آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 28.04.2010, 03:10

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي سلسلة من اعلام الامه ارجوا التثبيت


سلسلة اعلام الامه ارجوا التثبيت سلسلة اعلام الامه ارجوا التثبيت
رجال حول الرسول احبهم واحبوه

--------------------------------------------------------------------------------

اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام هم خير الناس من بعد الانبياء والمرسلين وهم خير القرون التى خلقها الله تعالى فما من امه ولا نبى جمع الله فيها او جمع الله له هذا العدد وهذه الخيريه التى كانت فى اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام قال عبد الله بن مسعود ان الله تعالى اصطفى اصحاب محمدا فجعلهم ووزراء وانصارا لحبيبه ومصطفاه زكاهم ربنا عز وجل فى كتابه الحكيم بالكليه فقال فيهم كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال تعالى من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وصفهم ربنا بالرجال والرجال بمعناها قليل وصفهم بالصدق وامرنا ان نكون مع الصادقين وهم اول امه تدخل الجنه وهم الشهداء على سائر الامم وهم خير الامم واعظمها واحبها الى الله رضى منهم ربنا بالقليل ووفاهم بالكثير بشروا بالجنه وهم احياء استحقوا الدرجات العلى قال تعالى والسابقون السابقون اولئك المقربون فى جنات النعيم وقال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار وقال فيهم ربنا عز وجل على لسان الصادق الامين الذى ينطق بوحى ربه خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متفق عليه وقال عليه الصلاه والسلام لا تسبوا اصحاب والذى نفسى بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه اى كفه وقال عليه الصلاة والسلام من احبهم فبحبى احبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم حبهم ايمان وبغضهم نفاق محبتهم علامه على خيرية الامه سجيه من سجايا الايمان طريق لنيل رضا الرحمن هم امنة للامه قال عليه الصلاة والسلام اصحابى امنة لامتى فاذا ذهب اصحابى اتى امتى ما توعد رواه مسلم و اجمعت الامه على افضلية اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام ووجوب محبتهم قال ابو زرعه عالم الحديث من طعن فى الصحابه فهو زنديق لانهم السند الذى اوصل الى المتن اى الطريق الذى اوصل للقرءان والسنه فمن طعن فيهم طعن فى القرءان والسنه وقال النووى عليه رحمة الله الصحبه فضل لا يضاهيها عمل وقال شيخ الاسلام بن تيميه اذا رايت الرجل يتحدث عن اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام بغير توقير فاتهمه فى الدين ومن افضل السجايا التى كانت فى اصحاب محمد انهم كانوا مسلمين قولا وعملا احبوا الله فاحبهم طلبوا رضاه فسهل لهم تاقت انفسهم بالجنه فبشروا بها وهم احياء نتحدث عن نماذج من هؤلاء حتى لا ننسى اننا خير امه نأخذ العظه والعبره والفكره والذكرى حشرنا الله واياكم معهم وسوف نبدء بعرض سيرة اعلام الصحابه على ان نترك الباب مفتوحا لمشاركات الاخوه والاخوات واثراء الموضوع بسيرة اصحاب رسول الله

خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو سليمان، أحد أشراف قريش في الجاهلية وكان إليه القبّة وأعنّة الخيل، أمّا القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدّم على خيول قريش في الحرب... كان اسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة.

حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير)...

بلاد الفرس
وفي فتح بلاد الفرس استهل خالد عمله بارسال كتب إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمدلله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، وإلا
فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة!!)...

وعندما جاءته أخبار الفرس بأنهم يعدون جيوشهم لمواجهته لم ينتظر، وإنما سارع ليقابلهم في كل مكان محققا للإسلام النصر تلو الآخر.ولم ينس أن يوصي جنوده قبل الزحف: (لا تتعرضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين)
حروب الردة
وشارك في فتح مكة وفي حروب الردة، فقد مضى فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبُطاح، وقتل مالك بن نويرة، ثم أوقع بأهل بُزاخَة -وهي المعركة التي كانت بين خالد وطليحة بن خويلد-، وحرقهم بالنار، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة، شتموا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وثبتوا على ردّتهم، ثم مضى الى اليمامة ووضع حداً لمسيلمة الكذاب وأعوانه من بني حنيفة...

غزوة مؤتة
كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد، وقد قتل قادتها الثلاثة: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم-، فسارع الى الراية (ثابت بن أقرم) فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له: (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا: (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا)... فأجابه ثابت: (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك).

ثم نادى بالمسلمين: (أترضون إمرة خالد؟)... قالوا: (نعم)... فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، يقول خالد: (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية)...

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب،... وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان..، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)... فسمي خالد
من ذلك اليوم سيف الله...
فضله
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيْفٌ من سيوف الله)... قال خالد -رضي الله عنه-: (ما ليلة يهدي إليّ فيها عروسٌ أنا لها محب، أو أبشّرُ فيها بغلامٍ أحبَّ إلي من ليلة شديدة الجليد في سريّةٍ من المهاجرين أصبِّحُ بها العدو)...

وأمَّ خالد الناس بالحيرة، فقرأ من سُوَرٍ شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: (شغلني عن تعلّم القرآن الجهادُ)... نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له: (احذَرِ السُّمَّ لا يسقيكهُ الأعاجم)... فقال: (إئتوني به)... فأتِيَ به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: (بسم الله)... فلم يُضرَّه شيئاً... وأخبِرَ خالد -رضي اللـه عنه- أنّ في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسـه، فإذا رجل على مَنْسَـجِ فرسِـهِ زِقّ فيه خمر فقال له خالد: (ما هذا؟)... قال: (خل)... قال: (اللهم اجعله خلاّ)... فلمّا رجع الى أصحابه قال: (قد جئتكم بخمر لم يشرب العربُ مثلها)... ففتحوها فإذا هي خلّ قال: (هذه والله دعوة خالد بن الوليد)...

قصة إسلامه
الرسالة و تعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)...
فقال الوليد: (يأتي به الله)... فقال النبي:-صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)...

فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد [وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه] ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه ، فقد فاتتك مواطن صالحة)...

وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم...

الحلم ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن
هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك)...

الرحلة يقول خالد عن رحلته من مكة الى المدينة: (وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال: (مرحبا بالقوم)... قلنا: (وبك)... قال: (أين مسيركم؟)...

فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان)...
قدوم المدينة فلما رآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: (رمتكم مكة بأفلاذ كبدها)... يقول خالد: (ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير)...
وبايعت الرسـول وقلت: (استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه)... فقال: (إن الإسلام يجـب ما كان قبله)... فقلت: (يا رسول الله على ذلك)... فقال: (اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك)... وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله)...


معركة اليرموك وبطولاتها
إمرة الجيش أولى أبوبكر الصديق إمرة جيش المسلمين لخالد بن الوليد ليواجهوا جيش الروم الذي بلغ مائتي ألف مقاتل وأربعين ألفا، فوقف خالد بجيش المسلمين خاطباً: إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم، وتعالوا نتعاور الإمارة، فيكون أحدنا اليوم أميراً والآخر غداً، والآخر بعد غد، حتى يتأمر كلكم تأمين الجيش وقبل أن يخوض خالد القتال، كان يشغل باله احتمال أن يهرب بعض أفراد جيشه بالذات من هم حديثي عهد بالإسلام، من أجل هذا ولأول مرة دعا نساء المسلمين وسلمهن السيوف، وأمرهن بالوقوف خلف صفوف المسلمين وقال لهن: من يولي هاربا، فاقتلنه.


خالد و ماهان الروماني وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد، وبرز إليه خالد، في الفراغ الفاصل بين الجيشين، وقال (ماهان) قائد الروم: قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلهاوأدرك خالد ما في كلمات الرومي من سوء الأدب ورد قائلا: إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك!

وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال: (الله أكبر، هبي رياح الجنة)... من البطولات ودار قتال قوي، وبدا للروم من المسلمين مالم يكونوا يحتسبون، ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم...

فهاهو خالد على رأس مائة من جنده ينقضون على أربعين ألف من الروم، يصيح بهم: (والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم)...

وبالفعل انتصر المائة على الأربعين ألف... خالد وجرجه الروماني وقد انبهر القادة الروم من عبقرية خالد في القتال، مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد، حيث قال له: (يا خالد اصدقني، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه، فلا تسله على أحد إلا هزمته؟)...

