الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية قسم مخصص للرد على الملحدين و اللادينيين و أتباع الأديان الوثنية

آخر 20 مشاركات
الهولي بايبل و معاملة النساء زمن الحروب و الصّراعات المسلّحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          المهتدي مويزو روتشيلد و رحلة من اليهودية إلى الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أسرار خطيرة عن التمويلات الكنَسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة الزّمر : الشيخ إبراهيم أبو حجلة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة فاطر : الشيخ القارئ إياد عوني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الخمر و الحشيش و الدعارة في كتاب النصارى ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 23.11.2010, 19:15
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي "أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت نور وحلاوة الايمان


قرأت لملحد هذه الكلمات فوددت ان انقلها لكم
"أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت وحلاوة الايمان اقتباس "أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت وحلاوة الايمان
"أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت وحلاوة الايمان

أنا صديق قديم على صفحات هذا المنتدي ....

عدت بعد فترة أنقطاع دامت حوالي اربع أو خمس سنوات نسيت فيها الدين و اللادين و الالحاد و العقائد والاله و الملائكة و الجن و كل هذه الأشياء التي كنت أناقشها في هذا المنتدي بمنتهى الحدة ...


كنت مسيحيا منذ حوالي 8 سنوات, و بعد أن رفض عقلي هرطقات الأديان و قصصها و اساطيرها و جنتها و نارها ... صارحت نفسي بأني ملحد , و تعرفت بالصدفه على هذا المنتدى و أصبحت عضوا نشيطا جدا فيه أكتب المواضيع و أناقش و أجادل , و مع الوقت بدأ نشاطي يفتر و لا أهتم بأيا من الأديان أو اللاأديان, و أصبحت أعيش حياتي ونجاحاتي في عملي , و طموحاتي التي لا تنتهي و التي أدركت أكثرها , ولا تعنيني العقائد و المناظرات في شئ سواء كانت بالايجاب أو السلب.


وبدأ المنحنى ينخفض .....


بدأت حالة من الأكتئاب تتسلل الي عبر الأيام .. الى أن بدأت تصل ذروتها حاليا , لا أشعر بسلام , أشعر بخوف مرضي من كل شئ و أي شئ ... فعلا خوف مرضي لأنه غير مبرر و ليس له سبب .. لا أشعر بالأطمئنان و لا أستمتع بشئ , ولا أجد المتعه في شئ .. حتى عندما أحقق نجاحا في عملى يحسدني عليه غيري , أكون أنا نفسي غير سعيد به ولا مبالي ... فقط خائف و كئيب ...

حتى أصدقائي المقربين و الذين كانوا يستمتعون بالبهجه و الفرحه والأمل و الطاقه التي كنت أنثرها عليهم أثناء جلوسهم معي , أصبحوا ينفرون مني الان لأني شخص كئيب ولا أضحك .. نعم .. لم أعد أستطيع أن أضحك .. متشائم و خائف و كئيب و فقط
حتى زملاء عملي أصبحوا يجتنبوني لنفس السبب ....

أشتهي ... جدا .. و بجنون .. أن أقف و أصلي و أبكي بحرارة أثناء صلاتي !

محتاج لأن أبكي و أتوب ... مفتقد هذا الشعور جدا .. مفتقد هذا السلام الداخلي العجيب الذي كان يصاحب أعترافي على يد الكاهن و توبتي بالدموع ...
محتاج لأن أصرخ بصوت عالي و بدموع كثيره ويدي نحو السماء و أقول سامحني يا رب أنا عبدك الخاطئ .. لكنه ليس هناك !!!
ياليتني كنت غبيا و جاهلا ولا أفكر.. لكنت الان مؤمن بأي دين و أستمتع بالأمان و السلام الذي يمنحه الدين للأنسان ..
ياليتهم يصنعوا الها صناعيا يعوض غياب الاله الحقيقي و يعطي نفس الشعور !!!
ياليت هناك محلات تبيع الهه لكنت أقتنيت أغلاهم و لو كلفني كل مالي !!!
أنا أهذي ... أعرف اني أقول كلام قد يبدو ساذجا جدا .. و لكني فعلا محتاج للسلام و الأمان وحماية الرب و معونته ووقوفه بجانبي لأني ابنه ... محتاج لأن أصلي .. الصلاة بدموع و حراره في حد ذاتها ممتعه جدا و مريحه ..
أشعر كأني سفينه أبحرت من عند الفنار و عندما حاولت العوده وجدتهم قد هدموا الفنار فأصبحت تدور حول نفسها ولا تعرف اين تذهب في هذا الظلام ؟ و كيف تعود ؟
فكرت أن أذهب الي طبيب نفسي لأني فعلا أعاني من الأكتئاب و الخوف المبالغ فيه و ضعف الثقه بالنفس , و لكن ماذا سأقول له ؟؟؟
لن أستطيع أن أصارحه بأي شئ .. لا أستطيع أن أصارح أحدا بأي شئ ..
لذلك عدت اليكم .. لكي أشكو لكم .. لكي أصرخ بينكم .. لأني أعتقد أن كثيرا منكم سيفهمون ما أعانيه الان و يقدرونه .. لعل هذا يريحني قليلا
لكم مني جزيل الشكر و الأحترام .

.http://www.eltwhed.com/vb/showthread...d=1#post201637

"أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت وحلاوة الايمان "أنا ملحد يائس"شكوى الارواح التي افتقدت وحلاوة الايمان




وبإذن الله لى عودة للتعليق على كلام هذا المسكين
للمزيد من مواضيعي

 








توقيع كلمة سواء



آخر تعديل بواسطة كلمة سواء بتاريخ 23.11.2010 الساعة 19:50 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 23.11.2010, 22:02

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (14:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


لاحول ولاقوة الا بالله
تؤكد الدراسات العلمية على أن للتعاليم الدينية دور كبير في خفض نسبة الانتحار، وأن هذه التعاليم أقوى ما يمكن في الإسلام! ربما ندرك لماذا حذر نبي الرحمة صل الله عليه وسلم من الانتحار في قوله: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنمخالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنمخالدًا مخلدًا فيها أبداً) [رواه البخاري ومسلم]. إنه أخطر تحذير على الإطلاق عرفته البشرية!! فهل هذا النبي يدعو للقتل والإرهاب؟ أم أنه حافظ على حياة أمته وأتباعه بهذا الحديث الشريف؟ ومن إعجاز هذا الحديث أنه شمل الحالات الأساسية التي تشكل أكثر من 90 % من حالات الانتحار.
ولذلك نقول للملحدين الذين يدعون أن الموت هو عملية تحلل طبيعية، لا تدَّعوا أنكم سعداء بإلحادكم، بل إن الله تعالى يعذبكم في الدنيا والآخرة، وانظروا إلى قول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ * وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 84-85]. ويحدثنا عن مصيرهم أيضاً، يقول تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 63].
ولكن باب التوبة مفتوح أمام من كتب الله له الهداية!

