آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 04.12.2010, 21:41
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي صفحات خالدات من جهاد العلماء والعامة ضد الصليبيين


صفحات خالدات جهاد العلماء والعامة الصليبيين

تسبب سقوط مدينة بيت المقدس بما لها من مكانة في نفوس المسلمين؛ وتخاذل الحكام إزاء العدوان الصليبي في سريان موجات عاصفة من الغضب الشعبي الذي تبلور في رأي عام ضاغط؛ غذّاه العلماء والفقهاء بخطبهم الملتهبة وكتبهم ورسائلهم؛ التي أفاضوا فيها في ذكر فضائل بيت المقدس ومكانته؛ وفضل الجهاد في سبيل الله، وكان للاجئين المسلمين الذين شهدوا مذابح الصليبيين وجرائمهم دورهم البارز في إثارة أقصى مشاعر الغضب والاستياء في كل مكان (1)..


وقد أسهم العلماء بما لهم من نفوذ روحي كبير في تحريك قوة العامة بما لها من تأثير في الصراع، وكانوا الأسبق إلى اكتشاف قدراتها وخطرها والتعويل عليها..


لقد تحرك وفد من أبناء الشام بصحبة القاضي أبي سعد الهروي إلى بغداد في رمضان سنة 492هـ بعد سقوط بيت المقدس، فأوردوا في الديوان الخليفي كلامًا أبكى العيون , وأوجع القلوب، وقاموا بالجامع يوم الجمعة فاستغاثوا؛ وبكوا وأبكوا.. لكن هذا المسعى الشعبي لم يجد الاستجابة المنشودة لدى الخليفة في بغداد، فعادوا من غير بلوغ أرب؛ ولا قضاء حاجة(2)..


وأهاج الشعراء بشعرهم مشاعر المسلمين وآلامهم(3)، ولما ساءت الأحوال بالشام سار جماعة من أهل حلب إلى بغداد مستنفرين على الأعداء ، ووصل تحركهم أوجه لما منعوا الصلاة يوم الجمعة بجامع السلطان ؛ ثم منعوها في الجمعة التالية بجامع القصر الخليفي ، فأرسل الخليفة إلى السلطان السلجوقي يحضه على العناية بإرسال الأمداد إلى الشام(4)..


دور العلماء في حركة الجهاد:


وكانت مشاركة العلماء بارزة في هذه الحركة الشعبية ، كما برز دورهم في إثارة الناس للجهاد ، بل شارك بعضهم بالفعل في أعمال الغزو والجهاد .. فعلماء مثل القاضي كمال الدين الشهرزوري - زمن عماد الدين زنكي وابنه نور الدين - والقاضي الفاضل والقاضي بهاء الدين بن شداد والفقيه عيسى الهكاري والعماد الأصفهاني - زمن صلاح الدين الأيوبي - كانوا يحتلون المكانة العالية عند أمرائهم، ويكلفون بالأعمال السياسية ومهمات التفاوض والمراسلات مع الخلافة أو الحكام الآخرين؛ فضلاً عن المشاركة الفعلية في إدارة البلاد وأعمال الجهاد (5)..


وكانت للعلماء مشاركة ثقافية وعلمية في الحض على الجهاد وبيان ضرورته وفضله، فقد ألف ابن شداد كتابه "فضائل الجهاد" للسلطان صلاح الدين الأيوبي، وجمع فيه كثيرًا من الأحاديث التي تحث على الحرب وجهاد الكفار.. وألف ابن الأثير صاحب كتاب "الكامل في التاريخ" كتاب "تاريخ أتابكة الموصل"، وأهداه إلى السلطان الصغير القاهر مسعود صاحب الموصل تذكيرًا له بأمجاد آبائه أمراء الموصل؛ وحثًا له على أن يسلك سبيلهم، وألف أبو شامة كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" تمجيدًا لنور الدين وصلاح الدين، وتوجيهًا لأمراء عصره الذين فشا بينهم الخُلف والشقاق، حتى يقتدوا بسيرتهما ويعرضوا عما هم فيه من حروب ومنازعات فرقت كلمتهم، وأطمعت أعداءهم"(6).


