| 
 
27.12.2010, 23:03
 | 
| 
| 
|  | ______________
 
  |  | 
| الملف الشخصي 
| التسجيـــــل: | 04.04.2010 |  
| الجــــنـــــس: | أنثى |   
| الــديــــانــة: | الإسلام |  
| المشاركات: | 3.143  [	عرض ] |  
| آخــــر نــشــاط |  
| 09.02.2016 
(19:34) |   
| 
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
 |  |  |  |  | 
| 
 الرد على دعوى تحريف القرآن 
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 السؤال  :
 
  أرجو أن تجيب على هذا السؤال فهو مهم بالنسبة لي ، فقد كنت أقرأ في صفحة  معادية للإسلام على الإنترنت حيث قال أحد النصارى بأن الشيخ السجستاني قال في كتابه  " المصاحف " بأن الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على الأقل عشر كلمات ،  يدَّعي بأن السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " وقد  ادَّعى هذا النصراني بأنَّه جمع الكلمات العشر التي تم تغييرها باللغة العربية  .الجواب:حاولتُ الحصول على نسخةٍ من هذا الكتاب دون جدوى فأرجو التوضيح ، فأنا لا  أتخيَّل أنَّ جميع العلماء والحفَّاظ يسمحون لشخصٍ بأن يغيِّر   القرآن   ولا يقولوا  شيئاً ، حتى ولو أن السجستاني روى هذا .
 هذا الأمر لا يُعقل أبداً لأننا لسنا  كاليهود والنصارى لا نحفظ كتابنا ونتركه لرجال الدين ، فالمسلمون يحفظ كثير منهم    القرآن   وكلهم يتلوه فلا يعقل أن لا يلاحظ أحد الفروق والاختلافات  .
 
 
   الحمد لله ،ما جاء في السؤال نقلاً عن كتاب " المصاحف " لابن أبي  داود : فإليك الرواية فيه والحكم عليها :
 عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف  غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه "  .
 وكانت في المائدة : 48 { شريعة  ومنهاجاً} ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً  ".
 وكانت في يونس : 22 { هو الذي  ينشركم} ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم "  .
 وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم  بتأويله} ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم  بِتَأوِيلِهِ " .
 وكانت في الزخرف : 32 {نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم "  .
 وكانت في التكوير : 24 { وما هو على  الغيب بظنين} ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ  ..
 كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) .
 وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة ؛ إذ فيها " عبَّاد  بن صهيب " وهو متروك الحديث .
 قال علي بن المديني : ذهب حديثه ، وقال البخاري والنسائي  وغيرهما : متروك ، وقال ابن حبان : كان قدريّاً داعيةً ، ومع ذلك يروي أشياء إذا  سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع ، وقال الذهبي : أحد المتروكين  .
 انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي ( 4 / 28 )  .
 ومتن الرواية منكر باطل ، إذ لا يعقل أن يغيِّر شيئاً من    القرآن   فيمشي هذا التغيير على نسخ العالم كله ، بل إن بعض من يرى أن   القرآن   ناقص  غير كامل من غير المسلمين كالرافضة - الشيعة – أنكرها ونقد متنها  :
 قال الخوئي – وهو من الرافضة - : هذه الدعوى تشبه هذيان  المحمومين وخرافات المجانين والأطفال ، فإنّ الحجّاج واحدٌ من ولاة بني أُمية ، وهو  أقصر باعاً وأصغر قدراً من أن ينال   القرآن   بشيءٍ ، بل هو أعجز من أن يغيّر شيئاً من  الفروع الإسلامية ، فكيف يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة ؟! ومن أين له القدرة  والنفوذ في جميع ممالك الإسلام وغيرها مع انتشار   القرآن   فيها ؟ وكيف لم يذكر هذا  الخطب العظيم مؤرخ في تاريخه ، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية ، وكثرة  الدواعي إلى نقله ؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته ؟ وكيف أغضى  المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته ؟ وهب أنّه تمكّن من  جمع نسخ المصاحف جميعها ، ولم تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ من أقطار المسلمين  المتباعدة ، فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة   القرآن   وعددهم في ذلك  الوقت لا يحصيه إلاّ الله . " البيان في تفسير   القرآن   " ( ص 219 )  .
 وما نقله السائل عن الإمام  السجستاني من أنه ألَّف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " : غير صحيح  بل كذب ظاهر ، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة الذكر عن  الحجاج بقوله : ( باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف ) .
 وعلى هذا فإنه لا يمكن أن يعتمد على هذا الرواية بحال من  الأحوال ، ويكفي في تكذيبها أنه لم يثبت حتى الآن أن أحداً نجح في محاولة لتغيير  حرف واحد ، فلو كان ما روي صحيحاً لأمكن تكراره خاصة في عصور ضعف المسلمين وشدة  الكيد من أعدائهم ، بل مثل هذه الشبهات التي تثار هي أحد الأدلة على بطلان هذه  الدعاوى ، وأن الأعداء قد عجزوا عن مقارعة حجج   القرآن   وبيانه فلجؤوا للطعن فيه  .
 
 http://www.islam-qa.com/ar/ref/23487
 
 للمزيد من مواضيعي  
 
 
 
  |