اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 29.01.2015, 15:41

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي المخطوطات القرآنية مقدمة تعريفية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

اما بعد فقد كثر مؤخرا اللغط حول المخطوطات القرآنية من توافقها او عدم توافقها مع القرآن الكريم الذي بين ايدينا
وسوف نقسم الموضوع الى عدة اقسام

القسم الاول : كيف تم ويتم حفظ القرآن الكريم

القسم الثاني: القراءات القرانية والاحرف السبعة

القسم الثالث: اهم المخطوطات القرآنية مع تحليل مبسط لها


القسم الاول : كيف تم ويتم حفظ القرآن الكريم

اولا من المعلوم ان القرآن الكريم نقل الينا بشكل رئيسي بالسماع قبل النقل الكتابي فقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ القرآن بالصدور ونقله من بعدهم جيل بعد جيل من النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا وبالقراءات العشر المتواتره او مايسمى بالاجازة في القرآن الكريم ولا خلاف في نقل القرآن بالمشافهه بين المسلمين ولهذا حفظ بين جميع المسلمين قال تعالى ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9))) الحجر


ومعنى كلمة الذكر بتشديد الذال وسكون الكاف وفتح او كسر او ضم الراء كلا حسب موقعه من خلال القرآن الكريم تدل على ان معناها هو القرآن او كلام الله وهذا ردا على بعض المغرضين الذين ادعوا كذبا ان الذكر غير القرآن

قال تعالى ((وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) ) الحجر عليه الذكر اي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن فماذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن

قال تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)) النحل ايضا هنا يؤكد ان الذكر هو القرآن الذي انزل على النبي

وقال تعالى ((ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)) ص الذكر مرتبط ارتباط عميق بكلمة قرآن

وقال جل شانة ((أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) ) ص والذكر بمعنى القرآن كما ذكرنا وبمعنى كلام الله اي اانزل عليه كلام الله

وقال تعالى (( وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)) ال عمران

الذكر الحكيم او القران الحكيم

وقال تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) ) الانبياء

اهل الذكر اي اهل القرآن والعارفين فيه بحق وعلم

وقال جل شأنة ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)) الانبياء

وهنا تأكيد ان الذكر تعني بجانب كلمة قرآن تعني كلام الله

وقال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) ) فصلت كفروا بالقرآن كلام الله بعد ماجاءهم

وقال تعالى (( أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)) القمر وهنا قوم ثمود يقولون عن النبي صالح عليه السلام اانزل عليه كلام الله من بيننا بل هو كذاب في قوله كما يزعمون

اخيرا قال تعالى (( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52) ) القلم لما سمعوا القرآن الكريم كلام الله

فحفظ الله جل وعلى القرآن الكريم من الضياع وتعهد بحفظة ولهذا ترى القرآن في اي مكان في العالم بنفس مكنونه ووحدته

وكان حفظ القرآن بعد الله طبعا من قبل السماع والمشافهه ولم يعتمد المسلمون كثيرا على المخطوطات الا كمرجع اذا حصل خلاف فجمعه عثمان رضي الله عنه في مصحفه الشهير بعد فتح الامصار وقد تم جمعه من صدور المسلمين بالاول ومن ثم بالرجوع لبعض الصحف التي دونت ايام النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخليفتين ابابكر وعمر رضي الله عنهما

وكما روى زيد بن ثابت : « كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يملي عليّ ، فإذا فرغت ، قال : إقرأه ، فأقرأه ، فإن كان فيه سقط أقامه ، ثم أخرج به إلى الناس »

وكما هو معلوم ان جبريل عليه السلام كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان الى اخر رمضان قبل وفاته عارضه مرتين اي يقراءه مع النبي صلى الله عليه وسلم كاملا مرتبا


ولقد كان العرب في جاهليتهم يهتمون اهتماما كبيرا في تقييد المأثور الديني ، ففي حديث سويد بن الصامت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعل الذي معك مثل الذي معي ، فقال : وما الذي معك ؟ قال سويد : مجلة لقمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعرضها عليّ فعرضها عليه ، فقال له : إن هذا الكلام حسن ، والذي معي أفضل من هذا ، قرآن أنزله الله تعالى ، هو هدى ونور

