الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية قسم مخصص للرد على الملحدين و اللادينيين و أتباع الأديان الوثنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم أفضل تعريف مختصر للسلفية ، والذي يرد على كل الشبهات حول هذا المنهج - كشبهة أن السلفية ما هي إلا تقليد لابن عبد الوهاب وابن تيمية وغيرهم من الأئمة رحمهم الله جميعا - ، هو : السلفية هي "اتباع الدليل" . وأنقل جزءا من كتاب "الإسلام لعصرنا" (ص:7-12) يبين فيه المؤلف أن السلفية منهج علمي متين يجب أن يقبله جميع العقلاء حتى من غير المسلمين : "الإسلام كما أنزله الله تعالى على محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن غير تحريف ولا تبديل هو الدين الذي رضيه سبحانه وتعالى للناس أجمعين في كل مكان وكل عصر منذ مبعث رسوله الأمين وإلى أن يقوم الناس لرب العالمين . فالإسلام لعصرنا كما كان للعصور قبلنا ، لكن إذا كانت نصوص الشرع لا تتغير ولا تتبدل ؛ فإن أحوال الناس تتغير وتتبدل ؛ فماذا يفعلون ؟ يقول المتذبذبون : دعوا النصوص كما هي ؛ لكن أعيدوا تفسيرها وأعطوها من المعاني ما يتناسب مع ثقافة عصركم كما أعطاها من سبقكم ما يتناسب مع ثقافة عصره ؛ فإن النصوص وحي إلهي لكن فهمها جهد بشري . النصوص مطلقة لكن فهمها نسبي . يقول الثابتون على الحق : لكن نصوص القرآن نزلت بلغة عربية ذات معانٍ محددة يعقلها العارفون بهذه اللغة { إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }{يوسف:2} ثم جاءت السنة لتزيد المعاني اللغوية بياناً ، ثم إن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسروا هذه النصوص بحسب ما فهموا من لغة القرآن والسنة التي كانت لغتهم ، وبحسب ما سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبحسب ما شاهدوا من المناسبات التي نزلت بسببها الآيات ، والأحوال التي ذكرت فيها الأحاديث ، ثم جاءت الأجيال تلو الأجيال من أئمة المسلمين وعلمائهم لتَفْهم من نصوص الكتاب والسنة هذا الفهم نفسه كما تدل عليه مؤلفاتهم ؛ فالقول بأنهم فسروا النصوص بحسب ثقافة عصورهم إنما هو مجرد وهْم تبطله الحقائق التاريخية . يقول المتذبذب : أتعني أنهم لم يختلفوا ؟ يقول الثابت : لم يختلفوا في المعاني الأساسية للنصوص إلا اختلافات يسيرة ، لكن اختلفوا فيما يمكن أن يستنتج من النص مثلاً ، أو في المسائل الاجتهادية التي لا نصوص فيها ، لكن المهم أن اختلافهم لم يكن بسبب اختلاف ثقافات عصورهم كما تدعي ، وإنما كانت اختلافات فردية حتى في داخل العصر الواحد ، وكانت اختلافات بين من التزموا بذلك المنهج الصحيح الذي بيّنتُه لك بإيجاز وبين الذين لم يلتزموا منهجاً علمياً ؛ وإنما أخذوا يفسرون النصوص بحسب أهوائهم ورغباتهم . - أتعني أن لتفسير نصوص الكتاب والسنة منهجاً علمياً ؟ - بل أعني أن لتفسير النصوص كلها سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية مناهج علمية . - كيف ؟ - أظنك تتكلم الإنجليزية . - نعم . - إذا قرأت قصيدة من قصائد شكسبير مثلاً ، فكيف تفهمها ؟ - أرجع إلى الكتب التي تولتْ شرحها ، وبينتْ ما قصده شكسبير منها . - أتعني أنك لا تفهمها بحسب ثقافة عصرك أو ثقافة بلدك العربي ؟ - لا ؛ بل لأنني أريد أن أعرف ما قصده شكسبير من كلماته . - أتعني أنك تعطي كلماته المعاني التي قصدها والتي كانت شائعة في عصره حتى لو كانت تلك المعاني مخالفة للمعاني السائدة الآن في اللغة الإنجليزية ؟ - لا شك في ذلك ؛ لأن قصدي أن أعرف ما قال شكسبير ، فإذا أعطيت كلماته المعاني السائدة الآن فإني أكون قد قوّلته ما لم يقل . هل تفعل الشيء نفسه بالنسبة لنص من نصوص أرسطو مثلاً إذا كنت تحاول أن تكون مختصاً بفلسفته ؟ أعني : هل تحاول أن تدرس لغته التي كتب بها فلسفته ؟ - أجل ، وأحاول أن لا أخلط بينها وبين اللغة اليونانية الحديثة ؛ لأن قصدي أن أفهم ما قال أرسطو . - هل تكتفي في فهم نصوصه إذن بدراستك للغة اليونانية التي كتب بها ، أم أن هنالك وسائل أخرى تعينك على فهم كلامه ؟ - نعم هنالك وسائل أخرى منها : أن أدرس كيف فهمه معاصروه ؛ لأنهم أدرى به ، ومنها : الاستعانة بالخبراء الذين سبقوني . - ما أظنك إلا متبعاً منهجك هذا نفسه في دراستك لشاعر جاهلي كامرئ القيس . - بلى ؛ فأنا لا أعرف لهذا المنهج بديلاً في دراسة النصوص البشرية . - هذا المنهج الذي اتبعته في دراستك لما أسميته بالنصوص البشرية هو المنهج العلمي الذي نريد منك اتباعه في دراستك للنصوص الإسلامية . نريد أن يكون همك هو أن تفهم مراد الله ومراد رسوله بقدر المستطاع ، وأن تكون أميناً في ذلك ؛ لا تُقوّل الله أو رسوله ما لم يقولا ، وأن تقرر معنى نصوصهما كما هي حتى لو رأيتها مخالفة لما هو سائد في عصرك . - لكن هنالك فوارق مهمة أراك قد أغفلتها بين النصوص البشرية والنصوص الإلهية . - ما هي ؟ - منها : أنني أستطيع أن أفهم مراد البشر ؛ لأنهم مخلوقون محدودون يخاطبونني بلغة محدودة ، أما الله تعالى فمطلق ؛ فلا يمكن أن تسع اللغة المحدودة معانيه المطلقة ؛ لذلك كان من حق كل إنسان أن يفسرها بلغته المحدودة حتى تتسع معانيها فتقترب من المطلق !! - دعك يا أخي من الكلام الغامض عن تفسير المطلق والمحدود ؛ فإنها ألفاظ لا طائل تحتها ؛ واللهُ تعالى لم يسمّ نفسه ولا سماه رسوله بالمطلق ولا وصفه بذلك . إن خلاصة ما تريد أن تنتهي إليه هو أن البشر حين يتكلمون باللغة العربية يكون لكلامهم معنى محدد يمكن معرفته بطريقة علمية ، وأما إذا خاطَبَنَا اللهُ بهذه اللغة فإنه لا يكون لكلامه معنى يمكن معرفته بطريقة علمية ! ألا ترى أنك جعلت الله تعالى عاجزاً عما جعلت البشر قادرين عليه ؟ كيف يستطيع البشر حين يخاطبوننا باللغة العربية أن يوصلوا معانيهم التي قصدوها إلينا ولا يستطيع رب البشر أن يفعل ذلك ، وقد قال إنه إنما خاطبنا بهذه اللغة لنفهم عنه ما يقول ؟ - هذا بيان معقول ؛ لكنّ هنالك فارقاً آخر هو أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، فإذا أعطينا نصوصه المعاني ذاتها التي أعطاها إياها الصحابة مثلاً ، فإنا نكون قد حصرناها ؛ وبذلك حصرنا الإسلام في زمان معين ومكان معين ! - فما البديل إذن ؟ - البديل هو كما قلت لك : أن يفسر كل أهل عصرٍ تلك النصوص بما يتناسب مع ثقافة عصرهم . - حتى لو كانت هذه التفاسير متضاربة متناقضة ؟ - نعم ؛ لأن فهم النصوص الإلهية هو كما قلت لك نسبي ؛ فما يفهمه أهل كل عصر صحيح بالنسبة لهم حتى لو كان غير صحيح بالنسبة لغيرهم . - هل هذا هو ما فهمته من مقولة : إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ؟ - أجل ، وما أراك قادراً على الإتيان بفهمٍ غيره أو أحسن منه . - إذا كانت صلاحية الكلام لكل زمان ومكان تعني أن تُغيّر معانيه لتناسب أهواء الناس في كل زمان ومكان ، فإن كل كلام حتى لو كان لأبلد الناس يمكن أن تكون له هذه الميزة . - كيف ؟ - فما على صاحبه إلا أن يقول : هذا ما أراه اليوم وفي مكاني هذا ، لكنني أجيز لكل من يؤمن بمذهبي هذا وينتمي إليه أن يغير فيه ما شاء الله بحسب ما يعن له في زمانه ومكانه . فهل يعتقد إنسان يقدر الله حق قدره أن كلامه سبحانه يمكن أن يخضع لمثل هذا التفسير العابث ؟ - فما معنى كون الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان إذن ؟ - معناه أنه كما أنزله الله ومن غير تحريف ولا تبديل صالح لكل من يريد الهداية من الأفراد والجماعات في كل زمان ومكان . والسر في هذا أنه تنزيل من حكيم عليم ، علم ما هو صالح لعباده بما هم به بشر ، لا بما هم به أهل هذا العصر أو ذاك ، ولا بما هم به عرب أو عجم ، أو أصحاب زراعة أو صناعة ، أو في شرق الأرض أو غربها ، أو غير ذلك من الاختلافات التي لا تؤثر في بشريتهم ، فأنزل عليه كتاباً غير مقيد بشيء من هذا كله . - إذن فما معنى عبارتك : (الإسلام لعصرنا) ؟ - معناها أنه إذا كانت نصوص الكتاب والسنة لا تتغير ولا تتبدل فإن أحوال الناس تتبدل وتتغير ، فيجدّ لهم من المشكلات اللغوية والفكرية ، والعلمية التجريبية ، ما يحتاجون معه إلى أن يُعانوا على فهم دينهم الفهم الصحيح ، وأن تزداد ثقتهم فيه وإيمانهم به ، وذلك يكون : بتفسير حقائقه الثابتة بلغة جديدة يفهمونها ، إن كانوا عرباً ، أو بترجمتها إلى لغاتهم إن لم يكونوا عرباً ، وبتقويم ما يجدّ من أفكار ، والرد على ما يُثار من شبهات ، وبإيجاد الحلول الإسلامية لما يجدّ من مشكلات عملية ، وبالاستفادة من الكشوف العلمية الموافقة للنصوص الإسلامية في تثبيت الإيمان والدعوة إلى الإسلام ، إلى غير ذلك من الفوائد التي لا تتأتى إلا بإمعان النظر في النصوص وتدبرها . إن النصوص محدودة لكن ما يُستنتج منها غير محدود ، كيف لا والقرآن كتاب لا تنقضي عجائبه ؟!" للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
السلفية منهج علمي متين وليست تقليدا أعمى أو رجعية ..
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
إدريسي
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للأخ, نبيه, معنى, وليست, السلفية, تقليدا, رجعية, علمي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
السلفية الحقة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه | د/مسلمة | العقيدة و الفقه | 3 | 16.04.2011 21:56 |
الخطيئه لحواء وليست لآدم | عمر المناصير | المرأة فى النصرانية | 1 | 14.04.2010 22:06 |
إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني !؟ | العلاء | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 5 | 05.02.2010 00:47 |
ما حكم وجود نساء مشرفات في بعض المنتديات " السلفية " فما بالك بغير السلفية !! | أبو الطارق السلفي | ركن الفتاوي | 4 | 11.05.2009 08:21 |