![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() رسالة نصح من حركة التوحيد والإصلاح إلى جماعة العدل والإحسان من أعضاء المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح إلى الإخوة الأفاضل أعضاء مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان وفقهم الله وسدد خطاهم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد ارتأينا أن نكتب إليكم هذه الرسالة في شأن الموضوع الذي خيم على جماعتكم وعلى اهتمام المتتبعين لأنشطتها وأحوالها خلال الشهور الأخيرة، ألا وهو موضوع الموجة الكثيفة من الرؤى والبشارات المنامية التي اجتاحت أعضاء الجماعة، وتدفقت إلى وسائل الإعلام والنشر. إننا – أيها الإخوة الكرام- إذ نكتب إليكم هذه الرسالة في الموضوع، فإنما يحدونا إلى ذلك: 1. النصح والتذكير لكم ولعامة إخواننا في جماعة العدل والإحسان. فنحن حريصون عليكم وعلى سلامة دينكم ورشاد دعوتكم كحرصنا على أنفسنا وحركتنا. فنحن نهتم بكم ونكتب إليكم غيرة عليكم لا غيرة منكم كما تذهب بعض الظنون. 2. مسؤوليتنا المشتركة – نحن وغيرنا- في حفظ الدين والذود عنه من كل تقول أو تزيد أو إفراط أو تفريط، مع السعي إلى جعل الدعوة إليه سليمة سالمة، قوية الحجة واضحة المحجة، محصنة من الثغرات والمنزلقات قدر المستطاع. 3. التخوف من الانعكاسات السلبية- الدعوية والإعلامية والسياسية- لهذه الموجة العارمة من الرؤى ولما يمكن أن يتبعها من تداعيات على الجميع. ونحن نستحضر هنا الجهات المناوئة للدعوة الإسلامية وللحركة الإسلامية عموما. إنهم يترصدون كل ما يصدر عنا من حق وخير وصواب، ليحرفوه ويشوهوه، فكيف إذا ظفروا ببعض الأخطاء أو ببعض مواطن الخلل والزلل، أو بما هو محتمل لشيء من هذا أو ذاك؟ الرؤى ظنون واحتمالات. نحن جميعا مؤمنون ومتفقون على ما وردت به نصوص الشرع من كون الرؤيا الصالحة الصادقة هي جزء وبقية من آثار النبوة ووظيفتها. فالله تعالى أرسل رسله مبلغين ومبشرين ومنذرين ومعلمين ومزكين. والرؤى الصالحة هي إشارات وبشارات يقذفها الله تعالى في القلوب تبشيرا وتطمينا وعونا على التفاؤل والرجاء. فهي كما تقولون- ونقول جميعا- تسر ولا تغر. ومن المعلوم أن الرؤى – في عامة أحوالها- تبقى مجرد إشارات وتلميحات ظنية احتمالية، وذلك من عدة وجوه: ـ فهي ظنية من حيث احتمال كونها رؤيا صادقة فعلا، أو هي مجرد أضغاث أحلام وهواجس نفس، أو تلبيس ووسوسة من الشيطان؟؟ ـ وهي ظنية من حيث مدى حفظ صاحبها لما رآه، ومدى ضبطه وصدقه فيما وصفه وحكاه. ـ وهي ظنية من جهة الخطأ أو الصواب في تعبيرها وتأويلها. فهي إذن سلسلة من الظنون، قد تصل إلى الرجحان في بعض الأحوال، ولكنها تبقى في حدود الظن. {إن الظن لا يغني من الحق شيئا}. وإذا كانت رؤى الأنبياء حقا وحجة، فإن هذا لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من التنبيه على ما قد يتطرق إلى رؤياه هو نفسه، عند تعرضها للتأويل والتفصيل. ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي قال: (رأيت في المنام أني أهاجر إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو الهَجَر، فإذا هي المدينة يثرب...) وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أُريتكِ قبل أن أتزوجك مرتين، رأيت الملك يحملك في سَرَقة من حرير، فقلت له: اكشف، فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يُمضه. ثم أريتك يحملك في سَرَقة من حرير، فقلت اكشف، فكشف فإذا هي أنت. فقلت: إن يك هذا من عند الله يُمضه). فهذا عن رسول الله . وفيه ما فيه من التعليم والتنبيه. ثم نجد أفضل الناس بعده، ورأس هذه الأمة صدقا وعدلا وفضلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، نجده يؤول رؤيا لأحد الصحابة، بحضرة رسول الله وبإذنه، ثم يقول: ( فأخبرني يا رسول الله – بأبي أنت – أصبتُ أم أخطأت؟ ) فهو يعرف أن تعبيره للرؤيا يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ. وهذا ما أكده الجواب النبوي الواضح: ( أصبتَ بعضاً وأخطأتَ بعضاً) (البخاري في كتاب التعبير ومسلم في كتاب الرؤيا). ثقافة الرؤى بين الاحتياط والإفراط. بالرغم مما هو مسلم ومصرح به عندكم من محدودية التعويل على الرؤى ومن ضآلة تأثيرها، وبالرغم مما ذكرناه ـ ولا يخفى عليكم ـ من وجوه الظن والاحتمال الواردة فيها، مما يجعلها أشبه بالحديث الضعيف الذي يُجوِّز بعض العلماء ذكره إذا كان لمجرد الترغيب والتحبيب في فضائل الأعمال المقررة والمعروفة في الشرع، بالرغم من هذا كله وحسب ما يقال وينشر، فإن كثيرا من إخواننا في جماعة العدل والإحسان قد بالغوا وأسرفوا في ترويج رؤاهم والتعويل عليها. ـ فهي عندهم مادة تربوية تعبوية. ـ وهي عندهم مادة ثقافية وإعلامية. ـ وهي عندهم مادة مرجعية في تزكية الجماعة وتصحيح منهجها وإثبات أفضليتها. ـ وهي مصدر ومجال للمدح والإطراء والتبجيل والتفضيل لشيخ الجماعة ومرشدها، مع إحاطته من خلالها بكثير من معاني العصمة والقداسة والمنزلة الأسطورية، مما ليس مقبولا، رغم ما نكن له – من جهتنا- من محبة ومودة وتقدير. كما أن هذه الموجة الأخيرة من الرؤى قد احتوت على كثير من الغرائب والمناكر المستبشعة التي يمجها ويشمئز منها كل ذوق سليم، فضلا عن الشرع وأحكامه وآدابه. وهي رؤى لا يصح فيها إلا التعوذ والكتمان والإهمال والنسيان، على غرار ما جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: ( جاء أعرابي إلى النبي فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج، فاشتددتُ على إثره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحدث الناس بتلعُّب الشيطان بك في منامك". وقال ( أي جابر): سمعت النبي بعدُ يخطب فقال: "لا يحدِّثنَّ أحدكم بتلعُّب الشيطان به في منامه". وقد نشر على ألسنة أعضاء الجماعة ما هو أقبح من هذا بكثير مما لايطاق سماعه ولا السكوت عنه، وخاصة ما يسيء إلى مقام الله تعالى ومقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وحتى إذا كان لكم من القدرة التأويلية ما يخفف من قبح هذه الرؤى و شناعتها، أو ما قد يضفي عليها معاني مقبولة، فلا أقل من نشر ذلك معها. كما أن الرؤى المتعلقة بسنة 2006، والمنشورة عندكم أوالمتداولة في صفوف أعضائكم، تحكي تفاصيل كثيرة و مدققة ووقائع معينة، منها قرب قيام الخلافة وتعيين الخليفة المرتقب باسمه وأوصافه... ولا يخفى عليكم ـ أيها الإخوة الأفاضل ـ أن تبنيكم لهذا النهج وتسويغكم لهذا المسار قد فرض عليكم ركوب كثير من الاستدلالات الواهية والتأويلات البعيدة. وقد كان لكم غنية وكفاية، فيما هو ثابت وصريح من أمور الدين وأدلته. وإن ما نعرفه من حرصكم على متانة دينكم وعلى قوة منطقكم لا يتناسب مع ما تضطرون إليه من تكلف للدفاع عن موجة الأحلام وكثير من الأوهام. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "يا أيها الناس: من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم. قال الله عز وجل لنبيه:{ قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}" (البخاري، كتاب التفسير) ولعلكم ـ يا إخوتناـ تدركون اليوم جيدا أن ما وصلت إليه عندكم ثقافة الرؤى، قد بلغ من الغزارة والغرابة، حدا لا مثيل له في تاريخ الأمة سلفا وخلفا! وأنتم تعلمون أيضا أن النموذج الأعلى والأمثل في الإيمان والتعبد والتدين الرشيد، إنما هو ما كان عليه السلف الأولون، وخصوصا منهم الصحابة رضوان الله عليهم. فمن تجاوزهم أو ظن أنه قد زاد عليهم أو أوتي من الفضل ما لم يكن لهم فهو على غلط ـ أو خطرـ كبير. وتعلمون كذلك أن المجاهدات والاجتهاد في العبادات لا يمثل ضمانة ولا يعطي لأصحابه حصانة من تطرق الخلل والزلل في الفهم والاعتقاد والعمل. بل قد يكون هذا الاجتهاد والاغترار به سببا ومدخلا لعدد من الانزلاقات والانحرافات، خاصة مع ضعف التمحيص العلمي و التفكير النقدي. هذا ما قصدنا التذكير به والتنبيه عليه. وإذ نؤكد مرة أخرى محبتنا وتقديرنا لكم ولفضيلة الأستاذ عبد السلام ياسين فإننا نسأل الله تعالى لنا ولكم السلامة والعافية والسداد والرشاد في ديننا ودنيانا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وحرر بالرباط في 16 ذي القعدة 1426موافق 18 دجنبر 2005 عن إخوانكم أعضاء المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح رئيس الحركة محمد الحمداوي للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ملف شامل حول الرد على جماعة العدل والاحسان الصوفية المغربية2-
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
منوعم
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الشيخ عبد السلام ياسين من الماركسية الى الطريقة البوتشيشية...: الطريقة البودشيشية : أصل تسميتها ونسبتها: [وهذه الطائفة أصلها من الجزائر مأخوذة من الطريقة ''العليوية'' وهي فرع من ''القادرية'' وأصل هذه الأخيرة من ''الشاذلية'' فهي فرع منها، كما أن أكثر الطوائف في المغرب ترجع إليها أيضا. كلمات حول الطريقة الشاذلية والشاذلية نسبة إلى أبي الحسن الشاذلي، وهو من شمال المغرب، ولد بقبيلة اغمارة قرب مدينة سبتة سنة 593 وتلقى عن عبد السلام بن مشيش ونشر طريقته بالمغرب والمشرق والطريقة الشاذلية معروفة أصلها ومنشئها وفيها ما فيها من المخالفات الشرعية الظاهرة، ومن العقائد الباطلة، فشعرها ونثرها مملوءان بعقائد ''الاتحاد والحلول''، ما هو غير خاف على من له حظ من علم الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة رد فيها على أبي الحسن الشاذلي، فإلى هذه الطريقة ترجع الطريقة ''البودشيشية'' المعاصرة، والتي كان الأستاذ عبد السلام ياسين من أعضائها الذين ساهموا في نشرها في هذه البلاد، وهي تعتمد أساسا على الصعق واقتباس النور والأنوار من الشيخ المربي فهم ينظرون إليه ويتأملون في وجهه ثم يصعقون أمامه إذا كانوا بحضرته، وإذا أراد أحدهم الصلاة يضع صورة الشيخ أمامه، وقد التقيت بهم وتحاورت معهم، ويصلون الصلاة خفيفة لا يتمون فيها الركوع والسجود، ويزعمون أن في الصلاة نورا، وإذا أطالوا فيها فإنه يحرقهم. كما أن الشخص منهم يكون جالسا ثم يصيح صيحة ثم يغيب ويصعق، فيزعمون أنه نفدت إليه الأنوار، ولربما قالوا أنوار الشيخ، فاستحضار الشيخ عندهم في جميع حركاتهم وسكناتهم ضروري. وشيخها الأول رجل أمي، ولما مات خلفه ابنه حمزة، ويقال إن عبد السلام ياسين كان على وعد من العباس أن يورثه المشيخة بعد موته، ولكنه لما توفي وجدوا وصيته لابنه حمزة، ويقال هذا سبب فراق عبد السلام ياسين لهم، ولكنه يذكر أنه ما فارقهم إلا لأجل أنهم لم يهتموا بجانب الجهاد والسياسة الشرعية]1-الشيخ محمد السحابي، أستاذ القراءات بالمغرب - جريدة التجديد . وسميت الطريقة بوتشيشية نسبة إلى مؤسسها العباس البوتشيشي ، والبوتشيشي نسبة إلى التشيش، وهو طعام من القمح المجروش، ...