ركن الفتاوي وضع الفتاوى الموثوقة المصدر فالمنتدى ليس جهة فتوى |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الله لم يخلق الإنسان ليعذبه
ما رأيك بمن يقول أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار ؟ </SPAN> السلام عليكم ورحمة الله وبركاته</SPAN> يا شيخ عبد الرحمن لقد قرأت للشيخ القرضاوي فتوى مفادها أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولنتخلد النفوس بالنار . والحكمة والرحمة تأبيان أن يتصل عذاب الله سرمدا . فيمقابلة طويلة معه في مجلة النخبة السعودية ((مجلة إسلامية )) . فما رأيك يا شيخ بهذه الفتوى ! وجزاكم الله ألف خير الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نعم . إن الله لم يَخْلُق الْخَلَق لِـيُعَذِّبَهم ، ولكن الإنْسان هو الذي أضَرَّ بِنَفْسِه ، وعَرَّضَها للعَذَاب ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا رأى شَيْخًا يُهَادَى بين رجلين فقال : ما هذا ؟ قالوا : نَذَر أن يمشي إلى بَيت الله . قال : إن الله غَنِيّ عن تَعْذِيب هذا نَفْسَه . رواه البخاري ومسلم . والله سبحانه وتعالى حَكَم عَدل . والله تبارك وتعالى يُحِب العُذر ، ولذا بَعث الرُّسل . قال سبحانه : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) وقال صلى الله عليه وسلم : لا شَخْص أحَبّ إليه العُذْر مِن الله ، مِن أجْل ذلك بَعَث الله الْمُرْسَلِين مُبَشِّرِين ومُنْذِرِين ، ولا شَخْص أحَبّ إليه الْمِدْحَة مِن الله ، من أجل ذلك وَعَد الله الجنة . رواه البخاري ومسلم . فإذا كان الله أعْذر إليهم بأن أرسل إليهم الرسل ، وأنزل عليهم الكتب ، وحلّت بهم – أو قريبا من دارهم – القوارع والنذر ، فما استكانوا لربهم وما استجابوا ، فليس لهم سوى النار . ولذا فإن الكفار إذا طلبوا يوم القيامة تخفيف العذاب يوماً واحدا تردّ عليهم الملائكة بقولهم : ( قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ) وإنما أُتي مَن قال مِثل هذا الكلام مِن نَظرة إلى جانِبٍ دون الآخر . لأنه نظر في جَانب الرحمة دون جانب العَدل . وحِكْمَة أحكم الحاكمين وعَدله سبحانه وتعالى لا يتعارضان مع الرَّحمة ، وإلاَّ لَمَا شُرِعَت الْحُدود ولا شُرِع القصاص والتعزير ونحوه . ولذا فإن الحكمة تُقدّم على الرحمة في قضايا الحدود . فالرحمة الإبقاء على القاتل بعدم قتله ، وعلى السارق بعدم قطعه ، ولكن الْحِكْمَة مِن قتل هذا وقطع هذا أعظم لِمَا في ذلك مِن حِفْظ مَصالح العباد ، من أموال وأعراض ودماء وعقول وأنفس وأديان ، وهذه هي الضرورات الخمس أو الكليّات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها . والحكمة هي وضع الشيء في موضعه . فهل تقتضي حكمة أحكم الحاكمين أن يجعل الكفار المجرمين كالمؤمنين الأخيار ؟ ولذا فإن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما للمتقين قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ؟ أي لا يُمكن أن يستويان عند الله . وعدله سبحانه وتعالى يقتضي أن ينال الظالم جزاءه ، وأن ينال المحسن جزاءه . وأن يُخلّد المؤمن في الجنة ، ويُخلّد الكافر في النار . وهذا الذي تدل عليه نصوص الوحيين . قال سبحانه وتعالى عن الكفار : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) والآيات في هذا كثيرة ، وهي تدلّ على خلود الكفار في النار ، وأنهم لا يُخفف عنهم من عذابها ولا يُخرجون منها . قال تبارك وتعالى عن الكفار : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) بل حتى تخفيف العذاب ليوم واحد ليس بِحَاصِل لَهم . قال جل جلاله : (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ) ولا يُقضى عليهم فيموتوا ليرتاحوا من العذاب . قال سبحانه : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) ومما يدل على ذلك من السُّـنَّة قوله صلى الله عليه وسلم : يؤتى بِالْمَوْت كَهيئة كَبش أملح ، فيُنادي مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم . هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم يُنادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم . هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيُذبح ، ثم يُقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ). رواه البخاري ومسلم . وزاد الترمذي : فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة فيها والبقاء لَمَ اتُوا فَرَحًا ، ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها والبقاء لَمَ اتُوا تَرَحًا . والآيات والأحاديث الدالة على خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار كثيرة ، وإنما أرَدْتُ الإشارة إليها . ثم هذا القول الذي قيل به لم يدل عليه دليل من الكتاب ولا من السُنة كما أنه لا يدل عليه العقل ، بل دلّت الأدلة على خلافه كما رأيت . وهذا القول الذي قاله هو قول المعتزِلة ، وليس قول أهل السُّـنَّـة . بل هو قَوْل أهل الإشراك في الجاهلية الأُولى الذين أرَادوا مُسَاواة الْمُحْسِن بالمسيء ! قال تعالى مُنْكِرًا عليهم : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟ والله أعلم . الشيخ عبدالرحمن السحيم للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الله لم يخلق الإنسان ليعذبه
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
هِداية
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
ليعذبه, الله, الإنسان, يخلق |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|