الحمد لله على نعمة الاسلام _ وكفى به نعمة

اللهم اعز الاسلام والمسلمين








توقيع نضال 3
تـــوقيع نضال 3
تحيـــا مصـــر


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 24.11.2010, 02:05
صور ابو الياسمين والفل الرمزية

ابو الياسمين والفل

عضو

______________

ابو الياسمين والفل غير موجود

فريق الترجمة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 06.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 474  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.02.2015 (03:08)
تم شكره 35 مرة في 31 مشاركة
افتراضي





أقول لهذا البائس وهذه الكلمة من وصفه هو وليس أنا سأنقل لك تجربة حقيقه لبائس آخر عسى ان تتعلم من تجارب السابقين وحتى لا تعتقد بانك أول من فكر واول من الحد وأول من آمن بالفكر الغربى المادى الملحد واليك التجربه وصاحبها هنا يتكلم

يوم تركتُ الصلاة..
نجيب الزامل


"السرّ في الصلاة أنها لا تغير العالم. الصلاة تغيرنا نحن.. ونحن نغير العالم."

.. كنتُ شابا صغيرا، وكانت التياراتُ تلاحقنا في كل مكان، في كل كتاب، في كل نقاش، كانت أيام الثانوية أصعب أيام، وهي أيام الشك والحيرة، والضياع والزوغان بين مدارس الفكر الوضعي، وأخذتني المدارس واستلهمت كبار مفكري العالم، فانقطعت مدة طويلة متبتلا بالفكر الألماني، ومع أني أقرأ من صغري بالإنجليزية، إلا أن تراجم الإنجليز لجوته، وتشيلر، وكانت، ونيتشه، وريلكه، أخذت بلبي، ثم تعرفت على شبنهاور فصقل فكر نيتشه في رأسي عن عنفوان القوة، وعدل البأس والجبروت، وكأنه دين يُبَشـّر به، أخذني نيتشه إلى مسوغاته، ومبرراته الصعبة التي كانت بمشقة تسلق جبال بافاريا، وكانت القمة هي ما أسماه مصطلحا "بالإرادة العلـّية"، ثم قذفني إلى شواطئ برتراند الرسل المتصوف المادي الرياضي، وهـُمْتُ بعد ذاك بمدارس الفابية مع برناردشو في شقـِّهِ الجاد، وتبتلتُ مع إنجلز.. وأخذ الفكرُ يجرفني تماما وبعيدا عن الروح المتصلة بالسماء، حيث اليقين كل شيء، حيث الإيمان هو الشمس التي تسطع من بعيد، ولكنها أقرب لك من أي عنصر في الكون، لأنها طاقة الوجود، فضعت كثيرا، وتجبرت بما سفحت من معلومات وكتب وظننت أني في تلك السن الباكرة قد جمعتُ سحرَ العلوم، وكأني خيميائي المعرفة.. ولم أعد أقرأ الكتبَ التي كنت أتوسدها في السابق حتى يغالبني النوم من أمهات الثقافة الدينية في التفسير والفقه الحديث، والأدب العربي.. ونفضتُ عني ما حسبت وقتها أنه عالمٌ عتيقٌ مليءٌ بغبار الغابر من التاريخ المعتم، إلى معارف تُشرق فيها أنوارُ العقل الإنساني متوهجا سواء في التاريخ أو المعاصر. .. ثم تركتُ الصلاة.
وكان مدرسي, يرحمه الله, في اللغة العربية رجل من غزة متدين، وقويم الفكر، ويؤثرني لميلي إلى الاطلاع، ولظهوري في اللغة، ثم توطدتْ بيننا صداقةٌ غير صفيّة، حتى انتزعتني أفكار الوجودية، والتي كانت أول مزالقي نحو كل الفلسفات، وصار يقف ضد هذا التوجه ويحذرني كثيرا، ويقول لي لستَ في سنٍّ تحكم فيها على العالم، ولا على معارف أمتك ولا أمم الآخرين.. ارجع إلى منبعك وانهل منه، وتقو، ثم رِدْ من كل منهل، وستجد أنك ستتذوقه وتعرف مكوناته، ولكن لن تدخله جوفك لأن ذائقتك المعرفية المتينة من بنيان تشربك المعرفي لدينك وثقافتك ستمنعك من ذاك.. ولكني تماديت، وشعرت أنّ موجة مشرقة أخذتني منه بعيدا تاركا له كل بحار الظلام..
وأنا في طريقي المادي الجديد، بدأت في سن السابعة عشرة أكتب لمجلة "الجمهور" اللبنانية، وكانوا يحسبوني شخصا كبيرا في بلادي ويخاطبوني كما يخاطبون الكبار، وتـُرسل لي تحويلات النقد، ثم صرتُ أكتب في مجلةٍ إنجليزيةٍ تصدر من البحرين، ودار اسمي تحت اسم المفكر المتحرر.
وكانت كتاباتي تنضح عما في داخلي من معلومات وكتبٍ سفحتها سنوات لا أرفع رأسي من متن كتابٍ إلا إلى آخر، فأغوتني علوم الفلك والإنسان، والحفريات التاريخية، والطب، والجغرافيا.. وكنت أقرأ لعلماء أتأكد من كونهم غير روحانيين.. حتى لا يشوشوا علي بأفكار لا تثبت بالاستدلال المادي.. وانفتحت أمامي المجلاتُ والصحف، وصرت أكتب وأنا في الثانوية بغزارةٍ لمجلات وجرائد في لبنان, الكويت، إيران، البحرين، وأمريكا.. وانفتنتُ بنفسي.. وأرى أستاذي، وأكاد أطل عليه بمكابرةٍ من علٍ.
" لماذا لم تعد تصلي ؟ " سألني أستاذي بحدة عميقة، فأجبته : " وهل تغير الصلاةُ العالم؟ " فأجابني إجابة طيرت عقلي، وخلخلت أركانَ نفسي التي ظننت أنها مكينة.. "نعم الصلاة لا تغير العالم، ولكنها تغيرنا فنغير نحن العالم".. ولكني صارعت أثر الجملة المريعة.. ومضيت في غيِّي.
مرت سنوات، عدت للمنزل.. وكان بيتنا لا مهادنة فيه بالنسبة للصلاة وفي المسجد، كان أبي يجعل من خروجه للمسجد طقسا ضوئيا، ووالدتي توقظنا للصلاة قبل أن يصدح الأذان.. جرْجرتُ نفسي وعدتُ للصلاة، ولكن مكابرتي كانت في الداخل. ..
.. ويوماً مرضتُ.. وقال لي الطبيب : " آسف يا نجيب، ستموت لا محالة بعد تسعة أشهر "..
كنت في مدينة تاكوما الساحلية بأمريكا، ورحتُ وحيدا إلى تلة خضراء، ورأيت المحيط الجبّارَ شاسعا أمامي.. ولا شيء إلا أنا والسماء والماء.. والموت، والحياة. وسألت نفسي هل أغيرُ شيئا؟". ورحت متأملا، والدموع تنفر فتغطي شساعة المحيط بسرابيةٍ مهيبةٍ مبهمة.. وفجأة، قفزت تلك العبارة إلى رأسي: " الصلاة تغيرنا، ونحن نغير العالم".. وبسرعة ذهبت إلى حيث أقيم وأبرقت لأستاذي تلك الجملة بلا مقدمات ولا خواتيم.. وردّ علي. " لقد استردك الله.. عش مطمئنا."
أعظم صلاة أخذت بمجامعي كانت على ساحل الأطلسي في تاكوما الأمريكية.. وعرفت أن الله حق.. وعرفت ما معنى الحق.. وأن معناه النهائي في السماء لا في الأرض..
ولم أمُتْ.. حتى الآن.