قال خالد: (لا)... قال الرجل: (فبم سميت سيف الله؟)... قال خالد: (إن الله بعث فينا رسوله، فمنا من صدقه ومنا من كذب، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام، وهدانا برسوله فبايعناه، فدعا لي الرسول، وقال لي: (أنت سيف من سيوف الله) فهكذا سميت سيف الله)...

قال القائد الروماني: (وإلام تدعون؟)... قال خالد: (إلى توحيد الله وإلى الإسلام)... قال: (هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر؟)... قال خالد: (نعم وأفضل)... قال الرجل: (كيف وقد سبقتموه؟)... قال خالد: (لقد عشنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب، فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم)...

وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره: (علمني الإسلام يا خالد!)... وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما، وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها...

وفاة أبوبكر في أثناء قيادة خالد - رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه-، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد...

وصل الخطاب الى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة، ثم أخبر خالدا بالأمر فلم يغضب خالد -رضي الله عنه-، بل تنازل في رضى وسرور، لأنه كان يقاتل لله وحده لايبغي من وراء جهاده أي أمر من أمور الدنيا ...

قلنسوته سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال: (إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر)...

ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه أعطى خالداً ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى...

هدم العُزّى
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى العُزّى يهدِمُها، فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (هُدِمَتْ؟)... قال: نعم يا رسول الله
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هل رأيت شيئاً؟)... فقال: (لا)... فقال: (فإنك لم تهدِمْها، فأرجِعْ إليها فاهدمها)... فرجع خالد وهو متغيّظ، فلما انتهى إليها جرّد سيفه، فخرجت إليه إمرأة سوداء عُريانة، ناشرة الرأس، فجعل السادِنُ يصيح بها، قال خالد: (وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري)... فجعل يصيح: (أعُزَّيَّ شـدِّي شدّةً لا تكذّبـي... أعُزّيَّ فالْقي للقناع وشَمِّـري أعُزَّي إن لم تقتلي اليومَ خالداً...
فبوئي بذنبٍ عاجلٍ فتنصّري وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول: يا عُزَّ كُفرانَكِ لا سُبحانَكِ... إنّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ فضربها بالسيف فجزلها باثنتين.
ثم رجع الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: (نعم! تلك العُزّى قد أيِسَتْ أن تُعبدَ ببلادكم أبداً)... ثم قال خالد: أيْ رسول الله، الحمدُ لله الذي أكرمنا بك، وأنقذنا من الهَلَكة، ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العُزّى نحيرُهُ، مئة من الإبل والغنم، فيذبحها للعُزّى، ويقيم عندها ثلاثاً ثم ينصرف إلينا مسروراً، فنظرتُ إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يُعاش في فضله، كيف خُدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع؟!
فقال رسول الله: إنّ هذا الأمرَ إلى الله، فمَنْ يسَّرَهُ للهّدى تيسر، ومَنْ يُسِّرَ للضلالة كان فيها.

والدته
كان خالد بن الوليد ميمونَ النقيبـة، وأمّه عصماء، وهي لبابة بنت الحارث أخـت أم الفضـل بنت الحارث، أم بني العباس بن عبد المطلب، وخالته ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...


وفاة خالد
استقر خالد في حمص -من بلاد الشام- فلما جاءه الموت، وشعر بدنو أجله، قال: لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، ألا فلا نامت أعين الجبناء.وكانت وفاته سنة احدى وعشرين من الهجرة النبوية... مات من قال عنه الصحابة: (الرجل الذي لا ينام، ولا يترك أحدا ينام)... وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه... وودعته أمه قائلة: أنت خير من ألف ألف من القوم... إذا ما كبت وجوه الرجال أشجاع؟.. فأنت أشجع من ليث... غضنفر يذود عن أشبال أجواد؟.. فأنت أجود من سيل... غامر يسيل بين الجبال
نرجوا من الاخوه والاخوات التفاعل بنشر سير اصحاب رسول الله وذكر واحد منهم ليكون المنتدى منبرا للتعريف بهم
نقلته لكم من كلام وكتابات اهل الخير والعلم رجاء الثواب واسمح بنشره ونقله لاى مكان لخدمة الاسلام والمسلمين
ابو اسامه المصرى
سلسلة اعلام الامه ارجوا التثبيت سلسلة اعلام الامه ارجوا التثبيت
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 28.04.2010, 03:12

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


من اعلام الامه
عبدالله بن ام مكتوم
هو عمرو بن قيس بن زائده بن الاصم بن رواحه بن لؤى القرشى واختلف فى اسمه فقيل عبدالله وقيل عمرو وهو الاكثر ولكنه اشتهر فى كتب السير والتراجم بامه ام مكتوم واسمها عاتكه بنت عبدالله بن عنكشه بن عامر بن مخزوم وهو ابن خالة ام المؤمنين خديجه بنت خويلد زوجة النبى عليه الصلاة والسلام
اسلامه
اسلم قديما بمكه وهو ضرير البصر وكان من اوائل المهاجرين الى المدينه وشارك فى تعليم المسلمين كتاب الله عز وجل عن البراء رضى الله عنه قال اول من قدم المدينه مصعب وبن ام مكتوم وكانوا يقرءون الناس رواه البخارى
من ابتلى بذهاب بصره فصبر فله الجنه عن انس رضى الله عنه قال اتى جبريل النبى عليه الصلاة والسلام وعنده بن ام مكتوم فقال له النبى عليه الصلاة والسلام متى ذهب بصرك قال وانا صبى فقال قال الله تبارك وتعالى اذا ما اخذت كريمتى عبدى لم اجد له جزاء الا الجنه الطبقات الكبرى وسير اعلام النبلاء وفى روايه اذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنه رواه البخارى
بن ام مكتوم مؤذنا للنبى عليه الصلاة والسلام جعل النبى عليه الصلاة والسلام بن ام مكتوم مؤذنا له مع بلال رضى الله عنه وطالما ارتفع صوته بالاذان والكلمات الساميه وهنا نتذكر ان النبى عليه الصلاة والسلام مدح المخلصين من المؤذنين فقال
المؤذنون اطول الناس اعناقا فى يوم القيامه رواه مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام لا يسمع صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ الا شهد له فى يوم القيامه رواه البخارى
وكان بن ام مكتوم رغم كف بصره دقيقا فى تقدير الوقت
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان يؤذن لرسول الله عليه الصلاة والسلام بلال بن رباح وبن ام مكتوم فكان بلال يؤذن بليل يوقظ الناس وكان بن ام مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه فكان يقول كلوا واشربوا حتى يؤذن بن ام مكتوم رواه البخارى
فضائله
نزل فى شأنه ايات من الذكر الحكيم تتلى الى قيام الساعه تحث النبى على الاهتمام به وعنايته ورعايته وتعليمه انزل فيه عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى
عن ام المؤمنين عائشه قالت نزلت فى عبدالله بن ام مكتوم قابل النبى عليه الصلاة والسلام فقال زدنى والنبى يتصدى لرجل من المشركين
وعن مسلم بن صبيح قال دخلت على ام المؤمنين عائشه وعندها رجل اعمى تطعمه العسل وتقطع له الاترج وهو التفاح وتطعمه التفاح بالعسل فقلت من هذا يا ام المؤمنين فقالت هو عبدالله بن ام مكتوم رواه الحاكم وسنده صحيح
عن البراء رضى الله عنه قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين قال النبى ادعوا زيدا فجاء ومعه الدواة واللوح فقال اكتب لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله فجاءه بن ام مكتوم وهو يملها على زيد فقال يا رسول الله انا ضرير ولو استطيع الجهاد لجاهدت فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير اولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله رواه البخارى
بن ام مكتوم يستأذن النبى عليه الصلاة والسلام فى ترك الجماعه فلم يرخص له النبى عليه الصلاة والسلام قدم عبدالله بن مكتوم الىالنبى عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله انى رجل ضرير شاسع الدار وليس لى قائد يلائمنى فهل لى رخصه فى ان اصلى فى بيتى قال هل تسمع النداء قال نعم قال لا اجد لك رخصه رواه ابو داود وغيره واخرج مسلم نحوه
وعن بن ام مكتوم قال يا رسول الله ان المدينه كثيرة الهوام والسباع فقال عليه الصلاة والسلام اتسمع حى على الصلاه حى على الفلاح فحى هلا اى اقبل واسرع رواه ابو داود وغيره
قال الخطابى فى معالم السنن وهذا دليل على وجوب حضور الجماعه ولو كان ذلك ندبا لكان اولى الناس يسعهم التخلف اهل الضرر اى من فقد بصره ومن كان فى حال بن ام مكتوم
قال بن القيم فى كتاب الصلاة وحكم تاركها دلت الاخبار على وجوب فرض الجماعه على من لا عذر له فما دل عليه قول بن ام مكتوم وهو ضرير لا اجد لك رخصه فاذا كان الاعمى لا رخصة له فالبصير اولى الا يكون له رخصه ومن تأمل السنه حق التأمل تبين له ان فعلها فى المساجد فرض على الاعيان الا لعارض يجوز معه ترك الجمعه والجماعه فالذى ندين الله به ان لا يجوز لاحد التخلف عن الجماعه فى المسجد الا لعذر والله اعلم بالصواب
بن ام مكتوم يقتل امرأه يهوديه تسب النبى عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام اشهد الله ان دمها هدر
قال الخطابى الحديث فيه بيان ان من سب النبى مهدر الدم معالم السنن
وقال شيخ الاسلام بن تيميه اشهدوا ان دمها هدر اى لا قصاص فيها ولا ديه ولا كفاره علم انه كان مباحا مع كونها ذميه فعلم ان السبب اباح دمها لا سيما ان النبى عليه الصلاة والسلام اهدر دمها عقب اخباره بانها قتلت لاجل السب والخوض فى رسول الله فعلم انه الموجب لذلك الصارم المسلول
استخلاف النبى عليه الصلاة والسلام بن ام مكتوم على المدينه فى غزواته
قال بن عبد البر استخلف رسول الله بن ام مكتوم على المدينه ثلاث عشرة مره فى غزواته
قال الذهبى وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحترمه ويستخلفه فى المدينه فيصلى ببقايا الناس
جهاده واستشهاده
كان معروفا بشجاعته على الرغم من كف بصره ولقد ثار فى نفسه الشوق للجهاد لما لا وللشهيد عند ربه ست خصال اولها انه يغفر له مع اول دفقه من دمائه ويزوج باثنتين وسبعين من الحور العين ويلبس تاج الكرامه اشتاقت نفسه للجهاد رغم كونه من اصحاب الاعذار الذين يجوز لهم التخلف عن الخروج لقوله تعالى ليس على الاعمى حرج فظل كذلك مشغولا باستخلاف رسول الله له فى المدينه وقانعا بقول رسول الله ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم حبسهم العذر رواه البخارى ومسلم
وظل على هذا الامر حتى تهيأت امامه فرصة الجهاد فى معركة القادسيه وهى المعركه الفاصله بين المسلمين والفرس فقال لهم انى رجل اعمى ادفعوا الى اللواء واجعلونى بين الصفين فانى رجل اعمى لا افر حتى قتل شهيدا ونال الشهاده وتحقق النصر للمسلمين بفضل الله جل وعلا

