
18.09.2010, 02:25
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
13.03.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
277 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
14.06.2013
(00:21) |
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
|
|
|
|
|
هارون الرشيد وقصته مع الفضيل بن عياض
ذكر ابن الجوزي أنَّ هارون الرشيد طاف في حجهِ على العلماء والصالحين يلتمس منهم أنْ يعظوه. حتى انتهى هو والفضل بن الربيع وزيرُه فقرعا الباب على الفضيل رحمه الله. فإذا هو قائم يصلي بآية يرددها. ثم أجاب الوزيرَ سائلا : "من هذا ؟" قال ابن الربيع : "فقلت : أجبْ أمير المومنين ! فقال : ما لي ولأمير المومنين ؟ فقلت : سبحـان الله ! أما عليك طاعة ؟ (...). فنـزل ففتح الباب، ثم ارتقى الغرفة فأطفأ المصباح. ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت.
"فدخلنا. فجعلنا نجول عليه بأيدينا. فسبقت كفُّ هارون قبلي إليه. فقال : يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عز وجل ! (...) فقال : "إن عمر بن عبد العزيز لما ولِي الخلافةَ دعا سالم بن عبد الله، ومحمد بن كعب القُرَظِيَّ، ورجاءَ بن حَيْوَة، فقال لهم : إني قد ابتُليتُ بهذا البلاء فأشيروا علي. فعد الخلافة بلاء وعددتها أنتَ وأصحابك نعمة. فقال له سالم بن عبد الله : إن أردتَ النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبيرُ المسلمين عندك أبا، وأوسطُهم عندك أخا، وأصغرُهم عندك ولدا.
"وقال له رجاء بن حيوة : إن أردت النجاة غدا من عذاب الله عز وجل فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت !
"وإني أقول لك : إني أخاف عليك أشد الخوف يوما تزل فيه الأقدام ! فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا ؟ فبكى هارون بكاء شديدا حتى غُشِيَ عليه. فقلت له : ارفق بأمير المومنين ؟ فقال : يا ابن الربيع ! تقتله أنت وأصحابُك وأرفُـقُ به أنا !"[1].
من علمائنا وصالحينا من انقبضوا عن السلطان انقباض الفضيل إذْ أطفأ مصباحه وترك الزائرين عند الباب يُشعِرُهما بهوانهما عليه. ومن الملوك من خلط عملا صالحا وآخر سيئا، فيبكي إذا وُعظ، ثم ينصرف إلى الدنيا وبسطتها. يُفسدُ النظامُ الرجالَ، فأنى يُفلتُ من رِبقته إلاَّ أمثال عمر بن عبد العزيز ! وتبقى الأمة بعد مرور زيد وعمر من الناس في الربقة، ما منها من خلاص.
[1] "صفة الصفوة" ج2 ص137.
للمزيد من مواضيعي
|