أم حرام بنت ملحان شهيدة البحر

[Just asking]

أم حرام بنت ملحان شهيدة البحر

واحدة من علية النساء اللاتي كان لها شأن بين نساء الإسلام وإحدى السابقات الأنصاريات إلى الإسلام ومن أوائل النساء اللاتي أعلن إسلامهن قبل هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة . وأم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ وأخت البطلين الشهيدين حرام وسليم ابني ملحان بن خالد شهدا بدراً وأحداً ، وقتلا شهيدين يوم بئر معونة وعمرو بن ملحان أخوها هو الذي حمل كتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عامر بن طفيل زعيم بني عامر ، وأحد الشعراء الفرسان فلما أتاه الكتاب لم ينظر فيه حتى عدا على حرام فقتله . وهي أيضاً أم قيس بن عمرو بن عمرو بن قيس ، وزوج عمرو بن قيس ، شهدا أحداً وقتلا فيها . وتزوجها عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ وهو واحد ممن شهدوا العقبة مع السبعين من الأنصار وأحد النقباء الأثني عشرة ، شهد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان عقبياً بدرياً أنصارياً فأُكرم بهذه الأوسمة المباركة . وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكرمها ويزورها ، حيث ذكر العلماء أنها خالة له من الرضاعة ، وذكر آخرون أنها خالة لأبيه أو لجده لأن عبدالمطلب كانت أمه من بني النجار . ولأم حرام ـ رضي الله عنها ـ مناقب تفيض بالبركة ، وتتسم بالكرم ، فمنها البذل والإيثار لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلما زارها . ومنها نقاء السريرة وصدق الإيمان والإخلاص في العبادة ، وهذا ما حملها إلى الشوق للجنة ، فكانت تطلب الشهادة في سبيل الله ، سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدعوا الله ـ تعالى ـ لها ليجعلها من الشهداء فدعا لها بذلك واستبشرت ، واستقرت صورة الشهادة في أعماقها وباتت ترجوها ، وانتقل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الرفيق الأعلى ، وجاء عهد الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ وكانت أعظم الفتوح ، فلما جاء عهد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ استمرت الفتوحات وتوسعت ، وفي سنة سبع وعشرين غزا معاوية ـ رضي الله عنه ـ قبرص في البحر وخرجت أم حرام مع زوجها عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنهما ـ غازية في البحر فحملتها الذكريات إلى أعوام مضت ، فتذكرت بشارة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنها ستغزو في البحر وستكون شهيدة . وذكر أنس ـ رضي الله عنه يقول انس رضي الله عنه. كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا ذهب الى قباء يدخل على ام حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت ام حرام زوجه عباده بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك فقالت ام حرام: ما يضحكك يارسول الله؟. قال: ( ناس من امتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثج هذا البحر ملوكا على الاسرة او مثل الملوك على الاسرة). فقالت ام حرام: يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. فدعا لها ثم وضع راسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك. فقالت ام حرام: يارسول الله ما يضحكك؟. فقال صلي الله عليه وسلم :( ناس من امتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله مثل الملوك على الاسرة). فقالت: يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. فقال:( انت مع الاولين). قال- يعني انس بن مالك رضي الله عنه. فخرجت مع زوجها عباده بن الصامت فلما جاز البحر ركبت دابة فصرعتها فقتلتها وكانت تلك الغزوه غزوه قبرس فدفنت فيها وكان امير ذلك الجيش معاوية بن ابي سفيان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا. وكان ذلك في سنة سبع وعشرين. وهكذا كانت ام حرام رضي الله عنها واحده من تلك الاسرة الكريمة الوفية للمبادئ التي تحملها وتبذل كل مافي وسعها لنشر عقيدة التوحيد خالصة لا تبغي من وراء ذلك الا رضاء الله عزوجل.. رحم الله أم حرام بنت ملحان فقد عاشت حميدة البر ، وماتت شهيدة البحر وكانت تواقة لمشاهدة الجنان ، رضي الله عنها وأرضاها .

للمزيد من مواضيعي