لها بقيه







توقيع ابو الياسمين والفل
الله ربى والاسلام دينى والقرآن الكريم كتابى ودستورى ومحمد رسول الله ورسولى واشهد ان لا آله الا الله وحده لا شريك له فى ملكه وان محمد رسوله بلغ الرساله وادى الامانه ونصح الامه وازال الغمه ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 24.11.2010, 02:12
صور ابو الياسمين والفل الرمزية

ابو الياسمين والفل

عضو

______________

ابو الياسمين والفل غير موجود

فريق الترجمة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 06.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 474  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.02.2015 (03:08)
تم شكره 35 مرة في 31 مشاركة
افتراضي


وهذه افكار ملحد آخر يسمى د.العظم




"ورد معنا ذكر طائفة من المفكرين يقولون : إن المعرفة الدينية تختلف اختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي ، لذلك نجدها دائماً مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل".



قبل أن أتابع ذكر بقية كلامه حول هذه المقدمة ، لا بد من التنبيه على أن هذا الكلام كذب على الإسلام والمسلمين لا أصل له مطلقاً . إنه لا يوجد واحد من علماء المسلمين يقول : إن المعرفة الدينية تختلف اختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي ، ولذلك نجد المعارف الدينية مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل .



فلست أدري من أين جاء بهذه الفرية على الإسلام والمسلمين على المعارف الدينية الإسلامية؟!



إن الذي يقوله جميع علماء المسلمين يقضي بأن جميع ما ثبت في الدين يتفق مع مفاهيم المنطق السليم ، والعقل الصحيح ، والعلم الثابت .



وقد سبق أن بينَّا أن التناقض أو التنافي لو وجد فهو ليس بين ما ثبت في الدين بشكل قاطع وما ثبت في العلم أو العقل بشكل قاطع ، وإنما بين ما نسب إلى الدين وهو ليس منه وبين الحقائق العلمية الثابتة ، أو بين ما نسب إلى العلم وهو ليس منه وبين الحقائق الدينية الثابتة ، أو بين ما نسب إلى الدين وما نسب إلى العلم وكل منهما لم تصحَّ نسبته إلى صاحبه .



ولكن قد توجد أمور ثبتت في الدين والعقل لا يستطيع مستقلاً أن يثبتها ، كما لا يستطيع أن ينفيها ، فهي لا تناقض أصول العقل والمنطق ولا تتنافى مع العلم ، إنما عجزت الوسائل العلمية عن إدراكها والوصول إلى معرفتها ، وعجزت التصورات العقلية عن إدراكها وتحديدها ، وهذا شيء يُعزى إلى قصور المعرفة والإدراك ، وليس من التناقض ولا من التنافي حتماً . ونظير هذا يحدث في مجال الدراسات العلمية الإنسانية البحتة . إن العلماء قد استنبطوا من الظواهر المادية كثيراً من القوانين ، منها مثلاً قانون الجاذبية ، مع أن أية وسيلة علمية لا تستطيع أن تحدد كنه هذه الطاقة التي تظهر آثارها ، ولا يستطيع العقل أيضاً أن يتصور صورة مادية لها ، ولا أحد يقول مع ذلك : إنها مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل .



وبعد هذه المقدمة التي افتراها على الإسلام والمسلمين ، قال في متابعة كلامه:



"يقول أصحاب هذا المذهب : إن العقل الإنساني قاصر عن أن يعرف طبيعة الإله ، وعن أن يحيط به ولو إحاطة جزئية . إنه عاجز عن تصوره وعن التعبير عن طبيعته ، وعّر البعض عن هذا الرأي بقولهم عن الله : (كل ما يخطر في بالك فهو خلاف ذلك).



وقبل أن نتابع بقية كلامه نقول : هذا كلام لا علاقة له بالمقدمة التي افتراها ، فكون العقل الإنساني قاصراً عن تصور ذات الخالق جلَّ وعلا ، وعاجزاً عن معرفة كنه هذه الذات ، لا يعني بحال من الأحوال أن ذاته سبحانه مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل . جُلُّ ما في الأمر إثبات العجز للجهاز المدرك ، علماً بأن العقل عاجز عن إدراك أو تصور كثير من الحقائق العلمية الثابتة في الكون المادي المدروس ، حتى إن العقل لم يستطع إلى يوم الناس هذا أن يدرك كنه ذات نفسه ، فهل جهله بذات نفسه ينفي وجوده ، باعتبار أن هذا الجهل مناقض للمنطق ومتنافٍ مع العقل بحسب دعوى (د. العظم)؟



هذا كلام فارغ وسخيف ومتهافت لا يقبله من لديه مثقال ذرة من عقل ، وهو في حقيقته يسخر من قائله ولا يخدع قارئه.



