اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 27.08.2019, 13:17
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (20:56)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي


الفصل الأول

أساطير التجسد في الشرق الأدنى القديم


دعونا نرجع في تاريخ " الشرق الأدنى "([1]) القديم إلى العهود التي سبقت ظهور عيسى المسيح و إلى الفترة المعاصرة له، لنــرى كيف كـانـت " التجسُّــدية " Incarnationism (أي مذهب أو فكرة تجسد الآلهة و هبوطها للأرض بصورة بشرية) في تلك الفترات الزمنية.

مبدئياً، كان الاعتقاد بوجود نسب وقرابة بين بعض الناس و الآلهة، اعتقادا مألوفا ومنتشرا في عالم الشرق الأدنى القديم، نراه في صورة أساطير دينية، حيث كانت أساطير آلهة اليونان والرومان تستخدم للتعبير عن إحساس بإنتماء بعض عظمائهم، لعرق أسمى وعالم آخر، فكان إطلاق ألقاب مثل: " ابن زيوس " ([2]) أو " ابن هليوس " ([3]) على بعض العظماء إطلاقا شائعا جداً. وهي ألقاب كانت تستمد جذورها من الميثولوجيا ([4]) القديمة خاصة من أسطورة هِرَقْلوس Heracles([5]).

ولذلك نجد أن المتكلمين المسيحيين القدماء ([6]) اضطروا لمعالجة مشكلة آلهة مثل هِرَقْلوس و أسكليبيوس Asclepius ([7]) وديونِسيوس Dionysius ([8])، وأن يحسبوا لها حساباً خاصا باعتبارها آلهة ذات مكانة وأهمية في أذهان جماهير الناس في عصرهم، تجعلها ذات قدرة كامنة على منافسة المسيح !

ففي القرن الثاني للميلاد نبذ " جوستين الشهيد " ([9]) تلك الآلهة و ردها معتبراً إياها مجرد إختلاق خادع وتلفيق مضلل، الهدف منه تحويل قصة المسيح إلى مجرد حكاية معجزات وأعاجيب مثلها مثل تلك القصص التي كان يتحدث عنها الشعراء في قصائدهم الخيالية ([10]).

هذا و قد تركزت أساطير هبوط الآلهة وتأله بعض البشر، في اليونان القديم، حول شخصيتين من الفلاسفة اليونانيين السابقين لسقراط هما " فيثاغورث " Pythagoras و " إمفيدوكليس " Empedocles.

أما الفيلسوف " فيثاغورث " فقد اعتُبِر تجسداً لابن الإله هرمس ([11]) الذي كان يملك سهولة إعادة سلسلة من التجسدات الجديدة !

فقد ادعى تلاميذ فيثاغورث أن أستاذهم كان الإله " أبوللو " ([12])، وهذا ما نقله عنهم كل من الفيلسوف اليوناني " ديوجينوس " Diogenes ([13]) والفيلسوف المعروف أرسطو ([14]).

أما بالنسبة للـفيلسـوف " أمـفـيـدوكلـس " فهو معروف بقوله الشهير: " أيها النـاس ! إني أتجول الآن بينكم كإله خالد، ولست بعد الآن إنساناً بشراً ! " ([15])، هذا وقد استجاب له الناس وصاروا " يعـبـدونـه ويصـلُّـون له كـإلــه " ([16]).

وكذلك حكاية أن أفلاطون كان من الآلهة، حكاية ترجع إلى فترة زمنية سابقة بوقت طويل، لزمان تأليف كتاب العهد الجديد ([17]).

فالفيلسوف " ديوجينوس لائيرتيوس " Diogenus Laertius يحكي هذه القصة ويستشهد عليها بنصوص مستندة لابن أخ (أو ابن أخت) أفلاطون " سفييو سيبوس " Speusippus ولتلميذي أرسطو: " كليركوس " Clerchus و " آناكسيليدوس " Anaxilaidus.

كما أن قصة ولادة أفـلاطون بشكل معجز خارق للطبيعة (أي من غير أب) موجودة أيضاً لدى كاتب السِّيَر اليوناني " بلوتارك " Plutarch (46(

" أنا لا أرى أي غرابة، بأن يقوم الله بإيجاد تغيير في إنسان (امرأة) بدون حصول أي اتصال بدني بها كاتصال الرجل بالمرأة، بل بنوع آخر من الاتصال أو المس بواسطة قوى أو وسائل أخرى ـ فيجعل تلك المرأة حاملاً بجنين ذي طبيعة إلهية أكثر مما هو ذو طبيعة بشرية... و بشكل عام فإن المصريين القدماء كانوا يجيزون حصول جماع واتصال بين إنسان أنثى و إله ذكر... " ([18]).