حمزة بن عبد المطلب .. أسد الله .. وسيد الشهداءقال صلى الله عليه وسلم




(سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب )
السلسلة الصحيحة.

*هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعةفهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ، وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ،فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين اللهكان يبهره ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل إيمانه ودعوته ،فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود...يوم إسلامه.

* اسلام حمزة:
- كان حمزة رضي الله عنه عائدا من القنص متوشحا قوسه ، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج إليه وكان إذا عاد لم يمر على ناد من قريشإلا وقف وسلم وتحدث معه ، فلما مر بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاهوسبه ، وبلغ منه مايكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم)..
-فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل إلى الكعبة وجده جالسا بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: ( أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟.. فرد ذلك علي إن استطعت )..
- وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ، وذلك في السنة السادسة من النبوة.

* حمزة و الاسلام:
- ومنذ أسلم حمزة رضي الله عنه نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم: ( أسد الله وأسد رسوله )..
- وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين حمزة وبين زيد بن حارثة ، وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة رضي اللـه عنه..
-وأول راية عقدها الرسـول صلى اللـه عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة..
-ويوم بدر كان أسد اللـه هناك يصنع البطولات ، فقد كان يقاتل بسيفين ، حتى أصبح هدفا للمشركين في غزوة أحد يلي الرسول صلى الله عليه وسلم في الأهمية.

* استشهاد حمزة:
- ( اخرج مع الناس ، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق ) هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ) ، لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن ، الحرية والمال والذهب الوفير ، فسال لعاب الوحشي ، وأصبحت المعركة كلها حمزة رضي الله عنه..
-وجاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وراح حمزة رضي الله عنه لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، وأخذ يضرب اليمين والشمال و ( الوحشي ) يراقبه ، يقول الوحشي ... وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( ما بين أسفل البطن إلى العانة ) حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي فغلب فوقع ، فأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت إلى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ، وإنما قتلته لأعتق )..
- وقد أسلم ( الوحشي ) لاحقا فهو يقول: ( خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة الحـق ، فلما رآني قال: ( وحشي ) قلت: ( نعم يا رسـول اللـه ) قال: ( اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ؟ ) فلما فرغت من حديثي قال: ( ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك ! ) فكنت أتنكب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان ، لئلا يراني حتى قبضه الله صلى الله عليه وسلم).

-واستشهاد سيد الشهداء رضي الله عنه لم يرض الكافرين وإنما وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجد عن الآذان والأنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنفهم خدما ( خلخال ) وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا .. وبقرت عن كبد حمزة ، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها.

* حزن الرسول على حمزة:
- وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى ما رأى: ( لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !)..
- فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: ( والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب )..
- فنزل قوله تعالى: ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك إلا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )..
- فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة ، وأمر بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة.. وكان ذلك يوم السبت ، للنصف من شوال ، سنة (3) للهجرة.

* البكاء على حمزة:
- مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال: ( ولكن حمزة لا بواكي له )..
-فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه ، فقال: ( ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتنّ بأنفسكم ).

* فضل حمزة:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب )..
-كما قال لعلي بن أبي طالب: (... يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة ، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب ).

*عَيْن معاوية:
- لمّا أراد معاوية أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتبوا إليه: ( إنّا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء )...فكتب إليهم: ( انْبُشُوهم ).. يقول جابر بن عبدالله: ( فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم قوم نيام )...وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث دَمَاً.
هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ويكنى بأبي عثمان، وأمه هي أم مجالد إحدى نساء بني هلال بن عامر وأبوه (أبي جهل) عمرو بن هشام وكنيته السابقة أبو الحكم.

تبدأ رحلة عكرمة عندما نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة.

في غزوة بدر: كان أبوجهل قائد جيشه في هذا اليوم وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها وشهد مصرع والده في هذا اليوم ورآه بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة.

في غزوة أحد: خرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه زوجه أم حكيم رضي الله عنهما لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف وتضرب معهن على الدفوف تحريضاً لقريش على القتال وتثبيتاً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهما.

في غزوة الخندق: حاصر المشركون المدينة أياماً طوالاً فنفد صبر عكرمة بن أبي جهل وضاق ذرعاً بالحصار فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة من قبلهم لكنها فشلت

يوم الفتح: عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي المحمدي الكبير فهزمهم القائد المسلم خالد بن الوليد في معركة صغيرة قتل فيها من قتل ولاذ بالفرار من مكانه.


إسلامه: كان عكرمة رضي الله عنه من بين النفر الذين سماهم الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الفتح وأمر بقتلهم حتى لو تمسكوا بأستار الكعبة، لذا تسلل متخفياً من مكة ويمم وجهه شطر اليمن، عند ذلك مضت أم حكيم زوجه وبعض من نسوة قريش إلى بيت الرسول عليه الصلاة والسلام لمبايعته على الإسلام وقالت: يارسول الله قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً من أن تقتله فأمنه أمنك الله، فقال : هو آمن..

أدركت عكرمة عند ساحل البحر في منطقة تهامة فوجدته وهو يساهم نوتياً (بحاراً) مسلماً على نقله والنوتي يقول اخلص حتى أنقلك قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقال عكرمة: ماهربت إلا من هذا، وفي رواية أبي داود والنسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن عكرمة لما فر وركب البحر فأصاب السفينة عاصف فقال أصحاب السفينة اخلصوا فإن آلهتكم لاتغني عنكم هاهنا شيئاً فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لاينجني في البر غيره اللهم إن لك علي عهداً إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلا أجدنه إلا عفواً كريماً قال: فجاء أسلم.

ثم أدركته زوجه فقالت: يا ابن عم قد جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس من عند محمد بن عبدالله وقد استأمنت لك فأمنك فلا تهلك نفسك فقال: أنت كلمته؟ قالت: نعم فأمنك، ومازالت تطمئنه حتى عاد معها، وفيما هما في منزل نزلا به في الطريق أراد عكرمة أن يخلو بزوجه فأبت ذلك أشد الإباء وقالت: إني مسلمة وأنت مشرك، فتملكه العجب وقال: إن أمراً يحول دونك ودون الخلوة بي لأمر كبير.

فلما دنا عكرمة من مكة قال الرسول لأصحابه: "سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت"، وماهو إلا قليل حتى وصل عكرمة وزوجه إلى حيث يجلس الرسول فلما رآه النبي وثب من غير رداء فرحاً به وقال: "مرحباً بالراكب المهاجر"، ولما جلس رسول الله وقف عكرمة بين يديه وقال: يامحمد إن أم حكيم أخبرتني أنك أمنتني فقال : صدق فأنت آمن، فقال عكرمة: إلا تدعو يامحمد؟ قال: أدعوك إلى أ ن تشهد أن لاإله إلاالله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة، حتى عد أركان الإسلام كلها، فقال عكرمة: والله مادعوت إلا إلى الحق وماأمرت إلا بخير ثم بسط يده وقال إني أشهد أن لاإله إلاالله وأشهد أنك عبده ورسوله، ثم قال يارسول الله علمني خير شيء أقوله، فقال: تقول أشهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله، ثم قال عكرمة: ثم ماذا، قال : تقول أشهد الله وأشهد من حضرني أني مسلم.

جهـاده: كان له في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله أبو بكر رضي الله عته على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا وظهر عليهم عكرمة ، ثم وجهه أبو بكر أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدع له بخير وسار إلى الشام إلى معركة اليرموك.

استشهاده: أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لاتفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً، ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد استشهد فعادوا إلى عكرمة فوجدوه قد استشهد فعادوا إلى الحارث فوجدوه قد استشهد رحمة الله عليهم جميعا.

خاتمة: كان رضي الله عنه في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك، فقال: كنت جاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لاوالله أبداً. قالوا: فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل رحمه الله، وكان استشهاده في يوم اليرموك وقيل بأجنادين وقيل الصفر وكان ذلك في خلافة أبي بكر ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية.

لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول عليه الصلاة والسلام من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.

رحم الله عكرمة بن هشام بن عمرو ورضي الله عنه وأرضاه فقط نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن ينادوه بعد إسلامه بعكرمة بن أبي جهل وقد كانوا يقولون "هذا ابن عدو الله أسلم"..
خبيب بن عدى الشهيد الثابت على الحق فى المحيا والممات اجرى الكريم عادته ان من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه خبيب عاش على الحق فاماته الله عليه كان عابدا ناسكا زاهدا تقيا نقيا مخبتا لربه مطيعا محبا لرسوله مجاهدا قويا فتيا فى الدفاع عن الاسلام والمسلمين لا يوالى اعداء الله ورسوله بليع الأرض خبيب بن عدي إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي -رضي الله عنه-، وأحد الأنصار الصادقين، من قبيلة الأوس، لازم النبي ( منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان، وصفه شاعر الإسلام حسان بن ثابت فقال:
صقرًا توسَّط في الأنصار منصـبُه سَمْحَ السَّجِيَّةَ مَحْضًا غير مُؤْتَشَب شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعًا، قتل عددًا كبيرًا من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل.
وذات يوم أراد النبي ( أن يعرف نوايا قريش، ومدى استعدادها لغزو جديد، فاختار عشرة من أصحابه من بينهم خُبيب بن عدي، وجعلعاصم بن ثابت أميرًا عليهم، وانطلق الركب ناحية مكة حتى اقتربوا منها، فوصل خبرهم إلى قوم من بني لحيان فأخذوا يتتبعونهم، وأحسَّ عاصم أنهم يطاردونهم، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل، فاقترب منهم مائة رجل من المشركين وحاصروهم، ودعوهم إلى تسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم الأمان، فنظر الصحابة إلى أميرهم عاصم فإذا هو يقول: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك، اللهم أخبر عنا نبيك.
فلما رأى المشركون أن المسلمين لا يريدون الاستسلام؛ رموهم بالنبال، فاستشهد عاصم ومعه ستة آخرون، ولم يبق إلا خبيب واثنان معه، هما زيد بن الدثنةومرثد بن أبي مرثد، ولما رأى مرثد بداية الغدر حاول الهرب فقتله البغاة، ثم ربطوا خبيبًا وزيدًا وساروا بهما إلى مكة ؛ حيث باعوهما هناك.
وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهمالذي قتله خبيب يوم بدر، وظل خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيرًا مقيدًا بالحديد.
وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات الحارث فوجدت عنده شيئًا عجيبًا، فخرجت وهي تناديهم وتقول: والله لقد رأيته يحمل قطفًا (عنقودًا) كبيرًا من عنب يأكل منه، وإنه لموثق (مقيد) في الحديد، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا.
ولما أجمع المشركون على قتل خبيب استعار موسيًا من إحدى بنات الحارث ليستحد بها (يزيل شعر العانة) فأعارته، وكان لهذه المرأة صبي صغير، غفلت عنه قليلا، فذهب الصبي إلى خبيب فوضعه على فخذه، وفي يده الموسى، فلما رأته المرأة فزعت وخافت على صبيها، فقال لها خبيب أَتَخْشِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله، فقالت المرأة: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب.
وأراد المشركون أن يدخلوا الرعب في قلب خبيب، فحملوا إليه نبأ مقتلزيد بن الدثِنَّة، وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه (تعليقه)، فاستأذن منهم أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى خبيب ركعتين في خشوع، فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل.
وبعد أن فرغ من صلاته نظر إليهم قائلاً: والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛ لازْددت صلاة. ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)، ثم أنشد يقول:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــاعَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِيوَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأيُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً:
والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.
إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا.
وما كاد خبيب ينتهي من كلماته هذه حتى تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيدًا، وكانوا كلما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلما عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة.
وبقى جثمان الشهيد على الخشب الذي صلب عليه حتى علم النبي ( بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثم حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به، فلما لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض.
خطبة الجمعه الاخيره بعد عيد الاضحى كتبته وجمعته ونقلته من كتب السير والتراجم وكتابات اهل الخير
ابو اسامة المصرى
ساجعل من هذا الموضوع مرجعا ان شاء الله لسادات الصحابه والاعلام
رجاء تثبيته فى المنتدى





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 28.04.2010, 03:13

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


أبو أيوب الأنصاري

أبو أيوب الأنصاري ( ع ) الخزرجي النجاري البدري السيد الكبير الذي خصه النبي بالنزول عليه في بني النجار إلى أن بنيت له حجرة أم المؤمنين سودة وبنى المسجد الشريف اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج

حدث عنه جابر بن سمرة والبراء بن عازب والمقدام بن معد يكرب وعبد الله بن يزيد الخطمي وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة وعروة بن الزبير وعطاء بن يزيد الليثي وأفلح مولاه وأبو رهم السماعي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وقرثع الضبي ومحمد بن كعب والقاسم أبو عبد الرحمن وآخرون وله عدة أحاديث ففي مسند بقي له مئة وخمسة وخمسون حديثا فمنها في البخاري ومسلم سبعة وفي البخاري حديث وفي مسلم خمسة أحاديث

حرملة حدثنا ابن وهب أخبرنا حيوة أخبرنا الوليد بن أبي الوليد حدثنا أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده أن رسول الله قال له اكتم الخطبة ثم توضأ ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت لي في فلانة تسميها خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرا لي منها فأمض لي أو قال اقدرها لي

وفي سيرة ابن عباس أنه كان أميرا على البصرة لعلي وأن أبا أيوب الأنصاري وفد عليه فبالغ في إكرامه وقال لأجزينك على إنزالك النبي عندك فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعين ألفا

الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب أنه قال ادفنوني تحت أقدامكم سمعت رسول الله يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ابن علية عن أيوب عن محمد قال شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة إلا عاما استعمل على الجيش شاب فقعد ثم جعل يتلهف ويقول ما علي من استعمل علي فمرض وعلى الجيش يزيد ابن معاوية فأتاه يعوده فقال حاجتك قال نعم إذا أنا مت فاركب بي ثم تبيغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع فلما مات ركب به ثم سار به ثم دفنه وكان يقول قال الله " انفروا خفافا وثقالا " ( التوبة 41 ) لا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا وروى همام عن عاصم بن بهدلة عن رجل أن أبا أيوب قال ليزيد أقرى الناس مني السلام ولينطلقوا ( بي ) وليعبدوا ما استطاعوا قال ففعلوا قال الواقدي توفي عام غزا يزيد في خلافة أبيه القسطنطينية فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرمونه ويستسقون به وذكره عروة والجماعة في البدريين وقال ابن إسحاق شهد العقبة الثانية قال محمد بن سيرين النجار سمي بذلك لأنه اختتن بقدوم وعن ابن إسحاق أن النبي آخى بين أبي أيوب ومصعب بن عمير شهد أبو أيوب المشاهد كلها

وقال أحمد بن البرقي جاء له نحو من خمسين حديثا قال ابن يونس قدم مصر في البحر سنة ست وأربعين وقال أبو زرعة النصري قدم دمشق زمن معاوية وقال الخطيب شهد حرب الخوارج مع علي جعفر بن جسر بن فرقد أخبرنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال قال أهل المدينة لرسول الله ادخل المدينة راشدا مهديا فدخلها وخرج الناس ينظرون إليه كلما مر على قوم قالوا يا رسول الله ها هنا فقال دعوها فإنها مأمورة يعني الناقة حتى بركت على باب أبي أيوب

يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله نزل في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء ونزلت فقلت يا رسول الله لا ينبغي أن نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فأمر بمتاعه فنقل ومتاعه قليل قلت يا رسول الله كنت ترسل بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي

بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي أيوب قال أقرعت الأنصار أيهم يؤوي رسول الله فقرعهم أبو أيوب فكان إذا أهدي لرسول الله طعام أهدي لأبي أيوب فدخل أبو أيوب يوما فإذا قصعة فيها بصل فلم يأكل منها وقال إنه يغشاني ما لا يغشاكم الصنعاني حدثنا محمد بن سابق حدثنا حشرج بن نباتة عن إسحاق بن إبراهيم سمع أبا قلابة يقول حدثني أبو عبد الله الصنابحي أن عبادة بن الصامت حدثه قال خلوت برسول الله فقلت أي أصحابك أحب إليك قال اكتم علي حياتي قلت نعم قال أبو بكر ثم عمر ثم علي ثم سكت فقلت ثم من قال من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاذ وأبو طلحة وأبو أيوب وأنت وأبي بن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عفان وابن عوف ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة هؤلاء خاصتي هذا حديث منكر رواه الهيثم الشاشي في مسنده الواقدي حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال لما دخل رسول الله بصفية بات أبو أيوب على باب النبي فلما أصبح فرأى رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف فقال يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك فضحك النبي وقال له خيرا غريب جدا وله شويهد من حديث عيسى بن المحتار وابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس فذكر قريبا منه وأبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عمر بن أبي بكر عن عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن مقسم عن جابر بنحوه وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة نحوه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم قال أعرست فدعا أبي الناس فيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر فجاء أبو أيوب فطأطأ رأسه فنظر فإذا البيت مسقر فقال يا عبد الله تسترون الجدر فقال أبي واستحيى غلبنا النساء يا أبا أيوب فقال من خشيت أن تغلبه النساء فلم أخش أن يغلبنك لا أدخل لكم بيتا ولا آكل لكم طعاما غريب رواه النفيلي عن ابن علية عنه ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عباس عن محمد بن كعب قال كان أبو أيوب يخالف مروان فقال ما يحملك على هذا قال إني رأيت رسول الله يصلي الصلوات فإن وافقته وافقناك وإن خالفته خالفناك مروان بن معاوية عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر وكان معنا رجل مزاح فكان يقول لصاحب طعامنا جزاك الله خيرا وبرا فيغضب فقلنا لأبي أيوب هنا من إذا قلنا له جزاك الله خيرا يغضب فقال اقلبوه له فكنا نتحدث إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فقال له المزاح جزاك الله شرا وعرا فضحك وقال ما تدع مزاحك

ذكر خليفة أن عليا استعمل أبا أيوب على المدينة وقال الحاكم لم يشهد أبو أيوب مع علي صفين

الأعمش عن أبي ظبيان أن أبا أيوب غزا زمن معاوية فلما احتضر قال إذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ابن فضيل حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي صادق قال قدم أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا معي فسلمت وقلت يا أبا أيوب قد أكرمك الله بصحبة نبيه وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم بسيفك قال إن رسول الله عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم والقاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية والمارقين فلم أرهم بعد هذا خبر واه إسحاق بن سليمان الرازي حدثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب قدم على ابن عباس البصرة ففرغ له بيته وقال لأصنعن بك كما صنعت برسول الله كم عليك قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا ومتاع البيت

ابن عون حدثنا محمد وحدثنا عمر بن كثير بن أفلح وهذا حديثه قال قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه معه على السرير وحادثه وقال يا أبا أيوب من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا قال أنا إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر فنكس معاوية وتنمر أهل الشام وتكلموا فقال معاوية مه وقال ما نحن ( عن ) هذا سألناك

أبو إسحاق الفزاري عن إبراهيم بن كثير سمعت عمارة بن غزية قال دخل أبو أيوب على معاوية فقال صدق رسول الله سمعته يقول يا معشر الأنصار إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا فبلغت معاوية فصدقه فقال ما أجرأه لا أكلمه أبدا ولا يؤويني وإياه سقف وخرج من فوره إلى الغزو فمرض فعاده يزيد بن معاوية وهو على الجيش فقال هل لك من حاجة قال ما ازددت عنك وعن أبيك إلا غنى إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو الحديث

الأعمش عن أبي ظبيان قال أغزى أبو أيوب فمرض فقال إذا مت فاحملوني فإذا صافقتم العدو فارموني تحت أقدامكم أما إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله سمعته يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة إسناده قوي جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه قال أتيت مصر فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم فأخبروني أنهم لما كانوا عند انقضاء مغزاهم حيث يراهم العدو حضر أبا أيوب الموت فدعا الصحابة والناس فقال إذا قبضت فلتركب الخيل ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردوكم فاحفروا لي وادفنوني ثم سووه فلتطأ الخيل والرجال عليه حتى لا يعرف فإذا رجعتم فأخبروا الناس أن رسول الله أخبرني أنه لا يدخل النار أحد يقول لا إله إلا الله قال الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ثم قفل وعن الأصمعي عن أبيه أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية وبني عليه فلما أصبحوا قالت الروم يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن قالوا مات رجل من أكابر أصحاب نبينا والله لئن نبش لا ضرب بناقوس في بلاد العرب فكانوا إذا قحطوا كشفوا عن قبره فأمطروا قال الواقدي مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه يزيد ودفن بأصل حصن القسطنطينية فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويستسقون به وقال خليفة مات سنة خمسين وقال يحيى بن بكير سنة اثنتين وخمسين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 28.04.2010, 03:14

