اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 27.05.2012, 19:49
صور ابن النعمان الرمزية

ابن النعمان

عضو مميز

______________

ابن النعمان غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.01.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 670  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.02.2024 (10:53)
تم شكره 82 مرة في 67 مشاركة
افتراضي


ثانيا :
هذه القدرة للكائنات الأم لا يمكن أن تأتى من الفراغ بل على الكائن أن يجتهد ليظفر بها عن الطريق التطور الذي سوف يتم بالتدريج على عدة مراحل موزعة على الأجيال المتتالية الناتجة عنه جيلا بعد جيلا ونظرا لان الكائن الأم يحتاج إلى نفس هذه القدرة لإجبار وتطويع أجياله لإكمال جميع المراحل المتبقية من تكوين وإنشاء هذه المقدرة فلن يمكن له أن يظفر بها ولو استمر في المحاولات إلى الأبد وبالتالي لن يمكنه توجيه أي جيل من أجياله لشيء سواء لهذه المقدرة أو لشيء آخر وكل ذلك يدل على استحالة حدوث التطور (هذا يسمى بالدور فحدوث التطور يتوقف على وجود القدرة ووجود القدرة يتوقف على حدوث التطور والدور يدل على التهافت والبطلان).
وهناك صورة أخرى للدور آثارها العالم (كريسى موريسون) في كتابه ((العلم يدعوا إلى الإيمان)) تحت عنوان ((لو كانت نظرية التطور صحيحة لانعدمت الحياة)) حيث افترض أن بداية الحياة كانت خلية واحدة , ثم تساءل هل تتحول هذه الخلية إلى نبات أم حيوان ؟ فإذا تحولت إلى خلية نباتية سبب ذلك انعدام ((ثاني أكسيد الكربون)) ((غاز الفحم)) , وإذا تحولت إلى خلية حيوانية سبب ذلك انعدام ((الأكسجين)) وبالتالي انعدم الحياة .
وفى مكان آخر من نفس الكتاب ص144 يقول رابطا بين ما عليه الكائن الحي من صفات وبين وحدات الوراثة : (( إن القائلين بالتطور لا يعلمون شيئا عن وحدات الوراثة ... فكل خلية ذكرية كانت أو أنثوية تحتوى على صبغيات او (كروموزومات) تحمل المورثات التي تعتبر العامل الرئيسي فيما سوف يكون عليه كل كائن حي أو إنسان .. وتبلغ هذه الصبغيات من الدقة أنها هي المسئولة عن المخلوقات البشرية جميعا التي على سطح الأرض , من حيث خصائصها الفردية وأحوالها النفسية , وألوانها , وأجناسها , لو جمعت كلها ووضعت في مكان واحد لكان حجمها اقل من حجم الكشتبان ... وهذه الصبغيات الدقيقة هي التي تحفظ التصميم , وسجل السلف , والخواص لكل كائن حي , وهى تتحكم تفصيلا في الجزر والجزع والورق والزهر والثمر ... لكل نبات تقريبا , كما تقرر الشكل والقشر والشعر والأجنحة .. لكل حيوان , وكذلك الإنسان )) .
لاحظ أن الخلية في الكائن الحي تحتوى في داخلها على كل المعلومات المتعلقة به من ناحية كل صغيرة وكبيرة بدقة شديدة وتفصيل شامل , هذه المعلومات ليست شيء هين بل كم هائل لو جمع لشكل ألف كتاب كل كتاب يتكون من ألف صفحة كل صفحة تتكون من عشرات السطور ويمكنك أن تحسب ذلك بنفسك على أساس أن كل خلية تحتوى على ما يزيد من ثلاثة ملايين سطر من المعلومات التفصيلية والدقيقة عن الكائن وما يجب أن يكون عليه داخليا وخارجيا وصفات وسمات .
كل هذه المعلومات تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الصبغيات السالف ذكرها فيجب أن يكون هناك من يعمل على تامين وصولها إلى الأجيال الأخرى بدون أي تبديل أو تغيير ووجود ضمانات أخرى تؤكد على عدم اللعب أو العبث في كل ما تتضمنه الخلية من معلومات أو الصبغة من صفات وإلا فالناتج على ما اعتقد سوف يكون مسخ مشوه (فرانكشتاين) هذا الضمان لا يمكن أن يحدث إلا إذا تم التيقن بعدم وجود أي إمكانية للتطور من كائن إلى كائن آخر سواء كان الضمان ناتج عن العمل على ذلك بشتى الطرق والوسائل أو ناتج عن العلم اليقيني بذلك نتيجة أسباب أخرى إلا إذا كان الكائن مؤهل للتغيير في هذه المعلومات أو الإضافة بدون ان يكون هناك أي أثر سلبي (مع العلم المسبق بذلك التأهيل للكائن الأم) ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان ملما بكل معلومة من الثلاثة ملايين سطر وهذا يتطلب بدوره القراءة والفهم وقبلهما التعلم والدراسة فهل يا ترى الكائن الأب أو الكائن الابن له القدرة على فهم اللغة التي كتبت بها هذه المعلومات أم لا ؟ ومن الذي علمه ذلك مع عدم وجود أي وسيلة للتوصيل والتواصل المعلوماتى بينه وبين خلايا أجياله لان الترجمة تعتمد على العقل المستقبل لا العقل المرسل مع وجود ما يعضدها من الحركات والإشارات التي تساعد على الفهم وإيصال المعلومة.
فمثلا الإنسان لكي يرى لابد له من وجود خلايا حساسة للضوء تنقل تأثرها به إلى الخلايا العصبية في المخ ليقوم المخ بترجمتها بلغته الاصطلاحية إلى تعريفات خاصة به تسمى ألوان وتصورات لا وجود لها في الحقيقة ولكنها تساعده على التمييز في الإطار الداخلي لعالمه وعلى ذلك الأساس لن يمكن للكائنات إلام أن تعطى تعليمات سواء لعقل أو خلايا الكائن الابن لان لغة هذه التعليمات سوف تكون مفهومة للكائنات الأم فقط على هيئة تعريفات شديدة الخصوصية بها قد تكون هذه التعريفات ألوان أو صور وقد تكون أصوات أو أشياء أخرى (لاحظ معنى التعريف هو أن يربط العقل الشيء بصورة ذهنية معروفة لديه قد تكون تخيلية أو وهمية كان يربط تردد وطول موجي معين بتعريف خاص به أو تصور يطلق عليه لون لا وجود له في الحقيقة وبالتالي لا يمكن أن يستخدم هذا التعريف لنقل معلومة للأخر لأنه ليس له وجود أو معنى إلا في عقله فقط , لو تركه لن يكون له أي معنى في عقل آخر إلا إذا ترجمه الآخر لتعريف خاص به وبالتالي هذا التعريف لن يكون له أي علاقة بالتعريف الأول لفظا ولا معنى فمثلا يمكن للكائن الأول أن يترجم تأثر معين إلى صوت بينما الكائن الآخر يمكن أن يترجم نفس التأثر إلى رائحة مميزة إذن ما هو الحل ؟
ليس هناك حل .
يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابة (اينشتين والنسبية) :
"إنها جميعا أحكام نسبية تلك التي نطلقها على الأشياء (نسبة إلى حواسنا المحدودة) وليست أحكاما حقيقية ... والعالم الذي نراه ليس هو العالم الحقيقي وإنما هو عالم اصطلاحي بحت نعيش فيه معتقلين في الرموز التي يختلقها عقلنا ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كنها .
معظم ما كتبه أينشتاين في معادلاته كان في الحقيقة تجريدا للواقع على شكل أرقام وحدود رياضية ومحاولة جادة من الرجل في أن يهزم العلاقات المألوفة للأشياء لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تختفي في ثياب الألفة .
فنحن أحيانا نرى أشياء لا وجود لها ، فبعض النجوم التي نراها بالتليسكوب في أعماق السماء تبعد عنا بمقدار 500 مليون سنة ضوئية ... أي أن الضوء المنبعث منها يحتاج إلى 500 مليون سنة ضوئية ليصل إلى عيوننا ، وبالتالي فالضوء الذي نلمحها به هو ضوء خرج منها منذ هذا العدد الهائل من السنين ... فنحن لا نراها في الحقيقة وإنما نرى ماضيها السحيق الموغل في القدم ... أما ماهيتها الآن ... فالله وحده أعلم بها ... وربما تكون قد انفجرت واختفت أو انطفأت أو ارتحلت بعيدا في أطراف ذلك الخلاء الأبدي وخرجت من مجال الرؤية بكل وسائلها ...
إننا قد نكون محملقين في شيء يلمع دون أن يكون له وجود بالمرة ...
إلى هذه الدرجة يبلغ عدم اليقين ... وإلى هذه الدرجة يمكن أن تضللنا حواسنا ... ما دليلنا في ها التيه ؟!!! وكيف نهتدي إلى الحقيقة في الظلمات المطبقة ؟!!!!
كل الألوان المبهجة التي نشاهدها في الأشياء لا وجود لها أصلا في الأشياء ، وإنما هي اصطلاحات جهازنا العصبي وشفرته التي يترجم بها أطوال الموجات الضوئية المختلفة التي تنعكس عليه ، إنها كآلام الوخز التي نشعر بها من الإبر ، ليست هي الصورة الحقيقية للإبر وإنما هي صورة تأثرنا بالإبر ... وبالمثل طعم الأشياء ورائحتها وملمسها وصلابتها وليونتها وشكلها الهندسي وحجمها هي مجرد الطريقة التي نتأثر بها بهذه الأشياء ... كل ما نراه ونتصوره خيالات مترجمة لا وجود لها في الأصل .
أهي أحلام ؟!!!
هل هذه الصفات تقوم في ذهننا دون أن يكون لها مقابل في الخارج ؟
البداهة والفطرة تنفي هذا الرأي فالعالم الخارجي موجود وحواسنا تحيلنا دائما على شيء آخر خارجنا ... ولكن هناك فجوة بيننا وبين هذا العالم حواسنا لا تستطيع أن تراه على حقيقته ، وإنما هي تترجمه دائما بلغة خاصة وذاتية وبشفرة مختلفة ... ولو أننا كنا نهذي كل منا على طريقته لما استطعنا أن نتفاهم ولما استطعنا أن نتفق على حقيقة موضوعية مشتركة ... هناك نسخة موضوعية من الحقيقة نحاول أن نغش منها على قدر الإمكان ... هناك حقيقة خارجنا .
إننا لا نحلم ... وإنما نحن سجناء حواسنا المحدودة وطبيعتنا العاجزة وما نراه دائما ينقل إلينا مشوها وناقصا ومبتورا ... والنتيجة أن هناك أكثر من دنيا ...
هناك الدنيا كما هي في الحقيقة وهذه لا نعرفها ولا يعرفها إلا الله سبحانه وتعالى .
وهناك الدنيا كما يراها الصرصور ... فهو لا يرى الشجرة كما نراها وهو لا يميز الألوان وذلك لأن جهازه العصبي مختلف تماما عن جهازنا العصبي .
وهناك الدنيا كما تراها دودة الاسكارس ... وهي مختلفة عن دنيا الصرصور فهي دنيا كلها ظلام.
وهكذا كل طبقة من المخلوقات لها دنيا خاصة بها ، وكل طبقة تعيش سجينة في تصوراتها ولا تستطيع أن تصف الصور التي تراها للطبقات الأخرى وربما لو حدث هذا في يوم ما لأمكننا أن نصل إلى ما يشبه حجر رشيد ، ولأمكننا أن نتوصل إلى عدة شفرات ولغات مختلفة ونستنبط منها الحقيقة ... ولكن هذا الاتصال غير ممكن لأننا الوحيدون في هذه الدنيا الذين نعرف اللغة وبقية المخلوقات عجماء" . (مصطفى محمود – اينشتين والنسبية)







توقيع ابن النعمان
حسبنا الله ونعم الوكيل
كيف يطول عمرك بالصلاة
جوامع الذكر و الدعاء
اعمال يعدل ثوابها قيام الليل
خطوات علمية مجربة لمن يعانون من الوسواس القهرى شفاهم الله


رد باقتباس