الحوار الإسلامي / المسيحي يُمنع نقل المناظرات التي تمت في منتديات النصارى إلا بموافقة الإدارة عليها. |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ضع كل ما يجول بخاطرك ضيفنا الفاضل .. من حقك طبعاً أن تشك فى عقيدتنا ، فالإنسان عدو ما يجهل ، لكن إذا علمت تفسير ما إستُشكِلَ عليك ، زالت الحيرة . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
سوال لللاخوه المسلمين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
Moustafa
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لا يااخواني ان لا اهزأ بمعتقداتكم ابدا
ولكن انا اخاف فقط لكن لااحب الاستهزاء ابدا لاني لاارضاه على نفسي سؤالي :مادليل على صدق دعوة نبيكم هل هي المعجزات؟وماهي معجزاته؟ المعجزات هي خوارق الطبيعه ماذا لو اتي شخص الآن بخوارق للطبيعه ستقولون عليه ساحر اليس كذلك ارجوا ان تفهوا قصدي وارجوا الرد بجواب منطقى جدا بعيداً عن التعصب لدينك وشكرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أولا :لما ترددت من طرح سؤالك ؟ أسأل كما شئت وستجد الاجابه بأذن الله فالاسلام واضح وظاهر وبه أجابه علي كل التساؤلات ثانيا :معجزات رسول الله صلي الله عليه وسلم بدأت من يوم ميلاده واليك سرد لبعض معجزاته تفضل : 1- كانت أمّه تحدّث أنّها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم ولمّا وضعته وقع إلى الأرض مستقبل القبله رافعًا رأسه إلى السماء، مقبوضة أصابع يديه مشيرًا بالسبابة كالمسبّح بها وأنّها رأت حين ولدته كأنّه خرج منها نور أضاءت له قصورالشام . قالت أمّ عثمان بن أبي العاص «حضرتُ ولادة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فرأيت البيتَ حين وضع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننتُ أنها ستقعَ عليّ» 2- القران الكريم:إن إحدى أهم أوجه إعجاز القرآن الكريم، أن معجزته متجددة وعجائبه لا تنقض، فالقرآن معجزة باقية على طول الزمان، من حين جاء به الرسول تُتْلى آيات التحدّي به، ويُتلى قوله: (فَليَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور:34]، و(فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) [هود:13]، و (بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) [يونس:38]. وإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا في أول الأمر، وقطعه بذلك، مع علمه بكثرة الخلق، دليلٌ على أنّه كان خارقاً يعجز الثقلين عن معارضته، وهذا لا يكون لغير الأنبياء. وها هو القرآن الكريم مع طول الزمان، قد سمعه الموافق، والمخالف، والعرب، والعجم، وليس في الأمم من أظهر كتاباً يقرأه الناس، وقال إنّه مثله، وهذا يعرفه كلّ أحدٍ. والقرآن ممّا يعلم الناس؛ عربهم، وعجمهم أنّه لم يُوجد له نظيرٌ، مع حرص العرب، وغير العرب على معارضته؛ فلفظه آية، ونظمه آية، وإخباره بالغيوب آية، وأمره ونهيه آية، ووعده ووعيده آية، وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية، وإذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية. كلّ ذلك لا يوجد له نظيرٌ في العالم. ولعل ما يندرج تحت إعجاز القرآن الكريم الباقي المتجدد، ما يتم كشفه في العصر الحديث من علوم يثبت أن القرآن الكريم قد أشار إليها قبل عدة قرون، وقد أفاض العلماء والأئمة في الحديث عن هذا الأمر وأوردوا من الأمثلة الكثير، غير أننا نكتفي بمثال واحد وآية واحدة جمعت بين الإعجاز الغيبي والإعجاز العلمي. يقول الله عزوجل: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) [الروم: 1-4]. إن الله عزوجل يقرر في هذه الآيات التي نزلت بعد هزيمة الروم أمام الفرس أن العاقبة سوف تكون للروم مرة أخرى بعد بضع سنين في إعجاز غيبي تحقق كما وعد الله عزوجل به، يقول الحافظ ابن كثير: "نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، واضطر هرقل مَلك الروم حتى ألجأه إلى القسطنطينية، وحاصره فيها مدة طويلة، ثم عادت الدولة لهرقل، كما سيأتي. قال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: { الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأرْضِ } قال: غُلبت وغَلَبت، قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذُكر ذلك لأبي بكر، ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا. فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ألا جعلتها إلى دُون" أراه قال: "العشر". "قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر. ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: { الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } . هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا، عن الحسين بن حُرَيْث، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان بن سعيد الثوري به، وقال الترمذي: حسن غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان، عن حبيب". وجاء في أطلس تاريخ الإسلام للأستاذ الفاضل حسين مؤنس: "وعندما تولى هرقل عرش الروم سنة610 م (وهي سنة البعثة المحمدية) كان الفرس قد اجتاحوا بلاد الشام ومصر وهزموا البيزنطيين سنة613 م عند أنطاكية, واستولوا على فلسطين والقدس سنة614 م, وغزوا مصر ودخلوا الإسكندرية سنة618 م أو619 م, وبعد أن أقام هرقل دولته بدأ قتال الفرس سنة622 م, وفي سنة627 م أنزل بهم هزيمة قاصمة قرب نينوى, واسترد منهم أراضي الدولة البيزنطية في أرمينيا والشام وفلسطين ومصر, وفي سنة630 م استعاد بيت المقدس. ومن استقراء كل هذه التواريخ السابقة يتضح أن هزيمة الروم الحقيقية على أيدي جيوش الفرس كانت في حدود سنة614 م إلى615 م, وأن استعادتهم النصر على الفرس كانت في حدود سنة624 م, واستمر تقدم الروم على أرض الفرس حتى تم لهم استعادة بيت المقدس". لقد تحقق ما وعد به الله عزوجل في هذه الآيات من انتصار الروم، وفرح المؤمنون وازداد فرحهم بعد ذلك بعد أن انتصروا على المشركين في بدر، غير أن ما معنى قوله تعالى: "أدني الأرض" رأى السابقون من العلماء والمفسرين أن كلمة "أدنى الأرض" تعنى الأرض الأقرب إلى الشام، وهو تفسير صحيح تقبله اللغة وتؤيده ما وصلوا إليه من علم في ذاك الزمان، غير أن العلم الحديث أثبت أن القرآن الكريم سبق العصر الحديث بكشف علمي لم يظهر إلا حديثًا. يقول الدكتور زغلول النجار في مقال له عن هذه المعجزة: أكدت الدراسات الحديثة أن منطقة حوض البحر الميت, بالاضافة إلى كونها أقرب الأراضي التي كان الروم يحتلونها إلى الجزيرة العربية هي أيضا أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً, حيث يصل منسوب سطح الأرض فيها إلى حوالي الأربعمائة متر تحت متوسط مستوى سطح البحر, وأن هذه المنطقة كانت من مناطق الصراع بين إمبراطوريتي الفرس والروم, وأن المعركة الحاسمة التي أظهرت جيوش الفرس على جيوش إمبراطورية روما الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) لابد أنها وقعت في حوض البحرالميت, وأن الوصف بـ (أَدْنَى الأَرْضِ) هنا كما يعني أقربها للجزيرة العربية, يعني أيضاً أنها أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً, وهذه الإشارة القرآنية العابرة تعتبر من السبق العلمي في كتاب الله, لأن أحداً لم يكن يعلم هذه الحقيقة في زمن الوحي بالقرآن الكريم, ولا لقرون متطاولة من بعده. ويضيف الدكتور النجار: "ثبت علمياً بقياساتٍ عديدةٍ أن أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً هو غور البحر الميت, ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاضاً, حيث يصل مستوى منسوب سطحه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر, ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزائه إلى قرابة الثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر, وهو بحيرة داخلية بمعنى أن قاعها يعتبر في الحقيقة جزءاً من اليابسة. وغور البحر الميت هو جزء من خسف أرضي عظيم يمتد من منطقة البحيرات في شرقي إفريقيا إلى بحيرة طبريا, فالحدود الجنوبية لتركيا, مروراً بالبحر الأحمر, وخليج العقبة, ويرتبط بالخسف العميق في قاع كل من المحيط الهندي, وبحر العرب وخليج عدن, ويبلغ طول أغوار وادي عربة –البحر الميت - الأردن حوالي الستمائة كيلومتر, ممتدة من خليج العقبة في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال, ويتراوح عرضها بين العشرة والعشرين كيلومتراً. ويعتبر منسوب سطح الأرض فيها أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً حيث يصل منسوب سطح الماء في البحرالميت إلى402 متراً تحت المستوى المتوسط لمنسوب المياه في البحرين المجاورين: الأحمر والأبيض المتوسط, وهو أخفض منسوب أرضي على سطح اليابسة كما يتضح من الأرقام التالية: منسوب سطح الأرض في وادي عربة=355 ـ400 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب أعمق نقاط قاع البحرالميت=794 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب سطح الماء في البحرالميت=402 تحت مستوى سطح البحر. مستوى سطح الأرض في غور الأردن=212 ـ400 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب سطح الماء في بحيرة طبريا=209 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب قاع بحيرة طبريا=252 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب سطح الأرض في قاع منخفض القطارة في شمال صحراء مصرالغربية=133 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب سطح الأرض في قاع وادي الموت/ كاليفورنيا=86 م تحت مستوى سطح البحر. منسوب سطح الأرض في قاع منخفض الفيوم/مصر=45 م تحت مستوى سطح البحر. ويتراوح عمق الماء في الحوض الجنوبي من البحر الميت بين الستة والعشرة أمتار, وهو بذلك في طريقه إلى الجفاف, ويعتقد أنه كان جافاً إلى عهد غير بعيد من تاريخه, وكان عامراً بالسكان, وأن منطقة الأغوار كلها من وادي عربة في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال كانت كذلك عامرة بالسكان منذ القدم حيث عرف البحر الميت في الكتابات التاريخية القديمة, ووصف بأسماء عديدة من مثل بحر سدوم، بحيرة لوط، بحيرة زغر, البحر النتن, بحر عربة, بحر الأسفلت والبحر الميت, وذلك لأن المنطقة اشتهرت بخصوبة تربتها, ووفرة مياهها فعمرتها القبائل العربية منذ القدم, واندفعت إليها من كل من العراق والجزيرة العربية وبلاد الشام. وخلاصة القول: أن منطقة أغوار وادي عربة – البحرالميت - الأردن تحوي اخفض أجزاء اليابسة على الإطلاق, والمنطقة كانت محتلة من قبل الروم البيزنطيين في عصر البعثة النبوية الخاتمة, وكانت هذه الإمبراطورية الرومانية يقابلها ويحدها من الشرق الإمبراطورية الفارسية الساسانية, وكان الصراع بين هاتين الإمبراطوريتين الكبيرتين في هذا الزمن على أشده, ولابد أن كثيراً من معاركهما الحاسمة قد وقعت في أرض الأغوار, وهي أخفض أجزاء اليابسة على الإطلاق, ووصف القرآن الكريم لأرض تلك المعركة الفاصلة التي تغلَّب فيها الفرس على الروم في أول الأمر بـ(أَدْنَى الأَرْضِ) وصفٌ معجزٌ للغاية لأن أحداً من الناس لم يكن يدرك تلك الحقيقة في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده, وورودها بهذا الوضوح في مطلع سورة الروم يضيف بعداً آخر إلى الإعجاز التنبؤي في الآيات الأربع التي استهلت بها تلك السورة المباركة، ألا وهو الإعجاز العلمي". وهكذا يتضح مجددًا بما لا مجال للشك فيه أن القرآن العظيم هو كتاب الله الذي أنزله على خاتم النبيين وسيد البشر أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم. وإن عجائبه وأسراره لا تنقضى، بل إن ذلك من وجوه إعجازه المعدودة، فهو آيةً باقيةً لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله عزوجل بحفظه، فقال تعالي: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر : 9]، وقال : (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت : 42]. إن سائر معجزات الأنبياء قد انقضت بانقضاء أوقاتها، فلم يبق إلا خبرها، والقرآن العزيز الباهرة آياته، الظاهرة معجزاته على ما كان عليه اليوم حجته قاهرة، ومعارضته ممتنعة، والأعصار كلها طافحة بأهل البيان، وحملة علم اللسان، وأئمة البلاغة، وفرسان الكلام، وجهابذة البراعة، وفيهم الملحد، والمعادي للشرع، فما منهم من أتى بشيء يؤثر في معارضته، ولا ألف كلمتين في مناقضته، ولا قدر فيه على مطعن صحيح، ولا قدح المتكلف من ذهنه في ذلك إلا بزند شحيح، بل المأثور عن كل من رام ذلك إلقاؤه في العجز بيديه والنكوص على عقب - علي أي جبل رست سفينة سيدنا نوح ؟ بالقران مذكور أنها رست علي جبل جودي بالتوراه مذكور أنها رست علي جبل أراراط فريق استكشافي وجد حديثا المكان الذي رست عليه السفينه وهو ( جبل جودي) ومازالت معجزات القران مستمره 3- انشقاق القمر: من الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة على رسالة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر في مكة المكرمة، وهي معجزة تواترت الأخبار بنقلها وصح الأثر بشأنها، فقد سأل مشركو مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فأراهم القمر ينشق إلى شقين غير أن قلوبهم المريضة لم ترعوى رغم روعة المعجزة. روى الإمام البخاري في صحيحه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شِقَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اشْهَدُوا. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ. وروى الترمذي في سننه عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَارَ فِرْقَتَيْنِ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ وَعَلَى هَذَا الْجَبَلِ فَقَالُوا سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَئِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ وقد ذكر الله عزوجل انشقاق القمر في كتابه الكريم، فقال: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) [القمر:1-3]. فهذا آية بينة أراد بعض المشركين التشكيك فيها بزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم البعض بسؤال المسافرين إذا كانوا رأوا هذه الحادثة أم لا روى أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة "انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت كفار قريش: هذا سحر سحركم ابن أبي كبشة ، فانظروا إلى السفار، فإن أخبروكم أنهم رأوا مثل ما رأيتم فقد صدق، قال : فما قدم عليهم أحد إلا أخبرهم بذلك". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "قال أبو إسحاق الزجاج في " معاني القرآن ": أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر ولا إنكار للعقل فيه، لأن القمر مخلوق لله يفعل فيه ما يشاء كما يكوره يوم البعث ويفنيه، وأما قول بعضهم : لو وقع لجاء متواترا واشترك أهل الأرض في معرفته ولما اختص بها أهل مكة، فجوابه أن ذلك وقع ليلا وأكثر الناس نيام والأبواب مغلقة وقل من يراصد السماء إلا النادر، وقد يقع بالمشاهدة في العادة أن ينكسف القمر، وتبدو الكواكب العظام وغير ذلك في الليل ولا يشاهدها إلا الآحاد، فكذلك الانشقاق كان آية وقعت في الليل لقوم سألوا واقترحوا فلم يتأهب غيرهم لها، ويحتمل أن يكون القمر ليلتئذ كان في بعض المنازل التي تظهر لبعض أهل الآفاق دون بعض كما يظهر الكسوف لقوم دون قوم. وقال الخطابي : انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر، وقد أنكر ذلك بعضهم فقال : لو وقع ذلك لم يجز أن يخفى أمره على عوام الناس لأنه أمر صدر عن حس ومشاهدة فالناس فيه شركاء والدواعي متوفرة على رؤية كل غريب ونقل ما لم يعهد، فلو كان لذلك أصل لخلد في كتب أهل التسيير والتنجيم ، إذ لا يجوز إطباقهم على تركه وإغفاله مع جلالة شأنه ووضوح أمره. والجواب عن ذلك أن هذه القصة خرجت عن بقية الأمور التي ذكروها لأنه شيء طلبه خاص من الناس فوقع ليلا لأن القمر لا سلطان له بالنهار ومن شأن الليل أن يكون أكثر الناس فيه نياما ومستكنين بالأبنية، والبارز بالصحراء منهم إذا كان يقظان يحتمل أنه كان في ذلك الوقت مشغولا بما يلهيه من سمر وغيره، ومن المستبعد أن يقصدوا إلى مراصد مركز القمر ناظرين إليه لا يغفلون عنه، فقد يجوز أنه وقع ولم يشعر به أكثر الناس، وإنما رآه من تصدى لرؤيته ممن اقترح وقوعه، ولعل ذلك إنما كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر. وأما من سأل عن السبب في كون أهل التنجيم لم يذكروه فجوابه أنه لم ينقل عن أحد منهم أنه نفاه، وهذا كاف، فإن الحجة فيمن أثبت لا فيمن يوجد عنه صريح النفي، حتى إن من وجد عنه صريح النفي يقدم عليه من وجد منه صريح الإثبات. وقال ابن عبد البر : قد روى هذا الحديث جماعة كثيرة من الصحابة ، وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين . ثم نقله عنهم الجم الغفير إلى أن انتهى إلينا ، ويؤيد ذلك بالآية الكريمة ، فلم يبق لاستبعاد من استبعد وقوعه عذر" . فمعجزة انشقاق القمر من أعظم معجزات الأنبياء بعد القرآن الكريم، وهي أعظم من معجزة شق البحر لموسي عليه السلام لأن البحر في الأرض أما القمر في السماء والبرهان فيه أظهر. 4-حنين الجذع: ومن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الباهرة التي تفوق معجزة إحياء الموتى لنبي الله عيسي عليه السلام، حنين الجذع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان عيسي قد أعطاه إحياء الموتى والذين هم في الأصل بشر، فهو ها جذع من نخل قد يبُس يبكي ويسمع صوت بكاءه حنينًا وشوقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يهدأ ويسكن لما يطيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا. وأورد الإمام أحمد القصة بأبسط من ذلك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ قَالَ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا أَفَآمُرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ قَالَ بَلَى قَالَ فَاتَّخَذَ لَهُ مِنْبَرًا قَالَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ فَأَنَّ الْجِذْعُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ كَمَا يَئِنُّ الصَّبِيُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنْ الذِّكْرِ . وفي رواية عند البيهقي في دلائل النبوة: "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال كذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ثم أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن. قال ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري": "نقل ابن أبي حاتم في "مناقب الشافعي" عن أبيه عن عمرو بن سواد عن الشافعي قال: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا، فقلت : أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك". وفي حنين الجذع مصداق لقول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]، فهذا الجذع دبت فيه الحياة ودب فيه الإدراك من يوم أن استند عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخطب في الناس ويتلو آيات الله، فلما سمع الجذع هذا الذكر المبارك كانت الحياة وكان الشفاء، ولما تظهر آثاره إلا يوم أن فارقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحن حنين الصبي المشتاق إلى ما يحييه. وحنين الجذع شوقًا إلى سماع الذكر وتألمًا لفراق الحبيب الذي كان يخطب إليه واقفًا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر آية من أعظم الآيات الدالة على نبوة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته وهي معجزة كبرى على مثلها آمن البشر لعجزهم على الإتيان بمثلها. 5-نبوع الماء من بين يديه صلى الله عليه وسلم: ومن الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم ما ثبت وصح عن عدد من الصحابة في عدد من الوقائع المتفرقة من نبع الماء من بين يديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم. روى البخاري في صحيحه عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ قَالَ قَتَادَةُ قُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ ثَلَاثَ مِائَةٍ أَوْ زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ. قال الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث بفتح الباري: "قال عياض : هذه القصة رواها الثقات من العدد الكثير عن الجم الغفير عن الكافة متصلة بالصحابة وكان ذلك في مواطن اجتماع الكثير منهم في المحافل ومجمع العساكر، ولم يرد عن أحد منهم إنكار على راوي ذلك ، فهذا النوع ملحق بالقطعي من معجزاته... قال القرطبي: ولم يسمع بمثل هذه المعجزة عن غير نبينا صلى الله عليه وسلم حيث نبع الماء من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه ، وقد نقل ابن عبد البر عن المزني أنه قال : " نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصا فتفجرت منه المياه ، لأن خروج الماء من الحجارة معهود ، بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم"، وظاهر كلامه أن الماء نبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع ، ويؤيده قوله في حديث جابر "فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه" وأوضح منه ما وقع في حديث ابن عباس عند الطبراني " فجاءوا بشن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عصا موسى ، فإن الماء تفجر من نفس العصا فتمسكه به يقتضي أن الماء تفجر من بين أصابعه ، ويحتمل أن يكون المراد أن الماء كان ينبع من بين أصابعه بالنسبة إلى رؤية الرائي، وهو في نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر وكفه صلى الله عليه وسلم في الماء ، فرآه الرائي نابعا من بين أصابعه، والأول أبلغ في المعجزة ، وليس في الأخبار ما يرده وهو أولى". وفي رواية عند البخاري عن أنس: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَالْتُمِسَ الْوَضُوءُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ. وعند البخاري عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ مَا لَكُمْ قَالُوا لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنْ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ. وذات مرة كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر، فاشتكى إليه الناس من العطش، فنزل، فدعا اثنين من أصحابه، فقال: (اذهبا فابتغيا الماء)، فانطلقا، فتلقيا امرأة بين مزادتين من ماء على بعير لها، فقالا لها: (أين الماء)، قالت: (عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوفا)، قالا لها: (انطلقي إذا)، قالت: (إلى أين)، قالا: (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)، قالت: (الذي يقال له الصابئ)، قالا: (هو الذي تعنين)، فانطلقي فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث، فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء. وأما المرأة صاحبة المزادتين فكانت قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم تطييب خاطرها، فقال: (اجمعوا لها فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة) حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، وقال لها: (تعلمين ما رَزِئْنا من مائِكِ شيئاً [أي لم نُنقِص منه شيئاً]، ولكن الله هو الذي أسقانا). فأتت المرأة أهلها وقد احتبست عنهم قالوا: (ما حبسك يا فلانة؟)، قالت: (العجبُ لقيني رجلان، فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصابئ ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه - تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا)، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: (ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام). قال ابن حجر: "وقد اشتمل ذلك على عَلمٍ عظيمٍ من أعلام النبوة ... وظاهره أن جميع ما أخذوه من الماء مما زاده الله تعالى وأوجده, وأنه لم يختلط فيه شيء من مائها في الحقيقة وإن كان في الظاهر مختلِطًا, وهذا أبدعُ وأغربُ في المعجزة .. ويُحتمل أن يكون المراد: ما نَقصْنَا من مِقدار مائِك شيئاً ". وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر آخر فقال: (إنكم إنْ لا تدركوا الماء غداً تعطشوا)، ثم سار وسرنا هُنَيهةً، ثم نزل، فقال: (أمعكم ماء؟)، قال أبو قتادة: قلتُ: نعم، معي ميضأة فيها شيء من ماء. فقال صلى الله عليه وسلم: (ائتني بها)، فأتيته بها، فقال: (مَسُّوا منها، مَسُّوا منها))، فتوضأ القوم، وبقيتْ جُرعة، فقال صلى الله عليه وسلم: (ازدهر بها [أي احتفظ بها] يا أبا قتادة، فإنه سيكونُ لها نبأ)... يقول أبو قتادة: فلما اشتدت الظهيرة خرج لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا عطشاً، تقطعت الأعناق، فقال: (لا هُلْكَ عليكم)، ثم قال: (يا أبا قتادة ائت بالميضأة)، فأتيتُ بها، فقال: (اِحلِل لي غُمري) يعني قدَحَه، فحَللتُه، فأتيتُ به، فجعل يصبُ فيه، ويسقي الناس، فازدحم الناس عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس أحسِنوا الملَأْ، فكُلكم سيصدُر عن رِيّ)، فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغيرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فصب لي، فقال: (اشرب يا أبا قتادة)، قلت: أنت يا رسول الله، قـال: (إن ساقيَ القومِ آخرُهم)، فشربتُ وشرِب بعدي، وبقي في الميضأة نحوٌ مما كان فيها، وهم يومَئذ ثلاثُ مائة". قال النووي: "وفي حديث أبي قتادة هذا معجزاتٌ ظاهراتٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إحداها: إخباره بأن الميضأة سيكونُ لها نبأ، وكان كذلك. الثانيةُ: تكثيرُ الماء القليل. الثالثةُ: قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم سيَرْوى)), وكان كذلك". فهذه معجزات ظاهرة وآيات باهرة لم تقع مرة واحدة بل مرات، وليس في طوق البشر أن يأتوا بمثلها، إذ لم تجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبّوة من ادعاها بئر الحديبية يفيض ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذا بئر الحديبية جفت ماؤه فبصق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففاض بالماء. روى البخاري في صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي الْبِئْرِ فَمَكَثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ أَوْ صَدَرَتْ رَكَائِبُنَا" . ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقى منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبويّة صادقة تنطق قائلة أن صدقوا محمدًا فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقًا وصدقًا 6-شفاؤه صلى الله عليه وسلم للمرضى:ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاؤه لعدد من أصحابه من أمراض لزمتهم أو أدواء أصيب بها، فشفاهم الله منها ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن يَزِيد بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ فَقَالَ هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ النَّاسُ أُصِيبَ سَلَمَةُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ. ويرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لاغتيال سلّامِ بنِ أبي الحُقَيق الذي أذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبينما عبد الله بن عتيك في طريق العودة وقع، فانكسرت ساقه، فعصبها بعمامة، ثم يقول ابن عتيك: فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ابسط رجلك))، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكِها قطّ. لقد تكرر ذلك منه صلى الله عليه وسلم مراراً وعلى مرأى من الصحابة الكرام، يقول بريدة رضى الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قُطِعت رجله فبرأ. ومن ذلك شفاؤه صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وقد اشتكي عينيه، روى البخاري في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ قَالَ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ . وفي رواية عند الطبري في تهذيب الآثار من حديث علي قال: "فما رمدت ولا صدعت مذ دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلي الراية يوم خيبر". ومن ذلك رده صلى الله عليه وسلم لعين قتادة بن النعمان وقد أصيبت في المعركة، ذكر البيهقي في دلائل النبوة عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر ، فسالت حدقته على وجنته، فأراد القوم أن يقطعوها، فقال: أنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم نستشيره في ذلك ؟ فجئناه فأخبرناه الخبر ، فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ثم غمزها براحته وقال : « اللهم اكسه جمالا »، فمات وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت. وفي هذا أيضًا ورد حديث في مصنف ابن أبي شيبة ودلائل النبوة للبيهقي عن رجل من بني سلامان بن سعد، عن أمه، أن خالها حبيب بن فويك حدثها، أن أباه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله: (ما أصابك ؟)، فقال : (كنت أمرن جملا لي فوقعت رجلي على بيض حية فأصيب بصري)، فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينه فأبصر، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة ، وإنه لابن ثمانين ، وإن عينيه لمبيضتان. ويروي الإمام أحمدُ عن أمُ جُندُب أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة .. فأتته امرأة خثعمية بابْن لها فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له. قال لها: ((ائتيني بماء)). فأتته بماء في تَورٍ من حجارة، فتفل فيه، وغسل وجهه، ثم دعا فيه، ثم قال: ((اذهبي، فاغسليه به، واستشفي الله عز وجل)). قالت أم جُندب: فقلت لها: هَبِي لي منه قليلاً لابني هذا، فأخذت منه قليلاً بأصابعي، فمسحتُ بها شِقَّة ابني، فكان من أبر الناس. فسألتُ المرأة بعد: ما فعل ابنها؟ قالت: برِئ أحسن بَرء. وتحدِّثُ أم جميل ابنها محمدَ بن حاطب عن خبر حدث له إبّان طفولته، فقد أقبلت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد انكفأت قدر تغلي على ذراعه، تقول أم جميل: فأتيتُ بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، فتفل في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، وجعل يتفُل على يديك ويقول: ((أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)) فقالت: فما قمتُ بك من عنده حتى برِأَت يدك. ومعجزات أخري كثيره كتكثير الطعام ببركته وخروج ينابيع المياه من بين يديه وتسليم الحجر وتسبيح الحصي في يديه صلي الله عليه وسلم وتكلم زراع الشاه يحزره صلي الله عليه وسلم من أكله كل هذه معجزات لرسول الله صلي الله عليه وسلم ============================= أما الدلائل علي صدق نبؤته فلاتعد ولاتحصي سأذكر منها علي سبيل المثال : إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأمور غيبية وأحداث مستقبلية وقعت كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك دليل على أنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى، فالغيب سر الله، فهو وحده تبارك وتعالى الذي يعلم السر وأخفى، والنبي صلى الله عليه وسلم كسائر البشر لا يعلم الغيب: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188]. فإذا ما أخبر النبي عن شيء من الغيوب؛ فإنما يخبر بشيء من علم الله الذي خصه به وأطلعه عليه، ليكون برهان نبوته ودليل رسالته. وقد كثرت الأمثلة والأحداث التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عدها العلماء فبلغت قرابة ألف أمر غيبي تحقق معظمها وإنا على يقين بتحقق بقيتها، وما كثرة هذه الوقائع إلا لحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تبليغ الحق وتبيين الطريق لأمته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، جاء في الصحيح عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ. ويفصل عمرو بن أَخطب أمر هذه الخطبة فيقول: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا. يقول الحافظ ابن حجر: "دل ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات منذ ابتُدئت إلى أن تفنى، إلى أن تُبعث, فشمل ذلك الإخبارَ عن المبدأ والمعاش والمعاد, في تيسير إيراد ذلك كلِّه في مجلس واحد من خوارق العادة أمرٌ عظيم, ويقْرَب ذلك - مع كون معجزاته لا مرية في كثرتها - أنه صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم". ونذكر هنا بعضًا من تلك الوقائع والأحداث: إخباره صلى الله عليه وسلم عمه أبي طالب بأن الأرضة أكلت صحيفة المقاطعة الظالمة التي علقتها قريش في الكعبة ووضعت فيها بنود المقاطعة المفروضة على المسلمين ومن ناصرهم من آل عبد المطلب، يقول ابن هشام في السيرة النبوية: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب: يا عم إن ربي الله قد سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسما هو لله إلا أثبتته فيها، ونفت منه الظلم والقطيعة والبهتان، فقال أربك أخبرك بهذا ؟، قال نعم، قال فو الله ما يدخل عليك أحد، ثم خرج إلى قريش، فقال يا معشر قريش، إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا، فهلم صحيفتكم فإن كان كما قال ابن أخي فانتهوا عن قطيعتنا، وانزلوا عما فيها ؟ وإن يكن كاذبا دفعت إليكم ابن أخي، فقال القوم رضينا، فتعاقدوا على ذلك ثم نظروا، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فزادهم ذلك شرا. ومن الغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته خبر الريح التي تنبأ بها هو منطلق وأصحابُه إلى تبوك، يقول أبو حميد الساعدي راوي الحديث: فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ، قَالَ (رسول الله صلى الله عليه وسلم): (أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ)، فَعَقَلْنَاهَا، وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّءٍ. يقول النووي: "هذا الحديث فيه هذه المعجزة الظاهرة؛ من إخبارِه عليه الصلاة والسلام بالمغيَّب، وخوفِ الضرر من القيام وقت الريح، وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته, والرحمةِ لهم, والاعتناءِ بمصالحهم, وتحذيرِهم مما يضرُّهم في دين أو دنيا". ومن الغيوب كذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بموت عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهما شهيدين، روى البخاري في صحيحه عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ"، فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فمات أبو بكر بمرضٍ أصابه، وقُتل عمر في المحراب شهيدًا، وقُتل عثمان في داره شهيدًا، فرضي الله عنهم أجمعين. وفي الحديث دلالة أخرى على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الجبل يسكن ويثبت لما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وفي هذا إشارة لطاعة الجبال والجمادات لخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع الفتنة بين علي ومعاوية رضى الله عنهما، روى البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ. فهذان خبران أخبر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وقعا كما أخبر، فقد اقتتل عليّ ومعاوية رضي الله عنهما بجيشيهما في صفين، ودعواهما واحدة، فكان ما أخبر به صلى الله عليه وسلم كما أخبر فهي آية نبوّته صلى الله عليه وسلم ومعجزته التي على مثلها آمن البشر. وأما الخبر الثاني فقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة باليمامة، والأسود العنسي باليمن، ثم خرج في خلافة أبي بكر طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة، وسجاح التميمية في بني تميم، وقتل الأسود قبل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم وقتل مسيلمة في خلافة أبي بكر، وتاب طليحة ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر، ونقل أن سجاح أيضا تاب. وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقا فإنهم لا يحصون كثرة لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة، وقد أهلك الله تعالى من وقع له ذلك منهم. ومن الغيوب كذلك إخباره صلى الله عليه وسلم عن استشهاد أمراء مؤته قبل أن يأتي الخبر بمقتلهم؛ روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ). ومن الغيوب الباهرة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم وعده لأصحابه بالنصر والتمكين لهذا الدين رغم ما كان يصيبهم من أذى واضطهاد من قريش في مكة، روى البخاري عن خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا،قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ، وقد تم هذا كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فكان آية نبوته ومعجزتها التي لا يقدر عليها أحدٌ إلا الله جل جلاله، وعظم سلطانه. ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بفتوح أمته للبلدان المتفرقة، وانتشار الإسلام حتى يرفرف على جهات الأرض المختلفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن ملك أمته وسلطانها: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ). يقول النووي: "هذا الحديث فيه معجزات ظاهرة، وقد وقعت كلها بحمد الله كما أخبر به صلى الله عليه وسلم قال العلماء : المراد بالكنزين الذهب والفضة، والمراد كنزي كسرى وقيصر ملكي العراق والشام، وفيه إشارة إلى أن ملك هذه الأمة يكون معظم امتداده في جهتي المشرق والمغرب، وهكذا وقع، وأما في جهتي الجنوب والشمال فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب، وصلوات الله وسلامه على رسوله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى". ولقد فصل صلى الله عليه وسلم أخبار تلك الفتوحات في العديد من الأحاديث، منها إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح مصر روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضى الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا. ولقد تحقق ذلك زمن الخلفاء الراشدين، وكان أبو ذر رضى الله عنه ممن فتح مصر وسكنها، يقول: فرأيت عبدَ الرحمنِ بنَ شرحبيلَ بنِ حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لَبِنة، فخرجت منها. يقول النووي: "وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة ، ووقع كل ذلك ولله الحمد". ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح فارس والروم، روى مسلم في صحيحه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضى الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ. كما أخبر صلى الله عليه وسلم بفتح المسلمين للسند والهند، روى الإمام أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ، فهذا الخبر الصادق وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد فتح المسلمون الهند أيام معاوية سنة 44هـ أربع وأربعين ثم توالى الغزو والفتح كما أخبر صلى الله عليه وسلم. ولقد كان صلى الله عليه وسلم يبلغ أصحابه بهذه الغيوب رغم ما كان عليه المسلمون من ضعف، يروى لنا عدى بن حاتم رضى الله عنه إحدى هذه الأخبار، فيقول: بَيْنَما أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، [فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فلعلك إنما يمنعك عن الإسلام أنك ترى من حولي خصاصة، إنك ترى الناس علينا ألبا)]، ثم قال: (يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ)، قُلْتُ: (لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا). قَالَ: (فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ)، [يقول عدي، وهو يتشكك من وقوع هذا الخبر] قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ. ثم يقول صلى الله عليه وسلم: وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: (كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ). قَالَ: (كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ). هذه ثلاث نبوءات يبشر بها رسول الله عليه وسلم رغم ما كان عليه المسلمون من ضعف وفاقة، حتى أن عديًا تشكك في وقوعها، ولكن هل تحققت هذه النبوءات يقول عدي: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ. وصدق عدي رضى الله عنه، حيث تحققت النبوءة الثالثة زمن الخليفةِ الراشدِ عمر بن عبد العزيز. ومن الأخبار التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبت التاريخ والعلم الحديث وقوعها، إخباره صلى الله عليه وسلم بخروج نار من أرض الحجاز، روى البخاري في صحيحه عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى. يقول الدكتور زغلول النجار: في هذا الحديث الشريف إشارة علمية دقيقة إلى حقيقة من حقائق أرض الحجاز لم تدرك إلا في منتصف القرن العشرين حين بدئ في رسم الخريطة الجيولوجية لأرض شبه الجزيرة العربية, وكان من نتائج ذلك انتشار الطفوح البركانية على طول الساحل الغربي لجزيرة العرب من عدن جنوبًا إلى المرتفعات السورية شمالاً, عبر كل من الحجاز والأردن, وفلسطين, مغطية مساحة من تلك الطفوح تقدر بحوالي مائة وثمانين ألفًا (180.000 كم2) من الكيلومترات المربعة, ومكونة واحدًا من أهم أقاليم النشاط البركاني الحديث في العالم, ويقع نصف هذه المساحة تقريبًا في أرض الحجاز (حوالي تسعين ألفًا من الكيلو مترات المربعة) موزعة في ثلاثة عشر حقلاً بركانيًا تعرف باسم الحرات, وأغلب هذه الحرات تمتد بطول الساحل الشرقي للبحر الأحمر ممتدة في داخل أرض الحجاز بعمق يتراوح بين 150 كيلو مترًا, 200 كيلو مترًا, ويعتقد بأن هذه الطفوح البركانية قد تدفقت عبر عدد من الصدوع الموازية لاتجاه البحر الأحمر, ومن فوهات مئات من البراكين المنتشرة في غرب الحجاز , كما يعتقد بأن تلك الصدوع والبراكين لا تزال نشطة منذ نشأتها وإلى يومنا الحاضر, سببت العديد من الهزات الأرضية, كما تم مشاهدة تصاعد أعمدة من الغازات والأبخرة الحارة من عدد من تلك الفوهات البركانية. والحرات الثلاث عشر المنتشرة في أرض الحجاز هي من الجنوب إلى الشمال: حرة السراة, البرك, البقوم, النواصف, هادان, الكشب, رهط, حلة أبو نار, خيبر, إشارة, العويرض, الشامة والحماد, بالإضافة إلى عدد آخر من الحرات الصغيرة في مساحاتها . وتقع المدينة المنورة (على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم) بين حرة رهط في الجنوب, وحرة خيبر في الشمال, وتمتد حرة رهط بين المدينة المنورة شمالاً, ووادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوبًا عبر مسافة تقدر بحوالي 310 كيلو مترًا في الطول, وستين كيلو مترًا في متوسط العرض لتغطي مساحة تقدر بحوالي 19830 كيلو مترًا مربعًا, بسمك متوسط حوالي المائة متر وإن كان يصل إلى أربعمائة مترًا في بعض الأماكن . ويوجد في حرة رهط وحدها أكثر من سبعمائة فوهة بركانية, ويعتبر الجزء الشمالي من حرة رهط والذي يقع إلى الجنوب من المدينة المنورة مباشرة من أكثر أجزاء تلك الحرة نشاطًا؛ لأنه قد شهد أكثر من ثلاثة عشر ثورة بركانية وتدفقًا للحمم خلال الخمسة آلاف سنة الماضية (بمتوسط ثورة بركانية واحدة كل أربعمائة سنة تقريبًا) منها ثورة سنة 21 هجرية (644 ميلادية) ثورة 654 هـ (1256 ميلادية) واللتين سبقتا بعدد من الهزات الأرضية العنيفة وأصوات الانفجارات الشديدة. وقد كونت الثورة البركانية الأخيرة (654 هـ / 1256 م) ستة مخاريط بركانية جديدة, ودفعت بطفوحها لمسافة زادت على ثلاثة وعشرين كيلو مترًا من الشمال إلى الجنوب, وامتدت حتى الطرف الجنوبي لموقع مطار المدينة المنورة الحالي, ثم تحولت إلى الشمال لطفا بأهل المدينة, وكرامة لساكنها صلى الله عليه وسلم بعد أن أصاب الناس كثير من الذعر والهلع . ويوجد في حرة خيبر أكثر من أربعمائة فوهة بركانية تضم عددًا من أحدث تلك الفوهات عمدًا وأكثرها نشاطًا, فقد تم تسجيل أكثر من ثلاثمائة هزة أرضية خفيفة, حول إحدى تلك الفوهات البركانية في سنة من السنوات الماضية, مما يوحي بتحرك الصهارة الصخرية تحت ذلك المخروط ويهدد بإمكانية انفجاره بثورة بركانية عارمة. وتشير الدراسات العلمية التي أجريت على منطقة الحجاز إلى أن الثورات البركانية التي كونت حرة رهط قد بدأت منذ عشرة ملايين من السنين على الأقل, تميزت بتتابع عدد من الثورات البركانية التي تخللتها فترات من الهدوء النسبي, ونحن نحيا اليوم في ظل إحدى هذه الفترات الهادئة نسبيًا. ومعنى هذا الكلام أن المنطقة مقبلة حتمًا على فترة من الثورات البركانية تندفع فيها الحمم من تلك الفوهات والصدوع كما اندفعت من قبل بملايين الأطنان فتملأ المنطقة نارًا ونورًا تصديقًا لنبوءة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي قال فيها : "لا تقوم حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى". وبصرى مدينة في جنوب بلاد الشام (سوريا) كذلك فإن حرة خيبر تعتبر أكبر هضبة بركانية في أرض الحجاز؛ حيث تغطي قرابة العشرين ألف كيلو مترًا مربعًا, بسمك يترواح بين الخمسمائة والألف متر, يمثل عدة طفوح بركانية متتالية, يتركز أحدثها في وسط الحرة ؛ حيث تنتشر غالبية الفوهات البركانية الحديثة في حزام يمتد بطول ثمانين كيلو مترًا موازيًا لاتجاه البحر الأحمر, وبعرض 15 كيلو مترًا في المتوسط, وقد تم تسجيل زلزالين كبيرين وقعا في حرة خيبر, أحدهما في سنة 460 هـ, والآخر في سنة 654 هـ, وقد سبقت الزلزال الأخير أصوات انفجارات عالية, تلتها ثورة بركانية كبيرة, وصاحبتها هزات أرضية استمرت بمعدل عشر هزا ت يوميًا لمدة خمسة إلى ستة أيام قدرت شدة أكبرها بخمسة درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر, وقد كونت هذه الثورة البركانية الأخيرة عددًا من المخاريط البركانية, ورفعت بملايين الأطنان من الحمم في اتجاه الجنوب, ولا تزال تلك المخاريط تتعرض لأعداد كبيرة من الرجفات الاهتزازية الخفيفة التي توحي بأن الصهارات الصخرية تحت المخروط البركاني لا تزال نشطة, مما يؤكد حتمية وقوع ثورات بركانية عارمة تخرج من أرض الحجاز في المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله, وذلك تصديقًا لنبوءة النبي الخاتم, والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم وشهادة له بالنبوة وبالرسالة , وبأنه (عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم) كان موصولاً بالوحي, ومعلمًا من قبل خالق السماوات والأرض. ومن الغيوب التي أبلغ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يظهر تحققها إلا في العقود الأخيرة، ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا". يقول الدكتور زغلول النجار: ".. وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن جزيرة العرب كانت في القديم مروجًا وأنهارًا, كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجًا وأنهارًا مرة أخرى, وذلك لأن كوكب الأرض يمر – في تاريخه الطويل – بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة – كما قد تكون فجائية , ومتسارعة. وبدراسات متأنية ثبت لنا أن جزيرة العرب قد مرت في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية بسبع فترات مطيرة تخللت ثماني فترات جافة, تمر حاليًا بالفترة الثامنة منه. وتشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة شواهدها بدايات زحف للجليد في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب, وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء. وفي فترات المطر كسيت الجزيرة العربية بالمروج الخضراء, وتدفقت الأنهار بالمياه الجارية, وتحولت المنخفضات إلى بحيرات زاخرة بالحياة, وعمرت اليابسة بمختلف صور الحياة الأرضية, كما وصفها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نحن بصدده وحتى صحراء الربع الخالي التي تعتبر اليوم واحدة من أكثر أجزاء الأرض قحولة وجفافًا ثبت أن بها أعدادًا من البحيرات الجافة, والمجاري المائية القديمة المدفونة تحت رمالها السافية, وأن تلك البحريات والمجاري المائية كانت زاخرة بالحياة, ومتدفقة بالمياه إلى زمن قوم عاد الذين أقاموا في جنوب الجزيرة العربية حضارة مادية لم يكن يدانيها في ازدهارها المادي حضارة أخرى في زمانها. وقد وصف الحضارة المادية لقوم عاد أثناء ازدهارها اثنان من المؤرخين القدامى كان أولهما بطليموس الإسكندري, الذي كان أمينًا لمكتبة الإسكندرية وقام برسم الأنهار المتدفقة في منطقة الربع الخالي الحالية بتفرعاتها, والبحيرات التي كانت تفيض إليها , وكان ثانيهما هو يليني الكبير , أحد مؤرخي الحضارة الرومانية والذي وصف حضارة عاد بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارة أخرى. وتمثل فترة الأمطار الغزيرة الأخيرة في شبه الجزيرة العربية في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية نهايات العصر الجليدي الأخير الذي عم الأرض خلال المليوني سنة الأخيرة في دورات متتالية من زحف الجليد وانحساره تركت بصماتها واضحة على أشكال سطح الأرض الحالية بصفة عامة, وفي نصفها الشمالي بصفة خاصة, وقد حصى العلماء من تلك الدورات عشرين دورة استغرقت كل منها حوالي المائة ألف سنة, كان نصفها دورات زحف جليدي تخللتها عشرة دورات من دورات انحسار هذا الزحف الجليدي, ونعيش اليوم في نهاية آخر دورة من دورات هذا الانحسار الجليدي, ويبشر العلماء ببداية دورة من دورات هذا الانحسار الجليدي, ويبشر العلماء ببداية دورة جليدية جديدة قريبًا إن شاء الله, وقد بدأت شواهد هذا بالفعل. وإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها في حديثه الكريم "تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا" مما يشهد له بالنبوة وبالرسالة, وبأنه عليه الصلاة وأزكى التسليم كان دومًا موصولاً بالوحي, ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض . ويدخل كذلك في دلائل صدقه صلى الله عليه وسلم إخباره بأشراط الساعة وعلامات القيامة، فكل ما يحدث من أشراط الساعة؛ كظهور الدجال، ويأجوج ومأجوج، وظهور الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، بل والنفخ في الصور، وغير ذلك؛ هو من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بها قبل أن يكون، فكذّبهم المكذّبون، فإذا ظهر بعد مئات، أو آلاف السنوات، كما أخبروا به كان هذا من آيات صدقه صلى الله عليه وسلم صدقت ياحبيبي يارسول الله صلي الله عليه وسلم ================= أتمني لك الهدايه ولنا الثبات ============================ |
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لا ضيفنا الكريم ليست المعجزات فحسب هى دليل نبوته - صلى الله عليه و سلم - سأسترسل معك فى هذا الأمر إن شاء الله . |
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() القرآن هو معجزة الرسول ![]() و فى القرآن إعجاز لا ينتبه إليه العقل إلا بعد أن ينشط و يكتشف المستور عنه من حقائق الكون و أسراره ، فهناك آيات الآن فى القرآن تعطينا عمقًا جديدًا فى معناها . و لكى نفهم هذه النقطة لابد من توضيح أمر هام وهو : أن نفرق بين الأحاكم الخاصة بالعبادة و التكليف التى هى إفعل و لا تفعل ، حلال و حرام ، فهذا كله لا مجال للإجتهاد فيه ، فلا يصح أن يأتى أحد ليقول عن حلال حرام أو حرام حلال ، و بين الآيات المتصلة بقوانين الكون و الخلق التى لم يكن للعقل البشرى وقتها القدرة العلمية على إستيعابها . فنجد أن الآيات من النوع الثانى قد مر عليها النبى الكريم - صلى الله عليه و سلم - و ترك للعقل فى كل جيل أن يأخذ على قدر حجمه . و المعجزة هنا فى القرآن أنه يعطى لكل إنسان قدر حجم عقله ، فيستخدم ألفاظ تناسب الجميع ، فإذا ما كشف لنا الله عن سر من أسراره فى كونه و رجعنا إلى الآية وجدناها تؤدى نفس المعنى . القرآن أثبت نبوة المصطفى ![]() ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أشرنا منذ قليل إلى كون القرآن معجزة خالدة ، لزم من ذلك أن تكون مناسبة لكل زمان و مكان ، فرسول الله ![]() الإعجاز البلاغى للقرآن :- البلاغة : هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، و مقتضى حال المخاطب بالذات . (1) يجب أن نعلم أن أحوال الناس متعددة و متغيرة و أنت إذا ما خاطبت شخصًا لا تعرف نفسه ، فلن تستطيع الوصول إلى أعماقه ، كما أن مخاطبتك لشخص تختلف عن مخاطبتك لشخص آخر فمخاطبة الرئيس غير المرؤوس غير الزوجة غير الأولاد ، كذلك تختلف طريقة المخاطبة حسب نفسية الشخص : سعيد ، حزين ، غاضب ، ثائر .. إلخ . مثال : عمر بن الخطاب عندما دخل بيت أخته ثائرًا بعدما علم بإسلامها ثم أمسك بالقرآن ليقرأه فالقرآن خاطب عمر الذى جاء فى شدة و حمية وضيق بنفس الكلام الذى يُخاطب به المؤمنين و هم فى حالة إنسجام و سعادة بقربهم من الله ، و إذا بنفس الآيات التى تدخل السعادة على نفس قريبة من الله ، هى نفسها الآيات التى تدخل الهدوء على نفس بعيدة عن الله . فالمقارنة كالتالى :- عمر : حالته : بعيد عن الله ، نفسيته : غاضب و ثائر ، النتيجة : هدء و لان . أخت عمر : حالتها : قريبة من الله ، نفسيتها : سعيدة بقربها من الله ، النتيجة : القرآن يُدخل عليها الفرح و الإيمان . فالقائل هو الله العالم بخبايا النفس البشرية التى خلقها فكان كلامه مناسب لها فى كل الحالات و مع إختلاف نفسية كل شخص رغم أنه نفس الكلام . فإنك إن طلبت من أعلم علماء عصره أن يأتى ليقول قصيدة يمدح بها الأمير ، ثم يقول نفس القصيدة ليمدح بها خادم الأمير و يكون الكلام موافق مقتضى الحال فى الحالتين ، فإنه قطعـًا سيفشل ، فهذا هو ما حير العرب ، فهم وجدوا أن القرآن يُخاطب الجميع : العالم و غير العالم ، الغنى و الفقير ، الرجل و المرأة ، و الحاكم و المحكوم .. إلخ . فمن هنا كانت مطابقة الكلام لمقتضى حال الجميع معجزة أدهشتهم . إن بلاغة القرآن هذه قد حيرت عقول كفار العرب أهل الفصاحة و البلاغة و و أرباب اللغة ، و لم يتمكنوا أن يأتوا بمثله شىء ، فافتروا علي النبى - صلى الله عليه و سلم - الكذب فقالوا شاعر و قالوا كاهن ، كما ذكر القرآن الكريم . قال تعالى : {و ما هو بقول شاعر قليًا ما تؤمنون و لا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون} [الحاقة 41 - 42] حتى الرد عليهم نفسه به إعجاز بلاغى ، فاختار الفعل تؤمنون مع قولهم شاعر و إختار الفعل تذكرون مع قولهم بأنه كاهن . فقولهم بأن هذا شعر ، يتنافى مع كونهم يعلمون الشعر ، فالشعر كلام موزون مقفى ، فهم يعلمون ذلك و يُنكرونه ، فهذا دليل على كفرهم لذا قال قليلًا ما تؤمنون . أما قولهم بأن هذا كلام كاهن فقد إستخدم معه الفعل قليلًا ما تذكرون ، ذلك أن الكاهن بشر و ينسى فقد يأتى بكلام مخالف لما قاله من قبل بمرور الوقت و الزمن أما النبى ![]() (2) نأتى إلى إعجاز آخر فى القرآن ، إذا قرأ قارىء كلامًا منثورًا ثم جاء و استشهد ببيت شعر ، فإنك تشعر بالإنتقال من كلام إلى آخر . مثال : يقول ابن زيدون فى رسالته : ( و مع اليوم غد .. و لكل أجل كتاب .. له الحمد على إهتباله .. و لا عتب عليه فى إغفاله فإن يك الفعل الذى ساء واحدًا **** فأفعاله اللائى سررن ألوف ) فهنا نجد أننا إنتقلنا من النثر إلى الشعر فى كلام فى غاية الإنسجام ، و لكى تعرف الفرق ننتقل إلى القرآن الكريم ، معجزة محمد ![]() قال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} [الحجر 45 - 52] أنت قرأت هذا الكلام من القرآن الكريم دون أن تدرى أنك قد إنتقلت من النثر إلى الشعر إلى النثر مرة آخرى ، و أتحدى أن يأتى بها إنسان . عندما تنظر إلى { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) } ما جنى بارقات مستفعل فاعلات ( بيت من الشعر ) و مع ذلك لم تحس أذنى أننى قد إنتقلت من النثر إلى الشعر ثم من الشعر إلى النثر . مثل ذلك قوله تعالى : { وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) } قوله تعالى : { فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ } مستفعل فاعل ... مستفعل فاعل ( بيت شعر ) فهل شعرت أنك إنتقلت من نثر إلى شعر إلى نثر مرة آخرى ؟ و كذلك قوله تعالى : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } .. مفاعيل .. مفاعيل .. مفاعيل .. مفاعيل فى هذه الآيات و غيرها الكثير لا تشعر أبدًا أنك قد إنتقلت من نثر إلى شعر ثم إلى نثر مرة آخرى . إذًا بلاغة القرآن فى : - مطابقة الحال ... حال جميع المخاطبين . - الإنتقال من النثر إلى الشعر ثم إلى النثر دون أن تحس الأذن بذلك و لا يقدر إنسان على صنعه . - تحريك النفس البشرية .. أى نفس بشرية . - أن الله تحدى به أساطين البلاغة ، بل تحدى به الإنس و الجن على أن يأتوا بسورة من مثله . الدليل على عجز العرب أمام معجزة القرآن :- و الدليل على أن بلاغة القرآن هذه أعجزت العرب أنهم لم يستطعوا تصويب المواجهة إلى المعجزة ذاتها ، بل إتجهوا إلى تصويبها إلى من أتت المعجزة على يديه و هو النبى ![]() محمد ![]() إن القرآن نفسه بكل ما يحمل يثبت نبوة الرسول ![]() ![]() فالنبى ![]() العرب يسلمون بعجزهم أمام القرآن :- (1) عن عبد الله بن العباس قال : أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه ، فإن أتيت محمدا لتتعرض لما قبله ، قال : لقد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وأنك كاره له . فقال : وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ، ولا برجزه ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، والله إن لقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمنير أعلاه مشرق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه ، وإنه ليحطم ما تحته ، قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعني حتى أفكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره ، فنزلت : { ذرني ومن خلقت وحيدا } [1] أعلم أهل قريش بالشعر و النثر أقر أن : ( هذا ليس كشعرهم و لا كنثرهم ، و بأن هذا القول له حلاوة و عليه طلاوة ، و أعلاه منير ، و أسفله مشرق ، و يعلو و لا يعلى عليه ، و يحطم ما تحته ) (2) بعد فشل الكفار فى الرد على المعجزة البلاغية و التسليم بها ماذا قالوا ؟ قال تعالى : { وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا } [ القصص : 57 ] أليس هذا دليلًا من القرآن على أن الكفار المعاندين أنفسهم أقروا له بالنبوة بقولهم { إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ} ؟ إذًا المانع من الإيمان ليس أنه غير الحق ، لكن المانع أنه سيزيل عنهم السيادة ، التى أعطاها لهم الباطل ، و كان هذا هو الرد : العناد بعد الفشل فى تحدى معجزة القرآن اللغوية . فقد أثبتوا بذلك عجزهم أمام معجزة القرآن ، فياله من دليل على أن هذا ما هو بكلام البشر و أنه كلام الحق سبحانه و تعالى . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [1]هذا الأثر له طرق ضعيفة و مرسلة لا ننكرها ، لكن ورد من طريق آخر صحيح أخرجه السيوطى فى لباب النقول (319) فقال : إسناده صحيح على شرط الشيخين ، و أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 506) و صححه و وافقه الذهبي على شرط البخاري . و ما سبق بتصرف من معجزة القرآن للشعراوى الجزء الأول . |
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() من بلاغات القرآن الإعجازية و إثبات صدق النبوة العلية (1) قال تعالى : {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} هل أنت تسير (فى) الأرض أم (على) الأرض ؟ البديهى أنك تسير على الأرض ، لكن القرآن إستخدم الحرف (فى) . و هذا الحرف يدل على الظرفية ، لذا فالمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشى ، لذا فالإستخدام جائز . لكن كلمة جائز ليست فى القرآن ، فالتعبير موافق للمعنى تمامًا و تم تغير اللفظ من (على) إلى (فى) لحكمة ، فما هى ؟ عندما تقدم العلم و كشف الله لنا عن أسراره فى الكون عرفنا أن الأرض ليست الكرة الأرضية : يابس ، و ماء فقط ، بل الأرض بغلافها الجوى أيضًا ، فالغلاف الجوى جزء من الأرض يدور معها و يلازمها و مهم لإستمرار الحياة . و الدليل على ذلك أنك إن ركبت طائرة و إرتفعت بها عن سطح الأرض 30 قدم فإنك لا تقول أنك خرجت من الأرض ، لكن تقول أنك تطير فى الأرض ، فمتى تخرج من الأرض علميًا و حقيقة ؟ عندما تخرج من الغلاف الجوى للأرض ، فأنت فى هذه اللحظة تكون قد خرجت من الأرض ، فالغلاف الجوى متمم للأرض و يدور معها . لذا نرى إعجاز القرآن فى حرف واحد فقط و هو حرف (فى) فأنت عندما تسير على سطح الأرض إنما تسير فى الأرض بين السطح و الغلاف الجوى . فمن أعلم محمد - صلى الله عليه و سلم - بحقيقة الأرض و الغلاف الجوى حتى يغير حرف واحد من (على) إلى (فى) ، أم إنه الخبر يأتيه من السماء ؟ إنه وحى السماء ، يأتيه الخبر من السماء . (2) قال تعالى {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [ لقمان : 17 ] ثم نجد فى آية ثانية ، قوله تعالى : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى : 43] زادت هنا اللام فى {لمن} أى شخص سيمر عليها سيقول إن اللام للتوكيد و هذا ترادف و ينتهى ، لكن فى القرآن كل حرف تم وضعه بحكمة ، و لا يوجد شىء اسمه مترادفات ، بل كل لفظ جاء ليؤدى معناه . ففى الآية الأولى يقول تعالى : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} و الصبر هنا نوعان : نوع فيه غريم للإنسان ، و آخر ليس فيه غريم للإنسان . فعندما أمرض فليس لى غريم ، و عندما أصاب بحادث قضاء و قدر فليس لى غريم ، لكن عندما يضربنى شخص فهناك غريم . فهناك نوعان من الصبر : صبر النفس و ما ليس لى فيه غريم ، فهذا هين و لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان ، و الصبر الآخر يحتاج إلى جلد و عزيمة و هذا يوجد فيه لى غريم أستطيع أن أنتقم منه أو أعفو و أغفر كما ذكرت الآية الكريمة . إذًا عندما يتحدث الله عن الصبر بنوعيه يُعطى كل نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية : فعندما يتحدث عن صبر ليس فيه لى غريم يقول : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أما إن كان فى الصبر لى غريم يقول : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} و من كلمة غفر يتضح أن لى غريم أصفح عنه ، فاستخدم اللام تأكيدًا لمعنى الصبر و تؤكد الفرق بين عزم الأمور فى الحالة الأولى عن عزم الأمور فى الحالة الثانية و إختلافه فى الآية الأولى عن الثانية ، و ليس تأكيد المعنى فى الآية نفسها . فهل كان النبى ![]() و الثانية التى لى فيها غريم {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} ، هل يتذكر ما قال فى الآية الأولى ليأتى بحرف آخر فى الآية الثانية ؟ إنه الوحى و الخبر يأتيه من السماء . (3) مخاطبة الملكات النفسية فى البشر :- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} المشركون الذين يأتون إلى المسجد الحرام يأتون إليه من كل حدب و صوب محملين بالبضائع و التجارة و فى هذه الحالة سيسأل المسلم نفسه من خلال الملكة الإقتصادية عن ضيق الرزق الذى سيحدث لهذا ، و لكون الله عليم بملكات النفس البشرية كونه خلقها ، فهو يعلم السؤال الذى سيخطر على بال البشر ، و هو ضيق الرزق ، فكانت الإجابة على ما سيجول فى أنفسهم مقترنة مع قوله إفعل و لا تفعل حيث قال تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فهذا كلام الخالق - سبحانه و تعالى - العالم بالنفس البشرية و ملكاتها . |
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الإعجاز الغيبى فى القرآن هل يعلم محمد ![]() حواجز الغيب ثلاثة : حاجز المكان ، حاجز الزمن الماضى ، حاجز الزمن المستقبل . * أما حاجز المكان فهو الزمن الحاضر و قد حجب عنى لأنه يحدث فى مكان آخر . * أما حاجز الزمن الماضى فقد حجبه عنى زمن مضى . * أما حاجز الزمن المستقبل فقد حُجِبَ عنى فلا أعرف ما سيحدث بعد دقائق . * على أن هناك حاجز آخر و هو حاجز النفس البشرية و حديث النفس . - فحجاب الزمن الماضى قد مزقه القرآن و يكفى أن تقرأ فى القرآن : { و ما كنت } ، { و ما كنت } ، { و ما كنت } و هكذا نجد أن القرآن قد مزق حجاب الزمن الماضى فى أكثر من مناسبة ليخبر محمد ![]() قال تعالى : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } [ هود : 49 ] قال تعالى : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [ مريم : 44 ] قال تعالى : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } [ يوسف : 102 ] قال تعالى : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ } [ القصص : 44 ] قال تعالى : { وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [ القصص : 45 ] حتى أن التحدى وصل مع أصحاب الملل السابقة أن كشف الله لرسوله ![]() و لم يقدر أحبار اليهود و رهبان النصارى على مجرد الإدعاء على رسول الله ![]() و لكن ، لنتحدث فى المشاركات القادمة عن حجاب المستقبل وحده ، ثم نسأل : هل يعلم محمد ![]() ![]() |
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() (1) قال تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد }[ المسد ] هذه السورة الكريمة نزلت في أبي لهب عم رسول الله ![]() وكان من الممكن أن يكون أبو لهب من هؤلاء وأن يهتدي للاسلام، ولو حدث ذلك لانعدمت قضية الايمان كلها، لأن القرآن قال ان أبا لهب سيموت كافرا، ولكن هناك شيئا آخر لا بد أن ننتبه اليه وهو أن هذا الاخبار بالغيب ، بأن أبا لهب سيموت كافرا جاء في أمر اختياري أي يخضع ظاهريا لارادة أبي لهب. ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن أبا لهب ذهب الى مكان يتجمع فيه أهل مكة أو دعا زعماء مكة الى اجتماع وقال لهم : لقد قال عني محمد في القرآن ادعى أنه ينزل من السماء انني سأموت كافرا وسأدخل النار ولكني أقول أمامكم أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، لتعلموا أنه هذا الكلام غير صادق وأن محمدا ![]() ماذا كان يمكن ان يحدث لو نطق أبو لهب بالشهادتين رياء أو نفاق ليهدم قضية الدين، ولكن حتى هذا التصرف الذي كان يمكن ان يخدم قضية الكفر التي كان أبو لهب أكبر أقطابها، حتى هذا الكلام لم يخطر على عقل أبي لهب ولم يقله . أليس هذا دليلا على أن هذا الخبر الغيبى إنما جاء الرسول ![]() ![]() (2) قال تعالى : { الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن أن ينكرها أحد . عن نيار بن مكرم الأسلمي قال : لما نزلت { الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكة الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بيننا وبينكم زعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين أفلا نراهنك على ذلك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه قال فسموا بينهم ست سنين قال فمضت الست سنين قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين قال لأن الله تعالى قال في بضع سنين قال : وأسلم عند ذلك ناس كثير . [1] من الذي يستطيع أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد تسع سنوات ؟ وماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الروم والفرس عقدا صلحاً خلال هذه السنوات التسع ؟ أو أن الفرس استعدوا قوياً لهذه الحرب وهزموا الروم مرة أخرى ؟ ومن الذي يستطيع أن يضمن نتيجة معركة حربية ستحدث بعد هذه الفترة الطويلة ، بل إن أحداً لا يستطيع أن يضمن نتيجة معركة حربية ستحدث بعد لحظات ، بل ان كل قائد لأي معركة حربية لا يكون واثقاً من النصر قبل أن تبدأ المعركة , حتى عندما تبدأ، فلو علم أي قائد لمعركة حربية أنه سيهزم لما دخلها. يأتي الله سبحانه وتعالى ليعطينا بالدليل المادي على أنه يعلم غيب السموات والأرض علم اليقين ، فينبئنا بنتيجة معركة لا بين قوتين محدودتين ، ولكن بين دولتين عظيمتين ، وينبئنا عن هذه المعركة قبل أن تبدأ بتسع سنوات ، ويخبرنا من الذي سينتصر ومن الذي سيهزم ، وتأتي الأحداث وتقع الحرب ، وينتصر الروم ويهزم الفرس كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى ، وماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الفرس انتصروا على الروم ؟! والقرآن كلام الله المتعبد بتلاوته الى يوم القيامة، وكيف كان يمكن أن يقف المسلمون في المساجد ويقرأون سورة الروم في الصلاة ، مع أن نتيجة الحرب قد اختلفت عما في السورة . أليس هذا دليلا على أن هذا الخبر الغيبى إنما جاء الرسول ![]() ![]() (3) قال تعالى : { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) } [ القمر ] و هنا أيضًا إخبار من الله - سبحانه و تعالى - أن المسلمين هم من سيظهر على عدوهم فى نهاية الأمر و ينتصر و تدان لهم الجزيرة العربية { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } و هذا حقًا ما حدث ، هُزِمَ المشركين و دانت جزيرة العرب للمسلمين ، و هى حقيقة لا يُمكن لأحد نكرانها . أليس هذا دليلا على أن هذا الخبر الغيبى إنما جاء الرسول ![]() ![]() (4) قال تعالى : { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) } هنا أيضًا إخبار غيبى سيحدث فى المستقبل للوليد بن المغيرة { سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ } أى سيقتل بضربة على أنفه ، و حدد موضع الضربة - على الأنف - و بعد ذلك تأتى موقعة بدر و يوجد مقتولًا بضربة على أنفه . ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن القتل لم يكن بضربة على الأنف ؟ فى هذه الحالة كانت ستسقط الدعوة الإسلامية كلها و لن يعود أحد يصدق القرآن لأنه ليس بخبر من عند الله و أن الرجل لم يقتل بالطريقة التى ذكرها القرآن . لكن إستمر المسلمين على إيمانهم بصدق القرآن بما حدث للرجل الذى قُتِلَ كما أخبر القرآن ضربًا على أنفه . أليس هذا دليلا على أن هذا الخبر الغيبى إنما جاء الرسول ![]() ![]() (5) الحديث عن المضلين فى المستقبل :- ظهرت على السطح الكثير من النظريات عن نشأة الكون و أصل الخلقة مثل : قانون الصدفة ، و نظرية التطور لداروين ، و غيرها من النظريات التى غرضها التشكيك فى الخالق و إثبات وجود الكون نتيجة صدفه . إن القرآن قد تحدث عن أمثال هؤلاء و هم بطريقتهم هذه التى يحاولون بها إثبات أنه لا خالق و الكون وُجِدَ بالصدفة إلى غير ذلك يثبتون صدق القرآن . فهؤلاء قد إستخدمهم القرآن إثباتًا لصدقه على مر العصور ، فكما رأينا كان هناك إعجازات غيبية للعرب و لغير العرب من الفرس و الروم ، فماذا عن وقتنا الحاضر و القرآن تحدى كل العصور . قال تعالى : { مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } [ الكهف : 51 ] معنى كلمة مضل : أى أن هناك قضية حق ، و هناك من يريد أن يضللنى و يعطينى غير الحقيقة ليضللنى ، هذا هو المعنى . إذًا قوله تعالى : { مَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } أى ساعة الخلق لم أطلب المشورة أو المساعدة أو النصيحة من هؤلاء المضلين ، و إلا فحينما يأتوا ليخبرونكم بقضية الخلق و كيف خلقتم إلى غير ذلك لكان لكم العذر فى تصديقهم ، لكنهم لم يروا الخلق و لا حقيقته ، إذًا ما سيخبرونكم عنه هو ضلال . و هذه معجزة غيبية فى القرآن مزقت حاجز المستقبل . فلو لم يظهر هؤلاء المضلين الذين يدعون معرفة خلق السماوات و الأرض و خلق الكون و النفس لأمكن لكل مشكك فى القرآن أن يقول أين هذا الكلام الذى ذكره القرآن يا مسلمين عن ظهور مشككين فى خلق السماوات و الأرض ؟ ها هو القرآن يتحدث عن شىء غير موجود . لكن حدث الأمر و وقع و إنتهى ، جاء المشككون الذين يدعون العلم و المعرفة بخلق الكون و السماوات و الأرض و صدق القرآن فى إخباره عن هؤلاء المضلين . أليس هذا دليلا على أن هذا الخبر الغيبى إنما جاء الرسول ![]() ![]() ـــــــــــــــــــــــ [1]صحيح الترمذى للألبانى (3149) قال : حسن |
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() (1) عن نافع بن عتبة قال : ( كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةٍ قال : فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم قَوْمٌ من قِبَلِ الْمَغْرِبِ عليهم ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ قال فقالت لي نَفْسِي ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ قال ثُمَّ قلت لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ قال فَحَفِظْتُ منه أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ في يَدِي قال تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ الله قال فقال نَافِعٌ يا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حتى تُفْتَحَ الرُّومُ [1] و قد حدث أن فتح الله على المسلمين جزيرة العرب و بلاد فارس و بلاد الروم ، كما بشرهم الحبيب صلى الله عليه و سلم . (2) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) [2] وقد وقع الأمر تماماً كما قال صلى الله عليه وسلم فإنه لم يأت بعد كسرى كسرى غيره، ولما هدمت دولة القياصرة فلم تقم لهم دولة بعد ذلك وإلى يومنا هذا . فأي دليل أعظم من هذا الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بالوحي الذي لا يعلمه إلا الله، فإنه لم يكن يتصور أحد أن دولة الأكاسرة التي استمرت نحو ألف عام أن يكون سقوطها وزوالها بأيدي المسلمين ، وأن الأكاسرة لا يستطيعون ، وإلى قيام الساعة أن يعيدوا ملكهم مرة ثانية . (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ) [3] وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ ، وكانت ناراً عظيمة أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم بوصفها . قال النووي : خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وست مائة وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة . (4) ( يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم. يمنعون ذاك. ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم ) [4] و قد حدث الحصار الإقتصادى على العراق و الذى تبعه الحرب و الكل يعلم هذا . (5) ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم ؛ لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) [5] و ها هى دول الإسلام فى كل مكان : فلسطين ، العراق ، أفغانستان ، البوسنة ، و ها هم يريدون السودان أيضاً و هلم جرا ، صدقت و الله يا رسول الله ، إن هذا لوحى و خبر يأتيك من السماء . (6) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل ) [6] و ها هى الزلازل من حولنا لا تكاد تمر سنة حتى نسمع عن زلزال أو أكثر هنا أو هناك . (7) عن عدي بن حاتم قال : ( بينما أنا عند الني صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك؟ فيقول : بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفه [7] و ها هو أحد الصحابة شهد ما بشره رسول الله - صلى الله عليه و سلم - به . (8) روى مسلم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم بدر قبل قتال المشركين وقال: هذا مصرع فلان، ووضع يده على الأرض، ثم قال: هذا مصرع فلان، ووضع يده عليها، وذكرهم واحدًا واحدًا مشيرًا إلى مصارعهم، فصرعوا كذلك، ما تجاوز أحد منهم موضعه الذي أشار إليه صلى الله عليه وسلم ) [8] فهل يُخاطر النبى ![]() لا بل هو متوثق الخبر الذى يأتيه إنما يأتيه من لدن حكيم عليم . (9) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثًا فبكت فقلت: استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث لِمَ تبكين؟ ثم أسر إليها حديثًا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عما قال لها فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه أسر إلي: أن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقًا بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت) [9] و قد كانت فاطمة أول أهل بيت النبوة لحوقاً بالنبى صلى الله عليه و سلم . فهل يُجازف النبى ![]() ثم إنه ما خاف أن أحد المشركين لما يسمع بهذا الحديث يقتل أحد أهل بيت النبوة غير فاطمة لكى لا يتحقق قول النبى ![]() كل هذه النبؤات التى تحققت أليست دليلاً على أن علام الغيوب رب الأرض و السموات هو من أوحى بهذا إلى النبى ![]() هذه بعض نبؤات الرسول ![]() ــــــــــــــــــــــــــــــ [1]صحيح مسلم 2900 [2]صحيح البخاري (2952) صحيح مسلم (2918) [3]صحيح البخارى (6701) [4]صحيح مسلم ( 2913 ) [5]صحيح الجامع للألبانى ( 8183 ) [6]صحيح البخارى (7121) [7]صحيح البخارى [8]صحيح مسلم (1779) [9]صحيح البخارى (3426) |
رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() و الآن عزيزى القارىء :
هل من الممكن أن يكون محمد ![]() الإعجاز الكونى فى القرآن الكريم القرآن ملىء بالإعجازات الكونية التى تتحدث عن مظاهر و قوانين الكون و كيف أن هذه الآيات المتحدثة فى هذا الشأن جاء العلم متفق معها تمامًا . فهل كان محمد ![]() ![]() نطالع هذا الأمر فى المشاركات التالية . |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
لللاخوه, المسلمين, سواء |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
أسس وضوابط في علاقة المسلمين بغير المسلمين | د/مسلمة | ركن الفتاوي | 3 | 26.04.2013 02:01 |
أسس وضوابط في علاقة المسلمين بغير المسلمين | نور عمر | دعم المسلمين الجدد | 4 | 26.12.2011 02:30 |
هل ساعد الأقباط المسلمين في فتح مصر ؟؟من كتابات غير المسلمين | أسد هادئ | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 23 | 10.08.2011 14:48 |
رسالة شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله الى عموم المسلمين أبان الغزو التتري لبلاد المسلمين | جادي | التاريخ والبلدان | 2 | 05.12.2010 21:16 |
الست من شوال | النصر آت..آت.. | رمضان و عيد الفطر | 2 | 22.09.2010 03:31 |