|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() سورة المائدة إن هذه السورة الكريمة المباركة أخر سورة نزلت من كتاب الله كما جاء في حديث عبدالله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما و بها قول الله تعالى: (لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) (المائدة : 3 )اخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب . هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟1/2 قال تعالى:(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ()يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة : 15-16 ) ما المراد بقوله تعالى:(وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) : لأهل العلم اقوال في ذلك: 1) أنه يسكت عن مسائل كثيرة من مسائلكم ولا يخبركم بها بل يسترها عليكم ولا يفضحكم بمخازيكم 2) أنه يعفو عن كثير من التكاليف الشاقه التي كنتم كلفتم بها كما قال تعالى:(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 ) والشاهد هنا ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ ) والفهم الخاطيء هنا تفسير النور بالنبي صلى الله عليه وسلم. كما ذكره الألوسي والجلالين . ولما فسرت ألاية بهذا ذهب الصوفية بذلك كل مذهب , فقالوا النبي ![]() لقد ردد الصوفيه هذا الكلام وبنوا عليه مذهبهم , بل اسسوا عليه معتقدهم , فخالفوا بذلك أهل السنة والجماعه في أصل من أصول الدين وأوقعهم ذلك في الشرك الأكير والكفر المبين. والمفهوم الصحيح للآية ليس على نحو ما ذهبوا اليه أو بنوا عليه ما اعتقدوه . فتفسير (النور)الوارد هو القرآن الكريم وليس النبي ![]() قال الطبري في تفسيره(حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: يا أهْلَ الكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم. ) , وقال البغوي:( " قد جاءكم من الله نور "، يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقيل: الإسلام، " وكتاب مبين "، أي: بين ، وقيل: مبين وهو القرآن. ) وقال ابن سعدي رحمه الله:( قد جاءكم من الله نور " وهو القرآن ، يستضاء به في ظلمات الجهالة ، وعماية الضلالة . " وكتاب مبين " بكل ما يحتاج الخلق إليه ، من أمور دينهم ودنياهم . من العلم بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية . ثم ذكر من الذي يهتدي بهذا القرآن ؟ وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك فقال : " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام " )يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
أيات قرانية بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
mosaab1975
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟ 2/2 ان الله تعالى لو قال: قد أرسلنا اليكم نورا, فلا يحتمل الا النبي صلى الله عليه وسلم, ولو قال : أنزلنا اليكم نورا, فلا يحتمل إلا القران , فإذا لم يكن هذا مفسرا في تلك الآية فهو مفسر في غيرها في مثل قولة تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 ) والمراد بالنور هنا هو القران.
وقال تعالى:(َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 ) والنور الذي أنزل معه القرآن أيضا , وقوله تعالى :(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (التغابن : 8 ) هو القران كذلك. فهذه الأيات التي ذكرت النور بمعنى القرآن كافية لتفسير آية المائدة(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ ) بأنه هو القران وليس النبي ![]() وقد يقول قائل: فكيف يكون النور هو القرآن والكتاب المبين هو القرآن!!! فيعطف الشيء على نفسه. والجواب: ان هذا ليس من جنس هذا وانما هو من باب تعدد الصفات لموصوف واحد ونظائرة في القران الكريم كثيرة, ومنها ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الإسراء : 82 ) , وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (يونس : 57 ) فكل هذا يدل على جواز تعدد الصفات لموصوف واحد. إن النورانية لا ننفيها عن النبي ![]() |
