اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 25.07.2013, 10:39
صور فداء الرسول الرمزية

فداء الرسول

مجموعة مقارنة الأديان

______________

فداء الرسول غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.525  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
01.01.2016 (00:59)
تم شكره 213 مرة في 148 مشاركة
افتراضي


المبحث الثاني : العدد الذي تقام فيه الجمعة
قد يوجد بعض المسلمين في بلد من بلاد الكفار ويرغبون في إقامة صلاة الجمعة ولكنهم عدد قليل ، فهل يصح منهم إقامة صلاة الجمعة بالعدد القليل وما هو أقل عدد يمكن أن تقام فيه صلاة الجمعة .
اختلف أهل العلم في العدد الذي تقام فيه الجمعة على أقوال كثيرة، أهمها:
القول الأول : أنها تنعقد بثلاثة رجال .
وهذا القول رواية عند الحنابلة([15])، وقول أبي يوسف من الحنفية([16])، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية([17]).
القول الثاني : أنها تنعقد بأربعين رجلاً .
وهذا مذهب الشافعية([18])، والرواية المشهورة عند الحنابلة([19]) .
القول الثالث : أنها تنعقد بخمسين رجلاً .
وهذا رواية عند الحنابلة([20]) .
القول الرابع : أنها تنعقد باثني عشر رجلاً .
وهذا القول مذهب المالكية([21]) .
القول الخامس : أنها تنعقد بأربعة .
وهذا مذهب الحنفية([22])، ورواية عند الحنابلة([23]) .
القول السادس : أنها تنعقد باثنين فما فوق .
وهذا مذهب ابن حزم([24]) .

الأدلــــة :
أدلة القول الأول :
الدليل الأول : عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال : سمعت رسول اللَّهrيقول : " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"([25]).
وجه الدلالة : أن الصلاة في هذا الحديث عامة تشمل الجمعة وغيرها ، فإذا كانوا ثلاثة في قرية لا تقام فيهم الصلاة ومنها صلاة الجمعة فإن الشيطان قد استحوذ عليهم . وهذا يدل على وجوب صلاة الجمعة على الثلاثة ، ولا يمكن أن يقال : أنها تجب على الثلاثة ، ثم يقال : إنها لا تصح من الثلاثة ، لأن إيجابها عليهم ثم قولنا إنها غير صحيحة تضاد معناه : أمرناهم بشيء باطل والأمر بالشيء الباطل حرام([26]) .
الدليل الثاني : قال اللَّه تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللَّه وذروا البيع ... } الآية([27]) .
وجه الدلالة : أن هذه الصيغة الواردة في الآية صيغة الجمع فيدخل فيها الثلاثة، فيكون الثلاثة مأمورون بالسعي إلى صلاة الجمعة وهذا يدل على أنها تنعقد بهم([28]) .
الدليل الثالث : أن هذا العدد أقل الجمع فهو يتناوله اسم الجمع فتنعقد به الجماعة كالأربعين([29]) .
الدليل الرابع : أن المثنى في حكم الجماعة حتى يتقدم الإمام عليهما ، وفي الجماعة معنى الاجتماع ، وذلك يتحقق بالمثنى([30]).

أدلة القول الثاني :
الدليل الأول :
قال الإمام أحمد في رواية الأثرم : بعث النَّبِيّrمصعب بن عمير إلى أهل المدينة فلما كان يوم الجمعة جمع بهم وكانوا أربعين وكانت أول جمعة جمعت([31]).
وجه الدلالة : أن هذا الأثر يدل على أن العدد الذي تنعقد به الجمعة هو أربعون رجلاً ، فاقتصر عليه إذ التجميع تغيير فرض فلا يصار إليه إلا بنص أو اتفاق ، ولم يثبت ذلك . مما يدل على عدم انعقاد الجمعة بأقل من هذا العدد([32]).
يناقش :
بأنه إن صح هذا الأثر فإن بلوغهم هذا العدد وقع اتفاقاً لا قصداً فلا يصح الاستدلال به ، فلم يقل أنهم أمروا أن يجمعوا فلما بلغوا أربعين أقاموا جمعة، فلو كان لفظ الحديث هكذا لكان فيه شيء من الاستدلال . أما والحالة هذه فليس فيه شيء من الاستدلال([33]) .
الدليل الثاني :
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وكان قائد أبيه بعدما ذهب بصره عن أبيه كعب بن مالك أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة فقلت له : إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة ، قال : لأنه أول من جمّع بنا في هزم النّبيت([34])من حرة بني بياضة([35])في نقيع يقال له: نقيع الخضمات([36])، قلت: كم أنتم يومئذ ؟ قال : أربعون([37]).
وجه الدلالة : حيث دل هذا الأثر على أن أول جمعة جمعت في المدينة كان عدد من جمع بهم أربعين مما يدل على أن هذا العدد هو العدد الذي تنعقد به الجمعة .
يناقش من وجهين :
الوجه الأول : أن فيه محمد بن إسحاق ، وهو مختلف فيه([38]) .
الوجه الثاني : أن هذا العدد وقع اتفاقاً لا قصداً فلا يصح الاستدلال به ؛ لأنه لم ينص على أنهم أمروا بإقامة الجمعة فلم يقيموها حتى بلغوا أربعين ، مما يدل على أن أقل عدد تنعقد به الجمعة أربعين، بل قصارى ما أفاد هو أن العدد الذي أقيمت به أول جمعة في المدينة بناء على هذا الأثر هو أربعون.
الدليل الثالث :
عن جابر بن عبد اللَّه قال : مضت السنة أن في كل ثلاثة إمام أو في كل أربعين فما فوق ذلك جمعة وأضحى وفطر ، وذلك أنهم جماعة([39]).
وجه الدلالة : أن هذا الحديث يفيد أن أقل عدد تنعقد به صلاة الجمعة وصلاة العيد هو أربعون . مما يدل على أنها لا تنعقد بأقل من ذلك .
يناقش : بأن هذا الحديث ضعيف([40])فلا يصح الاستدلال به([41]) .
دليل القول الثالث :
عن أبي أمامة أن نبي اللَّهrقال : " على الخمسين جمعة ليس فيما دون ذلك " ([42]) .
وجه الدلالة : أن هذا الحديث نص على عدم جواز انعقاد الجمعة بأقل من خمسين رجلاً . لأنها لا تجب على من هم أقل من ذلك .
نوقش : أن هذا الحديث ضعيف فلا يصح الاستدلال به([43]).
أدلة القول الرابع :
الدليل الأول :
عن جابر بن عبد اللَّه قال : بينا النَّبِيّrقائم يوم الجمعة إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول اللَّهrحتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر . قال : ونزلت هذه الآية : { وإذا رأوا تجارة أو لـهواً انفضــوا إليها }([44])([45]) .
وجه الدلالة : أن النَّبِيّrاستمر في صلاة الجمعة مع أنه لم يبق معه بعد انصراف الناس للعير إلا اثنا عشر رجلاً ، وما يشترط للابتداء يشترط للاستدامة، فيكون أقل عدد تنعقد به الجمعة اثني عشر رجلاً([46]).
نوقش : أن هذا العدد الذي بقي مع النَّبِيّrوقع اتفاقاً ولم يكن قصداً، فربما يبقى أكثر ، وربما يبقى أقل ، فلا يكون فيه دليل على أن أقل عدد تنعقد به الجمعة اثنا عشر رجلاً([47]) .
الدليل الثاني : أن مصعب بن عمير حين بعثه النَّبِيّrإلى المدينة جمع بهم وهم اثنا عشر رجلاً([48]) .
نوقش من وجهين :
الأول : أن هذا لا يصح إسناده فلا يصح الاستدلال به([49]) .
الوجه الثاني : أنه لو صح فإنه لا يكون فيه دليلاً على أن أقل عدد تنعقد به الجمعة اثنا عشر ؛ لأنا نقول أن هذا العدد وقع اتفاقاً لا قصداً . فربما لو اجتمع أقل من ذلك لجمع بهم مما يدل على أن هذا لا يدل على أن أقل عدد تقام به الجمعة اثنا عشر([50]) .
أدلة القول الخامس :
الدليل الأول :
قال اللَّه تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللَّه وذروا البيع ...} الآيــة([51]) .