، ويحكى في أصل هذه النسبة قصة عجيبة مفادها: أن المختار والد العباس، زار شيخه أبا مدين الجزائري ضمن مجموعة من المريدين، فقدم لهم الشيخ طعام التشيش في قصعة كبيرة، فجعلوا يأكلون حتى شبعوا، وامتلأت بطونهم، فأمرهم الشيخ بمواصلة الأكل، فلم يمتثل الأمر إلا المختار الذي استمر يأكل حتى انتهى ما في القصعة من التشيش، ولما كان الصباح، وأرادوا أن يودعوا شيخهم هذا، طلبوا منه دعوة صالحة، فقال لهم: معشر الأبناء : السر الذي كان عندي انتقل إلى المختار بوتشيش ! ومن ذلك اليوم عرف بهذا اللقب، وعرفت الطريقة التي أنشأها ابنه بعد ذلك بالطريقة البوتشيشية. نشأتها ومؤسسها وأشهر علمائها: نشأت هذه الطريقة في منتصف القرن الماضي، في موقع على مقربة من قرية يطلق عليها: مداغ بحوالي أربع كيلومترات، من جهة الحدود المغربية الجزائرية؛ وترجع هذه الطريقة في أصلها إلى الطريقة العليوية، وهي طريقة في الجزائر، متفرعة عن الطريقة القادرية. مؤسسها : هو العباس بن المختار القادري البوتشيشي ، ولد في بداية القرن الرابع عشر للهجرة تقريباً. وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، الأمر الذي يعطي تصوراً واضحاً عن هذه الطريقة التي احتوت على كثير من الجهالات، ..... وقد كان العباس: مؤسس الطريقة البوتشيشية زيادة على كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فاقد البصر. -عقيدته: أما عقيدته فهي حلولية، حيث يؤمن بأن الله يحل في بعض خلقه وأتباعه يعتقدون أن الله –تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- يحل في شيخهم؛ ويستدلون على هذه العقيدة الكفرية بقصة إبراهيم عليه السلام مع الأفلاك، التي ذكرها الله في القرآن الكريم، فيزعمون أن قوله عليه الصلاة والسلام: ( هذا ربَّي) ، أي: حل فيه، وقوله تعالى: ( فلما أفل ) ، أي: زال. وعلى هذا فإنهم يعتقدون أن الله يحل في شيخهم في بعض الأوقات، فيخرون عند ذلك للشيخ سجداً، ويقولون: هذا الله، تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا. -وفاته ، وخليفته : توفي العباس البوتشيشي في منتصف ذي الحجة عام إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة، عن اثنتين وثمانين سنة كما نقلته من اللوحة المكتوبة على ضريحه بزاويته في مداغ . وقد خلفه على مشيخة هذه الطريقة ابنه المدعو: حمزة ، شيخ الطريقة الحالي، المولود في حدود 1329-1330هـ، وقد تولى حمزة المذكور مشيخة الطريقة عام: 1971م، وقام بتطوير الطريقة شكلاً، حيث زاد في بعض أورادها الفردية والجماعية، وأخذت الطريقة في عهده نهجاً آخر في التوسع والانتشار خلافاً لما كانت عليه في عهد أبيه، حيث صار جل المريدين المنتسبين إليها شباباً وأطرا عليا، وأكثرهم من رجال التعليم الجامعيين. ومن شروط طريقته: الخضوع الكامل للشيخ، واستشارته في كل الأمور، حتى الشرعية منها الثابتة بالنصوص القطعية، فلا يقوم المريد بذكر، أو قراءة قرآن، أو حج، أو عمرة إلا بإذن الشيخ، كما لا يباشر أمراً من أمور دنياه: من زواج، أو طلاق، أو سفر، أو التحاق بوظيفة، أو تركها إلا بإذن من الشيخ أيضاً، وقد أخبرني أحد الإخوة القضاة، الذي استجره بعض زملائه في سلك القضاء وغرروا به حتى أخذوه في زيارة لشيخهم: أنه قابل في زاويتهم مريداً كان موظفاً بوزارة العدل، فاستقال من وظيفته بأمر من الشيخ، لأن الشيخ رأى أن عمل هذا المريد ليس فيه أمل. وكان قد مضى على استقالة هذا المريد عندما حصل ذلك اللقاء: سنتان؛ وكان هذا المريد معتكفاً في الزاوية بعد أن ترك وظيفته. والإذن الذي اشترطه حمزة البوتشيشي في طريقته هو بمثابة صلاة الاستخارة عند المسلمين. ويزعم حمزة أنه شيخ مربي، وأن اتباع الشيخ المربي أمر محتم واجب، لأن النبوة ختمت بمحمد ، وبقي يحملها أهل الله، ومنهم القطب الرباني، الذي هو الشيخ المربي؛ كما أحدث حمزة اصطلاحاً جديداً يحمل عقيدة جديدة، وهذا الاصطلاح الجديد هو: "الشيخ الحي" ومعناه أنه لا ينكر الطرق الصوفية السابقة كالتجانية، والدرقاوية، وغيرها، لكن لابد من التخلي عنها عند ظهور الشيخ الحي. .... والجدير بالذكر أن المصدر التشريعي الأساس الذي يأخذ منه حمزة شريعته الصوفية هو كتاب الإبريز ، الذي أملاه عبدالعزيز الدباغ: -الأمي الجاهل- على تلميذه أحمد بن المبارك؛ فعليه وروده وعنه صدوره، ومما وصف به المغراوي هذا الكتاب الذي يتغذى حمزة ومن ورائه أتباعه مما قاءه فيه مؤلفه، قوله: (وأما الإبريز فهو مخبأة للشرك والبدع، فمن أراد الوقوف على كتاب المشركين فعليه بهذا الكتاب ......... كتاب الابريز :http://fouqara.free.fr/ar/modules.ph...=mydown&did=20 فإن أشهر أتباع هذه الطريقة : -عبدالسلام ياسين: وهذا الرجل الذي يتزعم حالياً جماعة أشبه ما تكون بطريقة صوفية، وتدعى: "جماعة العدل والإحسان"، قد مر في حياته باضطرابات فكرية وعقائديه، حيث عاش ردحاً من الزمن يتغذى على الفكر المادي .... فكر فرويد وماركس، وفجأة ينتقل إلى توجه آخر ، ومناقض له تمام المناقضة، وهذه التوجه الجديد هو التصوف، الذي لا أثر للعقل فيه البتة. قال ابن المؤقت المراكشي : (قال صاحب المدخل: إن كل طريقة من طرق العلم يمكن اختبارها إلا طريقة التصوف، فإنهم يبنونها على حسن الظن والمسالمة، وإذا أراد عالم أن يعرضها على كتاب الله وسنة رسوله، قالوا له: أنت منكر ) . يقول ياسين : (واطلعت في تجارب اليهود والنصارى الروحية، ثم رجعت إلى كتب الصوفية أستقصيها، وأنشد المفتاح الذي يفتح باب المعرفة، فوجدت أنهم –يعني الصوفية- مجمعون على أنه: (من لا شيخ له فلا مدخل له في أمرنا هذا).. وكنت أنظر فيما كتبه بعض فطاحل العارفين بالله، فلا أطيق الاستمرار في قراءته لغرابة ما ينطقون.. حتى إذا أراد الله أن يتم علي نعمته، لقيت على غير ميعاد رجلاً لم أكن أعرفه، نطق من دون أن أستنطقه، وأخبرني بأن ما كنت أطلبه موجود، وأن الشيخ المربي في البلاد على قيد أنملة ممن كان يائساً من وجود شاذلي أو جيلي في هذا العصر ! كنت قرأت كتباً، وقارفت من هذه الثقافات الأجنبية، وكانت العقلانية الماركسية الفرويدية مرتعاً لنشاطي الفكري منذ أمد بعيد، تعيش بل تعشش في ذهني ، ولم تكن العقلية العقلانية تفتت أثناء أزمتي في البحث على الحقيقة، لذا دخلت طريق القوم أحمل معي أوزار عادات جاهلية، وعبء أوهاق ثقافية تأله العقل، .. وأخذ علي العهد الصوفي مقدم الطريقة..). وقد لخص المغراوي مصادر التلقي عند ياسين في الأمور التالية: 1-الفكر الرافضي. 2-فكر الحلاج المقتول على الزندقة. 3-فكر ابن عربي الحاتمي شيخ القائلين بوحدة الوجود. 4-فكر الشعراني صاحب الطبقات 5-فكر الدباغ و كتابه الإبريز. 6-فكر التجاني والجدير بالذكر قبل إنهاء الكلام عن هذا الرجل، أنه زعم في يوم من الأيام أنه ترك الطريقة البوتشيشية، وعلل ذلك بأن أصحابها لا يهتمون بجانب الجهاد، والحقيقة أن الذي جعله ينفصل عن البوتشيشيين إنما هو ما جرى عليه العمل عند الصوفية، وصار سنة متبعة لديهم، وذلك أنه كلما أوهم الشيطان أحدهم أنه صار من الواصلين، و أنه أصبح شيخاً مربياً، إلا وانشق عن طريقة شيخه بإنشاء طريقة جديدة، يصبح هو شيخها المتربع على كرسيها .. ومما يؤيد هذا ما ذكره المغراوي من أن :ياسين كان داعية كبيراً من دعاة البوتشيشية إلى أن توفي شيخه : العباس، وكان يطمع في الميراث، ونازعه ابنه –يعني حمزة- ، فغضب لذلك وخرج من زاويتهم، وإلا فقد كان هو المرشح لامتداد هذا الضلال، ومع الأسف، فإن أتباعه ومحبيه يزعمون أنه تراجع عن الطريقة البوتشيشية، وهو لم يتراجع في يوم من الأيام –كما في هذه الرسالة- وكما سننقل عبارته من: "الإحسان الرجال" التي ذكر فيها هذا الشيخ بالتعظيم والتقدير، قال في "الإحسان الرجال" ص11: (كنت كتبت منذ خمسة عشر عاماً وأنا يومئذ لا أزال في بداياتي عن صحبتي لشيخ عارف بالله، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خيراً..!!) وهل بعد هذه الصراحة من صراحة؟ فهذا الرجل ما يزال يثني على شيخه المزعوم الذي ذكره في كل كتبه، ويذكره بصيغة الجهالة، يتحايل على الناس بذلك ؛ حتى لا يعرفوا مشربه ، ومأخذه ، وهذا الكتاب صدر سنة 1988م رقم الإيداع 899. وما يعتمد عليه أصحابه في رجوعه هو ما جاء في مجلة الجماعة، ...، وعدد المجلة هو الحادي عشر، السنة الرابعة، بتاريخ فاتح شعبان عام: 1403هـ، والمكتوب في آخر الغلاف على الجهة اليسرى بعنوان: تنبيه: أرجو أن يعتبر القارئ الكريم محتوى المنهاج النبوي آخر ما وصل إليه فكري، أثارت فقرات من كتابي: الإسلام بين الدعوة والدولة، والإسلام غداً ، جدلا، فقد تجاوزت ما هنالك من آراء، فلا أجادل عنها، وما أنا إلا طالب علم، أصيب وأخطئ، لست معصوماً!! نعوذ بالله من الجدل، ومن أن تستنـزف قوانا في المجاولات الكلامية. أهـ ما في التنبيه. قال المغراوي: أقول: الذي يرجع إلى تاريخ علماء المسلمين وغيرهم، يجدهم إذا تراجعوا عن ديانة، أو نحلة، أو مذهب، أو كتاب، أو رأي، أو فكرة، أو عقيدة، بينوا ذلك بالتفصيل، ولولا خشية الإطالة لذكرت في هذا مجلداً كبيراً، ولكن يكفي أن أشير إلى بعض الأسماء، وأترك اليهود والنصارى الذين أسلموا وبينوا انحراف وتحريف تلك الديانات بمؤلفات خاصة. أما ياسين فيؤكد عدم تراجعه كما جاء في "الإحسان الرجال": ص12، قال ما لفظه: (الآن أعود إلى الموضوع، لا لأتبرأ من الصوفية كما ألح علي بعضهم. ولا لأتحمل تبعات غيري، لكن لأقول كلمة الحق التي لا تترك لك صديقاً)! فلا أدري أقرأ أصحابه هذه العبارة وفهموها، أم أنهم روجوا الكتاب ولم يعرفوا ما بداخله..... والرجل يلخص ذلك ويركزه ويقدمه للمسلمين باسم جديد يغري الناس به، ويسميه "بالإحسان" ، فما أدري هل هذه غفلة من أصحابه؟ أو استغفال أو عدم علم بما في هذه الكتب؟!). .... أما فيما يخص انتشارها ؛ فإن عدواها قد عمت كل مناطق المغرب، لكن أكثر كثافتها إنما هي في الرباط وسلا والدار البيضاء ومكناس وفاس، بل إن عدواها انتقلت إلى خارج المغرب أيضاً، حيث يوجد لها مراكز في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وكندا وغيرها...... أما أبرز انحرافاتها [ البوتشيشة] التي انفردت بها عن بقية الطرق مع موافقتها في غيرها، فمنها: 1-ضرورة استحضار صورة هذا الشيخ الضال عند قراءة تلك الأذكار والأوراد المخترعة، الأمر الذي أدى بالمريدين البوتشيشيين إلى اتخاذ صور فتوغرافية للشيخ، ووضعها أمامهم أثناء الذكر! لأنه –حسب زعمهم الباطل- لا يحصل التوجه من المريد إلى الله إلا بوضع صورة الشيخ الفتوغرافية أمامه. 2-القضاء المبرم على عقل المريد المنتسب لهذه الطريقة، وإلغاء التفكير لديه تماماً، وذلك أن الشيخ إذا جاءه شخص جديد يسأله عن الطريقة، فلا يزيد عن أن يقول له: (أن تسلم لما ترى، وأن تبعد عقلك، وأن تلزم ورداً فترى عجباً)، ويصف طريقته هذه بقوله: (هذه طريق الحال، لا تعرف بالمقال، ولا تدرك بالأعمال، هي من فيض الله)!!. د-غلو المريدين في شيخهم، بشكل يختلف عن غلو كل مريدي الطرق الأخرى في أشياخهم، بحيث يتسابقون على شرب الماء الذي يغسل به يديه تبركاً به، أما إذا قص بعض شاربه أو لحيته، فإنهم يتبركون بشعره، بل يضعه بعضهم في محفظته ليحتفظ به، وإذا وقف بدأ الصياح، والعويل، والبكاء، والركوع والاهتزاز، ......... بتصرف عن احد المواقع .. . الرحلة الروحية لعبد السلام ياسين لعبد السلام ياسين في كتاب" الإسلام بين الدعوة والدولة" وفي رسالة "رسالة الإسلام أو الطوفان" الشهيرة، التي كتبها للملك الحسن الثاني، ... كلام طويل في الموضوع؛ فقد تحدث عن هذه التجربة في هذين المرجعين، وأيضا في بعض أجزاء كتاب الإحسان(الجزء الأول)، وفي مناسبات أخرى. .... في لقاء صحفي،.... مع الصحفي الفرنسي "فرانسوا بورجا" في أكتوبر من سنة 1987، وقد نشر بورجا هذا الاستجواب في كتابه (L'islamisme au Maghreb-La voix du sud) "الإسلامية في المغرب العربي. صوت الجنوب" وقد تُرجم هذا الكتاب إلى العربية. وملخص هذه التجربة الروحية أن الرجل أحس فجأة أنه يعيش إسلاما باردا وهادئا، ويعيش حياة عادية. وفي هذه الفترة أحس عبد السلام ياسين أن فراغا ثقيلا يطبع حياته، وأن كل ما يقوم به أصبح فاقدا للمعنى، بما في ذلك صلاته وصيامه وقراءاته بل عيشه كله. أحس الرجل وكأن الأمر قد هجم عليه هجوما، واستبدت به حالة نفسية غريبة، فانتقل الرجل من حال إلى حال، وأصبح الناس الذين يعرفونه ينكرون منه أشياء، حتى ذهب بعضهم إلى أن الرجل قد خرف، ومنهم من قال إن الرجل قد حمق. بعبارة أخرى، لقد أصبح الرجل مهموما من الداخل، فأصبحت الأسئلة تتساقط على رأسه ثقيلة، أسئلة الوجود والمصير والموت وسؤال الجدوى من الحياة، والمعنى في الوجود، واستبد به الهم فجعل يطرق الأبواب لعله يجد جوابا لما ألم به من حالة نفسية؛ يحكي ياسين أنه قرأ كتب الفلسفة والفكر، فضلا عن كتب الصوفية، بل وصل به الأمر إلى البحث في "اليوغا" وفي الثقافات الأخرى الخارجة عن المنظومة المعرفية الإسلامية، فانتهى به الحال، بعد هذا التشعب في القراءة والبحث،....[ هنا الخطأ الذي وقع فيه ياسين ] إلا أنه وجد أن القوم (يقصد الصوفية) متفقون على أن من كانت هذه هي حاله، فهو يحتاج إلى شيخ يأخذ بيده ويوجهه ويرشده. وبدأ ياسين يسأل : من المرشد الذي سيأخذ بيدي وأنا على هذه الحال؟ وظل هذا السؤال المركزي يرافقه من غير أن يجد له جوابا. وفجأة، جاءه الخلاص، فانكشف الغم والهم وبانت معالم الطريق.