقع فصل بين الدين والسياسة عملياً، فإن هؤلاء لم يكونوا من العلم والدين بمكان يستغنون به عن غيرهم من العلماء وأهل الدين فاستبدوا بالحكم والسياسة، واستعانوا- إذا أرادوا واقتضت المصالح- بالفقهاء ورجال الدين كمشيرين متخصصين، واستخدموهم في مصالحهم واستغنوا عنهم إذا شاؤوا، وعصروهم متى شاءوا، فتحررت السياسة من رقابة الدين، وأصبحت قيصرية أو كسروية مستبدة، وملكاً عضوضاً، وأصبحت السياسة كجملهائج حبله على غاربه، وأصبح رجال الدين والعلم بين معرضة للخلافة وخارج عليها، وحائد منعزل اشتغل بخاصة نفسه وأغمض العين عما يقع ويجري حوله، يائساً من الإصلاح، ومنتقد يتلهف ويتنفس الصعداء مما يرى ولا يملك من الأمر شيئاً، ومتعاون مع الحكومة لمصلحة دينية أو شخصية، ولكلٍّ ما نوى، وحينئذ انفصل الدين والسياسة، وعادا كما كانا قبل عهد الخلافة الراشدة أصبح الدين مقصوص الجناح مكتوف الأيدي، وأصبحت السياسة مطلقة اليد حرة التصرف نافذة الكلمة صاحبة الأمر والنهي، ومن ثمَّ أصبح رجال العلم والدين طبقة متميزة، ورجال الدنيا طبقة متميزة، والشقة بينهما شاسعة، وفي بعض الأحيان بينهما عداء وتنافس }.
وأرجع الشيخ محمد بن إبراهيم حمْد سبب انحطاطهم إلى البُعد على الدين فقال في كتابه " قصة البشرية " ط : موقع وزارة الأوقاف بالسعودية ص 107 :
{ فلم يتأخر المسلمون عن ركب الحضارة، ولم يتفرقوا ويستذلوا إلا عندما فرطوا في دينهم، ونسوا حظا مما ذكروا به.فالإسلام دين الرقي، والتقدم، والزكاء، وعندما كان المسلمون متمسكين بدينهم حق التمسك دانت لهم أمم الأرض قروناً متطاولة، فنشروا فيها لواء الحكمة، والعدل، والعلم }.
ويحكي بن جابر البلاَذُري في كتابه " فُتُوح البُلدان " ص 388 عن رتْبيل وهو يقُول :
{ ما فعل قوم كانوا يأتونا خماص البطون سود الوجوه منَ الصلاة نعالهم خوص، قَالُوا: انقرضوا، قال: أولئك أو فى منكم عهدا وأشد بأسا، وإن كنتم أحسن منهم وجوها، وقيل له ما بالك كنت تعطي الحجاج الإتاوة ولا تعطيناها، فقال:كان الحجاج رجلا لا يظفر فيما أنفق إذا ظفر ببغيته ولو لم يرجع إليه درهم وأنتم لا تنفقون درهما إلا إذا طمعتم في أن يرجع إليكم مكانه عشرة، ثُمَّ لم يعط أحدا من عمال بني أمية ولا عمال أَبِي مسلم عَلَى سجستان من تلك الإتاوة شيئا }.
فهذا في القرن الثاني فما بالك في القرون التي بعده ؟ فضعف المسلمون وركبهم الهوان والذل والجهل حتى أصبحوا في فجر القرن الرابع عشر الهجري أمة جوفاء، لا روح فيها ولا دم، وصاروا كصرح عظيم من خشب منخور قائم لا يزال يؤوي الناس ويهول من بعيد، أو كدوحة قد تآكلت جذورها، ونخر جذعها العظيم ولم تنقلع بعد، وأصبحت بلادهم مالا سائبا لا مانع له، وأصبحت دولهم فريسة لكل مفترس، وطعمة لكل أكل , فصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم "يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها، فقال قائل: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم عثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت " ؟
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يحكي وهو ينظر إلى حالنا الآن , لأن هذا الحديث يصور يمثل واقع كثير من المُسلمين من حب الدنيا والذات والمال وكراهية الموت في سبيل الله , ويصور الإمام الندوي هذا الواقع بقوله في كتاب "إلى الإسلام من جديد ص 72 :
{
وقد بلغ المسلمون من الانحطاط الخلقي، منزلة ان وجد فيهم أفراد خانوا أمتهم، وشروا بلادهم بثمن بخس دراهم معدودة، وتطوعوا في جنود العدو يفتحون بلادهم للأجنبي على حسابهم }.
فبلغ وصف الإمام الندوي إلا أن بوب في هذا الكتاب باب باسم " أسوأ جيل عرفهُ التاريخ ".
هذا والله نسأل أن يصلح واقع الأمة الإسلامية ويجعل كلمتها هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وأن ينصر الإسلام بالمسلمين ويعلي رايتهم ويجعلهم حراسا لهذا الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه .












للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي


توقيع حارس الحدود (أستاذ باحث)
حسابي على الفيس بوك للتواصل :
هنا


رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الإنحطاط, الإسلام, العرب, سجادة, سريعة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
بروفيسور كندي ينطق الشهادتين بجدة: الإسلام مشوه في الغرب لبيك إسلامنا ركن المسلمين الجدد 0 02.04.2012 00:09
كاتبة إنجليزية: الإسلام بريء من تهم الغرب جادي رد الشبـهـات الـعـامـــة 2 29.12.2010 16:19
الإسلام في أوروبا... شروق من الغرب! - عمار علي حسن Ahmed_Negm ركن المسلمين الجدد 1 30.10.2010 19:24
بالفيديو ملف كامل شهادات علماء الغرب على صحة الإسلام و القرآن و النبي د. نيو الإعجاز فى القرآن و السنة 2 24.07.2010 11:59



لوّن صفحتك :