المصدر ابن هشام ، السيرة النبوية

إذا كان اهتمام العرب في الجاهلية ، بمثل هذا المستوى من الجمع والتدوين للموروث الثقافي أو الديني ، فكيف يكون اهتمامها بالقرآن الكريم ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهرانيهم يدعوهم إلى حفظه ومدارسته والقيام به . لكأنني بالآية حينما يتلوها الرسول الأعظم تتلاقفها الصدور لتدونها في السطور ، ولقد كان من سيرته متى ما أسلم أحد من العرب دفعه إلى الذين معه ، فعلموه القرآن . وإذا هاجر له أحد من أصحابه أوكله إلى من يعلمه القرآن : « فكان الرجل إذا هاجر دفعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل من الصحابة يعلمه القرآن ، وكان يسمع لمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضجة بتلاوة القرآن ، حتى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يخفضوا أصواتهم لئلا يتغالطوا »

المصدر الزرقاني ، مناهل العرفان

أورد ابن حجر ما أخرجه أحمد وأبو داود عن أوس بن أبي أوس ، وكان في الوفد الذين أسلموا على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلنا : كيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : نُحزّبه ثلاث سور ، وخمس سور ، وسبع سور ، وتسع سور ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل من ( ق ) حتى نختم ( يعني القرآن ) .
قال ابن حجر : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )

المصدر ابن حجر ، فتح الباري

والارجح عندي ان القرآن قد تم جمعه كاملا في ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كان الاعراب كما قلنا يحتفظون بنصوص اشعارهم في استار الكعبه فان المسلمين ومنهم النبي صلى الله عليه وسلم احرص على حفظ القرآن الكريم في كتاب وما فعله ابابكر وعمر رض الله عنهما هو اعتماد مصاحف خاصة بهما اي اعادة تدوين للقرآن من الكتاب الاول الذي دون ايام النبي صلى الله عليه وسلم وفقا لصحيفة حفصة وغيرها

وما قام به عثمان رضي الله عنه هو جمع القرآن في كتاب واحد على حرف واحد سمي بالرسم العثماني وكان الهدف منه اصدار او مصحف اسلامي رسمي يبعث به الى الامصار واعتمد حرف قريش الذي انزل به القرآن الكريم وترك ما عداه

وحينما تم توحيد المصحف على الشكل المقرر استنسخ عثمان منه عدة مصاحف أرسل بها إلى الأمصار

اختلف في عدة هذه المصاحف ، فقيل أربعة ، والمشهور أنها خمسة (1) وأخرج أبو داود عن أبي حاتم السجستاني : أنها سبعة مصاحف ، فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة ، وحبس بالمدينة واحدا » (2) .

المصدر (1) السيوطي ، الاتقان
(2) ابن داود ، المصاحف

قال السير وليم موير : « أن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف . ولقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر ، بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة »

ولقد كان الأستاذ لوبلوا موضوعيا حينما أكد بقوله : « إن القرآن هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر »


وحينما تم إقرار المصحف الإمام ، واستنسخت المصاحف في ضوئه ، وسيرت إلى الآفاق ـ وكان ذلك في سنة خمس وعشرين من الهجرة النبوية (1) . ـ أنس عثمان بصنيعه هذا ، وعمد إلى توثيقه وتفرده بصيغتين :
الأولى : إرساله من يثق المسلمون بحفظه وإقرائه مع مصحف كل إقليم بما يوافق قراءته وكان ذلك موضع اهتمام منه في أشهر الأقاليم ، فكان زيد بن ثابت مقرىء المصحف المدني ، وعبد الله بن السائب مقرىء المصحف المكي ، والمغيرة بن شهاب مقرىء المصحف الشامي ، وأبو عبد الرحمن السلمي مقرىء المصحف الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مقرىء المصحف البصري (2) .

المصدر (1) السيوطي ، الاتقان.
(2) الزرقاني ، مناهل العرفان

ثم امر عثمان رضي الله عنه بحرق ما عدا هذه النسخة الرسمية بالحرق حتى لا يتم الخلاف علما ان الامة في الاسلامية في ذلك الوقت لم تكن قد تطورت من ناحية المكتبات وحفظ التراث فلهذا خاف عثمان رضي الله عنه على صيانة القرآن الكريم من الاختلاط باللهجات وما دون في تلك الصحف الاخرى من تفاسير او غيرها

يتبع .................
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس