صفحة حوار مع سوبرمان

[سيف الحتف]

نكمل بعون الله ..

(2)
مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي

لقد إختار الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون آخر الأنبياء والرسل وتكون رسالته الرسالة الخاتمة .


{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}الأحزاب 40

وأختاره الله وإصطفى رسالته وشرفها بأن تكون الرسالة الوحيدة العالمية للعالم بأسره لا لفرقة معينة ولا لأمة بعينها .


{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ28


{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء 107

وكما قلنا لا يُمكن أن تنطبق هذه النبوءة على المسيح ؛ لأنها تتنبأ عن عبد بشري وليس ناسوت حلَّ فيه لاهوت , أو إله إتخذ شكل عبد , بل عبد طبيعته بشرية ليس فيه لاهوت أو أي شئ , لذلك فمن إدعى غير ذلك فعليه بالبينة .

(3)
وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ


{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}الإسراء85


{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} الشعراء 193 - 194

(3)
فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ


{..وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الإسراء85


{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} إبراهيم 1

(4)
لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ

ومن سمات هذا النبي , أنه لا يصيح ولا يرفع صوته عالياً في الشوارع, بل يتسم بالهدوء والحِلم والإناء والرزانة .

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت [حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد ويقال عبد الرحمن بن عبد .]

لايَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ
7
7
7
ولا صخابا في الأسواق .

عزيزي سوبر مان كل هذه دلائل ولدي المزيد تُثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه النبي لا كذب , أما بخصوص إعتراضاتك على آيات القتال فمن الممكن أن نناقشها في موضوع منفصل , أنا أدعوك يا صديقي إلى تصفية ذهنك وعدم التكبر على الحق , فأنت جربتني أعترف بالحق وإن كان على رقبتي , فأرجو أن تتحلى بهذه الروح الجميلة في هذا الحوار.

(5)
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ

من سمات هذا النبي , أنه لا هيّن سهل لاينتقم لنفسه بالرجوع لقول الرب [لاَ يَقْصِفُ] وهي نفس سمات الرسول صلى الله عليه وسلم .

حدثنا مخلد بن خالد الشعيري حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة يعني ابن عمار قال حدثني إسحق يعني ابن عبد الله بن أبي طلحة قال قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس اذهب حيث أمرتك قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله قال أنس والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعت لم فعلت كذا وكذا ولا لشيء تركت هلا فعلت كذا وكذا .

هذه سماحة أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم , لم يمسك أنس بن مالك رضي الله عنه يعنفه ويزجره ويسبه ويلعنه , بل لتقدير الرسول صلى الله عليه وسلم لسن أنس وأنه لازال صبياً محباً للهو واللعب مع الصبيان, كان متساهلاً وليناً معه لأقصى حد , والأمثلة كثير ولكن اكتفي بالآتي .

عن أنس بن مالك خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط و لا قال لي لشيء لم فعلت كذا و هلا فعلت كذا.

عن عائشةرضي الله عنها أنها قالت [ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه حتى ينتهك من حرمات الله فينتقم لله]

أيضاً

[ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل]

لم يضرب إمرأة ولا خادم ولم ينتقم لنفسه في شئ إذا نال منه أحد في أي أمر من الأمور إلا أن يُتعدى على حدود الله ,هذه رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقصف أو ينتقم أو يحمل ضغينة لأحد .

ولاحظ أن التي تروي هي زوجته أعرف العارفين به وأقرب الناس إليه تعيش معه جنباً لجنب , لذلك إن كان الرجل منافقاً أمام الناس يُظهر البِر والخير فيجب أن يُفضح في بيته فالطبع يغلب دائماً التطّبع , فسبحان من جعل محمداً صلى الله عليه وسلم مشهوداً له بحسن الأخلاق من زوجته ومن محبيه وأتباعه بل ومن أعدائه .

[حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد ويقال عبد الرحمن بن عبد .]

يُسامح ويعفو عن من يُسئ إليه ولا يرد الإساءة بالإساءة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .

(6)
وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ
لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ

ومن سمات هذا النبي , حبه الشديد لدعوته فلايكل ولا يمل حتى يضع الحق فيعمل بكل جهد مكثف وتعب مضني من أجل أن يُحِق الحق ويدحض الباطل , فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد ولا يكل ولا يمل أملاً في هداية المشركين وكان يأتي على نفسه ويتحامل من أجل هدايتهم وإزالة نير الشرك عن أعناقهم فأنزل الله تعالى


{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} الكهف 6


{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} الشعراء3

قال القرطبي رحمه الله [{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } أي قاتل نفسك ومهلكها] ا.هـ

قال بن كثيررحمه الله [باخع أي: مهلك نفسك بحزنك عليهم ]ا.هـ

قال قتادة رحمه الله [قاتل نفسك غضباً وحزناً عليهم ]ا.هـ

قال الطبري رحمه الله [يعني تعالـى ذكره بذلك: فلعلك يا مـحمد قاتلُ نفسك ومهلكها علـى آثار قومك ]ا.هـ

(7)
وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ


{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ28

صديقي العزيز سوبر مان


مالذي يمنع أن يكون محمداً صلى الله عليه وسلم نبياً من عند الله وكل الدلائل والبراهين الدالة على نبوته موجودة في كتابك المقدس ؟؟

فإن كنت تنظر للقتال , فالقتال للدفاع عن دين الله لا للعدوان , وإن كنت تنظر لقتال أهل الكتاب , فالأمر كان للرجال المقاتلين منهم , وعفا النساء والأطفال والشيوخ من دفع الجزية بل ونهى عن قتلهم في ميادين القتال .

فلم ترفض فكرة كون محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ؟؟

إن كان لديك أي تعليق أو نقض أو إضافة للرد على ما قلته فتفضل وسأكون مشكوراً وممتناً , أما إذا إقتنعت في قرارة نفسك بأنه الحق , فأدعوك لعدم التكبر على الحق والإنصياع له وأن تشهد شهادة التوحيد

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .

لك تحياتي وإحترامي .

للمزيد من مواضيعي