بينما أسهم آخرون في الجهاد العسكري بأنفسهم، فمنذ وقت مبكر من عمر الصراع – سنة 504هـ بينما الأمة تعاني الانهيار البالغ مع تأسيس الإمارات الصليبية - تجهز جماعة من الفقهاء البغداديين للمسير إلى الشام لجهاد الصليبيين(7)، وشارك الفقيه عيسى الهكاري مع صلاح الدين في معاركه، وأُسر في موقعة الرملة سنة 573هـ، فافتداه صلاح الدين(8).


وفي المعركة الكبرى التي نشبت عند عكا سنة 585هـ قتل الظهير أخو عيسى الهكاري، وكان والي بيت المقدس، وقد جمع بين الشجاعة والعلم والدين، وقُتل جمال الدين أبو علي بن رواحة شيخ ابن الأثير المؤرخ(9)، وفي حصار الصليبيين دمياط سنة 615هـ شارك العلماء في حشد الناس للجهاد , وفي أعمال القتال نفسها، مثل تقي الدين طاهر الحلي الذي كان يحرض العامة على الجهاد، والفقيه المالكي جلال الدين عبدالله بن شاس الجذامي السعدي الذي قاتل بنفسه (10)..


وتصدى العلماء في دمشق مثل عز الدين بن عبد السلام شيخ الشافعية , وأبي عمرو بن الحاجب شيخ المالكية لتخاذل الصالح إسماعيل حاكم دمشق الذي سلم الصليبيين بيت المقدس وصفد والشقيف أرنون وغيرها، وسمح لهم بدخول دمشق لابتياع السلاح، فأفتى العز بن عبد السلام بتحريم بيع السلاح للفرنج؛ وتوقف عن الدعاء للصالح إسماعيل على منبر جامع دمشق، وظل في معارضته الشديدة حتى أمر الصالح باعتقاله، ثم أطلق سراحه، فاتجه إلى مصر؛ وذلك سنة 639هـ(11).


واستمرت مشاركة العلماء في أحداث الجهاد في عصر المماليك؛ ففي زمن بيبرس اشترك العباد والزهاد في فتح أرسوف سنة 663هـ(12)، كما اشترك الفقهاء في فتح عكا زمن الأشرف خليل بن قلاون ليشاركوا بذلك في تسطير نهاية الوجود الصليبي بالمشرق الإسلامي(13).


دور العامة في حركة الجهاد:


ومنذ وقت مبكر من زمن العدوان الصليبي شارك العامة في التصدي المسلح له ما أمكنهم ذلك، فقد هاجم بعض العامة من الأتراك والعرب مؤخرة الجيش الصليبي وهو في طريقه إلى حصار عرقة؛ حتى كمن لهم الكونت ريموند السانجيلي وفتك بهم(14)، وباغتت جماعة من سكان حصن الأكراد بسهل البقاع الصليبيين المحاصرين لهم، حتى كادت تأسر قائدهم ريموند السانجيلي بعد أن تركه حرسه(15).


وشارك المطوعة والمجاهدون في بعض المعارك التي خاضها القادة المسلمون منذ بداية الصراع؛ وكانوا يدفعون الثمن الفادح حين تحل الهزيمة بهؤلاء القادة المترفين، مثلما حدث حين شاركوا في جيش كربوغا أثناء حصاره أنطاكية، ولما انهزم حصدتهم سيوف الصليبيين(16)، وشاركوا في جيش الأفضل الجمالي الذي هزم قرب عسقلان سنة 492هـ "وأتى القتل على الراجل والمطوعة وأهل البلد؛ وكانوا زهاء عشرة آلاف نفس"(17).


وقام العامة بدور كبير في المرحلة التالية التي شهدت بواكير الصحوة الإسلامية ومعارك التحرير(18)، فكان أعيان الموصل وراء اختيار عماد الدين زنكي واليًا عليهم بعد اغتيال آقسنقر البرسقي، واضطراب أحوالهم بعده، وتخوفهم من سطوة الصليبيين(19)، واستقبل أهل حلب ولاية عماد الدين زنكي بفرحة غامرة سنة 522هـ، وبادر أهل حران إلى تسليمها إليه خوفًا عليها من الصليبيين(20).


وعندما غزا الدماشقة صليبيي طرابلس سنة 531هـ اجتمع مع قائدهم كثير من الغزاة المتطوعة، ومن التركمان أيضًا، ونشبت المعركة التي قتل فيها بونز "كونت طرابلس "(21)، وعندما هاجمت الحملة الصليبية الثانية دمشق سنة 543هـ اشترك المتطوعة والزهاد والفقهاء في قتالهم حتى ردوها (22).