و قد عاش بلوتارك هذا في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي، أي كان معاصراً لزمن تأليف كتاب العهد الجديد.

و يذكر بلوتارك هذا في أحد أشهر مؤلفاته ـ وهو كتابه " Lives "، أي " الحيوات أو القوات المحيية " ـ سلاسل أنساب، و قصص ولادات فوق طبيعية للحكام البارزين ولمؤسسي المدن، و أحد أولئك الحكام مثلاً هو الإسكندر الأكبر ([19]) حيث يرى " بلوتارك " أنه مما لا شبهة فيه أن الإسكندر الأكبر كان، من ناحية والده، سليلاً للإله هِرَقـلس، و من ناحية والدته، سليلاً لأبطال " تْروى "Troy الأسطوريين ([20]).

و يروي بلوتارك عدة روايات مختلفة عن ولادة الإسكندر. تقول إحداها: أن الحمل بالإسكندر قد تم نتيجة لمضاجعة أحد الآلهة، الذي اتخذ شكل ثعبان، لأم الإسكندر: " أوليمبياس " Olympias ! و أن أحد الكهنة من وسطاء الوحي ([21])، كشف أن ذلك الثعبان لم يكن إلا الإله " زيوس أمون "، و لذلك ادعى الإسكندر أن هذا الإله العظيم أبوه الحقيقي ([22]).

إن تأليه الإسكندر الأكبر أحدث تطوراً جديداً تماماً في فكرة التجسد في عالم الشرق الأدنى القديم.

ففي الوقت الذي كان فيه تأليه أحد الملوك في مصر القديمة يعتبر أمراً عادياً، حيث كان يُنظر إلى الفراعنة، عند اعتلائهم العرش في مصر، على أنهم التجسد الحي لإله الشمس " حوروس " Horos ؛ كان تأليه إنسان لايزال على قيد الحياة، في اليونان القديم، تطوراً جديداً تماماً في فكرة التجسد، و ربما مسبباً لصدمة بالنسبة لليونانيين القدماء.

فلقد كانت أهم الصفات المميزة لآلهة اليونان هي: 1) البقاء و عدم الفناء، 2) عدم القابلية للفساد (أي عدم العرضة للتفسخ و الانحلال الجسمي)، 3) الأصل أو المنشأ الإلهي.

هذا و قد طالب الإسكندر ـ في الوقت نفسه ـ من اليونان و من غيرهم من رعايا مملكته، أن يعبدوه عبادة كاملة ـ كما تعبد الآلهة ـ في حال حياته، و قد استجاب له في ذلك أهالي أثينا وإسبارطا وغيرهما من مدن اليونان الكبيرة، و بهذا كان الإسكندر الأكبر أول ملك يوناني يأمر بعبادته كإله و يحظى بهذه العبادة فعلاً في حال حياته ([23]).

و ما بدأه الإسكندر في حياته، تكاثر و انتشر بعده في خلفائه فـ " بطليموس " ([24]) و " آرسينويس " نودي بهما آلهة: " مخلِّصة (مُنقِذَة) " من قبل رعاياهما اليونانيين و المصريين، بعيداً تماماً عن أي مماثلة أو مطابقة بينهما و بين أي إله مصري.

و قد أصبح الحد الفاصل بين الألوهية و البشرية رقيقاً و ضعيفاً إلى درجة أن اليونانيين القدماء لم يعتقدوا أن البشر يمكن أن يصيروا آلهة فحسب، بل أعلنوا أيضاً أن الآلهة لم يكونوا من قبل إلا بشراً ثم تألهوا بعد ذلك !.

و بعد بضع سنوات فقط من موت الإسكندر، دافع "أوهيميروس" ([25]) عن نظرية ـ أصبحت تحمل اسمه ـ تقول: أن جميع الآلهة كانوا إما ملوكاً أو أبطالاً حقيقيين من البشر.

و بعد الإسكندر الأكبر، أصبح العالم الإغريقي ـ الروماني معتاداً على تأليه ملوكه.

