رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في تعزية الكافر. فذهب الأئمّة: كالشّافعي(1)، وأبو حنيفة في رواية عنه(2): إلى أنّه يعزّى المسلم بالكافر، وبالعكس، والكافر غير الحربي. قال الإمام ابن قدامة(ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: ( وتوقف أحمد عن تعزية أهل الذمة وهي تُخرَّج على عيادتهم وفيها روايتان إحداهما: لا نعودهم؛ فكذلك لا نعزيهم، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" لا تبدؤوهم بالسلام"، وهذا في معناه؛ والثانية: نعودهم لما ورد من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوده فقعد عند رأسه فقال له:" أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:"الحمد لله الذي أنقذه من النار"(3) فعلى هذا نعزيهم)(4). قال الإمام النووي(ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:(ويجوز للمسلم أن يعزي الذمي بقريبه الذمي، فيقول أخلف الله عليك ولا نقص عددك)(5). والذي يظهر أنه يجوز تعزيتهم عند الوفاة، وعيادتهم عند المرض، ومواساتهم عند المصيبة. والدليل حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ السابق. وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أيضاً (أن يهودياً دعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى خبز شعير، وإهالة سنخة(6) فأجابه(7)). وجاء عند ابن أبي شيبة: أن أبا الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عاد جاراً له يهودي(8). وينبّه على أن المسلم إذا فعل ذلك فعليه أن ينوي بذلك دعوتهم، وتأليف قلوبهم على الإسلام، ويدعوهم بالطريقة المناسبة في الوقت المناسب. كما ينبّه أيضاً على أنه في حالة التعزية لا يُدعى لميّتهم بالمغفرة والرحمة أو الجنة، لقوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }(9). وإنما يدعو لهم بما يناسب حالهم بحثهم على الصبر، ومواساتهم، وتذكيرهم بأن هذه سنّة الله في خلقه. قال الإمام الألباني(ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سئل عن تعزية الذمي قال:(نعم يجوز)(10). والإمام الألباني يقيد جواز تعزية الكافر بأن لا يكون حربياً، عدواً للمسلمين، فقد قال ـ رحمه الله تعالى ـ عقب إيراد أثر عقبة بن عامر الجهني ـ رضي الله عنه ـ:(أنه مر برجل هيئته هيأة مسلم، فسلم فرد عليه: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال له الغلام إنه نصراني! فقام عقبة فتبعة حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك وولدك)(11). قال الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ:( في هذا الأثر إشارة من الصحابي الجليل إلى جواز الدعاء بطول العمر، ولو للكافر، فللمسلم من باب أولى، ولكن لا بد أن يلاحظ أن لا يكون الكافر عدواً للمسلمين، ويترشح منه جواز تعزية مثله بما في هذا الأثر)(12). وقال الشيخ محمد بن عثيمين(ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عن تعزية الكافر في قريبه، أو صديقه: ( تعزية الكافر إذا مات له من يعزى له به من قريب أو صديق في هذا خلاف بين العلماء؛فمن العلماء من قال: إن تعزيتهم حرام؛ ومنهم من قال: أنها جائزة؛ ومنهم من فصل في ذلك فقال: إن كان في ذلك مصلحة كرجاء إسلامهم، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم، فهو جائز وإلا كان حراماً. والراجح أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً، وإلا فينظر في المصلحة) (13). وأفتت اللجنة الدائمة عن حكم تعزية الكافر القريب بما يلي: (إذا كان القصد من التعزية أن يرغبهم في الإسلام فإنه يجوز ذلك، وهذا من مقاصد الشريعة، وهكذا إذا كان في دفع أذاهم عنه، أو عن المسلمين؛ لأن المصالح العامة الإسلامية تغتفر فيها المضار الجزئية)(14). ----------------------- (1) المجموع(5/275). (2) حاشية ابن عابدين(3/140). (3) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز: باب إذا أسلم الصبي ومات هل يصلى عليه(فتح3/582-583 برقم1356)، وأبو داود في كتاب الجنائز: باب في عيادة الذمي(3/240برقم3095). (4) المغني (3/486). (5) روضة الطالبين(2/145). (6) الإهالة: ما أذيب من الإلية والشحم، وقيل الدسم الجامد؛ والسنخة: المتغيرة الرائحة ( النهاية1/84). (7) أخرجه الإمام أحمد (3/123) واللفظ له، وأخرجه البخاري في كتاب البيوع: باب شراء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنسيئة (الفتح5/22برقم2069)، وأخرجه الترمذي في كتاب البيوع: باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل(3/511برقم1215) وقال عنه حسن صحيح، وأخرجه النسائي في كتاب البيوع: باب الرهن في الحضر(7/332-333برقم4623). (8) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الجنائز: باب في عيادة اليهود والنصارى(3/238). (9) سورة التوبة آية:113. (10) الموسوعة الفقهية الميسرة(4/185). (11) صحيح الأدب المفرد(ص:430رقم الأثر1112). (12) المصدر السابق. (13) فتاوى في أحكام الجنائز(ص:353رقم السؤال317). (14) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(9/132). صيد الفوائد السؤال: هل يجوز إرسال برقيات التعزية والمواساة لأركان الحكم اليهودي في فلسطين؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فالمسلم يسره هلاك أعداء الإسلام المحاربين، ويجوز له تعزية أهل العهد والذمة بألفاظ لا تدل على تعظيم موتاهم، أو الترحم عليهم، أو الاستغفار لهم، أو الشهادة لهم بالجنة، بل بنحو: اتق الله واصبر، والبقاء لله، أما المحاربين فينبغي تبكيتهم وتبشيرهم بسوء المصير. موقع صوت السلف المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :12 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
نتقدم بخالص العزاء لأهالى الحادث المؤسف والاسلام برئ من قتل الابرياء ولا تزر وازة وزر اخرى اللهم احفظ مصر من شر الفتن . امين المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة نضال 3 بتاريخ
09.01.2010 الساعة 23:40 .