ثم إن (د. العظم) بعد أن وضع المقدمة المفتراة ، وبنى عليها مسألة غير ذات علاقة بها مطلقاً بقصد المغالطة والتضليل ، قال موجهاً اعتراضاته:



"توجد عدة اعتراضات على هذا الموقف . أولاً: هل بإمكاني أن أقيم علاقات جدية بيني وبين هذا الإله ، الذي تتجاوز طبيعته تجاوزاً مطلقاً منطقي ومشاعري وأفكاري ومثلي وآمالي؟ هل بإمكاني أن أجد عزاء في إله جُلُّ ما أعرفه عنه أنه مهما خط في بالي من أفكار وصفات فهو يختلف عنها اختلافاً مطلقاً؟ إن وجود مثل هذا الإله وعدم وجوده سيان بالنسبة إليه . إن هذا الإله ليس إلا تجريداً فارغاً من كل معنى ومحتوى ، ولا يمكن لإرادة إنسان أن تتعلق بتجريد محض ، تجاوز بمراحل التجريد الذي وصفه أرسطو باسم (المحرك الأول) فإذا كان بإمكانك أن توجه ابتهالاً أو دعاء إلى المحرك الأول فمن المؤكد أنك لن تستطيع أن توجه لإله لا يمكنك أن تصفه بشيء على الإطلاق ، لأنه بطبيعته مخالف لكل ما يرد في ذهنك من أفكار وكل ما تنطق به من صفات".



هذا هو الاعتراض الأول الذي وجَّهه ، وهو بهذا الكلام يضيف إلى افترائه في المقدمة ومغالطته فيما بنى عليها ، فيطرح هنا كذباً جديداً ومغالطة في الحقائق ويدَّعي على الفكر الإسلامي تعميماً كاذباً مخالفاً للحقيقة تماماً .



إن أحداً من المسلمين لا يقول: إن العقل قاصر عن أن يعرف شيئاً عن الله الخالق جلَّ وعلا ، أو قاصر عن أن يحيط ولو إحاطة جزئية بصفاته ، فهذا من الكذب على المفاهيم الإسلامية .



لكن الذي يقوله المسلمون إنما هو منحصر في معرفة كنه ذات الخالق ، والذات شيء والصفات ذات الأفعال والآثار شيء آخر ، فقول المسلمين : "كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك" ، قول منحصر في معرفة كنه ذات الخالق ، لا في معرفة صفاته ، وذلك لأن تصورات الأفكار كلها مقتبسة من صور الكون الحادث ، وهذه الصور المادية لا تليق بكمال الله جلَّ وعلا ، إذ ليس كمثله شيء ، ولا يتوقف على معرفة كنه ذات الخالق شيء من الإيمان ولا من العلاقة به .



إننا نتعامل مع كثير من طاقات الكون دون أن نعرف كنه ذاتها . عقولنا لا نعرف كنه ذاتها . معظم ما هو داخل في أجسامنا لا نعرف كنه ذاته . أفيؤثر هذا على إيماننا بها وتعاملنا معها؟



ولا بد أن يلاحظ القارئ حشد المغالطات التي صنعها (د. العظم) ويكتشفها ويعرف ما فهيا من زيف لا يحتاج كشفه إلى كد ذهني .



لقد جعل الشيء الذي يعجز العقل عن إدراكه وتصوره شيئاً مناقضاً للمنطق ومنافياً للعقل ، وهذا باطل بداهة كما أوضحنا ، إن أموراً كثيرة جداً يعجز العقل عن تصورها وتحديد ذاتها وهي واقعة فعلاً ، وحينما يدركها العقل لا يرى فيها مناقضة للمنطق ولا منافاة للعقل . الأعمى يعجز عن تصور الألوان ، مع أن الألوان لا تناقض المنطق ولا تتنافى مع العقل ، لا في مفهوم المبصرين ولا في مفهوم العميان .



ليكن واضحاً لدينا تماماً أن قصور الجهاز المدرك عن إدراك بعض الحقائق لا يعني بحال من الأحوال أن هذه الحقائق مناقضة لمنطق الأشياء . هذه بديهة ولكن (د. العظم) أراد أن يغالط بها ، وأراد أن يموِّه بها على السذج من المخدوعين المفتونين بعبارات (أصول البحث العلمي) و(قواعد المنطق الحديث) و(ما توصلت إليه الحقائق العلمية) وأمثالها من العبارات التي غدت شعارات للتمويه والتضليل فقط يستعملها بعض أصحاب المذاهب ذات الأغراض الخاصة ، كسائر الشعارات الجميلة ، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية ، إن هذه الشعارات تحمل بريقاً لفظياً يسرُّ السامعين ويعجبهم ، ولكن ليس لها عند مستغليها مضمون عملي تطبيقي .



وبعد أن بنى (د. العظم) هذا البناء الوهمي على المقدمة الكاذبة الأولى ، وجَّه عدة اعتراضات عليه ، وهذه الاعتراضات وجهها على اعتبار أن من نسب إليهم هذا المذهب من المفكرين المسلمين يرون أنه لا يمكن إدراك أي شيء عن ذات الخالق ولا عن صفاته .



وهنا تكمن مغالطته الثانية ، وهي مغالطة تعتمد على تعميم تمويهي كاذب لقضية خاصة ، وذلك لأن عبارة : "كل ما يخطر في بالك فالله بخلاف ذلك" عبارة خاصة بتصور كنه ذات الله ، وليست شاملة لذاته وصفاته ، ولكن (د. العظم) عمَّم في دلالتها وفي مفهومها تعميماً باطلاً ، ليوجه اعتراضه على منطقة التعميم التي ادعاها زوراً وبهتاناً .



إن صنيعه يشبه صنع من قال : إن الماء صخر جامد ، والذين يقولون : إن السفن الشراعية تجري بالهواء لا بد أن يسلموا بأن هذه السفن تجري في الجبال والصخور والرمال ، وكلامهم هذا معترض من وجوه:



الأول: أن الماء ليس صخراً جامداً .

الثاني: أن السفن البحرية لا تجري في الجبال والصخور والرمال .

الثالث: أن السفن البحرية قد تجري بالمحركات الآلية .



هذا لون عجيب جداً من المغالطات التي تصطنع الأكاذيب ، والتعميمات ، وتضع الأشياء في غير مواضعها ، ومع ذلك فإن المنطق (العظمي) يقبله ، ويقبله مع سائر الملحدين!!



وعلى مثل هذا المنطق يريدون أن يصنعوا جيلاً عربياً تقدمياً .



من الطبيعي بعد أخذ المجال التعميمي الذي ادعاه كذباً على الفكر الإسلامي أن يصل إلى منطقة تجريد مطلق لا يفهم منه شيء ، فبينما كان أصل الموضوع منحصراً في كنه ذات الله ، إذا به يجعله شاملاً للذات والصفات كلها وسائر المفاهيم ، وهذا ما لا يقول به أحد في الوجود ، ولما وصل في أكذوبته إلى هذا المستوى وجه اعتراضه كما راق له فقال : "هل بإمكاني أن أقيم أية علاقات جدية بيني وبين هذا الإله ... إلى آخر كلامه".



من الطبيعي أن إلهاً لا يفهم عنه شيء من ذات ولا من صفات مطلقاً أن يكون تجريداً فارغاً من كل معنى ومحتوى . لكن أحداً من المؤمنين بالله لا يقول بمثل هذا الكلام الباطل .



إن المؤمنين يثبتون لله صفات كثيرة من صفات الكمال ، بل هم يثبتون له كل صفات الكمال ، وينفون عنه كل صفات النقصان ، ويستطيعون أن يتصوروا من صفاته على مقدار عقولهم ، ويطلقون الحدود دون حصر ، إنهم يؤمنون بصفة وجوده الواجب سبحانه ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون بصفة قدرته الكاملة القادرة على خلق كل ممكن ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون بصفة إرادته واختياره التي تختار من الممكنات ما تشاء ، ويحسنون تصور هذه الصفة على مقدار عقولهم ، ويؤمنون أيضاً بصفات علمه وسمعه وبصره وصفات أفعاله ، ويستطيعون أن يتصوروا من هذه الصفات على مقدار عقولهم ، وهكذا إلى كثير من صفاته سبحانه .



فهل هذا هو التجريد المطلق الذي ادَّعاه (د. العظم) كذباً وبهتاناً؟!



ألا يسوغ في منطق العقل أن نؤمن بموجد نعلم كل صفاته التي لها آثار متصلة بنا ، من خلق ورزق ، وإحياء وإماتة ، وعدل وجزاء ، ورحمة وعقاب ، وغير ذلك دون أن نعلم كنه ذاته وطبيعتها الخاصة؟



إن العلماء الماديين يؤمنون بالجاذبية ، وهم لا يعلمون من خصائصها إلا أنها قوة تجذب . إنهم يعتقدون بها ، ويتعاملون معها ، لمجرد معرفة صفة من صفاتها ، دلت على آثارها ، فكيف بمن علمنا من صفاته أشياء كثيرة متعلقة بنا؟



يا عجباً لمنطق الملحدين!! إنهم يقيمون علاقات جدية مع أوهام إلحادية ، وعلاقات جدية مع قوانين طبيعية لا يعرفون كنه ذاتها ، وإنما تظهر لهم بعض آثارها التي تدلهم على بعض صفاتها ، ثم يستكبرون عن أن يقيموا علاقات جدية مع الله ، الذي يظهر لهم من آثاره أنه قادر عليم ، عادل حكيم ، خالق رازق ، محيي مميت ، سميع بصير ، نافع ضار ، يجازي المحسنين والمسيئين .



وإن تعجب فعجب قولهم وعجب منطقهم .



ثم إن (د. العظم) وجَّه اعتراضاً ثانياً على البناء الفاسد نفسه الذي بناه فقال:

"ثانياً: إذا كان الإله لا يوصف ولا يدرك بالنسبة إلى البشر فما معنى قولنا إذاً بأنه (رحيم وبأنه عادل) . عندما ننعت الله بالرحمة والعدل ماذا نعني بهذه الصفات؟ أليس هناك من شبه على الإطلاق بين الرحمة والعدل عندما نطلقهما على الله ، وبين تصورنا الإنساني لهاتين الصفتين؟ إذا كان الجواب بالنفي هل تكون إذن أذهاننا فارغة من كل معنى وتصور؟ عندما ننعت الله بالرحمة والعدل ، هل ننسب إليه كلمات لا معنى لها على الإطلاق بالنسبة للبشر؟ في الواقع إننا في موقف حرج حيال هذا الموضوع ، فإما أن ننعت الله بالعدالة وفقاً لتصور يشبه إلى حدِّ ما وبصورة غامضة تصورنا الإنساني لهذه الصفة ، وإما أن يكون قولنا بعدالته كلاماً فارغاً من كل معنى ومحتوى . أي : إننا مرغمون إما على التشبيه وما يترتب عليه من عواقب ، أو على التنزيه التام وما يستتبع من نتائج.



يوجد حل تقليدي لهذه الكتلة من التناقضات والمشكلات ، وهو الأخذ بظاهر المعنى والتصديق به مع تفويض معرفة حقيقته إليه تعالى ، أي التصديق دون معرفة ، والإيمان على طريقة العجائز".



مرة ثالثة يلجأ في هذا الموضوع بالذات إلى المغالطة والتمويه عن طريق التعميم الفاسد .



فبعد المغالطة السابقة التي اعتمد فيها على تعميم العجز البشري في واقعهم الدنيوي عن إدراك ذات الله وكنهها ، بالنظر إلى أن الأبصار لا تدركه سبحانه ، وبعد أن جعل هذا العجز البشري شاملاً للذات والصفات وهو ما لم يقل به أحد ، فقز قفزة جديدة إلى مغالطة جديدة ، تعتمد على تعميم خلط فيه جميع ما نسب إلى الله من صفات في النصوص ، ليعطيها حكماً واحداً عاماً ، باعتبار أن بعضها مما يوهم التشبيه بالمخلوقات قد ثار حوله حوار في فهم المراد منه بين المفكرين من علماء المسلمين .



ويبدو أعن علمية المغالطة القائمة على تعميم الخاص أهم عناصر مغالطاته ، كما أنها أهم عناصر مغالطات (فرويد) أحد قادته المثاليين في نظره ، إذ كان (فرويد) يأخذ من الحالات الشاذة النادرة أحكاماً عامة مطلقة ، مخالفاً بذلك كل منهج علمي .



إن ادعاء (د. العظم) بأننا لا نفهم شيئاً عن صفات الله تعالى وإلا وقعنا في التشبيه ادعاء باطل ، ونستطيع بالتحليل العلمي أن نكشف بطلانه .



إن الطاقة الفكرية تستطيع أن تأخذ منطلقاتها في الاتجاه غير المحدود (اللانهائي) مهما كانت الحواس تشدها إلى الواقع المدرك المحدود ، فالفكر يشاهد مثلا عن طريق الحواس الموجودات الحادثة ، فيأخذ صورة صحيحة إلى تصور معنى الوجود الأزلي ، وهو يُحسن أن يتصور من معنى الوجود الأزلي على مقدار وعائه ، فيثبته لله تعالى ويطلقه من حدود المدركات بالحس ، ويلاحظ الفكر الإنساني القدرات المادية التي ترفع الأرطال والقناطير وما هو بوزن الجبال ، والقدرات غير المادية التي تفعل الأفعال العجيبة ، فيأخذ صورة تجريدية صحيحة عن معنى القدرة أو الطاقة ، ثم ينطلق منها في سلسلة التكامل الارتقائي إلى تصور قدرة فوق قدرة ، وطاقة فوق طاقة ، حتى يصل إلى تصور قدرة تخلق السماوات والأرض وتفعل كل ممكن ، دون أن تعجز أو تضعف ، فيثبت هذه القدرة لله ، ويطلقها من حدود المدركات بالحس ، بمقتضى أحكام سلسلة التكامل ، التي لها في العقل أصول يمكن أن تبنى عليها مدركات غير محدودة ، والعقل يحسن أن يتصور من معاني القدرة الكاملة على مقدار وعائه ، وما زاد عن وعائه يقف دونه عاجزاً مسلماً ، فهو بذلك قد فهم وأدرك على مقداره ، وكان لوصف الله بأنه قدير معنى صحيح واضح في فكره وتأملاته .



ونقول نظير ذلك في الإرادة ، وفي العلم ، وفي السمع ، وفي البصر ، وفي الرحمة وفي العدل وهكذا .



ومغالطة التشبيه التي جاء بها (د. العظم) إنما جاء بها من الصفات الواردة في النصوص مما يوهم ظاهره التشبيه الجسدي ، كالصفات التي تثبت لله وجهاً ويداً ونحو ذلك ، فهذه هي التي جرى بين علماء المسلمين حول المراد منها ، بين الإثبات من غير كيف ، والتأويل والتفويض ، ولكن هذه لا تؤثر على سائر الصفات التي لا خلاف في فهمها وإدراك معانيها .



وناقدنا (د. العظم) لم يجد سبيلاً إلا أن يغالط عن طريق التعميم الذي أصَّل له .



وحين يتصور (د. العظم) أنه بلغ ما يريد طرح حول الموضوع نفسه مسألة القضاء والقدر ، فقال :



"وأفضل مثال على هذا الموقف المشكلة الكلاسيكية التالية : يفترض في المؤمن أن يسلم بالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى ، وأن يؤمن بالعقاب والثواب ، وأن يؤمن أيضاً بالعدالة الإلهية ، رغم ما في هذه الموضوعات من تناقضات عقلية وأخلاقية . ويبرر أصحاب هذا الرأي موقفهم بقولهم: إن العقل الإنساني عاجز تماماً عن إدراك طبيعة العدالة الإلهية ، وعلاقتها بالحساب والقضاء والقدر ، وبما أن هذه المواضيع لا تخضع للمنطق البشري ، لذلك تبدو متناقضة ومغايرة لمعاييرنا الأخلاقية وغير منصفة".



يبدو أن الناقد أخذ فكرة القضاء والقدر في الإسلام من أفواه جهلة العامة الجبريين ، ولم يقرأها في كتاب علمي معتمد من كتب العقيدة الإسلامية[1].



وربما يكون قد قرأها في كتاب علمي معتمد إلا أنه طمس مذهب أهل الحق في هذا الموضوع ، وأخذ رأي الجبريين الذين كذبهم القرآن فيما ادَّعوه ، ورفض مذهبهم جمهور علماء المسلمين ، وبعد أن أخذ رأي الجبريين جعله هو الرأي الإسلامي ، وأخذ يوجه عليه اعتراضاته لما فيه من تناقض ، وغرضه هدم الإسلام كله من خلال رأي فاسد قاومه القرآن ، ورفضه علماء المسلمين .



أما تكذيب القرآن لرأي الجبريين فيما ذهبوا إليه ، باعتبار معارضاً لمبدأ امتحان الإنسان وتكليفه وجزائه بالعقاب أو بالثواب فنجد في قول الله تعالى في سورة (الأنعم/6 مصحف/55 نزول):

{سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم منْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}



ونجده أيضاً في قول الله تعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول):

{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ}



فهؤلاء مشركون وجبريون يزعمون أن الله قد شاء لهم أن يشركوا ، فأعلن الله أنهم يكذبون في دعواهم .



إن قول المشركين : {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ، ولا حرَّمنا من دونه من شيء} ، مستند إلى ادعاء جبري يتضمن أن الله قد شاء لهم الإشراك به ، وشاء لهم عبادة غيره ، ولذلك كانوا مشركين به في عقيدتهم وفي عبادتهم ، ولذلك كذَّبهم الله في هذا الادعاء ، وأوعدهم بالعذاب فقال : {كذلك كذَّب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا} وأمر رسوله بأن يطالبهم بالدليل على ما ادعوه ، فقال له : {قل : هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ، أي : هل عندكم من خبر عن الله يثبت مدعاكم هذا؟ فإن كان عندكم شيء من ذلك تحتجون به فأخرجوه لنا ، ولكنكم في الحقيقة لا تعتمدون في ادعائكم هذا على أي مستند علمي ، وإنما تتبعون الظنون الكاذبة التي هي أوهام بعيدة عن الحقيقة ، فما أنتم في الحقيقة إلا تخرصون ، أي تكذبون .



ثم علَّم الله رسوله أن يقول لهم : {قل : فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}، أي : إن الله قد شاء أن يمنحكم الإرادة الحرة ، ليمتحنكم في حدود ما وهبكم من استطاعة ، ولو شاء غير ذلك ، أي لو شاء أن يجعلكم مجبرين لا خيرة لكم فيما تقومون به من أعمال لكانت حكمته تقتضي بأن يهديكم أجمعين ، وفي هذا حجة عليهم بالغة صميم الحقيقة ، ولله الحجة البالغة .



فالفكر الإسلامي قائم على أن الإنسان مسؤول عن أعماله ، ومحاسب علهيا ، ويُجازى عليها أيضاً ، لأنها داخلة في حدود استطاعته إذ وهبه الله حرية الإرادة ، والقدرة الجزئية على تنفيذ إرادته ، وأعطاه شروط الامتحان ، ووضعه في مجالات الامتحان الأمثل .



هذه خلاصة العقيدة الإسلامية التي أوضحها القرآن حول موضوع القضاء والقدر ، وفهمها جمهور علماء المسلمين .



ومن هذا يتبين لنا أن ما لا سلطة للإرادة الإنسانية والقدرات الإنسانية عليه هو الذي يقع مباشرة تحت سلطان القضاء والقدر ، وأن الله قد منح بقضائه وقدره الإنسان إرادته الحرة ، وعقله الذي يؤهله للتكليف , وجزءاً من القدرة على التنفيذ ، ليمتحنه ، ثم ليحاسبه ويجازيه.



فهل في هذا المفهوم الصحيح تناقض أو إشكال في موضوع القضاء والقدر؟.



لكن الملحدين لا يروق لهم البيان الحق عن الدين ، إنما يريدون مفاهيم فاسدة تنتشر بين المسلمين ليحاربوا الدين بها .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 24.11.2010, 02:37
صور ابو الياسمين والفل الرمزية

ابو الياسمين والفل

عضو

______________

ابو الياسمين والفل غير موجود

فريق الترجمة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 06.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 474  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.02.2015 (03:08)
تم شكره 35 مرة في 31 مشاركة
افتراضي


عقلانيون يتوبون قبل الموت ! :

رغم فتنة العقلانية الساحرة التي تُخيل للمرء أنه سيستطيع من خلالها الوقوف على كثير من أسرار الخلق والوجود، وأنه من الممكن بواسطتها الاستغناء عن جميع أو كثير مما جاءت به الأديان من العبادات والسلوكيات .

رغم كل هذا، وأن المتابع لهذا السراب الخادع قلّما يعود إلى فطرته ويراجع دينه ويعلم حدود عقله المخلوق، إلا أن الله بحكمته ورحمته يجتبي بين الحين والآخر بعضاً من هؤلاء العقلانيين ويقذف نور الهداية في قلوبهم من جديد بعد أن يكونوا قد أمضوا شوطاً طويلاً في اللهاث خلف سراب العقلانية الذي يكتشفونه بهداية الله لهم أنه (سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً).

وإليك أخي القارئ مواقفَ لبعض هؤلاء العقلانيين قيدوا فيها خواطرهم عندما أراد الله لهم الهداية من جديد بعد رحلة مضنية خلف معقولاتهم .

هذه المواقف سجلها لنا السلف الصالح لنكون حذرين لا ننـزلق فيما انـزلق فيه الآخرون الذين ندموا على ما أضاعوه من ساعات عمرهم في تحصيل ما لا حاصل منه ..

فهذا الرازي مع سبقه في باب المعقول، وفرط ذكائه يشكو حيرته وعجزه فيقول :
نهاية إقدام العقول عقال

وغاية سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
فكم قد رأينا في رجال ودولة

فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها

رجال فزالوا والجبال جبال

لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات : (الرحمن على العرش استوى) .(إليه يصعد الكلم الطيب) .

وأقرأ في النفي (ليس كمثله شيء) . (ولا يحيطون به علماً)

ثم قال : ((ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)) ([1]) .

وقال الشهرستاني: ((فقد أشار إليَّ من إشارته غنم، وطاعته حتم، أن أجمع له مشكلات الأصول، وأحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول لحسن ظنه بي أني وقفت على نهاية النظر، وفزت بغايات مطارح الفكر، ولعله استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم: لعمري :
لقد طفت في تلك المعاهد كلها

وسَيَّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر

على ذَقَن أو قارعاً سن نادم ([2])

((وقال الجويني: لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لي، وها أنذا أموت على عقيدة أميّ !

وقال الخونجي : اشهدوا عليّ أني أموت وما عرفت شيئاً إلا الممكن يفتقر إلى واجب ثم قال: والافتقار أمر عدمي، فلم أعرف شيئاً !

وقال آخر: أكثر الناس شكاً عند الموت أصحاب الكلام. وقال آخر وقد نزلت به نازلة من سلطانه فاستغاث برب الفلاسفة فلم يغث قال: ثم استغثت برب الجهمية فلم يغثني، ثم استغثت برب القدرية فلم يغثني، ثم استغثت برب المعتزلة فلم يغثني. قال: فاستغثت برب العامة فأغاثني)) ([3]).

ختاماً: أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إلى العودة إلى تحكيم (نصوص) الكتاب والسنة في جميع شئونه لكي ينعم ويسعد ويُفلح مع المفلحين الذين قال الله فيهم (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية : تضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة([4]).

ولا يكونوا ممن قال سبحانه فيهم (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكذلك اليوم تنسى)

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.






([1]) شرح العقيدة الطحاوية ص 208-209، وانظر : سير أعلام النبلاء 21/501.
([2]) نهاية الإقدام في علم الكلام ص 3 .
([3]) الصواعق المرسلة لابن القيم (1/166) .


([4]) تفسير الطبري (8/469) .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 24.11.2010, 03:06
صور ابو الياسمين والفل الرمزية

ابو الياسمين والفل

عضو

______________

ابو الياسمين والفل غير موجود

فريق الترجمة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 06.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 474  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.02.2015 (03:08)
تم شكره 35 مرة في 31 مشاركة
افتراضي


مقال: (الأدلَّةُ الطبيعيَّةُ على وجودِ اللهِ), كتبه أستاذ الطبيعة الحيوية: (بول كلارنس إبرسولد), وهو حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا، ومدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل أوك ريدج, وعضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعية النووية.

قال الفيلسوف الإنجليزي فرانسس بيكون منذ أكثر من ثلاثة قرون:" إنَّ قليلا من الفلسفة يقرِّب الإنسان من الإلحاد, أمَّا التعمُّق في الفلسفة فيردُّه إلى الدِّين". ولقد كان بيكون على صواب فيما ذهب إليه, فلقد احتار الملايين من الباحثين والمفكرين منذ وجود الإنسان على سطح الأرض في كُنْهِ العبقريَّة والتدبُّر الذي يتجلَّى في الإنسان وفي هذا الوجود, وتساءلوا عمَّا عساه أن يكون وراء هذه الحياة, وسوف تتكرَّر هذه الأسئلة ما بقي الإنسان على سطح الأرض. وبسبب عمق هذه الأسئلة وروحانيَّتها البالغة, فإنَّنا سوف نحاول أنْ نمسَّها في تواضع دون أن ننتظر إجابة شافية عنها.

هناك أمر واحد لا شكَّ فيه؛ فبقدر ما بلغ الإنسان من معرفة وما لديه من ذكاء وقدرة على التَّفكير, لم يشعر في وقت من الأوقات بأنَّه كامل في ذاته, والناس على اختلاف أديانهم وأجناسهم وأوطانهم قد عرفوا منذ القدم_ وبصورة تكاد تكون عامة _مبلغ قصور الإنسان على إدراك كُنْهِ هذا الكون المتَّسع، كما عجزوا عن إدراك سرِّ الحياة وطبيعتها في هذا الوجود.

وقد لمس النَّاس عامَّة_ سواء بطريقة فلسفيَّة عقليَّة أو روحانيَّة _أنَّ هناك قوة فكرية هائلة, ونظاماً في هذا الكون يفوق ما يمكن تفسيره على أساس المصادفة أو الحوادث العشوائية التي تظهر أحياناً بين الأشياء غير الحية التي تتحرك أو تسير على غير هدى. ولا شكَّ أنَّ اتجاه الإنسان وتطلُّعه إلى البحث عن عقل أكبر من عقله, وتدبير أحكام أعظم من تدبيره وأوسع؛ لكي يستعين به على تفسير هذا الكون, يعدُّ في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر وتدبير أعظم هي قوة الله وتدبيره.