فالملوك الإغريق صاروا يمثلون أنفسهم على العملات المسكوكة (النقود المعدنية) بصورة الإله زيوس، أو الإله أبوللو، و كان أمراً رائجاً أن يكون لملوك الإغريق و أباطرة الرومان تماثيلهم المنصوبة في المعابد لتعبد جنباً إلى جنب الآلهة الأخرى.

كما أصبح من الشـائع أن نجد في الألفاظ اليونانية ألقاب " Theos " أي الله، و " Hyios tou theou " أي ابن الله، و " Soter " أي المخلِّص، و " Kyrios " أي الرب، تطلق على أباطرة الإغريق والرومان مثل الإمبراطور أغســطــس ([26]) والإمبراطور قيـصـر ([27]) والإمبراطور نـيـرون ([28]) ([29]).

و هناك مخطوطة يرجع عهدها إلى سنة 48 ق.م تتحدث عن الإمبراطور جوليوس قيصر Jeulius Caesar كـ [مظهر الله، و ابن (الإله) آريز ([30]) و (الإلهة) أفـروديـت ([31])، و المخـلِّـص العام للحياة البشـرية !] ([32]).

أما الإمبراطور الروماني كلوديوس قيصر Claudius Caesar ([33]) المعاصر لعيسى المسيح فبالرغم من رفضه لأن يصبح إلهاً، إلا أن رعاياه البريطانيين أبوا إلا أن يؤلهوه و يعبدوه في معبد خاص برهبة و خشوع ! و قد هجا الشـاعر الروماني سـينيكا Seneca ([34]) هذا التأليه لـ " كليوديوس " مسـمياً إياه: " نفخ كلوديوس " ([35])

و هكذا فقد سجل الربط بين الإنسان و الظهور الإلهي، بشكل خاص في حالة الحكام.

قبيل العصر الذي عاش فيه عيسـى، كتب الخطيب الروماني " شيشرون " ([36]) عام 60 ق. م. يقول: أن الإغريق في آسيا كانوا متأثرين جداً بعدم قابلية حكامهم للفساد إلى درجة أنهم كانوا يعتقدون في كل إمبراطور من أباطرتهم أنه رجل إلهي نزل من السماء و هبط إلى إقليمهم ([37]).

أما الشاعر الروماني " فرجيل " ([38]) فقد ربط، عام 40 ق.م، مجيء العصر الذهبي، بميلاد طفل لـقَـبَّه بـ " الابن العزيز للآلهة " ([39]).

و أما الشاعر الروماني " هوراس " ([40]) فقد اعتبر الإمبراطور الروماني " أغسطس " تجسداً للإله " ميركوري " ([41]) ([42]). هذا و قـد ولد عيسى في عهد حكم الإمبراطور " أغسطس " هذا.

ويحكي لنا الشاعر الروماني " أوفيد " ([43]) في قصيدته المسماة Metamorphoses (أي التحول أو المسخ و الاستحالة)، و التي ألفها حوالي سنة 7 ميلادية، حادثة زيارة الإلـهين " جوبيتر " ([44]) و " ميركوري " لأهل الأرض متزيِـيَيْن بزيٍّ ومظهر إنساني بشري، طالبين فترة استراحة في الأرض ليجدانها في البيت المتواضع لـِ " بوكيس " و " فيليمون " ([45]).

لقد كان ظهور الآلهة على الأرض بثوب البشر هو المخزون الرئيسي للميثولوجيا (الأساطير) و القصائد اليونانية و الرومانية منذ عهد الشاعر " هوميروس " ([46]) و ما بعد. فموضوع زيارة الآلهة متخذةً شكلاً بشرياً، يعود في قدمه إلى أقدم ملحمة إغريقية حيث نجد العبارات التالية في ملحمة الأوذيـســة (7، 484):

" ويل لك: إذا هبط إله من السماء. نعم، و الآلهة يأتون من بعيد بشكل غرباء و يلبسون كل نوع من الأشكال و يزورون المدن ".

