العودة   شبكة كلمة سواء للحوار الإسلامي المسيحي العودة المنتدى الدراسات الإسلامية و العلوم الشرعية العقيدة و الفقه

العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة.

آخر 20 مشاركات
جدول عملي ليوم عرفة (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          فضائل يوم عرفة (الكاتـب : نور عمر - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          Mecca the forbiden city (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حقوق الأجراء و الخدم في الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          The Heritage Of Abraham PBUH (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عشائية ساحرة بصوت خالد الرياعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الفيلم الوثائقي : كسوة الكعبة المشرفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مكّة المكرّمة : أورشليم - مدينة السلام الموعودة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مسيحية تمزق على الهواء كتابها المقدس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من الذبيح ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القطف الجني لتلاوات الشيخ عبدالله الجهني : شهر شوال 1445هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص خروج 33 : 11 يسقط الهولي بايبل في التناقض (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : كثرة أسماء الكعبة المشرّفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : ماء زمزم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حنين الجذع للنبي حقيقة أم خرافة ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فإلهكم إلهٌ واحد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ملة أبيكم إبراهيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الإعجاز الغيبي في الإخبار عن حشّاشي الهرمنيوطيقا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 03.09.2010, 02:36

m7b Alrswl

عضو

______________

m7b Alrswl غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.04.2009
الجــــنـــــس:
الــديــــانــة:
المشاركات: 28  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.09.2010 (20:20)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي أدب الأختلاف في الأسلام الحلقة الثانية ((تاريخ الاختلاف وتطوره))


تــاريخ الاختــلاف وتطــوره :
1. احتلاف الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
لم يكن في عهد النبي صلي الله عليه وآله وسلم ما يمكن أن يؤدي إلي اختلاف بالمعني الذي ذكر ،ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مرجع الجميع باتفاق ومردهم في كل امر ومفزعهم في كل شأن وهاديهم من كل حيرة فإذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في شئ ردوه إليه صلى الله عليه وآله وسلم وأما الذين لم يستطعون رده إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعدهم عن المدينة فيقع بينهم الاختلاف في تفسير مالا يعرفونه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم )وتطبيقه علي ما نابهم من أحداث وقد لا يجدون في ذلك نصاً فتخلتف اجتهاداتهم ..هؤلاء إذا عادو الي المدينة والتقوا برسول الله عرضوا عليه ما فهموه من النصوص التي بين أيديهم أو ما اجتهدوا فيه من القضايا فإما أن يقرهم علي ذلك فيصبح الأمر من سنته صلى الله عليه وآله وسلم وإما أن يبين وجه الحق والصواب فيطمئنون لحكمه صلى الله عليه وآله وسلم ويأخذون به ،ويرتفع الخلاف ،ومن أمثلة ذلك مايلي:
1. ماأخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآلأه وسلم قال يوم الأحزاب : ((لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ))فأدرك بعضهم العصر في الطريق ،فقال بعضهم :لا نصلي حتي نأتيها،أي ديار بني قريظة ،وقال بعضهم :بل نصلي ،لم يرد منا ذلك . فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعنف واحد منهم ((صحيح البخاري)) وظاهر من هذا الحديث الشريف أن الصحابة رضوان الله عليهم انقسموا إلي فريقين فى موقفهم من أداء الصلاة فريق أخذ بظاهر اللفظ (المناطقة) أو بما يسمي أصوليو الحنفية بـ (عبارة النص) وفريق استنبط من النص معني خصصه به . وتصويب رسول صلى الله عليه وآله وسلم دليل علي مشروعية كل من المذهبين .
2. ومن أمثلة كذلك ما أخرجه أبو داود والحاكم من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه قال ( احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ،فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح ،فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال (يا عمرو صليت باصحابك وأنت جنب ؟)فأخبرته بالذي ) وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء:29)فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لسنا بصدد ذكر كل ما اختلف فيه الصحابة علي عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم بين آخذ بظاهر النص ،وبين متدبر ومقلب له علي مختلف وجوهه، ومستنبط لشتى المعاني فذلك أمر يطول ، غير أنه يكفي أن نشير هنا أنهم رضوان الله عليهم فهموا من تلك الوقائع أن الدين يسر وأن الشرع متسع للطريقين بحدود وضوابط التأويل بأنه فالسؤال ما هو التأويل وانواعه وضوابطه ؟
التــــــــــــأويل وأنـــــــواعــــــــــــــــــه :
والتأويل من الأخذ بماوراء الظاهر للفظ بما لا يتعارض مع ثوابت الدين ونصوصه الأخري وبما تحتوي لغة العرب .وأنـواع التـأويـل :ثلاثة ...
الأول : تــأويل قريب :- وهـو ما يمكن معرفته بأدني تأمل مع احتمال اللفظ له مثل اعتبار التصدق بمال اليتيم ،أو التبرع به لغيره ،أواتلافه مساوياً لأكله ،أو أولي بالتحريم الذي دل عليه قوله تعالي )إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ)(النساء: من الآية10).
ومنه اعتبار التبول في إناء ثم صب البول في الماء الراكد مساوياً للتبول المباشر فيه ،والذي نهي عنه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يبول أحدكم بالماء الدائم ثم يغتسل فيه ) (متفق عليه) باعتبار ان كلا العملين مؤد لتلوث الماء .
الثـاني : تــأويل بعيـــد :وهـو ما يحتاج الوصول إليه مزيد من التأمل مع كون اللفظ يحتمله ،وذلك كاستنباط ابن عباس رضي الله عنهما ،أن أقل الحمل ستة أشهر من قوله تعالي :) وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )(الاحقاف: من الآية15) معقوله تعالي :)وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)(البقرة: من الآية233)
الثالث : تـــأويـل مستبــعد : وهـو ما لا يحتمله اللفظ ،وليس لدي المؤل على تأويله أي نوع من أنواع الأدلة ،وذلك نحـو تفسير بعضهم قول الله تعالي :)وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16)
بأن النجم هـو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلامات هم الأئمة ،وكتفسير بعضهم قوله تعالي : )ِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(يونس: من الآية101) بأن الآيات هم الأئمة ،والنذر هم الأنبياء.
