
20.05.2010, 20:51
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
12.05.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
44 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
02.09.2020
(20:37) |
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة
|
|
|
|
|
سوسو والنقاب
بقلم الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز بركات - بيت المقدس
بينما كان سوسو يسير مع حماره في طرقات الحي، إذ به يمر بامرأة منتقبة يعلوها الحياء، ويزينها الخلق والدين، وكان صاحبنا سوسو قبل أن يرى المرأة المنتقبة يتمتم كعادته بغنائه الذي لا يكاد يسمعه إلا حماره، فتوقف سوسو مندهشا بتلك المرأة، وأخذ يردد في نفسه كلمات تسطر بماء الذهب... ما أروع هذه المرأة! ما أعظم إيمانها! ما أكثر حياءها! واخذ أخونا سوسو يعاقب نفسه ويحتقرها أمام هذه المرأة العفيفة الشريفة، ويقول لنفسه: لماذا لا أكون كهذه المرأة مؤمناً أخرج من ذنوبي ومتاهاتي وخطيئتي؟ لماذا لا أكون ملتزماً مقبلاً على الله سبحانه؟ لماذا لا أترك الغناء والمعازف وأقبل على القرآن وترتيله؟ وأخذ سوسو يتحرك بحماره دون أن يعرف وجهته، فقد أثر فيه منظر المرأة أشد التأثير، وجعله يقبل على نفسه فيحاسبها، وبينما كان سوسو منشغلاً بتفكيره هائماً على وجهه إذا به بشيخ السلطان وقد وقف في جمع غفير يحقر امرأة منتقبة ويوبخها ويقلل من شأنها على ارتدائها النقاب، حتى أربك الفتاة وأضحك من حولها عليها فعلم سوسو أن شيخ السلطان رجل لا أخلاق له. فخرج مع حماره من بين الجمع غضبانَ يقول: من نصب هذا الحمار مفتياً علينا، فصاح الحمار من شدة الغضب قائلاً: ويحك يا سوسو هذا ليس منا.
|