
11.11.2010, 09:03
|
|
مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
23.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.798 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.01.2024
(10:38) |
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
|
|
|
|
|
ثم قال : ولكن إذا جاء روح الحق فذاك الذي يرشدكم إلى جميع الحق ، وإنه يخبركم بكل ما يأتي ، وبجميع ما للرب فدل هذا على أن الفار قليط هو الذي يفعل هذا دون المسيح وكذلك كان فإن محمداً صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى جميع الحق حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ، ولهذا كان خاتم الأنبياء فإنه لم يبق نبي يأتي بعده غيره ، وأخبر محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما يأتي من أشراط الساعة والقيامة والحساب والصراط ووزن الأعمال ، والجنة وأنواع نعيمها ، والنار وأنواع عذابها، ولهذا كان في القرآن تفصيل أمر الآخرة وذكر الجنة والنار وما يأتي أمور كثيرة لا توجد لا في التوراة ولا في الإنجيل ، وذلك تصديق قول المسيح أنه يخبر بكل ما يأتي ، وذلك يتضمن صدق المسيح وصدق محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا معنى قوله تعالى : إنهمكانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرمجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين.
أي : مجيئه تصديق للرسل قلبه ، فإنهم أخبروا بمجيئه فجاء كما أخبروا به ، فتضمن مجيئه تصديقهم ، ثم شهد هو بصدقهم فصدقهم بقوله ومجيئه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله بين يدي الساعة كما قال : بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطىوكان إذا ذكر الساعة علا صوته واحمر وجهه واشتد غضبه ، وقال : أنا النذير العريان.
فأخبر من الأمور التي تأتي في المستقبل بما لم يأت به نبي من الأنبياء كما نعته به المسيح حيث قال : أنه يخبركم بكل ما يأتي ولا يوجد مثل هذا أصلاً عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أن يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين.
وأيضاً فإنه قال : ويعرفكم جميع ما للرب فبين أنه يعرف الناس جميع ما لله، وذلك يتناول ما لله من الأسماء والصفات وما له من الحقوق وما يجب من الإيمان به وملائكة وكتبه ورسله بحيث يكون يأتي به جامعاً لما يستحقه الرب، وهذا لم يأت به غير محمد-صلى الله عليه وسلم- فإنه تضمن ما جاء به من الكتاب والحكمة.
وأيضاً فإن المسيح قال: إذا جاء الفارقليط الذي يرسله أبي فهو يشهد لي، قلت لكم هذا حتى إذا كان تؤمنوا به، فأخبر أنه أشهد له، وهذه صفة نبي بشر به المسيح ويشهد للمسيح، كما قال تعالى: وإذ قال عيسى ابنمريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرابرسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.
وأخبر أنه يوبخ العالم على الخطيئة، وهذا يستحيل حمله على معنى يوم بقلب الحواريين فإنهم آمنوا به وشهدوا له قبل ذهابه فكيف يقول إذا جاء فإنه يشهد لي ويوصيهم بالإيمان به ؟ أفترى الحواريين لم يكونوا مؤمنين بالمسيح فهذا من أعظم جهل النصارى وضلالهم.
|