رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() لم يكن من أهداف الحروب التي خاضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحداث توازن قُوى ورعب الدول المتحضرة في عالمنا المعاصر، التي تفتعل الحروب لأهم هدفين: استئصال الإسلام من واقع حياة المسلمين، والسعي الحثيث للحد من بلوغه مرتبة العالمية، والاستيلاء على ثروات الشعوب؛ لإفقارهموجعلهم أبدًا متسوِّلين عند أعتابهم، وما حروب الإرهاب في الشيشان وأفغانستان، والعراق وبورما، إلا تطبيقًا عمليًّا لهذه الحقيقة، وما اعتداء فرنسا مدعومة بحلفائها من العرب والغرب على مسلمي ماليعنَّا ببعيد. استهدفت تحقيق منهج الله بما فيه من خير الإنسان وصلاح معاشه على هذه الأرض، تحقيقه باعتبارهلم تكن معارك النبي -صلى الله عليه وسلم- كتلك من غير قِيَمٍ، إنما كانت حروبًا إنسانية بامتياز، فقد حكمَ الله الذي لا يتحقق هدف الحياة بدونه، ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. ![]() تحرير الإنسان من عبودية غير الله، فالله ابتَعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام.إنها الكلمة الخالدة التي تُردد صداها في الزمان والمكان، خرجت من قلبٍ طاهر صِيْغ وَفق منهج الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إنه رِبْعي بن عامر ذلك الصحابي الشاب الذي واجه رُستم بكل العزةالتي أُشربها قلبه، فدفعه للقول: هل رأيتم كلامًا قط أوضح أو أعز من كلام هذا الرجل؟ التي تقع في النار يَقَعْن فيها، فجعل ينزِعُهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحُجزكم عن النار، ضمان نجاة الإنسان يوم القيامة: ((إنما مثَلي ومثلُ الناس كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله، جعل الفراش وهذه الدواب وأنتم تقحمون فيها))؛ متفق عليه. وهو أروع تمثيل لرحمة النبي بالناس أجمعين؛ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. وعيّنة من حرصه على هداية الخلق أجمعين. ![]() ومن دلائل إنسانيته في الحروب: حرصُه على دماء غير المحاربين، وعلى أعراض الناس وأموالهم وممتلكاتهم، وفي ذلك يقول د. راغب السرجاني في مقالة له بعنوان: "عدم دموية حروب الرسول"، لقدقمت بإحصاء عدد الذين ماتوا في كل غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحروبه؛ سواء من شهداء المسلمين، أو من قتلى الأعداء، ثم قمتُ بتحليل لهذه الأعداد، وربطها بما يحدث في عالمنا المعاصر،فوجدتُ عجبًا! عشر سنوات كاملة، 262 شهيدًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه 1022 قتيلاً، وقد حرصت في هذه الإحصائيةلقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك على مدار على جمع كل من قُتل من الطرفين، حتى ما تم في حوادث فردية، وليس في حروب مواجهة، كما أنني حرصت على الجمع من الروايات الموثَّقة، بصرف النظر عن الأعداد المذكورة؛ وذلك كي أتجنب المبالغاتالتي يقع فيها بعض المحققين بإيراد الروايات الضعيفة التي تحمل أرقامًا أقل، وذلك لتجميل نتائج غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!![]() ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر وأظهر، فقد قمت بإحصاء عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية - كمثال لحروب الحضارات الحديثة - ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالقياس إلى أعداد الجيوش المشاركةفي القتال، فصُدِمْتُ بمفاجأة مذهلة: إن مضاعفة نسبة القتلى في هذه الحرب الحضارية بالنسبة لحروب الرسول - صلى الله عليه وسلم - تصل إلى 351%!لقد شارك في الحرب العالمية الثانية 15.600.000 جندي، ومع ذلك فعدد القتلى بلغ 54,800,000 قتيل! أي أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش المشاركة! وتفسير هذه الزيادة هو أن الجيوش المشاركة جميعًا - وبلااستثناء - كانت تقوم بحروب إبادة على المدنيين، وكانت تُسقط الآلاف من الأطنان من المتفجرات على المدن والقرى الآمنة، فتبيد البشر، وتُفني النوع الإنساني، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، وتخريب الاقتصاد،وتشريد الشعوب! لقد كانت كارثة إنسانية بكل المقاييس". ![]() ذا، الذي أعطى النموذج الإنساني الأروع في حربه وسِلمه،الذي يزيد نوره تخالف سُنة صاحب الذكرى -صلى الله عليه وسلم- فإن على المسلمين عمومًا أن يرتقوا بوعيهم بمفهومضياءً كلما اشتدَّت ظلمة البُعد عن منهج الله، واستحكم الكفر والطغيان في الأرض. هو رسولنا صاحب المقام الرفيع الذي أقسم رب العزة بعمره الشريف: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 72]، ويكفيه -صلى الله عليه وسلم- مكانته عند ربه - سبحانه. ولئن كان الناس يُحيون ذكرى مولده الشريف بالاحتفالات مع ما يصاحب بعضها من مخالفات شرعية الاحتفال، فيدركون واقع أُمتهم ومتطلَّباته، والقارئ الكريم يعرف يقينًا ما يتطلَّبه في هذه المرحلة على التحقيق، وما يحقق لهم الفَهم العميق لمنهج نبيِّهم والاجتهاد في تطبيقه قولاً وعملاً، وهذا أعظم احتفاءبصاحب الذكرى، احتفاء يتجدد مع تطبيق كل سُنة مع هداية كل إنسان، مع إقامة شرع الله ما استطعنا وَفق سُنة التدرج التي انتهجها سيد الخلق أجمعين، وصولاً إلى المرحلة التي بشَّر بها سيدنا محمد -صلىالله عليه وسلم- بعد تهيئة الظروف الملائمة لها، "ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة"؛ رواه أحمد. وهو بيننا بسُنته، فلنستفد من هذا الحضور الدائم، ولنجعله أكثر فاعلية في تفاصيل حياتنا.ودون ذلك عملٌ مُضنٍ على المستوى الفردي والجماعي، ثم على مستوى عموم الأمة. هو الرسول الذي لو كان بيننا لحل مشاكل العالم أجمع بقوة المنهج الرباني الذي بين يديه، ![]() منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
حروب الرسول.. إنسانية بامتياز
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا pharmacist على المشاركة : | ||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
إنسانية, الرسول.., بامتياز, جروب |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
بشرى : إنطلاق جروب المنتدى الدعوى | أبو السائب أكرم المصري | إعلانات المنتدى وقوانينه | 13 | 06.08.2010 17:50 |
أكبر سدر كنافة في العالم ... نابلسي بامتياز | miran dawod | الطبخ و لوازمه | 1 | 22.07.2009 20:12 |