رقم المشاركة :51 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لماذا يُتَّهم الإسلام فقط بالإرهاب ؟! لِماذا يُتَّهم المسلِمُون في الإعلام الغربي بأنَّهم إرهابيُّون , ولا يُتَّهم بذلك اليهودُ ولا النَّصارى ؟! لِماذا الادِّعاءات بأنَّ القرآن الكريم يحثُّ على القتل والإرهاب , ولا تُوصَف بذلك التَّوراةُ والأناجيلُ الموجودة اليوم عند أتباعها ؟! لأنَّها لا تدعُو إلاَّ إلى السِّلم ونشر المحبَّة بين النَّاس ؟! فما رأيُ النَّصارى إذًا فيما جاء في إنجيل متّى , ما نُسِبَ للمسيح عليه السَّلام أنَّه قال : لا تظُنُّوا أنِّي جئتُ لِأُلْقِي سلامًا على الأرض . ما جئتُ لِأُلْقِي سلامًا , بل سَيْفًا , فإنِّي جئْتُ لِأُفرِّقَ الإنسانَ ضِدَّ أبيه , والابنةَ ضِدَّ أمِّها , والكَنَّةَ ضِدَّ حَماتِهَا , وأعداءُ الإنسان أهلُ بَيْتِه . (إنجيل متّى – الإصحاح العاشر 34- 36) . ألا يتناقضُ هذا الكلام مع ما يَدَّعيه النَّصارى من أنَّهم رُوَّادُ العالَم في الدَّعوة إلى التَّسامح ونَبذ الحروب ؟! وما رأيُ اليهود في ما جاء في سِفْر التّثْنِيَة : حينَ تَقْرُبُ من مَدينة لِتُحاربَها , اسْتَدْعِها لِلصُّلْح . فإن أجابَتْكَ إلى الصُّلْح وفَتَحَتْ لَك , فكُلُّ الشَّعْب الموجُود فيها يكُون لَكَ لِلتَّسْخير ويُسْتَعْبدُ لكَ . (سِفْر التّثْنِيَة – الإصحاح العشرون 9 -11) . وما رأيُهم في ما جاء في سِفْر العَدَد : وسَبَى بَنُو إسرائيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وأطْفَالَهم , ونَهَبُوا جَميعَ بَهائِمهم وجَميعَ مَوَاشِيهم وكلَّ أملاكِهم . وأَحْرقُوا جَميعَ مُدُنِهِم بِمَسَاكِنِهم وجَميعَ حُصُونِهم بالنَّار . وأخَذُوا كُلَّ الغَنيمَة وكُلَّ النَّهْب من النَّاس والبَهائم . وأتوا إلى مُوسَى وألِعَازَار الكاهِن وإلى جَمَاعَة بَني إسْرائيل بالسَّبْي والنَّهْب والغَنيمَة إلى المحَلة إلى عَربَات مُوآب التي على أرْدُنَّ أريحَا . فخرجَ مُوسَى وألِعَازَار الكاهِنُ وكُلّ رؤساء الجمَاعَة لِاسْتِقْبَالِهم إلى خَارج المحَلة . فسَخطَ مُوسَى على وُكَلاء الجَيْش رُؤسَاء الألُوف ورُؤسَاء المِئَات القَادِمينَ من جُنْد الحَرْب , وقالَ لَهُم مُوسَى : هلْ أبْقَيْتُم كُلَّ أنْثَى حَيَّة ؟ إنَّ هؤلاء كُنَّ لِبَني إسْرائيل حَسَبَ كَلام بَلعَام سَبَبَ خِيَانةٍ لِلرَّبّ في أمْر فَغُور فكَانَ الوَبَاء في جَمَاعة الرَّبّ . فالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَر منَ الأطْفَال , وكُلّ امْرَأةٍ عَرَفَتْ رجُلاً بِمُضَاجَعة ذكَر اقْتُلُوها . (سِفْر العَدَد – الإصحاح الحادي والثَّلاثون 9 – 17) . ومديانُ المذكورة هنا هي التي مكثَ فيها موسَى عليه السَّلام عدَّة سنوات , فهل يُعقَل أن يَأمُر فيما بعدُ بني إسرائيل بأن يقتُلوا أهلَها شَرَّ قتْلَة ؟! ثمَّ , كيف للجنود أن يعرفُوا النِّساء الغير عذارى لِيَقتلوهنّ : " وكُلّ امْرَأةٍ عَرَفَتْ رجُلاً بِمُضَاجَعة ذكَر اقْتُلُوها " ؟! هل أمَرَهُم موسى باغتصاب كلّ النّساء لمعرفة ذلك ؟! طبعًا , كلُّ هذا افتراءٌ على نبيِّ اللَّه عليه السَّلام ! وما رأيُ اليهود في ما جاء في سفْر يوشع , وصيّ موسى عليهما السَّلام : وصعدَ الشَّعبُ إلى المدينة , كلُّ رجُل مع وجهه , وأخذُوا المدينة . وحرَّمُوا كلَّ ما في المدينة من رجُل وامرأة , من طفل وشيخ , حتَّى البَقَر والغَنَم والحمير بِحَدّ السَّيف . (سفْر يوشع – الإصحاح السَّادس 20 – 21) . وما رأيُهم في ما جاء في سفْر يوشع أيضًا أنَّه قال : أَحرِقُوا المدينة بالنَّار مع كلّ ما بها . (سفْر يوشع – الإصحاح السَّادس 24) . فهل يُتَّهم يُوشع عليه السَّلام بأنَّه وحش , يَحرق كلَّ ما في المدينة بالنَّار , ويقتلُ الرِّجال والنِّساء والشُّيوخ والأطفال , بل حتَّى البَقر والغنم والحمير ؟! حاشى له وكلاَّ أن يكون كذلك ! وما رأيُ اليهود في ما جاء في سفر صموئيل الأوَّل : فأخبر عبيدُه داوُدَ بهذا الكلام , فحسُنَ الكلامُ في عَيْنَيْ داوُد أن يُصاهرَ الملِك . ولَم تَكْمُل الأيَّام حتَّى قامَ داوُدُ وذهبَ هو ورجالُه وقتلَ من الفِلِسطينيّين مائتَيْ رَجُل , وأتَى داوُدُ بِغُلْفِهم فأكْملُوها للملِك لِمُصاهَرة الملِك , فأعطاهُ شاوُلُ ميكالَ ابنتهُ امرأةً . (سفْر صموئيل الأوّل – الإصحاح الثّامن عشر 26 – 27) . فهلْ يُعقَل أن يَقتُلَ النَّبيُّ داوُد مائتَيْ رجُل , ثمَّ يكشفُ عوراتهم ويُمسِكُ بذُكُورهم ويقطعُ غُلفهم (وهي الجلدة التي تُقطع في الختان) , ويُقدِّمها مُهرًا لكي يتزوَّج من ابنة ملك إسرائيل الأوَّل (طالوت) ؟! حاشى له وكلاَّ أن يفعل ذلك ! وما رأيُ اليهود في ما جاء في سفْر صموئيل الثّاني : فجمعَ داوُدُ كلَّ الشَّعب وذهبَ إلى ربَّة وحاربَها وأخذها . وأخذَ تاجَ مَلِكِهم عن رأسه ووزنه وزْنَة من الذَّهب مع حجَر كريم , وكان على رأس داوُد , وأخرجَ غنيمةَ المدينة كثيرةً جدّا , وأخرجَ الشَّعبَ الذي فيها ووضَعهُم تحت مناشير ونَوارج حديد وفُؤوس حديد , وأمَرَّهُم في أتُون الآجُرّ , وهكذا صنعَ بِجَميع مُدُن بَني عَمُّون , ثمَّ رجعَ داوُدُ وجميعُ الشَّعب إلى أورشَليم . (سفْر صموئيل الثّاني – الإصحاح الثّاني عشر 29 – 31) . وما رأيُهم في ما جاء في سفْر صموئيل الثّاني أيضًا : وبعد ذلك ضربَ داوُدُ الفلسطينيِّين وذَلَّلَهم , وأخذ داوُدُ زِمامَ القصَبة مِنْ يَد الفلسطينيِّين . وضربَ الموآبيِّينَ وقاسَهُم بالحَبْل . أضْجَعَهُم على الأرض , فقاسَ بِحَبْلَيْن للقَتْل وبِحَبْلٍ للاسْتِحْياء . وصار الموآبيُّونَ عبيدًا لِدَاوُدَ يُقدِّمون هدايَا . (سفْر صموئيل الثَّاني – الإصحاح الثَّامن 1- 2) . أي أنَّ داوُدَ , حسبَ زعم اليهود , طرح الموآبيِّينَ على الأرض في صفوف , ثمَّ أخذ يقتلُ صفَّيْن ويَستبقي صفًّا , ثمَّ جعل مَن استبقاهُم عبيدًا له ! حاشى لهذا النَّبيِّ الكريم أن يقوم بهذا الفعل الشَّنيع ! وما رأيُ اليهود في ما جاء في سفْر الملوك الثَّاني : ثمَّ صعد من هناك (أي النَّبيُّ اليشع) إلى بَيْت إيل . وفيما هو صاعدٌ في الطَّريق , إذا بصبْيَان صِغَار خرجُوا من المدينة وسَخِرُوا منه وقالُوا له : اصعَدْ يا أقرع ! اصعَدْ يا أقرع ! فالْتَفتَ إلى ورائه ونظرَ إليهم ولَعَنَهم باسْم الرَّبّ . فخَرَجَتْ دبَّتان من الوَعْر وافْتَرَسَتَا منهم اثْنَيْن وأربعينَ وَلدًا . (سفْر الملوك الثَّاني – الإصحاح الثَّاني 23 – 24) . وما رأيُهم في ما جاء في سفْر الملوك الثَّاني أيضًا : وكان جوعٌ شديد في السَّامرة . وهم حاصَرُوها حتَّى صار رأسُ الحمار بثَمانين من الفضَّة , ورُبْع القاب من زبْل الحمام بخمس من الفضَّة . وبينما كان مَلِكُ إسرائيل جائزًا على السُّور , صرختْ امرأةٌ إليه : خَلِّصْ يا سَيِّدي الملك . فقال : لا ! يُخَلّصكِ الرَّبُّ . مِن أينَ أخلِّصكِ ؟ أمِنَ البَيْدَر أو من المعْصَرة ؟ ثمَّ قال لها الملك : مالَكِ ؟ فقالتْ : هذه المرأةُ قالتْ لي : هاتي ابْنَكِ فنأكُله اليَومَ ثمَّ نأكلُ ابني غدًا . فسَلَقْنَا ابني وأكَلْناه . ثمَّ قلتُ لها في اليوم الآخر : هاتي ابْنَكِ فنأكُله , فخَبَّأت ابْنَها . (سفْر الملوك الثَّاني – الإصحاح السَّادس 25– 29) . انتبه يا ابني الكريم ! إنَّ هذه المجازر البشعة ليست منقولَة عن كتاب في التَّاريخ , وإنَّما عن توراة اليهود المحرَّفة !! لا غرابة إذًا أن تُنزَع الرَّحمةُ من أُناسٍ يقرأون في كتابهم المقدَّس أنَّ أنبياءَهم كانُوا يُقتِّلُون الأبرياءَ من النِّساء والشُّيوخ والأطفال , بل حتَّى الحيوانات لم تَسلَمْ من وَحشِيَّتهم , وكلُّ ذلك بِمُباركةٍ من اللَّه حسبَ زَعْمهم !! وما أكبرَ الفارقَ بين هذه النُّصوص التي تقطر دمًا , وبين وصايا النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وخُلفائه الكرام إلى جيوش المسلمين : بالرِّفق بالبَشر والدَّوابِّ وحتَّى بالأشجار ! فقد روى البيهقي في سُنَنه عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال (وهو يُودّعُ الجنود) : انْطَلِقُوا باسم اللَّه , وباللَّه , وعلى مِلَّة رسول اللَّه . لا تَقْتُلُوا شَيخًا فانِيًا , ولا طفلاً , ولا صغيرًا , ولا امرأةً , ولا تَغلوا , وضُمُّوا غنائمَكُم , وأصْلِحُوا وأحْسِنُوا إنَّ اللَّه يُحِبُّ المحسنين . (سنن البيهقي الكبرى – الجزء 9 – ص 90 – رقم الحديث 17932) . وروى البيهقي أيضًا في سُنَنه عن أبي عمران الجوني , أنَّ أبا بكر رضي اللَّه عنه بعثَ يزيد بن أبي سفيان إلى الشَّام , فمَشَى معه يُشَيِّعُه . فقال يزيد بن أبي سفيان : إنِّي أكرهُ أن تكونَ ماشيًا وأنا راكِب . فقال : إنَّكَ خرجْتَ غازيًا في سبيل اللَّه , وإنِّي أحتَسِبُ في مَشْيي هذا معك . ثمَّ أوصاهُ فقال : لا تَقْتُلُوا صَبيًّا , ولا امرأةً , ولا شَيْخًا كبيرًا , ولا مريضًا , ولا راهبًا , ولا تَقْطَعُوا مُثْمِرًا , ولا تُخَرِّبُوا عامِرًا , ولا تَذْبَحُوا بعيرًا ولا بقرةً إلاَّ لِمَأكَل , ولا تغرقُوا نَخْلاً ولا تحرقُوه . (سنن البيهقي الكبرى – الجزء 9 – ص 90 – رقم الحديث 17931) . واللَّهِ إنَّها لَوصايَا عظيمة تَعجز جمعيَّاتُ حقوق الإنسان عن الإتيان بمثلها ! فباللَّه عليك يا ابني الفاضل , أيُّ الفريقين يَصلُحُ أن يُتَّهم بالإرهاب ؟! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :52 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الإسلام دين العقل والفطرة نعم , الإسلام هو فعلاً الدِّينُ الوحيد الذي يتَّفق مع العقل والمنطق والفطرة السَّليمة . فالمسلمُ يؤمنُ بوجود خالق واحد لكلِّ شيء , وهو اللَّه سبحانه . ونحن , عندما تعرَّفْنا في الجزء الأوَّل من هذا الكتاب على عظَمة هذا الكون وتَناسق كلّ شيء فيه , استنتجْنَا أنَّه لا بُدَّ أن يكون وراءَه خالقٌ واحد , عظيم القدرة . والمسلمُ يؤمنُ بأنَّ اللَّه سبحانه , الذي قَدرَ على خلْق السَّماوات والأرض والإنسان وكلّ شيء , يستحيلُ عقليًّا ومنطقيًّا أن يكون له ابنٌ أو زوجة . بل يستحيل أن يكُون شبيهًا لِخَلْقِه بأيِّ حال من الأحوال . والمسلمُ يؤمنُ بأنَّ اللَّه سبحانه مُتَّصفٌ بكلِّ صفات الكمال , مِثْل كمال القُدرة , فلا يُعجِزُه أيّ شيء , وكمال العِلْم , فلا يغيبُ عن علمه أيّ شيء . وهذا ما يتوافق أيضًا مع العقل والمنطق والفطرة السَّليمة , لأنَّه لو كان الخالقُ يأكلُ ويشرب ويتعب وينام مثل العباد , لَاختلَّ نظامُ كلّ شيء في هذا الكون , بل لَمَا وُجِدَ أصلاً أيُّ تناسق في أيِّ شيء . والمسلمُ يؤمنُ حقيقةً بجميع الأنبياء والرُّسُل , مثل إبراهيم وموسى وعيسى ومحمَّد , عليهم الصَّلاة والسَّلام , ويعتبرُهم أفضل النَّاس وأشرفهم . وهذا ما يتوافق أيضًا مع العقل والمنطق والفطرة السَّليمة , لأنَّ كلَّ الأنبياء بُعِثُوا مِن عند إلهٍ واحد , وليس من المقبول عقليًّا ولا أخلاقيًّا أن يؤمن الإنسانُ بِنَبيٍّ ويُنكِر الآخرين أو ينسب إليهم النَّقائص ! والمسلمُ يؤمنُ بأنَّ هذه الدُّنيا ليست إلاَّ دار امتحان واختبار , وأنَّ اللَّهَ الذي خلَقَنا مِن لا شيء , قادرٌ على أن يُحْيينا من جديد بعد الموت لكي يُحاسبنا على كلِّ أفعالنا ويقتصَّ للمظلوم من الظَّالم , ثمَّ يُجازي المحسِنَ بالجنَّة ويُعاقب المسيءَ بالنَّار . وهذا ما يتوافق أيضًا مع العقل والمنطق والفطرة السَّليمة , لأنَّه لو لم يكُن هناك حسابٌ وجنَّة ونار , لَمَا كانتْ هناك أيّة فائدة من الحياة على هذه الأرض , ولَمَا كان هناك مَعْنى للخير والشَّرّ , ولَمَا اتَّفقَ هذا الأمرُ مع ما يتَّصفُ به اللَّهُ من عدْلٍ وحكْمة . والمسلمُ يؤمنُ بأنَّ اللَّه الذي خَلَقَنا هو أعْلَم بِمَا ينفعُنا وما يَضُرُّنا , وأنَّه أنزلَ القرآنَ الكريم على خاتم أنبيائه لِيَكُون دليلاً للنَّاس في كلِّ زمان ومكان , يستمدُّون منه تشريعاتهم في كلِّ شؤونهم . وهذا ما يتوافق أيضًا مع العقل والمنطق والفطرة السَّليمة , لأنَّه ليس من المعقول أن يكون الإنسانُ أعلم مِن خالقه بِما يصلح له , كما أنَّ اللَّهَ الذي يتَّصف بكلِّ صفات الكمال لَم يكن لِيُغلِقَ بابَ النُّبُوَّة بعد بعْثَة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم دون أن يَترُكَ لِعباده دليلاً يُرشِدُهم إلى الطَّريق السَّويّ . لذلكَ تركَ لهم القرآن الكريم دليلاً صالِحًا لكلِّ العصور . فإذا كان هذا هو الإسلام , أليس من الحِكْمَة إذًا , أيُّها القارئ الكريم , أن تعتنق هذا الدِّين , على الأقلّ لِتنجو من الخلود الحتمي في النَّار لو مُتَّ على غيره من الأديان ؟! أم أنَّ الأفضل إنكار وجود الخالق , مع ما في هذا الاختيار من مَغَبَّةٍ كبيرة , نهايتُها السُّقوط في قعر جهنَّم خالدًا فيها , لا شكَّ في ذلك , والحرمان الأبَدي من رؤية هذا الخالق ؟! أو اتِّباع المسيحيَّة , بما فيها من عبادةٍ للمسيح عليه السَّلام , وأقاويل على اللَّه لا يقبلُها العقل , وتناقضات في أصول العقيدة , والسُّقوط أيضًا في النِّهاية في قعر جهنَّم خالدًا فيها ؟! أو اتِّباع اليهوديَّة , بِمَا فيها من نَسْب نقائص إلى اللَّه سبحانه , وإساءة بالقول لعيسى ومريم ومحمَّد وغيرهم من الأنبياء عليهم السَّلام , والسُّقوط أيضًا في النِّهاية في جهنَّم خالدًا فيها ؟! أو اتِّباع أيّ شيء آخر , يَعقُبُه عذابٌ شديدٌ ومتواصل يوم القيامة ؟! أم أنَّ مركزك الاجتماعي , كأن تكون رئيس دولة , أو وزيرًا , أو رجل كنيسة , أو حِبْرًا من أحبار اليهود , يمنعك من الدُّخول في الإسلام ؟! واللَّهِ لَو دخلتَ فيه وأنت في هذا المركز المرموق , لجازاكَ اللَّهُ أحسنَ الجزاء , لأنَّك ربَّما تكون سببًا في دخول المئات أو الآلاف من النَّاس لهذا الدِّين , يقتدون بك . إنَّها واللَّهِ نارٌ حاميةٌ تنتظر الكفَّار , وظلام حالكٌ لا يمكن وصفه أو التَّعبير عنه ! فاخترْ لنفسكَ ما دُمتَ في الدُّنيا , قبْل أن يداهمك الموتُ فلا تستطيع تدارُك ما فات ! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :53 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ضيق التَّنفُّس عند الصُّعود في السَّماء ! نقف الآن مرّة أخرى مع بعض الآيات القرآنيَّة المعجزة . لو سألنا عامَّة النَّاس : أين تنتهي طبقةُ الهواء التي نعيش وسَطها ؟ لأجاب أكثرُهم : طبعًا , تمتدُّ في السَّماء إلى ما لا نهاية . وهذا ما كان يعتقده العلماء فعْلاً في العصور الماضية . ولكن , لَمَّا صعد الإنسان إلى السَّماء بالمنطاد في أواخر القرن الثَّامن عشر , اكتشف أنَّه كلَّما زاد عُلُوًّا في الجوِّ كلَّما شعر بالاختناق نتيجة نقص في الأكسيجين . ثمَّ جاء عصرُ الطَّائرات والمركبات الفضائيَّة , وتأكَّد العلماء فعلاً أنَّه كلَّما صعدْنَا إلى أعْلَى , كلَّما نَقص سُمْكُ طبقة الهواء , وبالتَّالي ينقصُ الأكسيجين وينخفضُ الضَّغط الجوّي . لذلك , نرى اليوم رائد الفضاء يلبسُ بَدْلةً مُكيَّفة للضَّغط , ويحمل فوق ظهره أنبوبة أكسيجين للتَّنفُّس . فهل هناك إشارة في القرآن الكريم لهذه الحقيقة ؟! نعم , يقول اللَّه تعالى : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ 125 } (6- الأنعام 125) . فهذه الآية تُشير بوُضوح إلى أنَّ الإنسان عندما يَصَّعَّدُ في السَّماء , أي يصعد فيها تدريجيًّا , يُصبح صدْرُه ضَيِّقًا حَرجًا , وذلك لِشُعوره بالاختناق نتيجة نقص الأكسجين . فكيف عَلِمَ محمَّدٌ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بهذه الظَّاهرة منذ حوالي 1400 سنة , إذا كان القرآنُ من تأليفه ؟! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :54 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغلاف الجوِّي أو السَّقف المحفوظ ! عندما صعد أوَّلُ روَّادٍ إلى الفضاء وابتعدُوا عن الكرة الأرضيَّة , أُصيبُوا بدهشة كبيرة لأنَّ ما اكتشفُوه كان خِلافًا لكلِّ تَوقُّعاتهم : ظلامٌ حالكٌ رهيبٌ يُحيط بكلِّ الأجرام السَّماويَّة , وصمتٌ مُطبِقٌ مُخيف بسبب عدَم وجود هواء , وبَرْد شديد قاتِل , وخَطَر الشُّهُب الكثيرة والإشعاعات المميتَة ! ما حدث مع هؤلاء الرُّوَّاد هو ربَّما الذي أشار إليه اللَّهُ تعالى في القرآن الكريم حين قال مُتحدِّثًا عن الكفَّار : { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ 14 لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ 15 } (15- الحجر 14-15) . فأوَّل أُناس صَعِدُوا إلى الفضاء كانُوا فعْلاً كُفَّارًا , وكانوا في حالةٍ من الذُّهول والدَّهشة , كأنَّهم تحت تأثير سِحْر , لا يُصدِّقون ما تراه أعيُنهم ! ثمَّ لاحِظْ أنَّ اللَّهَ تعالى قال : { يَعرُجون } , ولم يقلْ : يَصعدون . والعروجُ هو الصُّعود في مَسارٍ مُنْحَنٍ , مائل . ولو سألتَ علماء الفضاء لَقالُوا لك أنَّ مَسار الصَّواريخ التي يُطلقونها نحو السَّماء يكون دائمًا مائلاً , نظرًا لِعَوامل الجاذبيَّة الأرضيَّة وغيرها ! فهل هذه الدِّقَّة في اختيار ألفاظ القرآن هي من قَبيل الصُّدفة ؟! لا , ليست من قَبيل الصُّدفة ! والدَّليلُ أنَّ اللَّه تعالى استعملَ لفظ العروج في مواضع أخرى من القرآن الكريم , عند حديثه عن الصُّعود بعيدًا في السَّماء , مثل قوله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ 1 يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ 2 } (34- سبأ 1-2) . لَمَّا عَرجَ العُلَماء إذًا في السَّماء , اكتشفُوا أنَّ الأرض وكُلَّ الأجرام السَّماويَّة تَسبحُ في ظلام كَوني دامس ! أمَّا السَّماء الزَّرقاء التي نراها فوقنا في النَّهار , فليست إلاَّ نتيجة تَلاقي ضوء الشَّمس مع ما يُسَمَّى بالغلاف الجوِّي للأرض Atmosphère terrestre . فلولا هذا الغلاف , لرأينا سماءً سوداء طول الوقت . يبدأ الغلاف الجوِّي من سطح الأرض ويَمتدُّ حتَّى بُعْد حوالي 600 كلم إلى الأعلى , مُحيطًا بالأرض من كلِّ جوانبها . وهو يتكوَّن من الهواء , وجزئيَّات الغازات , وبُخار الماء , والجسَيْمات التُّرابيَّة . فطبقة الهواء الذي نتنفَّسه تنتهي إذًا عند نهاية الغلاف , لِتَبْدأ بعدها الغازات الكونيَّة الخطيرة , والتي تحتوي على غازَي الهيدروجين والهليوم بنسبة 98 بالمائة . من مَزايا الغُلاف الجوِّي أنَّه يَمنع بُرودةَ الفضاء المهْلِكة والغازات الكونيَّة القاتلة والإشعاعات الخطيرة , أن تَتسرَّب إلى الأرض . وهو كذلك يَحْمي الأرض من ملايين الشُّهُب والنَّيازك التي تتساقطُ دَوْريًّا نحوها فتصطدم بالغلاف وتَتَفتَّت . فهل تعلمين يا ابنتي أنَّ اللَّه تعالى تحدَّث عن الغُلاف الجوِّي في القرآن الكريم منذ حوالي 1400 سنة , وأسماه بالسَّقف المحفوظ ؟! يقول اللَّه تعالى : { وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ 32 } (21- الأنبياء 32) . وكما أنَّ اللَّه جعل هذا السَّقف حافظًا لنا من الأخطار الخارجيَّة , فقد جعله أيضًا حافظًا لنا من الموت ! نعم , فهو يَمنعُ غاز الأكسيجين من الهروب بعيدًا عن الأرض . وهنا لا بُدَّ من ملاحظة أنَّ نسبة الأكسيجين في الهواء هي 21 بالمائة , وهي بالضَّبط النِّسبة التي يجبُ أن تكون , بحيثُ لو نقصَتْ , لاختَنقَ الإنسانُ والحيوان , ولو زادَتْ , لَاشتعلَت الحرائق في كلِّ مكان ولَما أمكن إطفاءها ! أليسَ في هذا إذًا دليلٌ آخر على وجود إله واحد وراء هذا الكون , وأنَّه خلقَ كلَّ شيء بنِسَب غايةٍ في الدِّقَّة ؟ يقول اللَّه تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا 1 الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا 2 } (25- الفرقان 1-2) . والغُلاف الجوِّي لا يَمنعُ الأكسيجين فقط من الهروب , بل يَمنع أيضًا الهواءَ وبخار الماء من ذلك . ولو هرب الهواءُ عن الأرض , لَخَيَّم عليها صمتٌ مُطْبق , ولَمَا استطاع النَّاسُ التَّخاطب فيما بينهم ولا سماع أيّ شيء , لأنَّ الهواء هو الذي يسمح بانتقال الموجات الصَّوتيَّة . ولو هربَ بُخار الماء , لَمَا تَكوَّنتْ بعد ذلك سُحُبٌ ولا أمطار , ولَهلَكَ كلُّ الأحياء فوق الأرض . أليْسَ إذًا من واجبنا أن نشكُر اللَّهَ على نعمة الغلاف الجوِّي ؟ أم أنَّنا رَكِبَنا الغُرورُ بسَبب ما وصلْنَا إليه من تقدُّم علمي , فأصبحْنَا نَترفَّع عن شُكْر اللَّه , ونحنُ أعجز عن أن نستردَّ نعمةً يسلُبها اللَّهُ منَّا ؟! يقول اللَّه تعالى : { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ 18 } (23- المؤمنون 18) . نعم , لو ذهبَ اللَّهُ بالماء وحَرَمَنا المطَر , لَمَا استطاعت البشريَّةُ مُجتمعة أن تفعل أيَّ شيء لإنزال قَطرة ماءٍ واحدة من السَّماء ! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :55 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ظاهرة اللَّيل والنَّهار لو صعدْتِ يا ابنتي الكريمة في مركبة فضائيَّة وابتعدَتْ بكِ خارج الغلاف الجوِّي , لَبَدَتْ لكِ الشَّمسُ قُرصًا أصفر يَحُوطه السَّواد من كلِّ جانب , ولَعجبْتِ من رؤية الأرض كُرةً تسبحُ في ظلام كوني حالك ! نعم , فالسَّماء الزَّرقاء التي نراها فَوْقَنا هي , كما ذكَرْنا سابقًا , نتيجة تفاعُل ضوء الشَّمس مع الغُلاف الجوِّي للأرض . وتفصيلُ ذلك أنَّ الشَّمسَ عندما ترسلُ أشعَّتها إلى الأرض , يَتصدَّى الغلافُ الجوِّي لهذه الأشعَّة , فيَمنَع الضَّارَّ منها من العُبور ويأذن للنَّافع بالاجتياز ! وهذا أيضًا من مزايَا هذا السَّقف المحفوظ . الأشعَّة النَّافعة التي تَمُرُّ , منها ما هو مَنْظورٌ , تراه العين , ومنها ما هو غير مَنْظور . أمَّا المنْظور : فهو الذي يُكَوِّنُ ضوءَ النَّهار , وهو يتألَّف من الألوان السَّبعة لِلطَّيْف , والتي نراها في قَوْس قُزَح إثر نُزول المطر . وهي تصاعديًّا : الأحمر , البرتقالي , الأصفر , الأخضر , الأزرق , النِّيلي , والبنفسجي . وأمَّا الغير مَنْظور : فهي الأشعَّة تحت الحمراء , والتي تُستخدم مثلاً في مجال الاتِّصالات اللاَّسلكيَّة , ويُقابلُها في الطَّرف الآخر من السُّلَّم : الأشعَّة فوق البنفسجيَّة , والتي لها عدَّة استخدامات في المجال الطِّبِّي وغيره . عندما تَنفذُ أشعَّةُ الشَّمس إذًا من الغلاف الجوِّي للأرض , تصطدم بجُزئيَّات الهواء , فتَتَشتَّت . وأكثر ما يتشتَّتُ منها اللَّونُ الأزرق , فيَطغَى على ألوان الطَّيف الأخرى , فتظهرُ السَّماءُ زرقاءَ فوق سطح الكرة الأرضيَّة الموَاجِه للشَّمس , ويكون في هذا الوجه نهار , بينما يكُون في الوجه الآخر لَيْلٌ . ثمَّ تدور الأرض حول نفسها , فيدور معها السَّطحُ الذي كان مُوَاجِهًا للشَّمس , فيَحلُّ فيه اللَّيلُ , ويَحُلُّ في السَّطح الآخر نهار . وهنا , نتوقَّف عند بعض آيات من القرآن الكريم فيها إشارة لهذه الظَّواهر ! يقول اللَّه تعالى : { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا 1 وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا 2 وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا 3 وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا 4 } (91- الشّمس 1-4) . فالآياتُ تذكُر هنا أنَّ النَّهار هو الذي يُجَلِّي الشَّمسَ , أي يُظهرُها ساطعة جَلِيَّة . وهذا ما أثبته فعْلاً عُلَماءُ العَصْر الحديث . فالشَّمسُ لا تُضيءُ الأرضَ مباشرةً مِن نَفْسها , كما كان يعتقدُ النَّاسُ إلى وقت قريب , وإنَّما اختراقُ أشعَّتِها لِلجُزء المقابل لها من الغُلاف الجوِّي للأرض , هو الذي يجعلُ النَّهارَ يَحلُّ على ذلك الجزء من الكرة الأرضيَّة , فتبدُو عند ذلك الشَّمسُ ساطعة فيه . والدَّليلُ أنَّنا لو صعدْنَا بعيدًا عن الغُلاف الجوِّي , لَاخْتَفَى هذا الضَّوءُ السَّاطع , ولَبَدَت الشَّمسُ عند ذلك قُرصًا أصفر وسط ظلام الكَون الدَّامس . ويقول تعالى في آية أخرى : { وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ 37 } (36- يس 37) . فسَلْخُ النَّهار من اللَّيل يدلُّ على إزالة الفَرْع من الأصل , والمؤقَّت من الدَّائم . وهذا ما يحدُثُ فعْلاً , فالأصلُ في الكون هو الظَّلام , وضَوْءُ النَّهار لا يُمثِّلُ إلاَّ جزءًا صغيرًا جدًّا من هذا الظَّلام . فهو إذًا فَرْعٌ , لِصِغَر المساحة التي يحتلُّها بالنِّسبة للظَّلام الكوني , ولأنَّه مُؤقَّت , يظهر ثمّ يختفي . بينما الظَّلام الكوني يحتلُّ مساحة لا حُدُود لها , وهو دائمٌ لا يَزول , فهو إذًا الأصل . ونلاحظُ مرَّة أخرى دقَّة اللَّه سُبحانه في اختيار الألفاظ . فقد استعملَ تعالى فِعْل " نسلخُ " , ونحن نعلم أنَّ النَّهار لا يغيبُ مرَّة واحدة , وإنَّما يغيبُ شيئًا فشيئًا مع دوران الأرض حول نفسها . فكأنَّما يُسلَخُ فعْلاً من اللَّيل , لِيَحُلَّ هذا الأخيرُ مكانَه ! وهذا اللَّيلُ ليس سِوَى الظَّلام الكوني الذي يُحيط بالأرض وبكلِّ الأجرام السَّماويَّة بصفة دائمة . أليس من الواجب علينا إذًا أن نشكر اللَّه تعالى على نعْمَتَي اللَّيل والنَّهار ؟! ولو أراد اللَّه أن يحرمَنا منهما , لَمَا استطاع أحدٌ أن يفعل أيّ شيء ؟! يقول اللَّه تعالى : { وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 70 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ 71 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ 72 } (28- القصص 70-72) . قد تتساءلين يا ابنتي الفاضلة : ولكنَّ الكونَ يحتوي على ملايين النُّجوم العملاقة التي يصل حجمُها إلى ملايين المرَّات حجم الشَّمس , وقوَّة إضاءتها أكبر منها بآلاف المرَّات , فلِمَاذَا لا يُجلِّي النَّهارُ أضواءَ هذه النُّجوم , مثلما يُجلِّي ضوءَ الشَّمس ؟! الجوابُ هو أنَّها بعيدة جدًّا عنَّا . أمَّا الشَّمس فهي أقرب نجم إلى الأرض , تبعد عنها حوالي 150 مليون كيلومتر . فلمَّا ترسلُ بضوئها إلينا , يصل في بضع دقائق فقط , ويطغى على أضواء النُّجوم الأخرى , فيَحجُبها عنَّا . أليس إذًا من الواجب علينا أيضًا أن نشكر اللَّه تعالى على شمسنا , حيثُ قَدَّر بُعدَها ونُورَها وحرارتها , فجعل كلّ ذلك مناسبًا تمامًا لنا ؟! ولو شاء لَذَهب بالشَّمس وأحلَّ محلَّها واحدًا من النُّجوم العملاقة , إذًا لَاحترقَت الأرضُ بِما فيها ومَن عليها ! وواللَّهِ إنِّي لأستغربُ حقًّا من عُلَماء الفَلَك خاصَّة , كيف لا يؤمنون باللَّه وهم يُشاهدون يوميًّا دلائل وجوده وعظمته من خلال حركة الأرض والنُّجوم وكلّ شيء في هذا الكون ؟! هل هي مجرَّد غفلة ؟! أم أنَّ الإيمان بوجود خالق وأنبياء وجنَّة ونار أصبح تخلُّفًا في عصر التَّحرُّر والعلم ؟! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :56 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() القمر نور والشَّمس سراج ! لو سألتَ الكثير من عامَّة النَّاس عن ضوء القمر , مِن أين يأتي ؟ لأجابوا : طبعًا , من داخل القمر نفسه , وهو أضعف بكثير من ضوء الشَّمس , لذلك لا نراه إلاَّ في اللَّيل . لكنَّ علماء العصر الحديث لهم رأيٌ آخر ! فهم يقولون أنَّ الشَّمس تحتوي في باطنها على فُرْن , تَتمُّ بداخله تفاعلات نَوَويَّة . هذه التَّفاعلات تُوَلِّدُ ضوءًا وحرارة يَذْهبان في كلِّ اتِّجاه , فيسقُطان على الكواكب والأقمار التَّابعة للشَّمس , فيُنيرانها ويُزوِّدانها بالحرارة بنِسَب مختلفة . وكذلك الحال بالنِّسبة لكلِّ النُّجوم . أمَّا القمر , فهو لا يُنتِج ضوءًا ولا حرارة . وإنَّما هو يستقبلُ ضياءَ الشَّمس , فيعكِسُ جزءًا منه على الأرض على شكْل نُور , لا حرارة فيه . وقد أشار اللَّهُ تعالى في القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة أيضًا منذ حوالي 1400 سنة ! يقول تعالى : { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا 16 } (71- نوح 16) . فالآية هنا ذكَرتْ أنَّ القَمَر نورٌ , أي أنَّ ضوءَه هذا ليس مُتوَلِّدًا عنه , وليس فيه حرارة . بينما ذكَرت في المقابل أنَّ الشَّمس سراجٌ , أي أنَّها مصدرٌ للضَّوء والحرارة . أليس في هذا إذًا دليلٌ آخر على أنَّ كلَّ لفظٍ في القرآن هو من عند اللَّه ؟! ولِمُحاولة فَهْم ما يحدثُ داخل الشَّمس من تفاعلات , لِنَستمع لِمَا يقوله عُلَماءُ الفيزياء النَّوويَّة في هذا الشَّأن : إنَّ أكثر العناصر الموجودة في الشَّمس , وفي كلِّ نجم أيضًا , هي غاز الهيدروجين (71 بالمائة) وغاز الهلْيُوم (27 بالمائة) . ويَتمُّ التَّفاعلُ النَّووي بأن تتجمَّع كلُّ ذرتين من الهيدروجين وتندمج فيما بينها , فتَتولَّد عند ذلك ذرَّةُ هلْيُوم , ويُصاحب هذا التَّوَلُّد صدور طاقة نَوويَّة هائلة جدًّا . ثمَّ يتمُّ تفاعلٌ جديد , وتَصدر طاقة جديدة , ويَبقى النَّجم يتوهَّج لِمليارات السِّنين دون أن ينطفئ . نعم , إنَّ اتِّحاد ذرَّات الهيدروجين يُنتجُ طاقةً عظيمة . وعُلَماءُ الذَّرَّة اليوم يعرفون جيِّدًا أنَّ القنبلة الهيدروجينيَّة أقوى وأخطر بكثير من القنبلة الذّرِّيَّة . وتُقَدَّر درجة حرارة سطح الشَّمس بحوالي 6000 درجة , بينما تبلُغ حرارة باطنها حوالي 16 مليون درجة ! فالحمد للَّه الذي سخَّر لنا الشَّمسَ مصدرًا للضَّوء والحرارة , وجعلها سراجًا وهَّاجًا لا ينطفئ إلى قيام السَّاعة , وإلاَّ لَمَات كلُّ مَن على وجه الأرض بِمَوْت .. الشَّمس ! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :57 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أصغر من الذَّرَّة ! المعروفُ لَدَى عامَّة النَّاس أنَّ أصغر شيء في الكون هو الذَّرَّة , وتُسَمَّى باليُونانيَّة Atomos , أي الشَّيء الذي لا يتجزَّأُ ولا ينقسم . وهي تتكوَّن من نَواة في الوسط تدور حولها إلكترونات ذات شحنة سالبة . ووزنُ النَّواة يكادُ يكون هو نفسه وزن الذَّرَّة , لأنَّ الإلكترونات لا تكاد تزن شيئًا . وتَتِمُّ التَّفاعلات الكيماويَّة بين الذَّرَّات بأن تتشابك الإلكتروناتُ فيما بينها , فتتَّحد وتُكوِّن مُرَكَّبًا جديدًا . مثال : عندما تتَّحدُ ذرَّتان من الهيدروجين مع ذرَّة أكسيجين , يَنتُج عن هذا الاتِّحاد : الماء . ويُمكنُ أيضًا حَلّ المركَّبات بتَفكيك الإلكترونات . وكم كانت دهشةُ العلماء كبيرة عندما اكتشفوا في أواخر