لا تغتروا بحكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع !

[حجة الاسلام]

لا تغتروا بحكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله جميعا

كثيراً ما يقوم العوام وطلاب العلم بالحكم على حديث معين بالوضع لكون الامام ابن الجوزي رحمه الله أورد الحديث في كتاب الموضوعات ....

لكن لابد من ان نذكر اقوال اهل العلم عن هذا الكتاب وان ابن الجوزي رحمه الله كان كثيراً ما يتساهل في الحكم على الحديث بالوضع على الرغم من انه لا يصل لتلك المرتبة .......

قال الامام ابن الصلاح في علوم الحديث ص 130 :
" ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر - يقصد ابن الجوزي - الموضوعات في نحو مجلدين فأودع فيهما كثيراً مما لا دليل على وضعه وانما حقه ان يذكر في مطلق الاحاديث الضعيفة " أهـ

وكان ابن الصلاح هنا يقصد ابن الجوزي رحمه الله . -
فقد قال النووي في "التقريب" عن مقصد ابن الصلاح : " أعنى ابا الفرج بن الجوزي فذكر كثيرا مما لا دليل على وضعه بل هو ضعيف " أهـ

وقال السيوطي رحمه الله عن كتاب الموضوعات - في تدريب الراوي (1/278) :
" وفيه الحسن والصحيح وأغرب من ذلك أن فيه حديثا من صحيح مسلم ! " أهـ

وقال الذهبي : " ربما ذكر ابن الجوزي في الموضوعات أحاديثاً حساناً قوية " أهـ نقله عنه السيوطي في التدريب
وقال السيوطي :
"ونقلت من خط السيد أحمد بن أبي المجد قال : صنف ابن الجوزي كتاب الموضوعات فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل وما لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها كقوله فلان ضعيف أو ليس بالقوي او لين .......
وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه ولا فيه مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سنة ولا إجماع ولا حجة بأنه موضوع سوى كلام ذلك الرجل في راويه وهذا عدوان ومجازفة انتهى " أهـ

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله في اختصار علوم الحديث :
" وقد صنف الشيخ ابو الفرج ابن الجوزي كتابا حافلا في الموضوعات غير أنه أدخل فيه ماليس منه وخرج عنه ماكان يلزمه ذكره فسقط عليه ولم يهتد إليه " أهـ

وقد قال الدكتور محمود الطحان في كتابه الماتع ( تيسير مصطلح الحديث ) ص 116 : " كتاب الموضوعات لابن الجوزي وهو من أقدم ما صنف في هذا الفن لكنه متساهل في الحكم على الحديث بالوضع لذا انتقده العلماء وتعقبوه " أهـ

وعلى الرغم من وجود احاديث أخطأ فيها الامام رحمه الله الان انها قليلة لكن لابد من التنبيه الى انه لا يستطيع التمييز بيبينها وبين مااصاب فيه في الكتاب الا عالم في المصطلح اما العوام فلا .....
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" غالب ما في كتاب ابن الجوزي موضوع والذي ينتقد عليه بالنسبة إلى ما لا ينتقد قليل جدا وفيه من الضرر أن يظن ما ليس بموضوع موضوعا عكس الضرر بمستدرك الحاكم فإنه يظن ما ليس بصحيح صحيحا
ويتعين الاعتناء بانتقاد الكتابين فإن الكلام في تساهلهما أعدم الانتفاع بهما إلا لعالم بالفن لأنه ما من حديث إلا ويمكن أن يكون قد وقع فيه تساهل "

وقد قال الحافظ في القول المسدد ص 31 :
" ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شئ حكم عليه بالوضع وهو في احد الصحيحين غير هذا الحديث وانها لغفلة شديدة منه " أهـ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للمزيد من مواضيعي