ولما غزا أسد الدين شيركوه مصر للمرة الثانية واتجه إلى الإسكندرية بادر أهلها إلى تسليمها إليه سنة 562هـ، لميلهم إلى مذهب أهل السنة، وكراهيتهم للشيعة، وقدموا إلى صلاح الدين مساعدة كبيرة لما حاصرهم الصليبيون الذين استنجد بهم الوزير الفاطمي شاور، وصبروا على مشاق الحصار حتى انسحب الصليبيون(23).


وكان الأمراء المجاهدون يدركون قوة تأثير الرأي العام، ويسعون إلى إشراك الجماهير في تحمل أعباء الجهاد، وهو فرض على المسلمين جميعًا، فقد استمد نور الدين صاحبَ حصن "كيفا" قرا أرسلان في بعض حروبه، فتقاعس قرا أرسلان وأصحابه؛ ثم عاد في الغداة يأمرهم بالتجهيز للغزو؛ فأدهشهم تراجعه، فقال :"اعلموا أن نور الدين قد سلك معي طريقًا إن لم أنجده خرج أهل بلادي عن طاعتي، وأخرج البلاد عن يدي، فإنه قد كاتب زهادها وعبّادها يذكر لهم ما لقي المسلمون من الفرنج، وما نالهم من القتل والأسر؛ ويستمدهم الدعاء، وطلب منهم أن يحثّوا المسلمين على الغزاة، وقد قعد كل واحد منهم ومعه أصحابه وأتباعه يقرءون كتب نور الدين ويبكون، ويلعنونني ويدعون علىّ، ولابد من المسير إليه"(24) .


وكان الصليبيون يدركون خطورة عداء الرأي العام الإسلامي لهم.. فلما أشار أصحاب "عموري الأول " ملك بيت المقدس عليه بالزحف إلى مصر - بعدما انقلب موقف شاور ضدهم - اعترض وقال: " .. إن نحن قصدناها لنملكها فإن صاحبها وعساكرها وعامة بلاده وفلاحيها لا يسلموها إلينا، ويقاتلوننا دونها. ويحملهم الخوف منا على تسليمها لنور الدين" ولكنهم لم يزالوا به حتى غزاها غزوته الفاشلة التي انتهت بسيطرة شيركوه على مصر"(25)


وكان للعامة دور بارز في استيلاء صلاح الدين على حصن "مخاضة الأحزان "سنة 575 هـ، "(26) وشارك المطوعة في معركة حطين سنة 583 هـ " (27)، وبعدها غلبتهم حماستهم في قتال الصليبيين المتجهين نحو صيدا، فأوغلوا في أرض العدو مبعدين، وفارقوا صلاح الدين وراء ظهورهم؛ ولم يستجيبوا لمحاولاته إعادتهم؛ حتى حمل عليهم الفرنج حملة رجل واحد فقتلوهم؛ وشق على صلاح الدين والمسلمين ما جرى عليهم "(28).


واستطاع رجل من أهل دمشق كان مولعًا بجمع آلات النفاطين , وتحصيل عقاقير تقوي عمل النار حرق الأبراج الثلاثة التي استعملها الصليبيون في حصار عكا سنة 586 هـ، وكانت فرحة المسلمين بذلك عظيمة، ولم يقبل ذلك الرجل شيئًا من الأموال الجليلة والأقطاعات الكثيرة التي عرضها عليه صلاح الدين؛ وقال:" إنما عملت لله تعالى، ولا أريد الجزاء إلا منه" (29)، واشتراك جمع كبير من المتطوعة والفقراء والعبّاد في فتح أرسوف مع بيبرس سنة 663هـ، "بل كانت النساء الصالحات يسقين الماء ويجررن في المجانيق" (30)، كما شاركوا مع الفقهاء في فتح عكا في زمن الأشرف خليل (31).


موقف الرأي العام في فترة ضعف الأيوبيين:


كان الرأي العام الإسلامي الذي وقف بقوة خلف حركة التحرير التي قادها نور الدين وصلاح الدين يشعر بالحسرة والجزع على ما آل إليه أمر المسلمين من ضعف وتخاذل بعدها، ويحاول أن يوقف تيار التراجع والوهن في صفوف الحكام.


فقد كان الشعور بالصدمة هو المسيطر إزاء ساسة العادل الأيوبي الممعنة في مسالمة الصليبيين طوال عهده.. ففي سنة 604 هـ اجتمع في جامع دمشق أكثر من ثلاثين ألفًا يطالبون بالجهاد، وقصت امرأة شعرها وأرسلته إلى العادل، وقالت: "اجعله قيدًا لفرسك في سبيل الله " (32)..


وفي سنة 608هـ خرج المؤرخ الفقيه سبط ابن الجوزي والكثيرون من أهل دمشق مع المعظم عيسى لمواجهة استفزازات الداوية؛ حتى إن النساء قطعن شعورهن ليجدلنها حبالاً لخيول المجاهدين، فأخذها المعظم في جامع نابلس وجعلها على وجهه وجعل يبكي، وكان يومًا عظيمًا تلته معارك محدودة وتوقيع هدنة (33).. ولما حوصرت دمياط سنة 615هـ استجاب التجار إلى جمع التبرعات لمواجهة الصليبيين " (34)، ولما سقطت المدينة بأيديهم أمر السلطان بخروج أهل مصر والقاهرة لقتال الفرنج " (35)، وكان الكامل يركب بنفسه " ويستحث العوام على جهاد الفرنج " (36)، فاجتمع الناس من أهل مصر والقاهرة وسائر النواحي ما بين أسوان إلى القاهرة (37)، ولما اشتد القتال "كانت العامة تكر على الفرنج أكثر مما يكر عليهم العسكر"(38)..


ولم يكن شعب مصر هو الذي تحرك وحده للجهاد واسترجاع دمياط؛ بل إن أهل الشام تحركوا بدورهم.. فقد دعا المعظم عيسى شعب دمشق للجهاد بعد سقوط دمياط للضغط على الصليبيين بالشام، وكلف سبط بن الجوزي بذلك، ومن تقاعس من الكبراء أخذ الثمن والخمس من أموالهم مؤاخذة لهم "(39)..


وخرج الكامل عن بيت المقدس وغيرها للإمبراطور فردريك الثاني سنة 626هـ، "وبعث السلطان فنودي بالقدس بخروج المسلمين منه وتسليمه إلى الفرنج، فاشتد البكاء، وعظم الصراخ والعويل، وحضر الأئمة والمؤذنون من القدس إلى مخيم الكامل، وأذنوا على بابه في غير وقت الآذان فعز عليه ذلك … وعظم على أهل الإسلام هذا البلاء، واشتد الإنكار على الملك الكامل , وكثرت الشناعات عليه في سائر الأقطار" (40)..


"وعُملت الأعزية في جميع بلاد الإسلام بسبب ذلك، وأشار الملك الناصر داود صاحب دمشق ـ خصم الملك الكامل ـ على الشيخ شمس الدين يوسف بن الجوزي أن يذكر ما جرى في القدس في مجلس وعظه بجامع دمشق، ليكون ذلك زيادة في الشناعة على عمه الملك الكامل، فجلس وأنشد شعرًا ذكر فيه بيت المقدس وفضله، وفداحة الخطب بسيطرة الصليبيين عليه" (41)..


واستمر الإنكار الشعبي لذلك حتى شعر الكامل بحرج موقفه، وساق التبريرات المختلفة لما فعل، فلم يغن عنه شيئًا (42)..


وقام المتطوعة المصريون بدور كبير في التصدي لحملة لويس التاسع على دمياط والمنصورة (43)، وقد شهد بذلك الدور جوانفيل المؤرخ المصاحب للملك الفرنسي؛ فذكر ضروبًا كثيرة لمشاركتهم الفعالة (44)، كما أشاد السلطان تورانشاه بدور المتطوعة بعد هزيمة الصليبيين في رسالة منه إلى نائبه بدمشق، فقال" وجمعنا العربان والمطوعة واجتمع خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى وجاءوا من كل فج عميق، ومن كل مكان بعيد سحيق، ولما رأى العدو ذلك أرسل يطلب الصلح"(45).


وقد مر بنا إنكار أهل دمشق وعلمائها ـ وعلى رأسهم العز بن عبدالسلام ـ على الصالح إسماعيل تسليمه بيت المقدس وغيره للصليبيين وشاركتهم الحامية الإسلامية في الشقيف أرنون التي رفضت تسليم الحصن للصليبيين؛ فاضطر الصالح إسماعيل إلى حصار الحصن بنفسه حتى استسلمت الحامية، فعاقب أفرادها، ثم اتجه مع حلفائه من الأيوبيين والصليبيين إلى غزو مصر، فلما التقى الجيشان عند غزة انضمت القوات الشامية إلى عساكر مصر طائعة، ومالوا جميعًا على الفرنج فهزموهم، وأسروا منهم خلقًا لا يحصون؛ وانهزم معهم الملك الخائن (46).


دور المسلمين تحت الاحتلال في دعم حركة الجهاد:


وتجاوب المسلمون تحت الاحتلال في مملكة بيت المقدس مع انتصارات تحالف مودود / طغتكين سنة 507هـ، وساعدوهم على مهاجمة نابلس، " ولم يبق في بلاد الإفرنج مسلم إلا وأنفذ يلتمس الأمان من أتابك (طغتكين) وتقرير حاله"، ودفعوا إليه خراج نابلس، ونهبوا بيسان، ولم يبقوا بين عكا وبيت المقدس ضيعة عامرة (47)..


وفي سنة 539هـ قام المسلمون من سكان وادي موسى المحتل جنوب شرقي الأردن باستدعاء الجيوش الإسلامية، والاستيلاء على القلعة الصليبية هناك؛ فقام الصليبيون بحملة ضدهم قطعوا فيها أشجار الزيتون التي يعيشون عليها (48).


وإبان رحلة أسامة بن منقذ إلى فلسطين سنة 549هـ/1154م كانت هناك قلاقل بين المسلمين والفرنجة في المنطقة المحيطة بنابلس (49)..، وحكى أسامة بعض صور التصدي للصليبيين في الأرض المحتلة، ومنها أن أحد المسلمين من نابلس كان يحتال على الصليبيين ويتعاون هو وأمه على قتلهم " (50)..، كما هاجم آخرون ضياع السادة الصليبيين واستولوا على ما وجدوه فيها " (51)..


وظلم أحد الإقطاعيين الصليبيين ـ في منطقة مجدل يابا قرب نابلس ـ رعاياه من المسلمين؛ وقرر عليهم الضرائب الفادحة؛ فرفع ضريبة الرأس إلى أربعة أمثال ما يدفعه الصليبيون في المناطق القريبة، ووقع عليهم العقوبات البدنية حتى قطع أرجل أناس منهم؛ وقد تحمل المسلمون ذلك كله، لكنه لما تدخل في حرياتهم الدينية، وطلب منهم العمل في الحقول يوم الجمعة، واضطهد خطيب قرية جماعيل قرب نابلس ـ الذي كان دائم الحض لهم على مواجهة ما هم فيه من مظالم ـ عز عليهم الصبر؛ فترك سكان ثماني قرى منهم مساكنهم سنة 551هـ/1156م، واتجهوا نحو دمشق؛ حيث أسسوا بالقرب منها ضاحية "الصالحية"، وجعلوا همَّهم الجهاد في سبيل الله " (52)..وهكذا أسهم احتشاد الأمة حكامًا وعلماء وعامة في تحقيق النصر النهائي وصناعته.


الهوامش :


(1) راجع د. قاسم عبده قاسم: ماهية الحروب الصليبية 134-135

(2) ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/19-21، ابن الجوزي: مرآة الزمان 1/327-329

(3) راجع: ابن الجوزي: السابق 1/329-330.

(4) ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق 173، الحريري: الإعلام والتبيين ص72-73، ابن الأثير: السابق 9/140-141.

(5) د. محمد حلمي: مصر والشام والصليبيون ص242.

(6) السابق ص243، وانظر مقدمة الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة 1/1-5.

(7) راجع ابن كثير: البداية والنهاية 12/669.

(8) ابن الأثير: السابق 10/85-86، أبو شامة: السابق 1/2/701.

(9) وقال عنه ابن الأثير: "وهو من أهل العلم، وله شعر حسن، وما ورث الشهادة من بعيد، فإن جده عبد الله بن رواحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم" (الكامل 10/187، وانظر ابن واصل: مفرج الكروب 1/79-81، 143، 144)

(10) راجع: النويري: نهاية الأرب 29/100

(1[1][1]) المقريزي: السلوك 1/1/301-308، النويري: السابق 29/278-279، 295-296، أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر أحداث سنة 639هـ

(2[1][1]) النويري: السابق 30/270-271.