القرن التَّاسع عشر أنَّ نَواة الذَّرَّة تنقسم ! ووَجدوا فيها بروتونات Protons ذات شحنة كهربائيَّة موجبة , ونيترونات Neutrons بدون شحنة كهربائيَّة . وبدأ الخطر العظيم عندما استغلَّ البعضُ هذا الاكتشاف , فصنعُوا القنبلة الذّرِّيَّة , حيث تنشقّ فيها نواة ذرَّات اليورانيوم وتتفرَّق أجزاءها , فتُصدِرُ طاقة هائلة جدًّا من الحرارة والإشعاعات القاتلة . وهنا لنا وقفة مع القرآن الكريم . يقول اللَّه تعالى : { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ 61 } (10- يونس 61) . فقد ذكَرت هذه الآية أنَّه لا شيء , في الأرض أو في السَّماء , يمكنُ أن يغيب عن عِلْم اللَّه , حتَّى ولو كان هذا الشَّيءُ في وزن الذَّرَّة أو أصغر من ذلك ! فهل أراد اللَّهُ تعالى أن يشير بهذا إلى أنَّ هناك فعْلاً ما هو أصغر من الذَّرَّة , أي النَّواة والإلكترونات ؟ أم أنَّه أراد الإشارة إلى إمكانيَّة تقسيم النَّواة ؟ أيًّا كانت الإجابة , فإنَّ الآية مُعْجزة . فكيف لِمُحمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , النَّبيّ الأمِّيّ , الذي لم يتعلَّم القراءة والكتابة , أن يعرف أنَّ هناك ما هو أصغر من الذَّرَّة , إن لم يكُن اللَّهُ تعالى هو الذي أخبره بذلك ؟! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :58 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() عندما يتحدَّث اللَّه تعالى عن نفسه بعد أن بَيَّنَّا سيِّدي الكريم أنَّ وراء هذا الكون خالِقًا عظيم القدرة , وأنَّه هو الذي خلقَنا وخلقَ كلَّ شيء في هذا الوجود , وأنَّ القرآن كلام اللَّه , سنحاول الآن التَّعرُّف على بعض صفات هذا الخالق من خلال ما ذكَره سبحانه عن نفسه في القرآن الكريم . يقول تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4 } (112- الإخلاص 1-4) . ففي هذه السُّورة القصيرة , يعلنُ تعالى باختصار مُدهش ووضوح تامّ أنَّه إلهٌ واحد لا شريك له , وأنَّه لا والد ولا زوجة ولا ولَد له , وأنَّه ليس له شبيهٌ أو مثيلٌ في الوجود قَطّ . يقول تعالى في آية أخرى : { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 11 } (42- الشّورى 11) . ويُشدِّد اللَّهجةَ في آيات أخرى على من يَنسب له ولدًا , فيقول تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90 أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91 وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا 92 إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93 لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94 وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95 } (19- مريم 88-95) . باللَّه عليك سيِّدي , هل قرأْتَ أو سمعْتَ في حياتك نصًّا بِمثل هذه البلاغة وبِمثل هذا التّعبير ؟! هل تريدُ فعلاً أدلَّة أخرى على أنَّ القرآن يستحيلُ أن يكون من تأليف بَشَر ؟! ويقول تعالى في آية عظيمة تُسمَّى آية الكرسي : { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 255 } (2- البقرة 255) . فاللَّه سبحانه واحد , حيٌّ لا يموت , لا ينام ولا يغفل عن خلْقه أبدًا , يَملك ما في السَّماوات وما في الأرض وكلّ ما في الوجود , ويعلمُ ماضي كلّ شيء وحاضره ومستقبله . وبالرَّغم من عِظَم هذا الكون واتِّساعه الهائل , فإنَّ اللَّه تعالى لا يُثقِلُه حفْظُ ذلك كلّه ومراقبته أدنى شيء , ولا يغيب عن علمه أيّ شيء , مهما كان صغيرًا . ويقول تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ 59 وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 60 } (6- الأنعام 59-60) . لا تستغربْ سيِّدي الفاضل ! إنَّ عِلْم اللَّه أحاط فعلاً بكلِّ شيء . حتَّى ورقة الشَّجرة , تسقط في أيّ لحظة من الزَّمن , وفي أيِّ بقعة من الأرض , لا يمكن أن تغيب عن علم اللَّه سبحانه وتعالى . فهل يُعقَل بعد هذا أن نَظُنَّ أنَّ اللَّه يمكنُ أن ينسَى خلْقَه فلا يُرسل إليهم المطر , أو يغفلَ عن مراقبة الكون فتحدث الزَّلازل والحروب بدون علمه ؟! لا , غير معقول ! يقول تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ 17 } (23- المؤمنون 17) . فاللَّه سُبحانه مُتَّصِفٌ إذًا بكلِّ صفات الكمال , ومُنَّزَّه عن كلِّ النَّقائص , فلا يتعب ولا ينام ولا يأكل ولا يشرب , وليس له عينان ويدان ورجلان , ولا يُمكن أبدًا لعُقولنا الصَّغيرة أن تتخيَّل صورته . ولكنَّنا نستطيع أن نُدركَ شيئًا عن جلاله وجماله , عندما نقرأ قولَه تعالى : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 35 } (24- النّور 35) . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :59 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() اللَّه , لا إله إلاَّ هو نعم , ليس هناك إلهٌ غير اللَّه . وإذا كنتَ ما زلتَ في شكٍّ من هذا الأمر , فاستمع سيِّدي لِهذه الآيات : يقول اللَّه تعالى : { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ 60 أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ 61 أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ 62 أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 63 أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 64 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ 65 } (27- النّمل 60-65) . ويقول تعالى في آية أخرى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ 22 } (21- الأنبياء 22) . ويقول تعالى في آية أخرى : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ 91 } (23- المؤمنون 91) . قَطْعًا , ليس لِلَّه مثيلٌ ولا شبيهٌ ولا شريك , وكلُّ ما في الكون يسيرُ وِفقَ نظام واحد يشهدُ بأنَّ الخالق لا بُدَّ أن يكون واحدًا ! ويقول تعالى : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 62 لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 63 } (39- الزّمر 62-63) . فاللَّه هو وحده خالق كلِّ شيء في هذا الوجود , وهو وحده الوكيل على كلِّ شيء , وهو وحده المتصرِّف في كلِّ شيء . والذين يستكْبرونَ عن عبادته هم فعلاً الخاسرون , وسيخسرون كلَّ شيء يوم القيامة ! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :60 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لا تبحث عن اللَّه في أيّ ركن هو من السَّماء ! فاللَّهُ سبحانه لا يحيطُه مكانٌ ولا زمان ! وهو في السَّماء , أي في العُلُوّ , لا يُحيطُ به شيءٌ من مخلُوقاته . وهو مع ذلك معَنا بعِلْمه وسَمعه وبَصَره , أيْنَمَا كُنَّا وفي أيّ لحظة من ليل أو نهار , يسمع كلامنا ويرى مكاننا ويعلمُ سرَّنا ونجوانا , ولكنَّنا لا نستطيع رؤيته ! يقول تعالى متحدِّثًا عن ذاته العَليَّة : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 3 هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4 } (57- الحديد 3-4) . ويقول أيضًا : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 102 لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 103 } (6- الأنعام 102-103) . فلا أحد من البشر يستطيع رؤية اللَّه تعالى في الدُّنيا . ولَمَّا حاولَ موسى عليه السَّلام ذلك , صُعِق ! وقد روى اللَّهُ تعالى لنا الحادثة في القرآن , فقال : { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ 143 } (7- الأعراف 143) . وهنا لا بُدَّ من ملاحظة شيء هامّ : إنَّ أصحاب الجنَّة فقط هم الذين سيُحظَوْن برؤية اللَّه تعالى في الدَّار الآخرة . نعم , سيَرونَه حقيقةً لأنَّ صُوَرهم وحواسَّهم في الجنَّة هي ليست صُوَرهم وحواسّهم في الدُّنيا . فقد روى الإمام مُسلم في صحيحه عن جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه , قال : كُنَّا جُلُوسًا عنْدَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذْ نَظَر إلى القَمَر لَيْلَة البَدْر , فقالَ : أمَا إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هذَا القَمَر , لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَتِه . (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 439 – رقم الحديث 633) . وروى الإمام مُسلِم أيضًا في صحيحه عن صُهَيْب رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالَ : إذَا دَخَلَ أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ , يقولُ اللَّهُ تَباركَ وتَعالَى : تُريدُونَ شيْئًا أزِيدُكُمْ ؟ فيقُولُون : ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا ؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجنَّةَ وتُنَجِّنا منَ النَّار ؟ فَيَكْشِفُ الحِجَابَ , فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَر إلى رَبِّهِمْ عَزَّ وجَلَّ . (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 163 – رقم الحديث 181) . أمَّا أصحابُ النَّار , فبالإضافة إلى العذاب الشَّديد الذي ينتظرُهم في جهنَّم خالدين فيها , فإنَّهم سيزدادونَ هَمًّا على هَمّ عندما يعلمون أنَّهم سوفَ يُحْرَمون إلى الأبد من رُؤيَة اللَّه الذي استكْبَروا عن عبادته في الدُّنيا . فأَيُّ عذاب أشدُّ من هذا العذاب ؟! المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الأنبياء؟!, الإسلام, تعتنق |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
أخت زوجة توني بلير تعتنق الإسلام | Ahmed_Negm | ركن المسلمين الجدد | 9 | 19.12.2010 19:15 |
امرأة اسكتلندية تعتنق الإسلام تأثرا بصلاة القيام | تلميذة السيف البتار | ركن المسلمين الجدد | 2 | 28.08.2010 18:30 |
فتاة يهودية تعتنق الإسلام | ابو مصطفى | ركن المسلمين الجدد | 3 | 07.08.2010 10:47 |
ناشطة سلام يهودية تعتنق الإسلام | أمــة الله | ركن المسلمين الجدد | 2 | 18.06.2010 11:14 |
أشهر فنانات فرنسا تعتنق الإسلام!! | زهراء | ركن المسلمين الجدد | 3 | 11.01.2010 22:36 |