اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 31.12.2011, 22:00
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


جوانب هامة في طرق الدعوة

السؤال

قبل سنوات كان لي اتصال بالنصارى، وبدون شك أثاروا لي شبهات، ومن باب الحمية درست كيفية الرد عليهم، وأصبح لي باع كبير في هذا المجال، وأريد أن أقوي معرفتي بهذا المجال من باب سد هذه الثغرة -والحمد لله- صلتي بالدعاة والعلماء عندنا طيبة، وبإمكاني أن أدرس عليهم، أريد أن أسأل عن حكم طلب العلم لهذا الغرض، هل يدخل في باب تعلمه لمماراة السفهاء؟ وهل عندكم نصائح توجهونها لي؟ بارك الله فيكم.


الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فمن حق العلم الدعوة إليه والصبر على الأذى فيه ، وأفضل ما يدعى إليه الإسلام؛ فهو الدين الحق الذي ختم الله به الأديان، والذي ارتضاه لأمة نهاية الزمان.


والدعوة إلى الإسلام من أفضل الأعمال، وهل كان الأنبياء المرسلون إلا دعاة ومبلغين عن الله، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في غزوة خيبر التي كانت ضد اليهود، كما عند البخاري (2942)، ومسلم (2406): "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم". مع أن المقام مقام قتال، إلا أن الدعوة لهذا الدين مطلوبة حتى في هذا الظرف


ولكن من المهم في هذا الباب التفريق بين المجادلة والدعوة، فليس كل من تمارس عليه الدعوة يصلح للمجادلة ، فالمجادلة أمرها أضيق، ولا يلجأ إليها إلا في ظروف خاصة وفي ضوابط خاصة، وأما الدعوة فأمرها أوسع، وهي المطلوبة في الأعم الأغلب، ومن الملاحظ أن غالب الذين دخلوا الإسلام دخلوا عن طريق الدعوة، ولم يدخلوا عن طريق المجادلة .


وينبغي التفريق بين دعوة العامي وبين دعوة العالم، ويبن دعوة الباحث عن الحق، وبين دعوة المكابر فيه، وبين دعوة المنصّر وبين دعوة غيره من عموم النصارى، وبين دعوة زميل العمل والجار، وبين دعوة البعيد الذي لا تربطك به صلة، فهذه أمور من الأحسن مراعاتها، ولكل مقام ما يناسبه من الكلام والتفصيل


جانب آخر مهم في الدعوة في صفوف النصارى، وهو معرفة حال المدعو أولاً، والانطلاق في دعوته من هذه المعرفة، فمثلاً لو كان المدعو معروفاً بتعظيم الكتاب المقدس فليس من المناسب الابتداء به في إثبات التحريف والطعن في مصداقيته، فهذا مدعاة للنفور من الداعي وما يدعو إليه، فأسلوب التشكيك وخلخلة المعتقد مما يسبب -حسب التجربة- النفرة والإعراض، ويبعث إلى المجادلة والتعصب، وقد أمرنا الله بالمجادلة بالتي هي أحسن،

فقال تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" [العنكبوت:46]،

وقال تعالى: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم" [الأنعام:108].


ومن الجوانب المهم ذكرها أو الانطلاق منها تذكير المدعو بالمصير المحتوم بعد الموت، وخصوصاً أن أهل الكتاب يؤمنون به، وأن على المدعو التفكير بجدية في هذا الموضوع، وهل استعد لما بعد الموت من الاستمساك بالحق، ثم ينطلق الداعية في هذا الجانب سواء بتقرير ما يدرك بالعقل، أو ما يدرك بالنص من آيات القرآن الكريم.


ومن الجوانب المهمة في طرق الدعوة إجادة عرض أدلة نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته الدالة على صدقه، والانطلاق منها على ثبوت نبوته بطرق سهلة من دون التجريح في معتقدات المدعو.


ولا يعني ذلك إهمال نظرة النصارى إلى الإسلام وتصورهم المغلوط عنه، إضافة إلى الشبه التي يتوارثونها من قديم الزمان في الطعن في القرآن أو نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والداعية في هذا الجانب ينبغي أن يستعد لأسئلة النصارى المحتملة أثناء الدعوة، فيكون قد أعد العدة لذلك، وهذه الشبهات معروفة متداولة، سواء منها ما يتعلق بالعقيدة أو بالشريعة، كمسائل فقه المرأة أو الحدود أو الرق أو مسائل الجهاد وغيرها.


وأعود لأؤكد ألا يلجأ الداعية إلى المجادلة إلا في الحالات القصوى لرد مكابر أو درء فساد منصّر، أو تبيين تهافت داعية من دعاة النصارى لخلخلة مصداقيته أوسمعته.

أما جانب الدعوة فالأمر فيها يختلف، حيث يصاحبها اللين والإحسان والرفق.


وفي هذا المجال أنصح بقراءة كتاب (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لابن تيمية، فقد جمع هذه الكتاب أهم ما يحتاج إليه الداعية، سواء في إثبات نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو الرد على شبهات النصارى، أو نقد معتقدات النصارى، وكل ذلك بأسلوب عقلي محكم يستفيد الداعية من ذلك إذا اطلع عليه، ودوَّن أفكار الكتاب الأساسية ونقاطه الرئيسة.







توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس