
21.01.2015, 13:59
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
08.05.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.061 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
22.03.2021
(13:42) |
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
|
|
|
|
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
فإن أبطال الإسلام فى سلمهم وفى حربهم لا ينسون تعاليم الإسلام ومثله العليا التي تأمرهم بمكارم الأخلاق وتنهاهم عن الدنايا والوقوع فى الأخطاء ، حتى فى أبلغ المواقف حرجاً وشدة ، ففي مواقف الحروب حين يحتدم القتال وتتلاقى الصفوف وتغلي الدماء فى الرؤوس ينسى المقاتلون مبادئهم وسجاياهم الكريمة ، ولا يسيطر على تفكيرهم غير هزيمة الأعداء وتحقيق النصر بأي ثمن وبأي أسلوب . هذه سمة ظاهرة فى كل قتال تتلاقى فيه فئتان متحاربتان .
ولكنّنا نتيه عجباً وفخراً بتصرف أبطال المسلمين فى ميادين القتال ، حينما تكون أمامهم فرصة النيل من عدوهم فيتركونها حرصاً على مكارم الأخلاق التي أخذهم الله ورسوله به ، فهم لا يضحّون بهذه المبادئ مهما كان الثمن ، ومهما كان الموقف دقيقاً عصيباً . ونقدم فى حديثنا هذا صورةً حية لهذا السلوك الإنساني الكريم : ففي الحرب التي أشعلها مشركوا مكة ضد المسلمين فى أحد ، والتي أعدوا فيها العدة والخيل والسلاح للانتقام من المسلمين والثأر مما أصاب المشركين فى بدر – جاء جيش قريش في ثلاثة آلاف مقاتل وثلاثمائة فارس وجاء معهم النساء يشجعن المقاتلين تتزعمهنّ هند بنت عتبة زوج أبى سفيان بن حرب قائد هذا الجيش ، وكانت هند شاعرة قد نظمت الأهازيج يتغنى بها النساء تحريضاً على قتل المسلمين والانتقام منهم ، وكانت مقاتلة فارسة فشاركت فى الحرب مع جيش قومها .
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف بتّار رفعه ونادى فى أصحابه قائلاً : من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام إليه نفر من أصحابه يريد كل منهم أن يأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل به ولا يهزم ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عرفت العرب شجاعته وبسالته فى الحروب وهو ( أبو دُجانة ) سماك بن خرشة ، فأخذ أبو دُجانة السيف يختال به بين الصفوف وعصب رأسه بعصابة حمراء وكان إذا إعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت ، ورآه الرسول صلى الله عليه وسلم يتبختر فى مشيته فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا فى مثل هذا الموطن ) .
انطلق أبو دُجانة بعصابته الحمراء وفى يده سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدّ به صفوف المشركين هدّاً فكان أبو دُجانة لا يجد فارساً من المشركين إلا قصد إليه ونازله وقتله ، وبينما المعركة فى أشد اشتعالها رأى أبو دُجانة فارساً من الأعداء يخمش الناس خمشاً شديداً – حسب تعبيره – فحمل عليه بالسيف فلما أدرك أنه هالك ولول وصرخ فإذا به امرأة عرفها أبو دُجانة أنها هند قائدة نسوة قريش فعدل عنها بعد أن كان السيف على مفرق رأسها – قال أبو دُجانة : فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة .
إنّها مكارم الأخلاق التي تمسّك بها المسلمون فى أحرج المواقف ، ولن تجد هذا السموّ الخلقي إلا عند المسلمين .
|