وجه الدلالة : أن ما ذكر في الآية يقتضي منادياً وذاكراً وهو المؤذن والإمام والاثنان يسعون لأن قوله : "فاسعوا" لا يتناول إلا المثنى ، ثم مادون الثلاث ليس بجمع متفق عليه فإن أهل اللغة فصلوا بين التثنية والجمع ، فالمثنى وإن كان فيه معنى الجمع من وجه فليس بجمع مطلق واشتراط الجماعة ثابت مطلقاً([52]) .
يناقش : أن الخطاب في الآية لعموم المؤمنين بوجوب إقامة صلاة الجمعة إذا نودي لها . وأقل ما تتجه له صيغة الخطاب في الآية هم الثلاثة لأنهم أقل الجمع فتنعقد الجمعة بثلاثة لأنهم أقل الجمع .
الدليل الثاني :
عن أم عبد اللَّه الدوسية قالت : قال رسول اللَّهr : " الجمعة واجبة على كل قرية وإن لم يكن فيها إلاَّ أربعة " ([53]) .
وجه الدلالة : أن هذا الحديث أثبت أن الجمعة تقام في القرية وإن لم يكن فيها إلاَّ أربعة ، وهذا يدل على أن أقل عدد تنعقد به الجمعة هو أربعة وأن ما كان أقل من ذلك فإنه لا تنعقد به الجمعة .
يناقش : أن هذا الحديث لا يجوز الاحتجاج به لأن فيه معاوية بن يحيى ومعاوية بن سعيد وهما مجهولان([54]).
الدليل الثالث :
أن الأربعة عدد يزيد على أقل الجمع المطلق أشبه الأربعين([55]) .
يناقش : أن الجمعة يكفي فيها أقل الجمع وهو ثلاثة لأنه تنعقد به الجماعة ولا داعي للزيادة عليه طالما أنه يكفي ، فتنعقد الجمعة به . ثم إنه لا داعي لأن يكون العدد يشبه الاربعين حتى تنعقد به الجمعة لأنه لم يثبت أن الجمعة لا تنعقد إلاَّ بالأربعين .
دليل القول السادس :
" إن الاثنين جماعة فيحصل الاجتماع ، ومن المعلوم أن صلاة الجماعة في غير الجمعة تنعقد باثنين بالاتفاق ، والجمعة كسائر الصلوات فمن ادعى خروجها عن بقية الصلوات ، وأن جماعتها لابد فيها من ثلاثة فعليه الدليل"([56]).
نوقش : أنه لابد في صلاة الجمعة من جماعة تستمع الخطبة من الخطيب وأقلها اثنان والخطيب هو الثالث : فيتبين أنه لابد في صــلاة الجمعة من ثلاثة خطيــب ومستمـعان وأن الاثنين لا يكفيان ؛ لأن أحدهما يكون خطيباً والآخر يكون مستمعاً([57]).
الترجيح :
بعد الاطلاع على هذه المسألة والنظر في الأقوال الواردة فيها ومعرفة أدلة هذه الأقوال ، ومناقشة ما يحتاج إلى مناقشة من هذه الأدلة تبين لي - واللَّه أعلم بالصواب- أن القول الراجح هو القول الأول وهو أن الجمعة تنعقد بثلاثة رجال فإذا وجد ثلاثة رجال من أهل الجمعة صحت إقامة صلاة الجمعة في المكان الذي يقيمون به . وذلك لقوة أدلته وسلامتها من المناقشة ولعدم سلامة أدلة الأقوال الأخرى من المناقشة ؛ ولأن هذا العدد أقل الجمع الذي يمكن أن يحصل به اجتماع ، خاصة حينما يتقدم الإمام للخطبة والصلاة فيكون خلفه اثنان وبالتالي تكتمل الجماعة ويحصل الاجتماع ، واللَّه أعلم .







توقيع فداء الرسول


تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين


رد باقتباس