|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
هكذا يبني الإسلامُ الفردَ المسلم لقد حارت الأنظمةُ الحديثة في إيجاد قواعد تربويَّة لتكوين فرْدٍ صالِح , وبالتَّالي مجتمع سليم . والسَّبب أنَّها تركت الدِّينَ والأخلاقَ جانبًا , وراحت تبحث عن تكوين مجتمع فاضل على أُسُس مادِّيَّة لا روح فيها ! ولو اتَّبعَت القواعدَ التَّربويَّة الحكيمة التي وَضَعها الإسلام منذ عدَّة قرون , لَمَا وصلَتْ إلى ما وصلَتْ إليه اليومَ من مشاكل لا حَصْر لها . إنَّ النِّظام التَّربوي في الإسلام يرتكزُ على قاعدة أساسيَّة حكيمة , تكْفي لِوَحدها للدَّلالة على أنَّ هذا الدِّين هو الدِّينُ الحقّ . هذه القاعدة هي : رَبْطُ المسلمِ مُباشرةً باللَّه , فلا يخطُو أيَّ خطوة ولا يعملُ أيَّ عمل إلاَّ وهو على يقين أنَّ اللَّه ينظر إليه . وكلَّما تعمَّقَ في نفسه الشُّعورُ بأنَّ اللَّه ينظر إليه في كلِّ لحظة وفي كلِّ مكان , كلَّما تحسَّنت أخلاقُه , وكلَّما أصبح حريصًا على الإحسان لغيره والإكثار من فعل الخير . طبعًا , ولتحقيق هذه القاعدة , يجبُ أن يرسخَ في أعماق المسلم أنَّ اللَّه هو وحده خالق كلِّ شيء , وأنَّه هو وحده القادر على كلِّ شيء , وأنَّه لا يغيبُ عن علمه أيّ شيء , وأنَّه سيُجازي المطيعين بالجنَّة والعاصين بالنَّار . فتُصبح علاقتُه بربِّه ليست مجرَّد خوف من عقابه , وإنَّما علاقة حبٍّ وثقة وخوف ورجاء . حبّ للَّه أكثر من أيِّ شيء لأنَّ نِعَمَه على عباده لا تُعدُّ ولا تُحصَى , وثقة به لا يُعادلها أيّ شيء لأنَّه لا يُخيِّبُ عبدًا التجأ إليه , وخوف منه أكثر من أيّ شيء لأنَّه شديد العقاب , ورجاء في الفوز برضاه ودخول جنَّته . فإذا همَّ بعد ذلك أن يقوم بمعصية , فإنَّه يتذكَّر أنَّ اللَّه يراه , فيَخجلُ من نفسه ويعْدل عن هذا الأمر . وإذا غَلَبَتْه نفسُه وقام بها , فإنَّه سُرعان ما يَتوبُ ويستغفر . وإذا أصابتهُ مُصيبة , مِنْ نَقْصٍ في المال أو مَرضٍ أو ظلَمَه أحدٌ , فإنَّه يلجأ مباشرة إلى اللَّه , يدعُوه أن يرفع عنه هذا البلاء . ثمَّ إنَّه يَبقى طول الوقت على اتِّصال دائم باللَّه , فلا يأكل ولا يشرب ولا ينام حتَّى يذكر اللَّه , ولا يَشرع في عمل حتَّى يستعين باللَّه . فهل يمكن بعد هذا أن نحصل على أناس منحرفين ؟! مستحيل ! لأنَّ الذي ينشأ على هذه التَّربية , إذا حدثَ بعد ذلك أن تهاونَ في دراسته أو أساء الأدبَ مع غيره , فيكْفي أن يُذَكِّره والداه أو أقرباءه بأنَّ اللَّه لا يُحبُّ هذه الأشياء , لكي يعود إلى رُشده . وفي العادة , تكُون النَّتيجة أفضل بكثير من الصِّياح والتَّهديد والوعيد . بينما إذا رُبِّي الطِّفلُ فقط على قاعدة الخوف من عقاب والديه أو الخوف من الشُّرطة , فإنَّه سيجد دائمًا طريقةً لِمُغالَطتهم والإفلات من مراقبتهم ! أمَّا كيف يربطُ الإسلامُ المسلمَ مباشرةً بربِّه , فهذا ما سنراه مفصَّلاً في الصَّفحات القادمة بإذن اللَّه . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
أما آن لك أن تعتنق الإسلام دين كل الأنبياء؟!
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
كلمة سواء
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الأنبياء؟!, الإسلام, تعتنق |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
أخت زوجة توني بلير تعتنق الإسلام | Ahmed_Negm | ركن المسلمين الجدد | 9 | 19.12.2010 19:15 |
امرأة اسكتلندية تعتنق الإسلام تأثرا بصلاة القيام | تلميذة السيف البتار | ركن المسلمين الجدد | 2 | 28.08.2010 18:30 |
فتاة يهودية تعتنق الإسلام | ابو مصطفى | ركن المسلمين الجدد | 3 | 07.08.2010 10:47 |
ناشطة سلام يهودية تعتنق الإسلام | أمــة الله | ركن المسلمين الجدد | 2 | 18.06.2010 11:14 |
أشهر فنانات فرنسا تعتنق الإسلام!! | زهراء | ركن المسلمين الجدد | 3 | 11.01.2010 22:36 |