اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 03.02.2010, 20:17
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي


حياكم الله يا كرام وجزاكم الله خيرا على التعقيب الطيب والمتابعة

نأتي للرد..
بالنسبة لاختلاف العلماء في تفسير القرءان الكريم:
أولا:
لم يقع الخلاف بين العلماء في تفسير جميع القرآن ..وإنما اختلفوا في تفسير بعض آيات منه..
ولا شك أن أكثر الآيات لم يقع في تفسيرها خلاف..
بل يتفق المفسرون من السلف والخلف والعلماء على تفسيرها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وأما ما صح عن السلف أنهم اختلفوا فيه اختلاف تناقض : فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يختلفوا فيه" انتهى .
"مجموع الفتاوى" (5/162) .
ثانياً :
أن الاختلاف الواقع أكثره حدث بعد القرون المفضلة ، أما الصحابة والتابعون فكان الخلاف بينهم في تفسير القرآن قليلاً .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا ، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة ، فهو قليل بالنسبة إلى ما بعدهم ، وكلما كان العصر أشرف ، كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر" انتهى .
"مجموع الفتاوى" (13/332) .
ثالثاً :
الآيات القليلة التي وقع في تفسيرها الخلاف ، فهي أيضا على أقسام :
القسم الأول : الخلاف فيها خلاف تنوّع وليس خلاف تضاد ، فهو خلاف لفظي غير مؤثر ، وخلاف التنوع في حقيقته ليس اختلافا ، إذ من شرط الاختلاف تناقض القولين ، وهذا غير واقع في هذا القسم من الخلاف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شارحا اختلاف التنوع :
"وذلك صنفان :
أحدهما : أن يعبر كل واحد منهم – يعني من المفسرين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المُسَمَّى غير المعنى الآخر ، مع اتحاد المُسَمَّى ، كما قيل في اسم السيف : الصارم ، والمهند ، وذلك مثل أسماء الله الحسنى ، وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن ، فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد ، وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم ، وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل محمد ، وأحمد ، والماحي ، والحاشر ، والعاقب ، وكذلك أسماء القرآن : مثل القرآن ، والفرقان ، والهدى والشفاء ، والبيان ، والكتاب . وأمثال ذلك .
مثال ذلك : تفسيرهم للصراط المستقيم .
فقال بعضهم : هو " القرآن " : أي اتباعه .
وقال بعضهم : هو " الإسلام " .
فهذان القولان متفقان ؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن ، ولكن كل منهما نبَّه على وصف غير الوصف الآخر .
الصنف الثاني : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع ، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه .
مثال ذلك : ما نقل في قوله تعالى :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)
فمعلوم أن ( الظالم ) لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات ، و ( المقتصد ) يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات ، و ( السابق ) يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات .
ثم إن كلا منهم – يعني من المفسرين - يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات :
كقول القائل : السابق الذي يصلي في أول الوقت ، والمقتصد الذي يصلي في أثنائه .
والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار .
ويقول الآخر :
السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة ، فإنه ذكر المحسن بالصدقة ، والظالم بأكل الربا ، والعادل بالبيع .
وقال أيضا رحمه الله :
"ينبغي أن يُعلم أن الاختلاف الواقع من المفسرين وغيرهم على وجهين :
أحدهما : ليس فيه تضاد وتناقض ؛ بل يمكن أن يكون كل منهما حقا ، وإنما هو اختلاف تنوع ، أو اختلاف في الصفات أو العبارات ، وعامة الاختلاف الثابت عن مفسري السلف من الصحابة والتابعين هو من هذا الباب ، فإن الله سبحانه إذا ذكر في القرآن اسما مثل قوله : (اهدنا الصراط المستقيم) فكل من المفسرين يعبر عن الصراط المستقيم بعبارة يدل بها على بعض صفاته ، وكل ذلك حق ... فيقول بعضهم : الصراط المستقيم : كتاب الله ، أو اتباع كتاب الله ، ويقول الآخر : الصراط المستقيم : هو الإسلام ، أو دين الإسلام . ويقول الآخر : الصراط المستقيم : هو السنة والجماعة . ويقول الآخر : الصراط المستقيم : طريق العبودية أو طريق الخوف والرجاء والحب وامتثال المأمور واجتناب المحظور ، أو متابعة الكتاب والسنة ، أو العمل بطاعة الله ، أو نحو هذه الأسماء والعبارات .
ومعلوم أن المسمى هو واحد وإن تنوعت صفاته وتعددت أسماؤه وعباراته .
ومنه قسم آخر : وهو أن يذكر المفسر والمترجم معنى اللفظ على سبيل التعيين والتمثيل لا على سبيل الحد والحصر ، مثل أن يقول قائل مِن العجم : ما معنى الخبز ؟ فيشار له إلى رغيف" انتهى باختصار .
"مجموع الفتاوى" (13/381-384) .
القسم الثاني : الآيات التي اختلف في تفسيرها اختلاف تضاد وتباين ، وهذا القسم قليل ، آياته معدودة ، والاختلاف فيها مشهور ومحصور .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"الخلاف بين السلف في التفسير قليل ، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد" انتهى .
"مجموع الفتاوى" (13/178) .

رابعاً :
لا يجوز أن يكون هذا القسم الثاني وهو خلاف التضاد ، مثار طعن ولا تشكيك في القرآن الكريم لأسباب عدة :
1- أنه لم يقع في الآيات المتعلقة بعقائد الإسلام أو مقاصد التشريع ، بل إنما وقع في آيات الأحكام ، مثل اختلاف العلماء في تفسير قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة/228 ، هل القرء هو الطهر أم الحيض ؟ أو وقع في تفسير بعض سياقات القرآن المتعلقة بالقصص أو الوعظ ونحوه ، كاختلافهم في تفسير قوله تعالى : (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) مريم/24، هل المنادي جبريل أم عيسى عليهما السلام . وهذا الاختلاف – كما ترى – لا يتعلق بصلب العقيدة والشريعة ، بل في أمر فقهي أراد الله أن يقع فيه الخلاف رحمةًً بهذه الأمة ، وابتلاءً أيضا ، أو في أمر لا يتوقف فهم سياق الآيات على معرفة معناه.
2- وهذا الخلاف – على قلته – أغلبه واقع في القرون المتأخرة ، ولو رجعنا إلى تفسير السلف من الصحابة والتابعين لما وجدنا أكثر هذا الخلاف الموجود في كتب التفسير المتأخرة .
3- وأخيرا ، فالله سبحانه وتعالى له الحكمة في خفاء معاني بعض الآيات ، كي يجتهد المجتهدون ، ويثور العلم في الكتب والعقول .

يتبع..........







توقيع زهراء
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا


رد باقتباس