اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 20.05.2011, 16:24
صور Eng.Con الرمزية

Eng.Con

مشرف عام

______________

Eng.Con غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.122  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.09.2021 (01:07)
تم شكره 40 مرة في 30 مشاركة
افتراضي


(وماذا عن حديث السيدة عائشة ؟)


لنقرأ الرواية (1)

قيل لعائشة إن أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاث في الدار والمرأة والفرس فقالت عائشة لم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتل الله اليهود يقولون إن الشؤم في الدار والمرأة والفرس فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله

وكما نرى فالسيدة عائشة أنكرت المتن الذى تفرد به أبو هريرة او من روى عن أبو هريرة (الجزم ) .... ولكن كلام السيدة عائشة هذا والرواية التى روتها عن رسول الله ... تتفق تماما مع المتن الأخر ( المعلق ) .... بل أن هذة الرواية تعد تفسيرا للمتن الصحيح كما سنرى بإذن الله .

اذا فلا مشكلة مع حديث السيدة عائشة .... طلاما ان المتن الصحيح المُختار هو المتن المُعلق ( إن يك من الشؤم شيء حق ففي المرأة و الفرس و الدار) ... لأن المتن المعلق وحديث السيدة عائشة ... كلاهما ينفى الطيرة عن الأشياء الثلاثة .



بقى الان ان نوضح المفهوم الصحيح الحديث


وكما قال ابن معين ( لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه ) ... فاذا أردنا أن نعرف المفهوم الصحيح للحديث علينا الا ننسب لرسول ما لم يقوله بقدر الإمكان ... خصوصا أن هناك طرق أخرى للحديث توضح ما قصده رسول الله


هناك رواية صحيحة لرسول تقابل الرواية المذكورة يقول فيها النبى ( 2)

لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ فِي ثَلاَثَةٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ


جاء فى تحفة الأحوذى

قوله (لا شؤم) أي في شيء (وقد تكون اليمن) بضم التحتية وسكون الميم (في الدار والمرأة والفرس) أي قد تكون البركة في هذه الأشياء، واليمن ضد الشؤم


وهذا الحديث قد يكون فى ظاهرة مضاد للحديث الأخر

فلدينا حديث يقول (إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة و الفرس و المسكن)

وحديث أخر يقول (لاَ شُؤْمَ وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ فِي ثَلاَثَةٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ)

وكلمة الشؤم عكس كلمة اليُمن ..!


ولكن هناك طريق أخر للحديث يوضح المعنى يقول فيه الرسول (3)

أربع من السعادة المرأة الصالحة ، و المسكن الواسع ، و الجار الصالح ، و المركب الهنيء . وأربع من الشقاء المرأة السوء ، و الجار السوء ، و المركب السوء ، و المسكن السوء

والان أصبح المعنى واضح ... فالمرأة بذاتها لا يمكن أن نعتقد فيها شيئا معين .... وإنما القصة قصة سلوك .... فسلوك المراة ذاته هو الذى يضعها ضمن الحديث الأول أو يضعها ضمن الحديث الثانى

فهذة الأحاديث توضح ان سلوك المراة قد يكون سبب فى تحصيل المرء ما قدر الله له .... فاذا كانت المرأة صالحة فوجودها مع الرجل قد يكون سبب فى تحصيل ما يسعد الرجل مما قدر الله عز وجل له ... واذا كانت غير صالحة قد تكون سبب من اسباب شقاوة ابن ادم والمجتمع عموما ... ولو كان يوجد شؤما فى الإسلام لكانت هذة المراة التى بهذة الصفات من ضمنه .... لذلك لقوة تأثيرها فى الرجل وكثيرة ملازمتها له

وهذة الأحاديث وأقولها بكل صدق ... ان دلت على شئ ... فتدل على قوة تأثير المراة فى المجتمع وفى الرجل .... فى عقيدة رسولنا .... فقد جعل رسولنا سلوك المرأة مع زوجها ... سبب من أسباب السعادة والشقاوة للرجل والمجتمع وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم


يقول الأمام ابن القيم (4)

فمن اعتقد أن رسول الله نسب الطيرة والشؤم إلى شيء من الأشياء على سبيل إنه مؤثر بذلك دون الله فقد أعظم الفرية على الله وعلى رسوله وضل ضلالا بعيدا والنبي ابتداهم بنفي الطيرة والعدوى ثم قال الشؤم في ثلاث قطعا لتوهم المنفية في الثلاثة التي أخبر أن الشؤم يكون فيها فقال لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاثة فابتدأهم بالمؤخر من الخير تعجيلا لهم بالأخبار بفساد العدوى والطيرة المتوهمة من قوله الشؤم في ثلاثة وبالجملة فإخباره بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها وإنما غايته إن الله سبحانه قد يخلق منها أعيانا مشؤمة على من قاربها وسكنها وأعيانا مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر وهذا كما يعطى سبحانه الوالدين ولدا مباركا يريان الخير على وجهه ويعطى غيرهما ولدا مشؤما نذلا يريان الشر على وجهه وكذلك ما يعطاه العبد ولاية أو غيرها فكذلك الدار والمرأة والفرس والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس فيخلق بعض هذه الأعيان سعودا مباركة ويقضى سعادة من قارنها وحصول اليمن له والبركة


وسار على نهجه ايضا صاحب فتح المجيد (5)





ونقرأ على موقع إسلام ويب

لكن ليعلم السائل أن الله إن جعل في شيء من هذه الأشياء المذكورة شؤما فهو بتقدير الله، وأنه بحكمته قدر ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يعتقد أن هذه الأشياء تؤثر بذاتها لأن ذلك نوع من الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم




فإن سأل سائل ... ولماذا خص الرسول هذة الأشياء الثلاثة بالذات ؟؟؟

نقول ...خصهم الرسول لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها ... لأن اليهود وأهل الجاهلية كانوا يعتقدوا أن المرأة بذاتها شؤم وكذلك الفرس والدار .. فبين لهم الرسول أنه لا يوجد شئ شؤم بذاته ... وكل شئ مقدر عند الله ... وبين ايضا أنه لا ينبغى تحت ستار أن كل شئ مقدر عن الله أن نتجاهل السلوك والخلق ... فهذة الصفات أحد أسباب تحصيل ما قدره الله للإنسان


وحتى نخرج المرأة من هذة الشبهة ونؤكد ان الرسول لم يقصد الإساءة اليها بأى شئ من الأشياء ... نورد طريق أخرى للحديث أشار فيه للجار (5)

(ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح و المسكن الواسع و المركب الهنيء) ... والجار هنا يشمل بالطبع الرجل والمرأة ... وكما بينا من قبل لا يوجد شؤم فى الإسلام ... وإنما العبرة بالأعمال والسلوك ... والحمد لله رب العالمين

أنتهى




1- السلسلة الصحيحة 2/690

2- السلسلة الصحيحة 4/564

3- صحيح الجامع 887

4- مفتاح دار السعادة (3/59)

5- صحيح الجامع 3029







رد باقتباس