((حدّثَنِي عَمْرُو بنُ عَمّار :
قَالَ كَانَ أبُو مُعَاذِ الأَنْمَارِي ، فِي يَومِ عِيدِ الأضْحَى يَمُرُّ بالصَّحَاري ، وأثْنَاء حِلّهِ وَتِرْحَالِهِ،وَمَا أَحَدٌ مِمّنْ حَوْلَهُ يَعْرِفُ بِحَالِهِ ،وصَلَ إلَى أَرْضٍ غَنّاءْ ، بَعْدَمَا عَانَى مِنَ السَّفَرِ الْوَعْثَاءْ ، وَكَانَت هَذِهَ الأَرْضُ تُسَمّى الزَّقَازِيقْ ،فَمَرّ رَجُلٌ هُوَ بِالاحْتَرَامِ حَقِيقْ ، اسْمُهُ الشَّيْخُ الرَّاجِي ،استَاذٌ فِي حَلّ الألْغَازِ والأَحَاجِي ،وأسأل اللهَ عز وجل أن يكون من العذاب ناجِِ، وهذا الرجل الهمام،قد خدم أمة الإسلام ، وغرفة دعوية للرد على الشبهات أقام ،فكان بحق خير من صالَ وجالْ ، ويردد :هل من ضيفٍ له سؤالْ ؟ ، فاختصر المقالْ ، ثم إن أبا معاذ الأنماري ، أراد أن يستريح ،فكان يمشي كمر الريح ، حتى يلحق استراحة كلمة سواء، فبلغ ما أراد وكان الإستواء ،فأطلّ وشاهدْ ، وكَتَبَ وعاهدْ ، ورأى أناسًا أماجدْ ،وممن رأى،نورًا تلألأ في البستان ، أتدرون من ؟ ، أمنا الفاضلة نوران ،أسأل ربي لها الغفران ،وأسأله سبحانه أن لا تترك المنتدى ويقينا الحرمان ، ومشى ابو معاذ ، فرأى أختنا الفاضلة زهراء ، أسأل الله رب الأرض والسماء ، أن يغفر لها ولكل من أساء ، وأن يجعلها كالزهر الأريج لهذا الدين ،ويهدي بها الضالين ، وينفع بها الصالحين ،ثم مشى أبو معاذ ، ورأى ناسًا يكبرون ، وأخرون يهللون ،الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد ،فجلس معهم ، وكان يسمعهم ،فرأى من بعيد ، وكان اليوم يوم عيد ،رأى اثنين ليس لهما من العيوبِ، أسدَ الدين وأبا حفصٍ الأيوبي،فحملق واستغلق ، وأغلظ ورقق ،ثم قال :
مَنْ لِي بِفَارِسَيْنِ مِنْ هؤلاء الأماجد ،،، يَصُدُّونَ غَارِةَ مَنْ أَغَارَ أَوْ يُعَانِدْ هذان هما أســـــــــــــد الــــدين وأبو ،،، حفــــــــصٍ وهما هما مَنْ يُكَابِدْ
فِي رفعِ كَلِمَـــــــةٍ ســــــــــواءٍ للأفق ،،، فـــمن ينـاقص أو يـــــــزايد
فطفق الناس لهما يشيرون ، وبالأحضان يأخذون ويعانقون ،ومضى أبو معاذ الأنماري ، يمشي رويدًا إلى الدار،وقد كان في مصلى النساء ،أميرات الدعوة في كلمةٍ سواء،فكانت هناك الأخت نورا، أسأل الله لها من القول نورا ، وأن ينجيها من زخرف القول وزورا، ليبقى المنتدى لنا منيرا ،وأيضًا كانت الأخت ميران ـ نسأل الله لها النجاة من النيران ،وأن يقبلها عنده لتنافس حور الجنان، وكانت تجلس بجوار الأخت أخت الإسلام ،يجزيها ربنا كل خير وإنعام ،ويهئ لها سبل الخيرعلى مرور الأيام ، وهناك كانت الأخت نور الهدى، وكان معها طفلها ابن ايام عددا،فاستبشرنا بالعيد ،لوجود طفل جديد ،ولما ذهب أبو معاذ الأنماري ،وتركناه قبل ُ وكان في الدار ، وقد بدأ الرحلة منذ شهر المعراجِ ، فاشتاق لرؤية إنج.كون وأحمد نجم ومحمد السوهاجي ، فدخل عليهم حينذاك ،فوجد أحدهم يمسك عودَ أراكْ ،والأخر قد أَضْجَعَ كبشًا أملحا،والثالث يصلح شفر السكين ويصلحا،فقال مستبشرا، وكاد من الفرح أن يولّي مدبرا ، لولا اللحم المشوي ، وآخر مطبوخ وثالث مقلي ،فقال :
ما ذقتُ لحما منذ شهورعديده ،،، فلا تحرموني منها وإلا فالحديده
فقال أخونا محمد السوهـاجي ،،، عليك أن تمسك وتقطع بلا إحراج
وأردف أخونا الحبيب إنج كون ،،، اقطع ولا يهمك مــهما يكــــــون
وعلّق أخونا الحبيب أحمد نـــــجم ،،، خــذ يا أبا مـعاذ ولا تقـول بِمْ
فأكل أبو معاذ ، حتى انتهت من الطبخ اسطوانة الغاز ، فلما امتلأ بطنه بما اشتهى ،قال الآن سأسافر إلى قها ، وفي جريانه قابل الأخ سيف الإسلام،أجزل له ربي جزيل الإنعام ،فلما أن رأه ، سافر إلى مثواه ،لأنه لا يجيد اللغة العربية ،ولا يعرف الحال والتمييز من الأفعال المبنية، ولكم مني ألف سلام وتحيه ، )))
والله المستعان
ادعوا لأخيكم
والسلام
|