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍالأَنْصَارِيُّ

« هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ
وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَالْمَلاَئِكَةِ»
اسْمُهُ ونَسَبُه :
هُوَ أَبُوعَمْرٍو سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ .
السَّيِّدُ الكَبِيْرُ الشَّهِيْدُ ، الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الأَشْهَلِيُّ البَدْرِيُّ ، سيِّدُ الأَوْسِ ، أُمُّهُ كَبْشَةُ بنتُ رافِع ، لها صُحبة ، وزوجتُهُ هِنْدُ بنتُ سَماك ، وهو ابن خالة الصحابي الجليل أسعد بن زرارة رضي الله عنه .
قصَّةُ إِسلامِه :
بعد بيعة العقبة الأولى التي بايع فيها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث مع هؤلاء المبايعين أول سفير في الإسلام ليعلم الناس ويدعوهم ، واختير لذلك شاب من شباب الإسلام من السابقين الأولين هو مصعب بن عمير رضي الله عنه ، فنزل مصعب على أبي أمامة أسعد بن زرارة ، وبدآ في الدعوة إلى الله عزوجل داخل يثرب .
فسمع بهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير سيدا قومهما من بني عبد الأشهل ، وهما يومئذ على الشرك ، فقال سعد لأسيد : اذهب إلى هذين الذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي ، ولولا ذلك لكفيتك هذا ، فأخذ أسيد حربته وأقبل إليهما .
فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه ، قال مصعب : إن يجلس أكلمه ، قال : فوقف عليهما متشتما فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره؟ قال : أنصفت .
ثم ركز حربته وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ثم قال : ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له : تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي .
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما : إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن .
ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت؟ قال : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت ، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك .
فقام سعد مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة من يده ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج إليهما فلما رآهما سعد مطمئنين عرف سعد أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما فوقف عليهما متشتما ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني أتغشانا في دارينا بما نكره -وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان- فقال له مصعب : أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد : أنصفت .
ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا : فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ، ثم قال لهما :كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين .
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير .
فلما رآه قومه مقبلا قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا : سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة ، قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله ، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة -إلا واحدا أسلم يوم أحد- ، فلله در سعد بن معاذ فقد كان إسلامه فتحا على الأوس والأنصار .
دعوته إلى الله عز وجل :
أخرج بنو النجار مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة ، فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل يدعو إلى الله ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ، وأسلم أشرافهم ، وكسرت أصنامهم ، فكان المسلمون أعز أهلها ، وصلح أمرهم .
إن الدعوة إلى الله عزوجل وظيفة جليلة وقربة عظيمة ، لها منزلة سامية في الشريعة ، ويكفيها فضلا وشرفا كونها وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة ، وهي واجب المؤمنين عامة وأهل العلم منهم خاصة .
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد معاذ رضي الله عنه وبين أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ، وقيل إنه آخى بين سعد بن معاذ وبين سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عن الصحابة أجمعين ، وصلى الله وسلم على النبي وآله .







موقفه رضي الله عنه في غزوة بدر :
شاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر تطييبا لقلوبهم ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه في عير قريش التي أتت من الشام مارة بالمدينة المنورة في طريقها إلى مكة المكرمة ، فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأحسن ، وتكلم المقداد رضي الله عنه فأحسن ، وتكلم عمر رضي الله عنه فأحسن ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد رأي الأنصار ، ذلك أنهم عدد الناس ، وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعنك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم ، وفهم سعد رضي الله عنه مقصد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ، قال أجل ، قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله .
وفي رواية : لعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وسالم من شئت وعاد من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت .
فسر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك سرورا شديدا ، وقال : سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر بادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به ، فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه يا رسول الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه وندع عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا ، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعكم الله بهم يناصحوك ويجاهدون معك .
فأثنى عليه صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير وقال يقضى الله خيرا من ذلك يا سعد . ثم بني له ذلك العريش فوق تل مشرف على المعركة فدخله النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقام سعد بن معاذ متوشحا بالسيف ؛ وكان بناء العريس للنبي صلى الله عليه وسلم من حكمة سعد بن معاذ رضي الله عنه .
فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون عليه كرة العدو ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال : أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلي من استبقاء الرجال .
ثباته رضي الله عنه يوم أحد واعترافه بالفضل لأنس بن النضر رضي الله عنه :
ثبت سعد رضي الله عنه في غزوة أحد مع من ثبت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني أصحابه ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ؛ قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ..... الحديث .. صحيح البخاري .
ومن الأمور المهمة في هذه القصة الاعتراف بالفضل لأهله وذويه وشكرهم على أعمالهم الطيبة والإقرار بالحقيقة ، فهذا لا ينقص من قيمة الإنسان بل يزيده رفعة ومكانة بين الناس .
وكما قيل : لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل .
ومن الجدير بالذكر في هذه الغزوة أنه قد استشهد من بني عبد الأشهل -قوم سعد- اثنا عشر رجلا ، فرضي الله عنهم أجمعين .
هذا اللون من البطولة مدفون تحت جدران التاريخ الإسلامي القائم إلى اليوم، وما يقوم للإسلام صرح ولا ينكسف عنه طغيان إلا بهذه القوى المذخورة المضغوطة في أفئدة الصديقين والشهداء.
من سر هذا الإلهام؟ من مشرق هذا الضياء؟ من مبعث هذا الاقتدار؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه هو الذي ربى ذلكم الجيل الفذ ، ومن قلبه الكبير أترعت هذه القلوب ، تفانيا في الله وإيثارا لما عنده .
دروس وعبر من مواقف الأم الطيبة أم سعد :
جاءت أم سعد بن معاذ رضي الله عنهما يوم أحد تعدو عندما وضعت الحرب أوزارها نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على فرسه ، وسعد بن معاذ رضي الله عنه آخذ بعنان فرسه ، فقال سعد : يا رسول الله أمي . فقال رسول الله : مرحبا بها . فدنت حتى تأملت رسول الله فقالت : أما وإذ رأيتك سالما فقد أشوت المصيبة -أي صارت خفيفة هينة- ، وكان ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه من الشهداء في تلك الغزوة ، فعزاها الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا إله إلا الله ، هذه امرأة فقدت ابنها وفلذة فما اكترثت لذلك ولا حزنت ، وهي تتفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأل عنه ، قمة في الحب ، وقمة في التضحية ، وقمة في نسيان الذات والأحباب .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » .. رواه البخاري .
كبشة أم سعد بن معاذ ، هذه المرأة التي كان لها الأثر الكبير في تاريخ نساء الإسلام، وقد أثرت التاريخ بمواقف رائعة وبطولات ساطعة جعلتها من الأوائل في عالم نساء الصحابة .
هكذا كانت الأم في عصور الإسلام الزاهرة وأيامه الخالية ، مهبط الشرف الحر والعز الموثل والمجد المكين ، فأغلقوا أفواهكم الحاقدة يا أعداء الإسلام ، واخسئوا ولا تتكلموا .
تأمير النبي صلى الله عليه وسلم سعدا رضي الله عنه في قتل كعب بن الأشرف :
عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر ، وقصة قتل كعب بن الأشرف مذكورة في الصحيحين وغيرهما .
دفاعه رضي الله عنه عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم :
في قصة الإفك التي وقعت بعد غزوة بني المصطلق أو المريسيع وقف رضي الله عنه موقفا بطوليا عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي .
فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك ..... الحديث .. صحيح البخاري .