ضـــــــوابط التـــــــــأويل : ويتبين مما ذكر ان التأويل بالأضافة إلي القدرة علي التأمل وعلى التدبر ما يدل عليه ويلجئ إليه وإلا فإن الأخذ بالظواهر أسلم ولا يطرق باب التأويل إلا في الامور الأجتهادية وأما الاعتقادية فلا مجال فيها له .
وعند الاضطرار إلي التأويل لابد من فهم النص وتحليله ومعرفة سائر أوجه دلالتهالتي تشهد لها اللغة،وتدعمها مقاصد الشريعة ،وتساعد عليها كلياتها وقواعدها العامة .
قد جاءت لفظة التأويل بمعني التفسير في كثير من النصوص وذلك للصلة الوثيقة بينه وبين التفسير ففي قول الله تعالي )وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)(آل عمران: من الآية7)فقد ذهب معظم المفسرين الي ان المراد بالتأويل هنا التفسير ومنهم الطبري الذي نقل عن بن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف ،وكذلك ورد في دعاء النبي لابن عباس ((اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ))ولعل هذه الصلة الوثقي بين الاصطلاحين في استعمال الكتاب والسنة تبيح لنا استعارة الضوابط التي وضعها أهل الأختصاص للتفسير كضوابط للتأويل كذلك، مما لا شك فيه انه توجد أمور ليس لأحد أن يخوض فيه بتأويل بل يلزم حدود ما ورد فيها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ،وقد وضع العلماللتأويل والتفسير وشروطاً منها :
اولاً: ألا يرفع التأويل ظاهر المعني المفهوم من اللفظ حسب القواعد اللغوية ،وأعراف العرب في التخاطب بهذه الالفاظ .
ثانياً : الأ يناقض نصاً قرآنياً
ثالثاً : ألا يخالف قاعدة شرعية مجمعاً عليها بين العلماءوالأئمة .
رابعاً : وجوب مراعاة الغرض الذي سيق النص له من خلال سبب النزول أو الورود
_ أمـا أنواع التأويل الباطلة والمردودة فيمكن إدراجها ضمن الأقسام التالية :
أولاً : التأويل والتفسير الصادران عن غير المؤهل لذلك ممن ليس له علم كفي باللغة وبقية لوازم التأويل .
ثانياً : تأويل المتشبهات بدون سند صحيح.
ثالثاً : التأويلات التي من شأنها أن تقرر مذاهب فاسدة مخالفة لظواهر الكتاب والسنة أو لما أجمع عليه المسلمون .
رابعاً : التأويل مع القطع بأن مراد الشارع ذلك دون دليل .
خامساً : التأويل القائم على الهوى ،كتأويلات الباطنية وأمثالهم .
وهذه التأويلات المردودة كلها تندرج تحت ما سبق أن ذكرناه من التأويل المسـتبعد.
أهــــــــــل الاجتهــاد من الصحابـــة :
أخرج الدارقطني من حديث جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجر في راسه ثم احتلم فسأل أصحابه :هل تجدون رخصة لي في التيمم ؟فقالوا : مانجد لك رخصة وأنت تقدر علي الماء فاغتسل فمات .فلما قدمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُخبر بذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (قتلوه قتلهم الله ،ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء الغي السؤال ،إنما يكفيه أن يتيمم ،ويعصر أو يعصب –شك منرواي الحديث- علي جرحه خرقة ،ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ....))(سنن ابو داود) فالرسول صلى الله علي وآله وسلم لم يعذرالمفتين هنا من أصحابه بل عنفهم وعاب عليهم أنهم افتوا بغير علم وان ه اولي لهم السؤال لا التأويل بغي رعلم فعلاج العي أي الجهل والتحير هو السؤال .
هذه من المفتاوي التي عابها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في الرعيل الاول رضوان الله عليهم وقد كان يقر كثير من الاجتهادات التي تعرض عليه ان كانت بضوابط تأويلية سليمة فقد يختلفون فيتحاورون فيما اختلفوا فيه بدافع الحرص ،دون تجاورز او تنازع او شقاق او تبادل الاتهامات التي من شأنها تؤل الي الشقاق ...
تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأختلاف
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدرك ان بقاء هذه الأمة رهين بتآليف القلوب التي التقت علي الحب في الله ،وأن حتفها في تناحر قلوبها لذلك كان عليه الصلاة والسلام يحذر من ان يذر الخلاف قرنه فيقول ((لا تختلفوا فتختلف قلوبكم )) البخاري. وكان كرام الصحابة رضوان الله عليهم يرون ان الخلاف لا يأتي بخير كما في قول بن مسعود رضى الله عنه ((الخلاف شر)) لذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم يجتث بذرة الخلاف قبل أن تتنامي..عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: هجرت إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فسمع أصوات رجلين اختلفا فيآيه فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال: ((إنما هلك من قبلكم باختلافهم في الكتاب ))وعن سبرة قال :سمعت عبد الله بن مسعود قال ؛ سمعت رجلاً قرأ آيه سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلافها فأخذت بيده فاتيت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((كلاكما محسن )) قال شعبة :أظنه قال ((لا تختلفوا فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا ))راجع البخاري باب كراهية الاختلاف .
والقرآن الكريم ينبه علي أدب الاختلاف حين يقع بين الصحابة رضوان الله عليهم فعن عبد الله بن الزبير قال ((كاد الخيران أن يهلكا –أبو بكروعمر- رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس ،وأشار الآخر الآخر بالقعقاع بن معبد بن زرارة ،فقال أبو بكر لعمر : رضي الله عنهما :ماأردت الا خلافي قال عمر :ما اردت خلافك ،فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالي )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات:2) قال الزبير :فما كان عمر يُسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد هذه الآيه حتي يستفهمه( البخاري )
معالم أدب الأختلاف في عصر النبوة
1 . كان الصحابة رضوان الله عليهم يحاولون ألا يختلفوا ماامكن فلم يكون يكثرون من المسائل والتفريعات بل يعالوجزن ما يقع من النوازل في ظلال هدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعالجة الأمر الواقع –عادة- لاتتيح فرصة كبيرة للجدل فضلا عن التنازع والشقاق .
2. إذا وقع الاختلاف رغم محاولات تحاشيه وسارعوا في رد الأمر المختلف فيه إلي كتاب الله والي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسرعان ما يرتفع الخلاف.
3.سرعة خضوعهم والتزامهم بحكم الله ورسوله وتسليمهم التام الكامل به .
4.تصويب رسول الله للمختلفين في كثير من الامور التي تحتمل التأويل ولدي كل منهم شعور بأن ماذهب إليه أخوة يحتمل الصواب كالذي يراه ،وهذا الشعور كفيل بالحفاظ علي احترام كل من المختلفين لأخيه ،والبعد عن التعصب للرأي .
5. الالتزام بالتقوي وتجنب الهوى ،وذلك من شأنه ان يجعل الحقيقة وحدها هدف المتخلفين ، حيث لا يهم أي منهما أن تظهر الحقيقة علي لسانه ،أو علي لسان أخيه .
6.التزامهم بآداب الاسلام من انتقاء اطايب الكلم ،وتجنب الألفاظ الجارحة بين المتخلفين ،مع حسن استماع كل منهما للاخر.
7. تنزهم عن المماراة ما أمكن ،وبذلهم أقصي أنواع الجهد في موضوع البحث ،مما يعطي لرأي كل من المختلفين صفة الجد والاحترام من الطرف الأخر ،ويدفع المخالف لقبوله أو محاولة تقديم الرأي الأفضل منه .
تلك هيأبرز معالم أدب الاختلاف اليت يمكن استخلصها من وقائع عصر الرسالة .
الاختلاف في عصر الصحـابة وآدبـــه:
حاول بعض الكتاب علي الساحة الإسلامية ،أن يصوروا جيل الصحابة رضوان الله عليهم بصورة جعلت العامة تري أن ذلك الجيل ليس متميزاً فحسب ،بل هو جيل يستحيل تكراره ،وفي هذا من الإساءة للإسلام ما لايقل عن إساءة أولئك الضالين الذين يزعمون أن استئناف الحياة الإ الاسلامية في ظل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد عصر الصحابة ضرب من المستحيل ،يجب ألا تتسامي نحوه الأعناق وبذلك يطفئون جذوة الأمل في نفوس لا تزال تتطلع إلي الحياة في ظل الشريعة السمحاء.
إن الصحابة رضوان عليهم أمة صنعها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم،وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهرانينا ولا يزالان قادرين على صنع أمة ربانية في أي زمان وفي أي مكان ...إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد اختلفوا في أمور كثيرة ،وإن كان هذا الاختلاف وقع في حياته عليه الصلاة والسلام ،فكيف لا يختلفون بعده؟إنهم قد اختلفوا فعلاً ،ولكن كان اختلافهم له اسبابه وكانت له آدابه وكان مما اختلفوا فيه من الأمور الخطيرة:
1. اختلافهم في وفاته عليه الصلاة والسلام :
فإن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أصر علي أنه لم يمت واعتبر القول بوفاته صلى الله عليه وآله وسلم إرجافاً من المنافقين فتوعدهم عليه ،حتي جاء أبو بكر الصديق رضى الله عنه وٌرأ علي الناس )وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)
وقوله تعالي: )إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)
فسقط السيف من يد عمر وخر إلي الأرض واستيقن فراق الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وانقطاع الوحي وقال عن الآيات التي تلاها ابو بكر رضى الله عنه ((كأني لم أكن قرأتها قط )) (تفسير بن كثير والطبري وسيرة بن هشام)
ويروى عن بن عباس رضى الله عنهما عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال له في خلافته ((با ابن عباس هل تدري ما حملني علي مقالتي التي قلت حين توقى رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم :قلت لا أدري يا أمير المؤمنين انت اعلم قال: فإنه –والله- وغن كان الذي حملني علي ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآيه : )وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )(البقرة: من الآية143)فو الله إن كنت أظن أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيبقي فب أمته حتى يشهد عليها بىخر أعمالها ،فإنه فإنه الذى حملني علي أن قلت ما قلت )) (سيرة بن هشام ) وكانه رضى الله عنه قد اجتهد في معني الأيه الكريمة ،وفهم أن المراد منها شهادة الدنيا وكذلك يقتضي بقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلي أخر أيامها.