[ هنا بدا الخطأ ....] ... صلى يوما في مسجد بالرباط، فإذا برجل ينادي بعد الصلاة يدعو الناس إلى شيخ مرب؛ كتب ياسين عن هذا اللقاء في "الإسلام بين الدعوة والدولة" قائل : "حتى إذا أراد الله أن يتم علي نعمته لقيت علي غير ميعاد رجلا لم أكن أعرفه، نطق من دون أن أستنطقه، وأخبرني بأن ما كنت أطلبه موجود، وأن الشيخ المربي في البلاد على قيد أنملة ممن كان يائسا من وجود شادلي أو جيلي في عصره". ... استجاب الرجل دون أن يسأل عن شيء من ذلك، وصدق الرجل واستجاب له قلبه من الداخل[ وليس من الخارج ...] في سنة 1965 .......... وتوجه إلى الزاوية البوتشيشية .... انتهى به السفر إلى الشيخ الحاج العباس القادري، ولازمه بوجدة، فوجد عنده مبتغاه؛ يقول الأستاذ ياسين عن صحبته للشيخ العباس، ... وعن آثار هذه الصحبة في حياته الروحية، في ... رسالة "الإسلام أو الطوفان : " ... ولقيت رجلا طيب الله ثراه، أجلسني بين جماعة من المسلمين، فيهم الصانع والعاطل. أجلسني بين جماعة من المساكين، وكنت من سكان الفيلات وأمراء الإدارات، وذكرت الله مع المساكين، وذهبت الكبرياء، وما لبثت أن أذهب الله أيضا الشح، وكان ما لست أذكره هنا. ونمت نومة صوفية دامت ست سنوات، قرأت خلالها، بل أعدت قراءة القرآن الكريم، وقراءة السنة النبوية بقلب جديد، فكنت، ولا أزال، وأسأل الله أن يديم علي هذا الحال ويزيدني فيه قوة، أبكي إلى الله وأضرع في حال المسلمين، ثم أراجع نفسي، فأبكي على خطاياي، وأستغفره، فإذا أصبحت فكرت ودبرت، كيف العمل؟ وتألمت لما أرى من انصراف المسلمين عن حقهم، وتخاذلهم أمام باطل الذرية المرتدة...". وهكذا بدأت مرحلة جديدة في علاقته بهذا الشيخ المربي، ويذكر الأستاذ عبد السلام ياسين لهذا الرجل ولزاويته وأسرته فضلهم عليه، كما يذكر خدمته لشيخه في بيته وفي أسفاره التي كان يصحبه فيها، ودعوة الناس إليه، أينما حل وارتحل. مكث مع الشيخ العباس .... حتى موته. ... ...... يمكن أن نؤرخ للانفصال الحقيقي برسالة" الإسلام أو الطوفان"؛ فهذه الرسالة كانت إعلانا عن نهاية مرحلة الانتماء للزاوية البوتشيشية، وبداية مرحلة جديدة. أما من الناحية العملية، فقد حصل الانقطاع سنة 1972، أي بعد وفاة الشيخ العباس، وقد كان الأستاذ ياسين يومئذ قد بلغ في تحرير كتابه "الإسلام بين الدعوة والدولة" ما يقارب النصف. هناك مصادر تقول بأن عبد السلام ياسين كان يريد خلافة الشيخ العباس، وأن سبب انقطاعه الحقيقي هو فشله في تولي رئاسة الزاوية بعد وفاة شيخه. .... يقول الدكتور البشيري رحمه الله : ...... كان ياسين ينفق كل ما يملكه في سبيل شيخه، وقد ذهب في الدعوة إليه كل مذهب، بل كان يسافر في صحبة شيخه معرفا به وداعيا ومحببا، في المغرب وخارجه. ومن الناس الذين طرق .... ياسين بابهم بهذه الدعوة محمد العلوي السليماني، و..عضو في مجلس إرشاد الجماعة، وأحمد الملاخ، وغيرهما. ....... اقرءوا الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى – عرض ومناقشة ) ؛ للباحث عبدالله بن سعيد إعياش بإشراف الدكتور علي محمد الدخيل ، مقدمة لنيل الماجستير ، بكلية أصول الدين ، بجامعة الإمام ، في العام 1413هـ . |
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
والاحسان, المغربية2-, الرد, الصوفية, العين, جماعة, شامل |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
ملف شامل لمشاكل الأطفال طرح الأسباب والحلول | هبة الرحمن | روضة الطفل المسلم | 4 | 20.09.2010 17:52 |
أسرار الشفاء بالصيام ... ملف شامل | لبيك إسلامنا | رمضان و عيد الفطر | 2 | 02.08.2010 23:41 |
ملف شامل لكل أطباق البطاطا... بالصور $ أكثر من روعة | tanjawiya | الطبخ و لوازمه | 3 | 03.06.2009 16:00 |