View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
Old 16.10.2010, 18:06

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
Default


الجمع الأول في عهد الصديق أبي بكر :

في عام احدى عشر من الهجرة قامت معركة ضروس أطلق عليها اسم " اليمامة " استشهد فيها العديد من القراء ، مما دفع الفاروق عمر لمخاطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في جمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يضيع ، وظل أبي بكر الصديق يتردد في الأمر ويراجعه عمر حتى وافق على فكرة الجمع في مصحف واحد ، مع يقين هؤلاء بوعد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه ، فشرع ابي بكر الصديق آخذاً بالأسباب بالقيام بهذه المهمة وكلف زيد بن ثابت بهذه المهمة ، ذلك الشاب القوي الذي لا ينهمك ، الذي توافرت عدة صفات فيه مثل حفظه للقرآن الكريم ، وكان من كتبة الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما حضر العرضة الأخيرة للقرآن الكريم :

عن عبيد بنالسباقِ، أن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ قال أرسلإلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بنالخطاب عنده قال أَبو بكر ـ رضى الله عنه ـ إن عمرأتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامةبقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتلبالقراء بالمواطِن، فيذهب كثير من القرآنوإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.‏ قلت لعمركيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم قال عمر هذا والله خير.‏ فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت فيذلك الذي رأى عمر.‏ قال زيد قال أبو بكر إنكرجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحىلرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعهفوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كانأثقل على مما أَمرني من جمع القرآن قلت كيفتفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلمقال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعنِيحتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكروعمر ـ رضى الله عنهما ـ فتتبعت القرآن أجمعه منالعسب واللخاف وصدور الرجال حتَّى وجدت آخرسورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهامع أحد غيره " ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ " حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبِي بكرحتى توفّاه الله ثم عند عمر حياتَه ثم عندحفصة بِنت عمر ـ رضى الله عنه ـ‏ . [1]

وبالفعل قد بدأ العمل وكانت خطته كالآتي :

· أن يأتي كل من تلقى شيء من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد ومن معه .
· أن لا يقبل من أحد شيء حتى يشهد عليه شهيدان، أي أنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان .
· أن يكتب ما يؤتى به في الصحف .
· أن لا يقبل مما يؤتى به إلا ما تحقق فيه الشروط الآتية :
- أن يكون مكتوبا بين يدي النبي ، لا من مجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط .
- أن يكون مما ثبت عرضه على النبي عام وفاته، أي في العرضة الأخيرة ، وذلك أن ما لم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة لم تثبت قرآنيته .
· أن تكتب الآيات في سورها على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن النبي .

مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر :

· أنه جمع القرآن على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي .
· حصول إجماع الأمة على قبوله، ورضى جميع المسلمين به .
· بلوغ ما جمع في هذا الجمع حد التواتر، إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتر من الصحابة .
· أنه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بقي من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيء مما نسخت تلاوته .
· أنه كان مرتب الآيات دون السور .
· حظي هذا الجمع المبارك برضى المسلمين، وحصل عليه إجماع الصحابة ، ولقي منهم العناية الفائقة .

وقد قوبلت لتك الصحف التي جمعها زيد بما يستحق من عناية فائقة ، فحفظها أبو بكر عنده . ثم حفظها عمر بعده . ثم حفظتها أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بعد وفاة أبيها . حتى طلبها منها خليفة المسلمين عثمان رضي الله عنه حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن ثم ردها إليها [2] كما سنرى إن شاء الله .

__________________________________________

[1] تقدم تخريجه .

[2] مناهل العرفان ج 1 ص 214







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


Reply With Quote