اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 19.09.2013, 02:37
صور هادية الرمزية

هادية

عضو

______________

هادية غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.10.2011
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 899  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
17.11.2023 (16:36)
تم شكره 129 مرة في 110 مشاركة
افتراضي كلمات محتضر يصف حالته


كلمات محتضر حالته
كان عضو بيننا في بعض المنتديات
كان يشاركنا الكلمات ونشاركه
فجاة كل شيئ انتهى
بالامس كان يشاركنا واليوم ننعاه
خبر مؤلم وكلنا سنترك الاثر وراءنا
وستشهد لنا او علينا كلمات كتبناها
ولكن الذي لم نعهده هو هذه الكلمات التي كتبها بيدين
مرتعشتين علها تكون اجرا له
او كانت سببا في توبة او هداية احد
بصدق يعجز اللسان عن الكلام امام
ما كتبه
فاي انسان يملك القدرة على الكتابة وهو يشعر بقرب منيته
فاعذروني لنشرها
لانها فعلا تبكي
الكلمات كتبها امس اترككم معها


موضوع: هل سبق وشعرت أنك ستموت؟


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
صعبة جداً هي اللحظات التي تصاب فيها بما يشبه هبوط حاد في الدورة الدموية او هبوط متوسط يصيبك بدوخة شديدة تتأرجح كل دقيقة بين الشديدة والمتوسطة فتشعر أن كل قواك خائرة منهكة تائهة تتخبط يمنةً ويسرة. هي لحظات شديدة الصعوبة. تبدأ أفكارك تتأرجح ترى هل سأموت الآن؟ ترى إن مت الآن، فماذا سأفعل بالمعاصي التي ارتكبتها في حياتي؟ ترى إن مت الآن، هل لدي رصيد من الحسنات يمكن أن يكون سبباً في رحمة الله تعالى لي، ترى لو مت هل سيشتاق إلي ابني أو ابنتي؟ ترى لو أني مت، هل سأتمكن من الإجابة على أسئلة الملكين الكريمين منكر ونكير؟ ترى لو أني مت هل سيذكرني أحد بالخير أو يترحم علي أحد أم هل أن من عرفني سيلعنني ويقول لعنة الله عليه، الحمد الله الذي أراح البشرية منه؟
إخواني بينما أكتب لكم الآن هذه الكلمات محاولاً بكل صعوبة السيطرة على حروف الكيبورد بيدين مرتعشتين مرتجفتين، يحدث كل هذا معي بكل صدق والله رغم اني لا احب مسألة الحلف ولا أجدها طيبة ولكن لا بأس في هذا الموضوع لربما صعب تصديق ما أكتبه. فما أقسى لحظات الشعور أنك على وشك أن يتوقف قلبك! هي اللحظات التي تريك حقيقة الحياة الدنيا، وحقيقة الحاجة إلى طاعة الله تعالى وحقيقة أن معصية الله تعالى لا تفيد، فهي جريمة في حق النفس ما بعدها جريمة.
إن الشعور بأنك تموت لا يعني أنك ستموت. ربما تموت. لا شيء مؤكد فنحن أمرنا إلى الله تعالى في كل أحوالنا. لكن ربما تصاب بما يشبه الاحساس بأنك ستموت. ربما يكون السبب مرض معين مزمن، أو أكلة دسمة رفعت لديك الكوليسترول، وربما هناك أسباب أخرى لا تعلمها. لكن دعونا نتحدث عن هذا الإحساس. سواء كنت ستموت حقاً أم لن تموت، ليس هذا هو المهم، فقدر الله تعالى لا يرده راد. لكن نحاول ان نستفيد من اللحظة. حقيقة هذه أول مرة في حياتي أشعر بهذا الشعور. ربما البعض لن يصدق أني أكتب هذه الكلمات بينما لدي هذه المشكلة. على أي حال لقد نطقت الشهادتين، لكن أحببت كثيراً أن أخبركم عن هذه اللحظة، ليس لشيء ولكن فقط لأنها ربما سيكون فيها فائدة أثاب عليها، فإن أنا مت تركت ورائي بعضاً من الحسنات. يا إخوة والله هي لحظات مخيفة جداً. ليست المسألة في ترك الأولاد والزوجة ومفارقة الأحبة، إنما كل هذا لن يشعر به أي منا بعد الموت، لكن المشكلة هي في السفر البعيد الطويل. إنها رحلة شاقة وبعيدة لم نجربها من قبل. لذلك نحن لا نخاف حين نسافر بين مدينة وأخرى أو بلد وآخر. نحن معتادون على فعل هذا. إنما الخوف دوماً من السفر الذي لم نجربه. إن زادنا وإن كثر وكثر فهو قليل قليل، وأعمالنا مهما كانت، فهي لا تدخلنا الجنة ابداً حتى لو عبدنا الله تعالى 1000 سنة ساجدين لا نرفع رؤوسنا عن الأرض.
أشعر والله بأطرافي وقد أصابها التنميل، وصدري يمتلىء بخوف غريب، ورأسي قد أصابها بعض الدوار. لو أن ما أشعر به قد مر بي سابقاً لما وصفته، لكنه شعور لأول مرة، كثيراً ما نصاب بوعكة ومرض ولكن لا يسيطر علينا هذا الخوف. الخوف من الآخرة يجب ان نشعر به دوماً، لكن هذا الخوف يكتسب طعماً مختلفاً حين يمتزج بالتنميل والشعور بالإعياء الشبه شديد.
هي لحظات، نبهتني إلى شيء. ربما أردت أن أكتب أيضاً لأنسى هذه اللحظات ولكن شعرت بأن وصفها مفيد وفي صالح من سيقرأ. أن نشعر أن الموت قد باغتنا فجأة!! حطم كل جملة قلناها كان فيها كلمة "سوف"!!! سبحان الله العظيم، شعور لم أحببه ولكني أرى أنه لو لم يفضي إلى الموت فهو شعور قد أشتريه. نعم فلنخف أكثر وأكثر ولتصاب نفوسنا بالرعب من هذه اللحظة الحاسمة، لحظة الحقيقة، لحظة الاستيقاظ والانتباه من غيبوبة الدنيا. فلولا أننا ننساها لما غفلنا عن كثير من الأمور. نسمع عنها ولكن لم نجربها. اللهم اقبضنا على طاعتك.

نقلتها دون تحريف
الراحل فعلا تشهد له مقالاته ومعاملته مع اخوانه
اللهم اقبضنا على خير ما تحب
وارحمه واغفر له
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : كلمات محتضر يصف حالته     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : هادية







توقيع هادية



آخر تعديل بواسطة هادية بتاريخ 19.09.2013 الساعة 02:39 .
رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا هادية على المشاركة :