هل يمكن ان تدع الخطيئة اللامحدودة مجال لحمل خطيئة اخرى ؟

[ابن النعمان]

هل يمكن ان تدع الخطيئة اللامحدودة مجال لحمل خطيئة اخرى ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يمكن ان تدع الخطيئة اللامحدودة مجال لحمل خطيئة اخرى ؟
اذا كانت الخطيئة الاصلية غير محدودة فانها لن تدع اى مجال لان تحمل معها خطيئة اخرى حتى لو كان الحامل غير محدود .
لان الفرق بين اللامحدود واللامحدود صفر وخارج قسمتهما واحد هذا يدعونا الى القول ما العمل فى الاخطاء الاخرى ؟ .
الجانب الاخر ..
ماذا لو تركت الخطيئة الاولى مجال لحمل خطيئة اخرى ؟
ان حدث ذلك و تركت الخطيئة الاصلية مجال لحمل خطيئة اخرى ، فلن تكون غير محدودة وبالتالى لن يكون هناك اى مشكلة فى حملها من محدود ، بل يمكن التعامل معها بنفس الطريقة التى تعامل بها الرب مع ابراهيم ، وابنه سواء كان اسماعل او اسحاق ، فيخلق كبش ومن منطلق كونه كلى القدرة يعطيه من الحجم والعظمة ما يؤهله لحمل اوزار و اخطاء البشر بسهولة تامة دون لبس او تعقيد.
وبالاخص :
-اذا كان الحامل الغير محدود لن يستطيع ان يستوعب سوى خطيئة واحدة فقط نظرا لعدم محدوديتها
- عدم استدعاء الامر لكل ذلك وشاهدنا اهل نينوى الذين غفر لهم الرب دون صلب او فداء .
والحقيقة الجلية التى لا مراء فيها ان كل الكلام السابق فيه تمادى مع معتقدات النصارى المشوهة التى تنفر منها وتبتعد عنها العقول السليمة والفطر السوية ولكن ماذا نفعل عند مخاطبة اصحاب الضلالات الذين جمدوا العقل والغوا التمييز.. هذه المعتقدات الى تحمل فى ذاتها وبين طيات كتابها كل الايات و الدلائل التى تصرخ بتهافتها وبطلانها ، فالقول بعدم محدودية الخطيئة وحده كافى لتدمير هذه العقيدة لكونه سوف يغلق الباب على المسيح فى تحمل اخطاء اخرى للبشر ، فيكون هذا القول نفسه شاهدا على الفساد من ذاته على ذاته ، فلا يبقى الا المغفرة ولا شىء سواها ولا عجب فى ذلك لاصحاب العقول ، فهى وحدها المعنية بالتعامل مع الاخطاء .
ولو تصفحنا الكتاب المقدس فسوف نجد ان به الكثير من وسائل المغفرة ايسرها الصلاة والتوبة .
أليس المسيح هو الذي علمنا أن نصلي إلى الله قائلين : (( وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! )) [ متى 6 : 12 ]
أليس الذى هو قال : (( فإن غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. )) [ متى 6 : 14 ، 15 ] .
الم يقل داود في صلواته : (( إنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِك َ؟ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ )) [ مزمور 130 : 3 ] .
وكيف نشك فى ذلك والله يغفر ويتوب على الكافر الذى اقترف اكبر خطيئة .. هذه الخطيئة التى لا يستطيع ان يتحملها المسيح وباعترافه والدليل الضمنى كون الايمان شرط للخلاص .
يقول الاب بولس اليافى : " مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالحهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية لأبيه السماوي" مع اضافة هذه المقطع ( الا انه ابى الا ان يتألم البشر بحرمانهم من الجنة ليتمتعوا بجحيم الارض الذى كان يمكن ان يكونوا فى منأى عنه بهذا السجود البسيط ) , ومن قبله قال القس بولس سباط .
" لم يكن تجسد الكلمة ضروريا لإنقاذ البشر ، ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " (مناظرة بين الاسلام والمسيحي – اعداد مركزالتنوير الاسلامى ص163 (
واخيرا يقول الرب فى كتابهم المقدس (وخطاياكم لا أعود أذكرها ... أطرحها فى بحر النسيان) ؟؟؟

للمزيد من مواضيعي