.2.واختلافهم رضوان الله عليهم في خلافة رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم :
فقد اختلفوا فيمن تكون الخلافة فانحاز الأنصار الي الصحابي الجليل سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة واعتزل على والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وانجاز المهاجرين لأبكر الصديق وكادت ان تقع فتنة كبري وليس بمستغرب في هذي الاحيان لما تركه وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فراغ وذهب عمر وابو بكر الي الأنصار وتحدث رجل الانصار وتابعه ابو بكر الصديق ويقول الفاروق عمر رضى الله عن الجميع انه كان يود الكلام الا ان ابا بكر رضي الله عنه تقدم ويقول عمر والله كانه تكلم بكل كلمة كنت انوي ان اقولها بل واستحسن كلم ابي بكر عما كان ينوي قوله الي ان انتهي الامر الي ما يعلم من بيعة سقيفة بني ساعدة المعروفة وماكان من تزاحم الانصار في المبايعة بعد عمر حتي كاد ان يقتل سعد بن عبادة من كثرة زحام المبايعين لابي بكر رضى الله عنهم اجمعين كما وصفه الفاروق (سيرة بن هشام ) وحسم الخلاف دون ان تبقى في النفوس رواسب الإحن ،وتوحدت كلمة المسلمين للمضي برسالة الحق الي حيث شاء الله لها ان تنتشر.
3. اختلافهم رضوان الله عليهم علي قتال مانعي الزكاة :( يستحسن مراجعة ذلك في البداية والنهاية:
ورأي عمر وموقف ابو بكر وكالعادة لديا الرعيل الاول ارتفع الخلاف في هذه المسألة الشائكة ايضاً واتفقت الكلمة علي قتال مانعي الزكاة المرتدين علي رأي ابي بكر رضي الله عنه وحفظ الاسلام .
إن المتتبع لسيرة الرعيل الأول رضوان الله عليهم يلحظ ان جميع القضايا التي اختلافوا فيها كانت لها اسبابها ومبرارتها الدامغة وان الجميع كان يرجو نصرة الحق وحفظ الرسالة وانه لم تحمل احدهم علي اتهام الاخر ولا نبذه او الاقلال منه او تسفيه بل الكل كان لتحري الحق احرص وبأداب الاختلاف اوعي واعمل .. واليكم غيض من فيض من معالم أداب الاختلاف بين الصحابة في عهد الخلافة وانقطاع الوحي:
سمات أدب الاختلاف في عهد الخلافة الراشدة :
كانوا يتحاشون الاختلاف ،وهم يجدون عنه مندوحة فهم يحرصون الحرص كله علي عدمه.
وحين يكون للخلاف أسبابه تبرره من مثل وصول سنة في الأمر لأحدهم لم تصل للاخر أو اختلافهم في فهم نص أو في لفظة كانوا وقافين عند الحدود يسارعون للاستجابة للحق والاعتراف بالخطأ دون شعور غضاضة وكانوا شديدي الاحترام لأهل العلم والفضل والفقه منهم .
لم تكن المسائل الاعتقادية مما يجري فيه الخلاف ،فالخلافات لم تكن تتجاوز مسائل الفروع
كان الصحابة رضوان الله عليهم قبل خلافة عثمان رضي الله عنه منحصرين في المدينة وقليل منهم في مكه ،لا يغادرون إلا لجهاد ثم يعودون فيسهل اجتماعهم ويتحقق إجماعهم في كثير من الأمور .
كان القراء والفقهاء بارزين ظاهرين كالقيادات السياسية وكل له مكانته المعروفة التي لا ينازعه فيها منازع كما أن للكل شهرته في الجانب الفقهي الذي يتقنه مع وضوح طرائقهم ومناهجهم في الاستنباط عليها بينهم ما يشبه الاتفاق الضمني .
كانت نظرتهم إلي استدراكات بعضهم علي بعض أنها معونة يقدمها المستدرك منهم لأخيه وليست عيباً او نقداً .
الأختلاف الأسلام الحلقة الثانية ((تاريخ الاختلاف وتطوره)) الأختلاف الأسلام الحلقة الثانية ((تاريخ الاختلاف وتطوره))
انتظرونا في الحلقة الثالثة الخلاف في عهد التابعين وآدابه والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
الأختلاف الأسلام الحلقة الثانية ((تاريخ الاختلاف وتطوره)) الأختلاف الأسلام الحلقة الثانية ((تاريخ الاختلاف وتطوره))
https://www.kalemasawaa.com/vb/t8324.html#post59652

الحلقة الأولي من الموضوع
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
((تاريخ, وتطوره)), الأختلاف, الإسلام, الاختلاف, التالية, الحلقة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
الحلقة الثانية من برنامج (فتشوا الكتب) محمود داود - وهم الناسوت واللاهوت معاذ عليان قناة المخلص 1 07.11.2010 02:46
أدب الأختلاف في الأسلام الحلقة الأولي مقدمة وتمهيد m7b Alrswl العقيدة و الفقه 10 03.09.2010 02:40
الحلقة الثانية للأخ التاعب على قناة المخلص -اسم الله وقضية التوحيد معاذ عليان قناة المخلص 4 25.06.2010 17:41
الحلقة الثانية من برنامج -جواب جريء- للرد على رشيد ووحيد - قناة المخلص معاذ عليان قناة المخلص 7 24.06.2010 12:00



لوّن صفحتك :