يقول العالم الأمريكي الشهير (كريسى موريسن) : "لو تناولت عشرة دراهم ، وكتبت عليها الأعداد من1 إلى 10 ، ثم رميتها في جيبك وخلطتها جيدا ثم حاولت أن تخرجها من الواحد إلى العاشر بالترتيب العددي ، بحيث تلقى كل درهم في جيبك بعد تناوله مرة أخرى. . فإمكان أن نتناول الدرهم المكتوب عليه في المحاولة الأولى واحد على عشرة ؛ وإمكان أن تتناول الدرهمين (2،1) بالترتيب واحد في المائة وإمكان أن تخرج الدراهم (4،3،2،1) بالترتيب هو واحد في العشرة آلاف. . حتى إن الإمكان في أن تنجح في تناول الدراهم 1إلى 10 بالترتيب واحد في عشرة بلايين من المحاولات! !".
بعد ان ضرب (كريسى موريسن) هذا المثال ، استطرد قائلا:
(إن الهدف من إثارة مسألة بسيطة كهذه ، ليس إلا أن نوضح كيف تتعقد (الوقائع) بنسبة كبيرة جدا في مقابل (الصدفة).
ولو قسنا المثال السابق لكريسى موريسن على عظام الفك فى اطار المصادفات والاتفاقات بالنسبة لتكوين ضرس واحد :
سوف نجد ان تكوين ضرس واحد بالطريق السابق احتماله واحد على عدد لا يمكن تصوره ..
ففى مثال كريسى موريسن كانت الارقام الداخلة فى اطار دائرة الاحتمال معروفة وتتسم بالتحديد- بحيث لو اخرجت اى رقم بطريقة عشوائية فلن يخرج كونه 1 او 2 او 3 او .....10 - والتحدى كان متعلق باخراج اربعة دراهم بالترتيب التصاعدى الصحيح بطريقة عشوائية ومع ذلك خرج لنا رقم فلكى يجعل الامكانية مستحيلة , اما فى حالة الضرس فعناصر الدائرة غير محدود و باب الاحتمالات مفتوح على مصرعيه بمعنى اخر لن استطيع ان اقول ان الشىء المتكون لن يخرج عن كونه سنة او ناب او ضرس او اى شىء اخر مطلقا فانا لا اعلم ما الذى سوف يتكون وان افترضنا بصفة خارجة عن العقل تكون شىء فسوف يدخل هذا الافتراض فى دائرة مفرغة من الاحتمالات ليس لها نهاية , فالمتكون يمكن ان يتكون ضرس ويمكن ان يكون ناب ويمكن ان يكون شىء اخر , بحيث اذا افترضنا ان تكوين الضرس يعنى (ا) فان الشىء الاخر سوف يعنى (ا) , (ب) , (ج) وهكذا الى ما لا نهاية ... حيث ان ( ا) و(ب) و (ج) اشياء اخرى مغايرة تماما للضرس فى الشكل والوظيفة ولن نستطيع ان نسلم بغير ذلك مادام ليس هناك تحديد للعناصر او تحجيم لدائرة الاحتمالات كما حدث فى مثال كريسى موريسن ناهيك على ان يتكون شىء فى الاساس.
وذلك شىء طبيعى لانه عند عدم تحديد العناصر وتحجيم دائرة الاحتمالات تكون الصدفة غير مقيدة بتكوين شىء معين مما يجعل كل الاحتمالات واردة سواء كانت متعلقة بالتكوين او شىء اخر لنجد انفسنا قد خرجنا عن دائرة الاحتمالات البسيطة والمعقولة الى احتمالات شديدة التعقيد ليس لها حدود يمكن ان تبتلع دائرتها كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة , وشدة اتساع الدائرة فيها ليست متعلقة بالترتيب فقط بل بالترتيب والتكوين والشكل والهيئة والوظيفة فمن الذى يستطيع ان يحجم كل هذه الاحتمالات ويوجهها نحو غاية معينة ؟ لابد من وجود ارادة عاقلة تجمع بين سعة العلم وكماله ..
كل ذلك السيناريو خاص بتكوين ضرس واحد ومتعلق بجانب واحد خاص بهذا الضرس وهو التكوين فما البال فى احتمالات تكوين الضروس والاسنان الباقية واو ضاعها وتناغمها واشكالها .
يتبع بعون الله