إصابته رضي الله عنه يوم الخندق :
في غزوة الخندق التي كانت سنة خمس من الهجرة ، أقام المشركون محاصرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين شهرا أو نحو شهر . فلما اشتد على الناس البلاء وطال هذا الحال أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة و ينصرفا بقومهما ، فجرى بينه وبينهما الصلح حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح إلا المراوضة في ذلك . فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا له : يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا؟ قال : بل شيء أصنعه لكم والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما .
فقال له سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى ضيافة أو بيعا ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا! ، والله ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنت وذاك . فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال : ليجهدوا علينا .
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحزاب فلم يكن بينهم قتال . ووقعت مراماة بين المسلمين والمشركين أصيب على إثرها سعد رضي الله عنه في أكحله -الأكحل عرق في اليد ينزف بشدة إذا أصيب- ، رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة ، فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم -حسمه أي كواه ليقطع دمه- ، ثم ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس ومعي أم سعد بن معاذ ، فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة ، فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد ، وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم ، فمر وهو يرتجز ويقول : ليت قليلا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل .
قالت : ويرمي رجل من المشركين من قريش يقال له ابن العرقة سعدا بن معاذ بسهم له وهو يقول له : خذها وأنا ابن العرقة ، فأصاب أكحله فقطعه ، فقال له سعد : عرقك الله في نار جهنم ، ثم دعا سعد الله عز وجل فقال : اللهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني أجاهدهم فيك ، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها ، اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة . قالت : فرقي كلمه -أي فبرئ جرحه- ، وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
حكمه رضي الله عنه في بني قريظة :
جاءت غزوة بني قريظة حينما غدر بنو قريظة ونقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومالئوا الأحزاب عليه .
قال تعالى : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) } .. سورة الأحزاب .
ملحوظة : هذه الغزوة ظهر فيها بجلاء غدر اليهود وخيانتهم ، وكيف أنهم كانوا السبب في تجميع الأحزاب حول المدينة ، ثم في خيانة يهود بني قريظة في أشد الأوقات وأعظمها محنة ، وهذه طبيعة اليهود التي لا ينفكون عنها ولا يستطيعون التخلص منها ، طال الزمان أم قصر . وهذا هو موقف اليهود من الإسلام والمسلمين بالأمس ، وهو أيضا موقفهم اليوم ، لم ولن يتغير .
عندما هربت القبائل دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجاءه جبريل عليه السلام وقد وضع السلاح فقال : أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم ، فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فوثب عليه الصلاة والسلام فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا صلاة العصر إلا في بني قريظة .
خرج عليه الصلاة والسلام مع موكبه من المهاجرين والأنصار حتى نزلوا حصون بني قريظة وفرضوا عليه الحصار ، فدام خمسا وعشرين ليلة ، حتى جهدهم وقذف الله في قلوبهم الرعب ، وأخيرا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أسند الحكم لسعد بن معاذ . وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس في الجاهلية .
جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار ، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى سيدكم . فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إن هؤلاء نزلوا على حكمتك . فقال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات .
فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل من أنبت منهم -بلغ الحلم- ومن لم يكن أنبت ترك ، فضربت أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل : ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة ، ولم يقتل من النساء سوى امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد رحى فقتلته ، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم ، وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا .
وكان حكم سعد رضي الله عنه في غاية العدل و الإنصاف ، كيف لا وهو حكم الله عز وجل .
وفاته رضي الله عنه :
لما قضي أمر بني قريظة أجاب الله دعاء العبد الصالح سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فانتفضت جراحته فلم يرعهم إلا والدم يسيل إليهم ، فمات منها رضي الله عنه .
عن عبد الله بن شداد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك .
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : دخل أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه سلم وهو يسند سعد بن معاذ إلى حجره ، فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وإني لفي حجرتي ، وكانوا كما قال الله رحماء بينهم .
وسئلت عن رسول الله ماذا كان يصنع في هذه المواقف فقالت : كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته .
وكانت وفاته رضي الله عنه بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمس وعشرين ليلة ، إذ كان قدوم الأحزاب في شوال سنة خمس ، فأقاموا قريبا من شهر ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لحصار بني قريظة ، فأقام عليهم خمسا و عشرين ليلة ، ثم نزلوا على حكم سعد فمات بعد حكمه بقليل ، فيكون ذلك في أواخر ذي القعدة أو أوائل ذي الحجة من سنة خمس .. والله أعلم .
اهتزاز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه :
في الصحيحين وغيرهما عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ » .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم : « اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل » .. صححه الألباني .
مشاركة الملائكة في حمله رضي الله عنه :
عن أنس قال : لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة كانت تحمله . وقد كان سعد بن معاذ رضي الله عنه رجلا بادنا -ممتلئا- .
ضمة القبر له رضي الله عنه :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها ، وقال صلى الله عليه وسلم بعد دفنه : سبحان الله ، لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد ، ولقد ضم ضمة ثم فرج عنه .. صححه اللألباني .
قال الذهبي رحمه الله : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ، بل هو أمر يجده المؤمن ، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وألم سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ، ونحو ذلك ، فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد ، وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه .
فتح أبواب السماء لوفاته :
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه » .. صححه الألباني .
حاله رضي الله عنه في الجنة :
عن البراء بن عازب قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها فقال : أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين .
قال القرطبي رحمه الله : هذه إشارة إلى أدنى ثياب سعد ، لأن المناديل إنما هي ممتهنة متخذة لمسح الأيدي بها ، وإذا كان هذا حال المنديل فما ظنك بالعمامة والحلة؟ ، ولا يظن أن طعام الجنة وشرابها فيهما ما يدنس يد المتناول حتى يحتاج إلى منديل ، إذ قد نزه الله الجنة عن ذلك كله ، وإنما ذلك إخبار بأن الله أعد في الجنة كل ما كان يحتاج إليه في الدنيا ، لكن هي على حالة هي أعلى وأشرف ، فأعد فيها أمشاطا ومجامر وألوة ومناديل وأسواقا وغير ذلك مما تعارفناه في الدنيا ، وإن لم نحتج له في الجنة إتماما للنعمة وإكمالا للمنة .
فضله رضي الله عنه ومكانته :
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يخفى ما في ذكر سعد بن معاذ بخصوصه ههنا ، فإنه كان في الأنصار بمنزلة الصديق في المهاجرين ، واهتز لموته العرش ، وكان لا يأخذه في الله لومة لائم ، وختم الله له بالشهادة ، وآثر رضا الله ورسوله ، ووافق حكمه الذي حكم به حكم الله فوق سبع سموات ، ونعاه جبريل إلى النبي يوم موته ، فحق له أن تكون مناديله التي يمسح بها يديه في الجنة أحسن من حلل الملوك .
الخاتمة :
مات الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه ليرحل عن دنيا الناس ، ولكن سيرته لم ولن ترحل وستظل سيرته نورًا على الدرب لكل سالك إلى الله عز وجل .
اللهم ارض عن سعد وعن جميع الصحابة . اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .



نقلته لكم من كتابات وكلام اهل العلم للعظه والعبره
ابو اسامه المصرى







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 28.04.2010, 03:15

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


سالم مولى أبي حذيفة

بل نعم حامل القرآن


رضي الله عنه وأرضاه





ان سالما شديد الحب لله عز وجل.

رسول الله صلى الله عليه وسلم





كان سالم يؤم المهاجرين من مكة حتى قدم المدينة لانه كان أقراهم وفيهم أبو بكر وعمر

عبدالله بن عمر

أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما، فقال:







" خذوا القرآن من أربعة:



عبدالله بن مسعود..



وسالم مولى أبي حذيفة..



وأبيّ بن كعب..



ومعاذ بن جبل.."



ولقد التقينا من قبل بابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ..



فمن هذا الصحابي الرابع الذي جعله الرسول حجّة في تعليم القرآن ومرجعا..؟؟

انه سالم، مولى أبي حذيفة..





كان عبدا رقيقا، رفع الاسلام من شأنه حتى جعل منه ابنا لواحد من كبار المسلمين كان قبل اسلامه شريفا من أشراف قريش، وزعيما من زعمائها..



ولما أبطل الاسلام عادة التبني، صار أخا ورفيقا، ومولى للذي كان يتبناه وهو الصحابي الجليل: أبو حذيفة بن عتبة..



وبفضل من الله ونعمة على سالم بلغ بين المسلمين شأوا رفيعا وعاليا، أهّلته له فضائل روحه، وسلوكه وتقواه.. وعرف الصحابي الجليل بهذه التسمية: سالم مولى أبي حذيفة.



ذلك أنه كان رقيقا وأعتق..



وآمن بالله ايمانا مبكرا..



وأخذ مكانه بين السابقين الأولين..



وكان حذيفة بن عتبة، قد باكر هو الآخر وسارع الى الاسلام تاركا أباه عتبة بن ربيعة يجتر مغايظه وهموهه التي عكّرت صفو حياته، بسبب اسلام ابنه الذي كان وجيها في قومه، وكان أبوه يعدّه للزعامة في قريش..



وتبنى أبو حذيفة سالما بعد عتقه، وصار يدعى بسالم بن أبي حذيفة..



وراح الاثنان يعبدان ربهما في اخبات، وخشوع.. ويصبران أعظم الصبر على أذى قريش وكيدها..



وذات يوم نزلت آية القرآن التي تبطل عادة التبني..



وعاد كل متبني ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه..





فـ زيد بن حارثة مثلا، الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تبناه، وعرف بين المسلمين بزيد بن محمد، عاد يحمل اسم أبيه حارثة فصار زيد بن جارثة ولكنّ سالما لم يكن يعرف له أب، فوالى أبا حذيفة، وصار يدعى سالم مولى أبي حذيفة..



ولعل الاسلام حين أبطل عادة التبني، انما أراد أن يقول للمسلمين لا تلتمسوا رحما، ولا قربى، ولا صلة توكدون بها اخاءكم، أكبر ولا أقوى من الاسلام نفسه.. والعقيدة التي يجعلكم بها اخوانا..!!



ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا جيدا..



فلم يكن شيء أحب الى أحدهم بعد الله ورسوله، من اخوانهم في الله وفي الاسلام..