|
رقم المشاركة :13 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
العزاء ،، لمن ؟؟؟ إخواننا ،، من أين إخواننا ؟؟؟!!!! أوَ ما زلتم ، مصرين على أنهم ليسوا محاربين ؟؟؟ !!! المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :14 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اخواني الأفاضل أنا خارج الخلاف في جواز التعزية أم لا وإن كنت - على حد علمي - أظن أنهم معاهدين يا شيخنا الدكتور محمد وليسوا محاربين يعاملون معاملة أهل الذمة . لكن الواجب قولا واحداً أنهم ليسوا إخواننا وليسوا مسيحيين .. وجزاكم الله خيرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :15 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الفضلاء بارك الله فيكم ونفع بكم دعكم من الخلاف فالخلاف شر الأمر مؤسف ومحزن هذه أنفس تفلتت من أيدينا إلي النيران هذا نذير إليكم يا دعاة الخير فالجد الجد والعمل العمل والبدار البدار قبل فوات الأوان و لنجتهد جميعا في نشر دعوة التوحيد و تعريف الناس برب العبيد وهنا نكون قدر أعذرنا إلي ربنا لعله سبحانه وبحمده يتجاوز عن تقصيرنا . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :16 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
أخي الحبيب أبا عائش حيّاكم الله وبيّاكم حبيبي في الله ،،، أنا والله أحزن، - أيضًا - إذا تفلتت نفسٌ إلى النّار منّا - لكن ، ثمة فرق بين الواجب الشرعي ، والحكم الشرعي |
رقم المشاركة :17 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتـُه حَيَّاكُمُ اللهُ جميعـًا وبوّأكُمُ الجنّة جزاكُمُ اللهُ خيرًا جميعًا على المشاركات التي علمتني وتعلمني ولكن، لم نعزيهم؟ استمالة لهم؟ أم تأليفًا لقلوبهم؟ أم الاثنين؟ أم لأن هذه أخلاقنا؟ أم الثلاثة مجتمعة؟ لِكُلِّ مقامٍ مقالٌ يا إخوة مقام الحوار غير مقام المناظرة غير مقام المواساة الجامع الوحيد بينهم هو مبدأ الولاء والبراء وهو كما تعلمون مبدأ أصيل من مبادئ العقيدة الإسلامية لأهل السنة والجماعة وليس من الولاء والبراء مناداتهم بـ "إخواننا" عوامهم مضللون -كعوام الشيعة والصوفية- إن كنتُ -شخصيًّا- أكره المكروه لهم فلسببين لا ثالث لهما: 1- تفلت نفس من بين أيدينا -كما قال د.محمد-. 2- لكي لا تثور الثائرة على المسلمين وتظهر ما يسمونه "الفتنة الطائفية"، وتصبح فرصة لإثارة البلبلة بين المسلمين وبين أنفسهم قبل إثارتها بين المسلمين وبين غير المسلمين. ولتكن لنا فيما سبق عبرة عزائي الوحيد في هذا المقام: لإخواننا المسلمين الذين سيعانون الأمرَّين في صعيد مصر بسبب ما حدث. ولهم أقول: إخوتاه، استعينوا بالله واصبروا اللهم اكشف الغمة
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :18 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بارك الله في قلمك أخي الحبيب ولا حرمنا الله من قلمك البناء طبت وطاب مسعاك أصبت نفع الله بك
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
لنصارى, عصام, قتلى |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
عشان انت مصرى | سارة ممتاز | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 5 | 20.04.2009 21:10 |