وقد لا يستطيع الإنسان أن يسلِّم بوجود الخالق تسليماً تاماً على أساس الأدلَّة العلميَّة والأدلَّة الروحيِّة, أي: عندما ندمج معلوماتنا عن هذا الكون المتَّسع إلى أقصى حدود الاتِّساع, المعقَّد إلى أقصى حدود التَّعقيد مع إحساسنا الداخليِّ, والاستجابة إلى نداء العاطفة والرُّوح الذي ينبعث من أعماق نفوسنا. ولو ذهبنا نحصى الأسباب والدَّوافع الداخليَّة التي تدعو ملايين الأذكياء من البشر إلى الإيمان بالله, لوجدناها متنوِّعة لا يحصيها حصر ولا عد, ولكنها قويَّة في دلالتها على وجوده تعالى, مؤديَّة إلى الإيمان به.

ولقد كنت عند بَدْءِ دراستي للعلوم شديد الإعجاب بالتَّفكير الإنسانيِّ, وبقوَّة الأساليب العلميَّة إلى درجة جعلتني أثق كلَّ الثقةكلَّ الثقة كلَّ الثقة بقدرة العلوم على حلِّ أيَّة مشكلة في هذا الكون, بل على معرفة منشأ الحياة والعقل, وإدراك معنى كلِّ شيء. وعندما تزايد علمي ومعرفتي بالأشياء من الذرَّة إلى الأجرام السماويَّة, ومن الميكروب الدَّقيق إلى الإنسان تبيَّن لي أن هناك كثيراً من الأشياء التي لم تستطع العلوم حتى اليوم أن تجد لها تفسيراً أو تكشف عن أسرارها النقاب!! وتستطيع العلوم أن تمضى مظفِّرة في طريقها ملايين السِّنين, ومع ذلك فسوف تبقى كثير من المشكلات حول تفاصيل الذرَّة والكون والعقل كما هي, لا يصل الإنسان إلى حلٍّ لها أو الإحاطة بأسرارها. وقد أدرك رجال العلوم أن وسائلهم_ وإن كانت تستطيع أن تبيِّن لنا بشيء من الدِّقة والتَّفصيل كيف تحدث الأشياء _لا تزال عاجزة كلَّ العجز عن أن تبيِّن لنا: لماذا تحدث الأشياء؟ وإنَّ (العلم) و(العقل والإنسان)_ وحدهما _لن يستطيعا أن يفسِّرا لنا لماذا تحدث الأشياء, إنَّ (العلم) و(العقل والإنسان)_ وحدهما _لن يستطيعا أن يفسِّرا لنا لماذا وجدت الذرَّات والنُّجوم والكواكب والحياة والإنسان, بما أوتي من قدرة رائعة. وبرغم أنَّ العلوم تستطيع أن تقدِّم لنا نظريات قيِّمة عن السديم ومولِّد المجرَّات والنُّجوم والذَّرَّات وغيرها من العوالم الأخرى, فإنَّها لا تستطيع أن تبيِّن لنا مصدر المادة والطاقة التي استخدمت في بناء هذا الكون, أو لماذا اتَّخذ الكون صورته الحاليَّة ونظامه الحاليَّ, والحقُّ أنَّ التَّفكير المستقيم والاستدلال السليم يفرضان على عقولنا فكرة وجود الله. ولكن: هل لله وجود ذاتيٌّ كما يعتقد الكثيرون؟

أمَّا وجهة نظر العلم، فإنَّني لا أستطيع أن أتصور الله تصوُّرا ماديًّا؛ بحيث تستطيع أن تدركه الأبصار, أو أن يحل في مكان دون الآخر, أو يجلس على كرسي أو عرش. إنَّ الكتاب المقدس, الإنجيل عندما يصف لنا الإله ويتحدث عن ذاته وكنهه, يستخدم كثيرا من الألفاظ الدُّنيويَّة التي نألف في وصف حياة الإنسان وتاريخه على الأرض, ولكنَّ الله تعالى كائن روحانيٌّ لطيف, بل فوق ذلك إن كان وراء الروحانيَّة من وراء في مرتبة الصعود, ونحن لا نستطيع أن نصفه وصفا روحانيًّا صرفا؛ فالإنسان_ رغم أنَّه يتكوَّن من جسد وروح _لا يستطيع أن يدرك هذه الصفات الروحانيَّة أو يعبر عنها إلا في حدود خبرته. ومع ذلك, فإنَّنا نستطيع أن نصل إلى أنَّ الله تعالى يتَّصف بالعقل والحكمة والإرادة, وعلى ذلك فإنَّ لله وجودا ذاتيًّا وهو الذي تتجلى قدرته في كل شيء. وبرغم أنَّنا نعجز عن إدراكه إدراكا ماديًّا, فهنالك ما لا يحصى من الأدلَّة الماديَّة على وجوده تعالى, وتدلُّ أياديه في خلقه على أنَّه العليم الذي لا نهاية لعلمه, الحكيم الذي لا حدود لحكمته, القويُّ إلى أقصى حدود القوة. ولما كان إدراك كنه الله من الأمور الغامضة علينا, فإنَّا لا نستطيع أن ندرك لماذا وجد الإنسان, أو لماذا وجد هذا الكون الذي لا يعدو أن يكون الإنسان ذرَّة ضئيلة من ذرَّاته التي لا يحصيها عقل أو وصف.

إنَّ الأمر الذي نستطيع أن نثق به كلَّ الثقة، هو أنَّ الإنسان وهذا الوجود من حوله لم ينشأ هكذا نشأة ذاتية من العدم المطلق, بل إنَّ لهما بداية, ولا بدُّ لكلِّ بداية من مُبْدِئٍ. كما أنَّنا نعرف أن النظام الرائع المعقد الذي يسود هذا الكون يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان, وأنَّ معجزة الحياة في حدِّ ذاتها لها بداية, كما أنَّ وراءها توجيها وتدبيرا خارج دائرة الإنسان, إنَّها بداية الهيه, وتوجيه الهى, وتدبير إلهيٌّ محكم.





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
لأحد, جائز


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
شرح حديث لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار كلمة سواء الحديث و السيرة 4 26.12.2010 07:45
هل هو جائز .. ؟ السيف المأثور قسم الحوار العام 3 14.11.2010 19:36
ألماني ملحد يعلن إسلامه في الجزائر الاشبيلي ركن المسلمين الجدد 3 09.08.2010 18:06
الصين لنا ، والعرب لنا ---- والهند لنا ، والكل لنا مهندس محمد أقسام اللغة العربية و فنون الأدب 1 19.04.2010 19:49
مندي تيس لباني .. بالصور ABO-SAL7 الطبخ و لوازمه 4 18.09.2009 13:17



لوّن صفحتك :