أما حكميا إذا أمر الله ادم بالإضافة إلى عدم الأكل من شجرة المعرفة عدم الأكل من شجرة أخرى وتم عصيان كلا الأمرين فسوف يكون هناك معصيتين بدلا من معصية واحدة ولا يمكن أن نقارن معصية بمعصيتين سواء فى القدر أو الحجم .
لذا فان الاحتمال النظري لحدوث عصيان آخر ينزع ثوب اللامحدودية من الخطيئة الأولى لوجود مجال قائم في حدوث خطيئة اكبر منها ان لم يكن فى الحجم ففي الكم كناتج لإضافة خطيئة أخرى ، هذا المجال لا يتوقف سوى على أمر آخر وعصيان .
ومن ناحية أخرى لو أضفنا أخطاء ادم التالية لخطيئته الأولى فيجب بناء على عدم محدودية الخطيئة الأولى أن يكون حجمها الذاتي اكبر من حاصل الجمع الناتج عن اضافتها للتالى من الاخطاء وهذا محال لان العقل يسلم بكون الحاصل اكبر لأنه يشمل في إطاره الخطيئة الأولى مضافا لها الأخطاء الأخرى .
مع الانتباه إلى أن الخطيئة الأولى وما تلتها من أخطاء يندرج تحت الجرم الأجمالى لآدم أو بمعنى آخر حجم الجرم الأجمالى لآدم يرتبط بمجمل أخطائه سواء كانت الأولى أو الأخيرة حتى لا يتم الفصل بين ذلك وذاك فتعامل الخطيئة كحالة مستقلة ، فالأخطاء منفصلة لكن الفاعل واحد ، وبالتالي فان الخطيئة الأولى في إطار العقل والنقل والعرف محدودة ولا شك في محدوديتها .
يتبع بعون الله تعالى