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() توضح كثير من سور القرآن أن السموات و الأرض قد خلقت في ستة أيام . و هنا مشكلتان ؛ الأولى انه من الثابت علمياً أن خلق السموات و الأرض قد استغرق بلايين السنين . و الثانية : أنه في التعبير القرآني نفسه كانت مدة الخلق ثمانية أيام بدلاً من ستة (41 : 9-12) . . فكيف يمكن التوفيق بين هذه الآيات؟ الجواب: في كثير من السور القرآنية تتحدث آيات كثيرة عن خلق الله ، سبحانه و تعالى ، السموات و الأرض و تقدير ما فيهما في ستة أيام . . و من هذه الآيات : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الأعراف : 54 - و يونس : 3) . { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (هود : 7) . { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الفرقان : 59) . {) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (السجدة : 4) . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (ق : 38) . { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الحديد : 4) . و ليس هناك تعارض بين تحديد زمن الخلق للسموات و الأرض في ستة ايام ، و بين ما يراه العلم من استغراق ذلك الخلق بلايين السنين ، ذلك أن المدى الزمني "لليوم" عند الله ، سبحانه و تعالى ، ليس هو المدى الزمني القصير "لليوم" في العرف و التقويم الذي تعارف عليه الإنسان في هذه الحياة الدنيا . . و في القرآن آيات شاهدة على ذلك ، منها : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّه -(لم يتغير)-ْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا -(أي نرفعها من الأرض لنؤلفها)- ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة : 259) . فبعض اليوم ، في حساب الإنسان - هنا - بلغ مائة عام . . أي قرابة 37000 يوم!و كذلك الحال في قصة أهل الكهف . . فما حسبوه يوماً أو بعض يوم قد بلغ ثلثمائة عام بالتقويم الشمسي و ثلثمائة و تسعة أعوام بالتقيم القمري . . { قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } (الكهف : 19) . . {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} (الكهف : 25-26) . و كذلك الحال يوم ينفخ في الصور - يوم البعث - يحسب بعض المجرمين أن مكثهم في الدنيا لم يتجاوز عشر ليال . . بينما يحسب آخرون منهم أن مكثهم لم يتعد اليوم الواحد : {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} (طه : 102-104) . أما عند الله ، سبحانه و تعالى ، فإن لمصطلح "اليوم" مدى لا يعلم حقيقة طوله و أمده إلا هو : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج : 47) . و الآية لا تحدده بألف سنة مما نعد نحن في تقويمنا . . و إنما تستخدم أداة التشبيه – الكاف – (كألف) – ليظل المدى غير معلوم لنا في هذه الحياة . . و غير ممكن التحديد بوحداتنا نحن في القياس الزمني . . فيوم الدين – الجزاء - . . و أيام الله . . و الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات و الأرض . . مداها – بمقاييس أيامنا نحن – لا يعلمها إلا الله ، سبحانه و تعالى . . ثم إن ما اكتشفه العلم من سرعات للصوت . . و سرعات للضوء . . و زمن الضوء – سنة ضوئية – يجعل تفاوت و اختلاف المفاهيم و المقاييس لمصطلح "اليوم" أمراً مقرراً و مألوفاً . . هذا عن المشكلة الأولى من مشكلتي السؤال . . أما المشكلة الثانية – من مشكلتي السؤال – و الخاصة بحديث بعض الآيات القرآنية عن أن الخلق للسموات و الأرض قد يفهم أنه استغرق ثمانية أيام ، و ليس ستة أيام . . – و هي آيات سورة فصلت : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (فصلت : 9-12) . هذه "المشكلة" لا وجود لها : فليس هناك تناقض و لا تفاوت بين المدة الزمنية التي جاءت في هذه الآيات و بين الآيات الأخرى التي ورد فيها تحديد الأيام الستة . . ففي هذه الآيات – من سورة فصلت – نجد أن الله ، سبحانه و تعالى ،يخبرنا بأنه : { خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } ثم { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا } في تمام { أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} . . أي في يومين آخرين يضافان إلى اليومين اللذين خلق فيهما الأرض ، فيكون المجموع أربعة أيام . . و ليس وارداً أن يكون خلق الرواسي و تقدير الأقوات قد استغرق أربعة أيام . و لعل من توهم الشبهة – التي جاءت في السؤال – قد أتت من هناك . . أي من توهم إضافة أربعة أيام إلى اليومين اللذين خلقت فيهما الأرض ، فيكون المجموع ستة . . و إذا أضيف إليها اليومان اللذان خلقت فيهما السماء – { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } – يكون المجموع ثمانية أيام ، و ليس ستة أيام . . لكن إزالة هذه الشبهة متحققة بإزالة هذا الوهم . . فالأرض خلقت في يومين . . و خلق الرواسي و تقدير الأقوات قد استغرق ما تمم اليومين أربعة أيام . . أي استغرق هو الآخر يومين . . ثم استغرق خلق السموات السبع يومين . . فكان المجموع ستة أيام من أيام الله سبحانه و تعالى . . و لقد نبه المفسرون على هذه الحقيقة – المزيلة لهذا الوهم – فقال القرطبي : "( أربعة أيام ) يعني في تتمة أربعة أيام. ومثاله قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما؛ أي في تتمة خمسة عشر يوما." (1) و قال الزمخشري : "« في أيام أربعة سواء » فذلكة لمدة خلق الله الأرض وما فيها كأنه قال: كل ذلك في أربعة أيام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان.... وقال الزجاج: في أربعة أيام في تتمة أربعة أيام يريد بالتتمة اليومين." (3) فهذه الآيات من سورة فصلت تؤكد – هي الأخرى – على أن خلق السموات و الأرض إنما تم في ستة أيام . . و من ثم فلا تناقض بين آيات القرآن و لا تفاوت في مدة الخلق الإلهي للسموات و الأرض . . و حاشا أن يكون شئ من ذلك في الذكر الحكيم . ---------------------------------------------------- (1) (الجامع لأحكام القرآن) ج15 ص343 ، مصدر سابق . (2) الفذلكة : جملة ما فصل و خلاصته . (3) (الكشاف) ج3 ص 444 ، مصدر سابق . |
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أحسنت أخي جزاكم الله خيرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ما هي الوسيلة؟ :007:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة : 35 ) وهذه الآية يتخذها الصوفية بدعوة جواز التوسل بالأنبياء والأولياء, وكذلك الأولياء الصالحين, وتوسعوا فيها حيث شملت مشايخ الطرق. فباب الوسيلة مشروع على مصراعية لا يضرهم ولا يضيرهم ان يتوسلوا بأي شيء سواء سواء كان دعاء ام نذرا أم طوافا, ولكن ما هي الوسيله؟ وهل كل وسيلة مشروعة؟ معنى الوسيلة: جاء في لسان العرب تحت (وسل)ص 4837:{{ الوسيلة: المنزلة عند الملك, والوسيلة : الدرجة , والوسيلة : القربة, و وسل فلان الى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به اليه.}} في الوسيلة قولان ذكرهما أهل التفسير، وقربهما ابن الجوزي في (زاد المسير" (2/348) قال: (أحدهما: أنه القربة، قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد والفراء. وقال قتادة: تقربوا إليه بما يرضيه. قال أبو عبيدة: يقال: توسلت إليه، أي: تقربت إليه. وأنشد: إذا غفل الواشون غدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل الثاني: المحبة، يقول: تحببوا إلى الله. هذا قول ابن زيد) 1 هـ. فالوسيلة: التقرب إلى الله بأنواع القرب والطاعات، وأعلاها إخلاص الدين له، والتقرب إليه بمحبته ومحبة رسوله ومحبة دينه ومحبة من شرع حبه، بهذا يجمع ما قاله السلف،. وقولهم من اختلاف التنوع. قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في (تفسيره) (98/2): "التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير ابن عباس داخل في هذا، لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته. وهذه الوسيلة لابد لها من شروط اساسية لتكون مجدية نافعة يحصل بها القرب أو تقضى بها الحاجة, وهي:1) ان يكون العبد المتوسل الى الله مؤمنا صالحا 2) أن يكون العمل المتوسل به مما شرع الله لعباده . 3) أن يتقربوا به اليه سبحانه. 