(3[1][1]) ابن كثير: البداية والنهاية 13/326.

(4[1][1]) وليم الصوري: الحروب الصليبية 2/44 انظر ريمونداجيل: تاريخ الفرنجة غزاة بيت المقدس 182.

(5[1][1]) رنسيمان: الحملات الصليبية 1/323، وانظر ريمونداجيل: السابق 183-184.
(6[1][1]) ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص136.

(7[1][1]) السابق 137.

(8[1][1]) براور:عالم الصليبيين ص190.

(9[1][1]) راجع ابن واصل: مفرج الكروب 1/35، سهيل زكار: مقدمة الإعلام والتنبيه للحريري ص45.

(20) النويري: نهاية الأرب 27/124.

(21) ابن الأثير: الكامل حوادث سنة 531هـ.

(22) ابن منقذ: الاعتبار 94-95، أبو شامة: الروضتين 1/1/1، ابن الأثير: السابق 9/353.

(23) ابن واصل: السابق 1/151.

(24) السابق1 / 143 - 144

(25) السابق 1/156، أبو شامة: الروضتين 1/2/390

(26) ابن الأثير: السابق 10/96


(27) السابق 10 / 147
(28)السابق 10/ 181 182 ،ابن واصل: مفرج الكروب 2 / 285 - 286
(29) ابن الأثير: السابق 10 / 192 193، ابن واصل: السابق 2 / 315 - 316
(30) النويري: نهاية الأرب 30 / 270 - 271

(31) ابن كثير: البداية والنهاية 13 / 396

(32) أبو شامة: ذيل الروضتين ص 69 - 70

(33) السابق ص 70، سعيد عبد الفتاح عاشور: الحركة الصليبية 2/750 180

(34) النويري: نهاية الأرب 29 / 88

(35) السابق 29 / 92
المصدر : موقع التاريخ (بتصرف )
للمزيد من مواضيعي

 








توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 04.12.2010, 21:58
صور محب الله ورسوله الرمزية

محب الله ورسوله

عضو مميز

______________

محب الله ورسوله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 18.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.313  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.07.2011 (13:55)
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيرا أخى الحبيب جادى على هذا الموضوع القيم الرائع




المزيد من مواضيعي


توقيع محب الله ورسوله
قال تعالى
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 05.12.2010, 20:34
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها محب الله
جزاك الله خيرا أخى الحبيب جادى على هذا الموضوع القيم الرائع

جزاكم الله خيرا اخي الحبيب محب
نقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
ورزقنا واياكم الفردوس الاعلى





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 05.12.2010, 21:33
صور الفارة إلى الله تعالى الرمزية

الفارة إلى الله تعالى

عضو

______________

الفارة إلى الله تعالى غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 01.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 461  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.04.2012 (09:07)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


سلمت يمناك أيها الأبن الغالى...ألم أقل لك إنك موسوعه تاريخيه...حماك الله وسدد خطاك




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 07.12.2010, 00:39
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها الفارة إلى الله تعالى
سلمت يمناك أيها الأبن الغالى...ألم أقل لك إنك موسوعه تاريخيه...حماك الله وسدد خطاك

جزاكم الله خيرا امنا الفاضلة
مروركم شرف لي
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
ورزقنا واياكم الفردوس الاعلى





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 07.12.2010, 09:42
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها زهرة المودة

جزاكم الله خيرا اختنا الكريمة مروركِ
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
والعامة, العلماء, جهاد, خالدات, صفحات


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
علماء في ساحات الجهاد ضد الصليبيين جادي التاريخ والبلدان 6 01.12.2010 17:56
جهاد النفس محبة السلف قسم الحوار العام 5 05.11.2010 07:12
الصليبيين على ابواب القدس جادي التاريخ والبلدان 2 29.10.2010 12:39
سلسلة جديدة ومتجددة..صور وعبر من صفحات من صبر العلماء وتحصيلهم الشرعي لأخيكم ربيع متجدد ربيع قرطبة قسم الصوتيات والمرئيات 5 12.06.2010 21:05
رحبوا معي في أم جهاد miran dawod قسم الحوار العام 4 16.05.2009 16:43



لوّن صفحتك :