..:,’ لَيْتَكَ كُنْتَ وَسِيــــماً ‘،:..

[أبا جعفر الهاشميّ]

..:,’ لَيْتَكَ كُنْتَ وَسِيــــماً ‘،:..

..:,’ لَيْتَكَ كُنْتَ وَسِيــــماً ‘،:..




.. ملتقى شباب أهل السنة..


قَوَامُ الدِّينِ ..
كِتَابٌ يَهْدِي .. و .. سَيْفٌ يَنْصُر



كان موظفا من الطراز الأول لم يخيب أملي فيه يوماً من الأيام بل أصبح خلال فتره وجيزه ساعدي الأيمن . كنت أعتمد عليه في كل شيء لم , يتأخر يوماً من الأيام عن عمله ولا عن شيء كلفته به كان يبهرني دائماً حينما يقوم بعمله على أكمل وجه , رغم أنه لم يكن يحمل مؤهلاً جامعياً !!

ذلكم " علي " شاب أربعيني ذو بشره حنطية متزوج يعول أسرة كبيرة يبحث عن لقمة عيشه بجد وإخلاص !!

لكن " علياً " لم يكن وسيماً كباقي الموظفين , فشذ عن القاعدة السرية لشروط العمل , وبالتأكيد لا نعمل في عرض الأزياء , لكن قاتل الله ذلك الشرط الذي أفقدني " علياً " !!

لم يُعجب الرئيس التنفيذي بـ " علي " لذا أمرني بالتخلص منه سريعاً ولم يشفع تبريري بمؤهلات " علي " العملية بالتغاضي عن ذلك الشرط القاسي , فطلبت تأجيل ذلك القرار إلى مابعد العيد رأفة بالرجل وأسرته وهم ينتظرون فرحة العيد , .. لكن دون جدوى !!

تخلص من " علي " قبل العيد !!

لم تكن المرة الأولى التي أفصل فيها موظفاً , فقد فصلت قبلة الكثير ليس أحدهم مثل " علي " , ولم أتردد ذلك التردد أبداً بل اتخذت تلك القرارات بأريحية مطلقة وبدون أدنى شعور بالألم والأسى والذنب كهذه المرة !!

لكن بقي السؤال الأصعب كيف أخبر " علي " ؟!

سؤال حاولت أن أجد له إجابة تسهل عليَّ المهمة الصعبة , فاستخرت الله عز وجل ذلك الصباح وذهبت مبكراً لعملي يحدوني الحزن على فراق " علي " !!



وصل " علي " إلى مقر العمل باكراً كعادته أيضاً منشرح الصدر باسم الوجه فزاد مهمتي تعقيداً .. !!

سألته :- أأفطرتَ يا " علي " ؟!

قال :- لا ..

قلتُ :- إذاً , هيا نفطر سوياً ..

.. صحبته إلى مطعم قريب وبعد أن انتهينا أبلغته الخبر ..

" علي " , أنت تعلم أنني أحبك وأعتمد عليك في كل عملي !!

قال :- نعم يا أستاذ بارك الله فيك وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك ..

قلتُ :- نعم والله أن ثقتي بك لا تهتز ولا تتأثر لكن قدرُ الله سبحانه وتعالى غالب ومشيئته نافذة !!

قال :- نعم يا أستاذ اعلم ذلك لكن ماسبب ذلك الكلام ؟

قلتُ :- يا " علي " .. رأت الإدارة أن تستغني عن خدماتك وحاولت أن أوقف هذا القرار لكن ما باليد حيلة ..

فأجابني بتلك الإبتسامة التي مازالت تعلو محياه وبنفس ذاك الإنشراح الذي حدثتكم عنه :-
لا مشكلة يا أستاذ , فالأرزاق مقسومة وأمر الله نافذ والإيمان بالقضاء , والقدر سِمَة المؤمن , ولا تنزعج سأبحث عن عمل آخر ولن تتوقف الحياة ولن يموت أبنائي من الجوع , وشكراً لك أنت وجزاك الله خيراً , وأبلغ الإدارة تحياتي ودعائي الصادق لهم بالتوفيق ..

قلتُ:- غريب أنت يا " علي " !!
فكرت في كلامٍ حتى أواسيك وأخفف عنك تلك الصدمة , فإذا بك أنت الذي تواسيني وتخفف عليَّ صدمتي بفراقك !!

فقال لي :- لا عليك يا أستاذ , هي الدنيا تجمعُ وتفرقُ ولا يدوم على حال لها شان ودعواتكم لي بالتوفيق !!

دعوت له بالتوفيق من كل قلبي فشكرني ثم أنصرف ..




قال الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم -
" إن الله لا ينظرُ إلى أجسامكم ولا إلى صوركم , ولكن ينظرُ إلى قلوبكم وأعمالكم "
صدق عليه الصلاة والسلام






تم بحمد الله
نسألكم الدعاء في ظهر الغيب

,’‘.. وكتبه الأخ الفاضل ..’‘,
.،‘ الخليفة الأمويّ .. وليد ‘،.
,‘.. غفر الله له ولأبويه وجزاهما خير الجزاء ..‘,

,,’‘.. ملتقى شباب أهل السنة ..’‘,,

للمزيد من مواضيعي