4) أن يكون العمل المشروع قربه موافقا في أدائة لما كان الرسول ![]() فبهذا لا يكون عمل غير المؤمن قربة ولا وسيلة ولا تكون البدعة قربة الى الله تعالى . اذا بذلك ايضا يتضح ان ليس كل وسيلة مشروعة , فالوسيلة منها ما هو جائز ومنها ما هو ممنوع. قال ابن كثير رحمه الله : " يقول تعال آمراً عباده المؤمنين بتقواه ، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي : القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . والوسائل والوسيلة : هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود " انتهى . وقال الشنقيطي رحمه الله : ((التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة ، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير ابن عباس داخل في هذا ؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته . وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وقوله : ( وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَلاَ في ٱلأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رِضى الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل ، ( لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ) . وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) ، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها ، نرجو الله أن يعطيه إياها ؛ لأنها لا تنبغي إلا لعبد ، وهو يرجو أن يكون هو )) انتهى باختصار . "أضواء البيان" (2/86– 88) . وقد ثبت في صحيح البخاري، من طريق محمد بن المُنكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودا الذي وعدته، إلا حَلَّتْ له الشفاعة يوم القيامة » . حديث آخر في صحيح مسلم:من حديث كعب عن علقمة، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عَليّ، فإنه من صلى عَليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلًّتْ عليه الشفاعة. » |
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() قال تعالى:(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 ) هذا ثناء على التوراة التي اعرض عنها اليهود مع زعمهم انهم يتبعونها , فحتى لا يظن ظان لكون اليهود قد ذمهم الله عزوجل وذم صنيعهم أن التوراة قد ذُمت, فدفع هذا الظن وبين فضل التوراة وفضل المستمسكين بها , وهذا الى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.أما بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بالقرآن , مع الإيمان بالتوراة قال تعالى:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) (المائدة : 48 ) قال القاسمي في محاسن التاويل: { (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) أي: لا لمن يأتي بعدهم, ولم يختص بالحكم بها الأنبياء بل يحكم بها (الرَّبَّانِيُّونَ ) أي : الزهاد والعباد , (وَالأَحْبَارُ) : اي العلماء الفقهاء, (بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ) أي : بسبب الذي استودعوه من كتاب الله أن يحفظوه من التغيير والتبديل وأن يقضوا بأحكامه.والضمير في ( اسْتُحْفِظُواْ) للأنبياء والربانيين والأحبار جميعا ,ويكون الاستحفاظ من الله , اي: كلفهم حفظه , أو للربانيين والأحبار ويكون الاستحفاظ من الأنبياء(وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) اي: رقباء يحمونه من أن يحوم حوله التغيير والتبديل بوجه من الوجوه,أو بأنه حق وصدق من عند الله .فمعلمو اليهود وعلماؤهم الصالحون لا يفتون ولا يقضون اى بما لم ينسخ من شريعتهم, وما لم يحرف منها لشيوعه وتواتر العمل به. قال ابن سعدي : " إنا أنزلنا التوراة " على موسى بن عمران ، عليه الصلاة والسلام . " فيها هدى " يهدي إلى الإيمان والحق ، ويعصم من الضلالة . " ونور " يستضاء به في ظلم الجهل والحيرة والشكوك ، والشبهات ، والشهوات . كما قال تعالى : " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين " " يحكم بها " بين الذين هادوا ، أي : اليهود في القضايا والفتاوى " النبيون الذين أسلموا " لله ، وانقادوا لأوامره ، الذين إسلامهم ، أعظم من إسلام غيرهم ، صفوة الله من العباد . فإذا كان هؤلاء النبيون الكرام ، والسادة للأنام ، قد اقتدوا بها ، وائتموا ، ومشوا خلفها ، فما الذي منع هؤلاء الأراذل من اليهود ، من الاقتداء بها ؟ وما الذي أوجب لهم ، أن ينبذوا أشرف ما فيها من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، الذي لا يقبل عمل ظاهر وباطن ، إلا بتلك العقيدة ؟ هل لهم إمام في ذلك ؟ نعم لهم أئمة دأبهم التحريف ، وإقامة رياستهم ومناصبهم بين الناس ، والتأكل بكتمان الحق ، وإظهار الباطل ، أولئك أئمة الضلال ، الذين يدعون إلى النار . وقوله : " الربانيون والأحبار " أي : وكذلك يحكم بالتوراة الذين هادوا أئمة الدين من الربانيين أي : العلماء العاملين المعلمين ، الذين يربون الناس بأحسن تربية ، ويسلكون معهم مسلك الأنبياء المشفقين . والأحبار أي : العلماء الكبار الذين يقتدى بأقوالهم ، وترمق آثارهم ، ولهم لسان الصدق بين أممهم . وذلك الحكم الصادر منهم الموافق للحق " بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " أي : بسبب أن الله استحفظهم على كتابه ، وجعلهم أمناء عليه ، وهو أمانة عندهم ، أوجب عليهم حفظه ، من الزيادة والنقصان والكتمان ، وتعليمه لمن لا يعلمه . وهم شهداء عليه ، بحيث إنهم المرجوع إليهم فيه ، وفيما اشتبه على الناس منه . فالله تعالى قد حمل أهل العلم ، ما لم يحمله الجهال ، فيجب عليهم القيام بأعباء ما حملوا . وأن لا يقتدوا بالجهال ، في الإخلاد إلى البطالة والكسل . وأن لا يقتصروا على مجرد العبادات القاصرة ، من أنواع الذكر ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، ونحو ذلك من الأمور ، التي إذا قام بها غير أهل العلم ، سلموا ونجوا . وأما أهل العلم ، فكما أنهم مطالبون أن يعلموا الناس وينبهوهم على ما يحتاجون إليه ، من أمور دينهم ، خصوصا الأمور الأصولية ، والتي يكثر وقوعها وأن لا يخشوا الناس بل يخشون ربهم ولهذا قال : " فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا " فتكتموا الحق ، وتظهروا الباطل ، لأجل متاع الدنيا القليل . وهذه الآفات ، إذا سلم منها العالم ، فهو من توفيقه . وسعادته بأن يكون همه ، الاجتهاد في العلم والتعليم ، ويعلم ، أن الله قد استحفظه بما أودعه من العلم ، واستشهده عليه وأن يكون خائفا من ربه . ولا يمنعه خوف الناس وخشيتهم ، من القيام بما هو لازم له . وأن لا يؤثر الدنيا على الدين . كما أن علامة شقاوة العالم ، أن يكون مخلدا للبطالة ، غير قائم بما أمر به ، ولا مبال بما استحفظ عليه . قد أهمله وأضاعه ، قد باع الدين بالدنيا ، قد ارتشى في أحكامه ، وأخذ المال على فتاويه ، ولم يعلم عباد الله ، إلا بأجرة وجعالة . فهذا قد من الله عليه بمنة عظيمة ، كفرها ، ودفع حظا جسيما ، حرم منه غيره |
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() فهل هذه الآيات الكريمة في الكفار أم في المسليمن أم عامة؟ ![]() ![]() ![]() ذهب بعض أهل العلم الى ان هذه الآيات كلها في الكافرين من أهل الكتاب و حجتهم انها جاءت في سياق الآيات عن اهل الكتاب. وهنذا اختيار الطبري رحمه الله فقد قال بعد ايراد جملة من الأقوال:(واولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار اهل الكتاب لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت, وهم المعنيون بها, وهذه الآيات سياق الخبر عنهم فكونها خبرا عنهم اولى. فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله فكيف جعلته خاصا؟ قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين, فأخبر عنهم انهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه, كافرون . وكذلك القول في كل من لم يحكم بما انزل الله جاحدا به هو بالله كافر كما قال ابن عباس, لأنه بجحوده حكم الله بعلمه أنه انزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي. وذهب بعض العلماء الى ان الآيات وان كان سياقها في بني اسرائيل الا ان الله عز وجل رضي بها لهذه الأمة وهي علينا واجبة فصح عن ابراهيم النخعي عن الطبري وغيره انه قال في هذه الآية:(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 ) أنه قال: نزلت في بني اسرائيل ثم رضي بها لهؤلاء وفي رواية ورضي لهذه الأمة بها. قال الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان:(قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية {هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} نازلة في المسلمين، لأنه تعالى قال قبلها مخاطباً لمسلمي. هذه الأُمة {فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِأايَـٰتِى ثَمَناً قَلِيلاً} ، ثم قال: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية، وعليه فالكفر إما كفر دون كفر، وإما أن يكون فعل ذلك مستحلاً له، أو قاصداً به جحد أحكام الله وردها مع العلم بها. أما من حكم بغير حكم الله، وهو عالم أنه مرتكب ذنباً فاعل قبيحاً، وإنما حمله على ذلك الهوى فهو من سائر عصاة المسلمين، وسياق القرآن ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} في اليهود لأنه قال قبلها: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلاٌّنْفَ بِٱلاٌّنْفِ وَٱلاٍّذُنَ بِٱلاٍّذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} . فالخطاب لهم لوضوح دلالة السياق عليه كما أنه ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُون } . واعلم أن تحرير المقام في هذا البحث أن الكفر والظلم والفسق كل واحد منها ربما أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معارضةً للرُّسل وإبطالاً لأحكام الله فظلمه وفسقه وكفره كلها كفر مخرج عن الملة، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معتقداً أنه مرتكب حراماً فاعل قبيحاً فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة، وقد عرفت أن ظاهر القرآن يدل على أن الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى، والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، وتحقيق أحكام الكل هو ما رأيت، والعلم عند الله تعالى.) وقال ان سعدي: ( فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر ، وقد يكون كفرا ينقل عن الملة . وذلك إذا اعتقد حله وجوازه . وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أعمال الكفر ، قد استحق من فعله ، العذاب الشديد . ) حاصل القول في الحكم بغير ما انزل الله : فمما سبق يتبين أنه لأهل العلم تفصيلات وأقوال فيمن حكم بغير ما انزل الله حاصلها وأصوبها والله اعلم: اولا : من حكم بغير ما انزل الله معتقدا ان ما انزله الله هو الحق والخير والصواب ولكنه حكم بغير ما انزل الله طمعا في الدنيا او اشباعا لرغبة نفس وانتصار لها فهذا لايكفر كفرا مخرجا من الملة. ثانيا: من حكم بغير ما انزل الله مستحلا له او مفضلا له على حكم الله عز وجل فقد كفر كفرا مخرجا له عن الإسلام, وكذا من استهزأ بأحكام الله عز وجل. ثالثا: من جحد حكم الله عز وجل المنزل على رسله وأظهر خلاقه وزعم انه من عند الله وحكم به فهو كافر كفرا مخرجا عن الإسلام كاليهود الذين بدلوا حكم الله في الزانين الذي هو الرجم. رابعا: أن الحاكم بغير ما انزل الله قد وردت فيه ايات ثلاث في هذا المقام وهي ايات رقم 44 و45 و 47 من سورة المائدة. والكفر والفسق والظلم كلها قد تأتي بمعنى واحد وهو الكفر المخرج عن الملة أحيانا , ![]() وقد تأتي بمعان أخر وتكون كلها ليست بمخرجة من الملة كحديث:( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ( البخاري ومسلم), فليس بكفر مخرج من الملة لأن الله تعالى قال ![]() خامسا: ان المكره على الحكم بغير ما انزل الله والمجبر على فعل ذلك لا ينسحب عليه الحكم بالكفر , قال تعالى:(الا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان). سادسا: إن المتأول الذي حكم بغير ما أنزل الله وهو متأول لا يحكم عليه بالكفر . |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
آداب, وحقد, المسلمين, المستشرقين, قرانية |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
آداب المحادثة في برنامج البالتوك | خادم المسلمين | غرف البالتوك | 10 | 17.12.2012 20:55 |
نجاة المسيح من الصلب كما ورد فى كتابهم المكدس؟؟؟؟؟؟؟؟ | سيف الاسلام م | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 1 | 10.11.2009 00:29 |
آداب الزيــــارة بين النساء | أمــة الله | قسم الأسرة و المجتمع | 2 | 27.05.2009 16:53 |