ولقد رأينا كيف استقبل الأنصار اخوانهم المهاجرين، فشاطروهم أموالهم، ومساكنهم، وكل ما يملكون..!!



وهذا هو الذي رأينا يحدث بين أبي حذيفة الشريف في قريش، مع سالم الذي كان عبدا رقيقا، لا يعرف أبوه..



لقد ظلا الى آخر لحظة من حياتهما أكثر من اخوين شقيقين حتى عند الموت ماتا معا.. الروح مع الروح.. والجسد الى جوار الجسد..!!



تلك عظمة الاسلام الفريدة..



بل تلك واحدة من عظائمه ومزاياه..!!






**






لقد آمن سالم ايمان الصادقين..



وسلك طريقه الى الله سلوك الأبرار المتقين..



فلم يعد لحسبه، ولا لموضعه من المجتمع أي اعتبار..



لقد ارتفع بتقواه واخلاصه الى أعلى مراتب المجتمع الجديد الذي جاء الاسلام يقيمه وينهضه على أساس جديد عادل عظيم...



أساس تلخصه الآية الجليلة:



" ان أكرمكم عند الله أتقاكم"..!!



والحديث الشريف:



" ليس لعربي على عجمي فضل الا بالتقوى"..



و" ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل الا بالتقوى"..






**






في هذا المجتمع الجديد الراشد، وجد أبو حذيفة شرفا لنفسه أن يوالي من كان بالأمس عبدا..



بل ووجد شرفا لأسرته، أن يزوج سالما ابنه أخيه فاطمة بنت الوليد بنت عتبة..!!



وفي هذا المجتمع الجديد، والرشيد، الذي هدّم الطبقية الظالمة، وأبطل التمايز الكاذب، وجد سالم بسبب صدقه، وايمانه، وبلائه، وجد نفسه في الصف الأول دائما..!!



أجل.. لقد كان امام للمهاجرين من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء..



وكان حجة في كتاب الله، حتى أمر النبي المسلمين أن يتعلموا منه..!!



وكان معه من الخير والتفوق ما جعل الرسول عليه السلام يقول له:



" الحمد لله، الذي جعل في أمتي مثلك"..!!



وحتى كان اخوانه المؤمنين يسمونه:



" سالم من الصالحين"..!!



ان قصة سالم كقصة بلال وكقصة عشرات العبيد، والفقراء الذين نفض عنهم عوادي الرق والضعف، وجعلهم في مجتمع الهدى والرشاد أئمة، وزعماء وقادة..



كان سالم ملتقى لكل فضائل الاسلام الرشيد..



كانت الفضائل تزدحم فيه وحوله.. وكان ايمانه العميق الصادق ينسقها أجمل تنسيق.



وكان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا..



انه لا يعرف الصمت تجاه كلمة يرى من واجبه أن يقولها..



ولا يخون الحياة بالسكوت عن خطأ يؤدها..






**






بعد أن فتحت مكة للمسلمين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم أنه عليه السلام، انما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين..



وكان على رأس احدى هذه السرايا خالد بن الوليد..



وحين بلغ خالد وجهته، حدث ما جعله يستعمل السيوف، ويرق الدماء..



هذه الواقعة التي عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم نبأها، اعتذر الى ربه طويلا، وهو يقول:



" اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد"..!!



والتي ظل أمير المؤمنين عمر يذكرها له ويأخذها عليه، ويقول:



" ان في سيف خالد رهقا"..



وكان يصحب خالد في هذه السرية سالم مولى أبي حذيفة مع غيره من الأصحاب..



ولم يكد سالم يرى صنيع خالد حتى واجهه بمناقشة حامية، وراح يعدّد له الأخطاء التي ارتكبت..





وخالد البطل القائد، والبطل العظيم في الجاهلية، والاسلام، ينصت مرة ويدافع عن نفسه مرة ثانية ويشتد في القول مرة ثالثة وسالم مستمسك برأيه يعلنه في غير تهيّب أو مداراة..



لم يكن سالم آنئذ ينظر الى خالد كشريف من أشراف مكة.. بينما هو من كان بالأمس القريب رقيقا.



لا.. فقد سوّى الاسلام بينهما..!!



ولم يكن ينظر اليه كقائد تقدّس أخطاؤه.. بل كشريك في المسؤولية والواجب..



ولم يكن يصدر في معارضته خالدا عن غرض، أو سهوه، بل هي النصيحة التي قدّس الاسلام حقها، والتي طالما سمع نبيه عليه الصلاة والسلام يجعلها قوام الدين كله حين يقول:



" الدين النصيحة..



الدين النصيحة..



الدين النصيحة".






**






ولقد سأل الرسول عليه السلام، عندما بلغه صنيع خالد بن الوليد..



سأل عليه السلام قائلا:



" هل أنكر عليه أحد"..؟؟



ما أجله سؤالا، وما أروعه..؟؟!!



وسكن غضبه عليه السلام حين قالوا له:



" نعم.. راجعه سالم وعارضه"..



وعاش سالم مع رسوله والمؤمنين..



لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن عبادة..



وكان اخاؤه مع أبي حذيفة يزداد مع الأيام تفانيا وتماسكا..






**




وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى..



وواجهت خلافة أبي كبر رضي الله عنه مؤامرات المرتدّين..



وجاء يوم اليمامة..



وكانت حربا رهبة، لم يبتل الاسلام بمثلها..



وخرج المسلمون للقتال..



وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة..



وفي بدء المعركة لم يصمد المسلمون للهجوم.. وأحسّ كل مؤمن أن المعركة معركته، والمسؤولية مسؤوليته..



وجمعهم خالد بن الوليد من جديد..



وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذهلة..



وتعانق الأخوان أبو حذيفة وسالم وتعاهدا على الشهادة في سبيل الدين الحق الذي وهبهما سعادة الدنيا والآخرة..



وقذفا نفسيهما في الخضمّ الرّهيب..!!



كان أبو حذيفة ينادي:



" يا أهل القرآن..



زينوا القرآن بأعمالكم".



وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب.



وكان سالم يصيح:



" بئس حامل القرآن أنا..



لو هوجم المسلمون من قبلي"..!!



حاشاك يا سالم.. بل نعم حامل القرآن أنت..!!



وكان سيفه صوّال جوّال في أعناق المرتدين، الذين هبوا ليعيدوا جاهلية قريش.. ويطفؤا نور الاسلام..



وهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها.. وكان يحمل بها راية المهاجرين بعد أن سقط حاملها زيد بن الخطاب...



ولما رأى يمناه تبتر، التقط الراية بيسراه وراح يلوّح بها الى أعلى وهو يصيح تاليا الآية الكريمة:




( وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)...



ألا أعظم به من شعار.. ذلك الذي اختاره يوم الموت شعارا له..!!






**






وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل.. ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاهر، حتى انتهت المعركة بقتل نسلمة الكذاب واندحار جيش مسيلمة وانتصار المسلمين..



وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياهم وشهداءهم وجدوا سالما في النزع الأخير..



وسألهم:



ما فعل أبو حذيفة..؟؟



قالوا: استشهد..



قال: فأضجعوني الى جواره..



قالوا: انه الى جوارك يا سالم.. لقد استشهد في نفس المكان..!!



وابتسم ابتسامته الأخيرة..



ولم يعد يتكلم..!!



لقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان..!!



معا أسلما..



ومعا عاشا..



ومعا استشهدا..



يا لروعة الحظوظ، وجمال المقادير..!!



وذهب الى الله، المؤمن الكبير الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت:



" لو كان سالم حيّا، لوليته الأمر من بعدي"..!!





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الاله, التثبيت, ارجوا, اعمال, سلسلة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
مشروع احياء السنن المهجورة ابو اسامه المصرى القسم الإسلامي العام 16 23.10.2013 18:24
سلسلة حقوق الجار للعلامتين بن باز والالبانى ارجوا التثبيت ابو اسامه المصرى القسم الإسلامي العام 3 10.04.2010 09:16
الاله المصلوب-(أبيات شعرية) الحوارى التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء 5 24.02.2010 23:33
طريقة تزيين المفروشات,اعمال فنية كروشيه،أفكار تغليف الصابون ،كروشيه 2010,اعمال يدويه رانيا قسم الأسرة و المجتمع 2 22.12.2009 19:45
من الذي مات على الصليب الانسان أم الاله ؟ Just asking التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء 0 09.09.2009 13:36



لوّن صفحتك :