لاشك أنه من الصعب تحديد درجة الجدية التي كانت تؤخذ بها هذه القصص و الحكايات الأسطورية، إلا أنه مما لا ريب فيه أن كثيراً من عامة الناس كانوا يؤمنون و يصدقون بما فيها فعلاً، و مما يدل على ذلك القصة التي رويت في سِفر " أعمال الرسل " في العهد الجديد (الإصحاح 14 / الفقرات 8 إلى 18) و التي تذكر أن أهالي مدينة " ليكأونية " ([47]) لما رأوا ما فعله بولس و برنابا من الخوارق و المعجزات، اعتبروهما إلهين تجسدا و تشبها بالناس و نزلا إليهم، فدعوا برنابا: " زيوس " و دعوا بولوس: " هرميس " و هما إلـهان من أشهر آلهة الإغريق يساويان في المنزلة والمهام، إلـهي الـرومـان " جوبيتر " و " ميركوري " اللذين ذكرهما الشاعر أوفيد كما أشرنا اليه من قبل.

و مع أنه يمكن أن يقال أن تلك الإشارات لإلـهية بعض الأفراد لا تعدو كونها أفكاراً و خيالات أدبية و شعرية فقط، إلا أنها تفيد في تذكيرنا بأن مثل تلك الأفكار كانت سائدة و رائجة في فترة ظهور " عيسى " و كان من المألوف تطبيقها على الملوك و الحكام.

من تلك الأمثلة العديدة أصبح من الواضح أن الأساطير الدينية الإغريقية ـ الرومانية، التي تتحدث عن آلهة تهبط لعالم البشر و تظهر على الأرض بشكل إنسان، قد سبق استخدامها لأجل تفسير حياة شخصيات تاريخية، كما أن هذه الأساطير وجدت بزمن مبكر بشكل يكفي لجعلها متاحة و موجودة في المتناول للاستفادة منها و تخصيصها للغرض المسيحي.

في القرن الميلادي الثاني، كتب مؤلفان وثنيان هما: سيلسوس Celsus و لوسيان الشمشاطي Lusian of Samosata وثائق هامة تتحدث عن التجسـُّـد.

أما سـيلسـوس ـ وكان أفلاطونياً ـ فإنه رفض المسيحية معتبراً أن عيسى لم يكن إلا واحداً من مدعي الألوهية الكثيرين، مشيراً إلى المتنبئين الكثيرين الذين ظهروا في فلسطين في تلك الفترة و الذين كانوا يطوفون مدنها و يجوبون قراها مدعين أنهم الله أو ابن الله أو أن بهم روحاً إلهية ([48]).

هذه الحجج التي يحتج بها " سيلسـوس " في إنكاره للمسيحية، تفيد أن الجو الثقافي السائد في ذلك العصر كان جواً تقبل فيه ادعاءات التجسد الإلهي و تلقى آذاناً صاغية من عدد من الناس.

و نفس " سيلسوس " الوثني هذا، كان يصر على أن الإلــهين " أبـوللو " و " اسـكليـبـيوس " هـبطا للدنيا مع كهانات و إخبارات عن الوحــي و الـغـيـب و معجزات. و ذكر شهوداً شهدوا هذه الواقعة. و اعترض على ما ادعاه المسيحيون بشأن عيسى قائلاً أن عيسى: " لم يكن فيه ما يتوقعه أحدنا فعلاً من الله ! ".

و قد أخذ الأب " اوريجين " ـ أحد آباء الكنيسة المسيحية في القرن الميلادي الثالث ـ على عاتقه مهمة الرد على هجمات " سيلسوس " الوثني ذاك على المسيحية، وكان أحد الأمور التي دافع عنها هو فكرة الولادة العذرية للمسيح (أي التي لم يحصل للأم قبلها أي اتصال جنسي)، و التي دافع عنها عن طريق استشهاده بقصص وثنية مماثلة تحكي حصول مثل تلك الولادات العذرية. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الأب " أوريجين " قد عاش في عصر كانت فيه تلك القصص رائجة وذائعة، و فكرة الولادة العذرية فكرة عادية ومقبولة.

أما المؤلف الوثني الثاني ـ في القرن الميلادي الثاني " ـ أي لوسيان الشمشاطي ـ فيحاول أن يعرض الادعاءات الاحتيالية الخادعة لإلهية الإسكندر الأبونوتيكوسي Alexander of Abenutheicos و إلهية بيريغرينوس Peregrinus فيحكي أن بيريغرينوس هذا:.... ذهب إلى فلسطين و انضم إلى المسيحيين ثم صار نـبـيـاً و زعيماً موضع إعـجـاب و صاروا يبجلونه كإلـه... مباشرة بعد ذلك الآخر الذي لايزالون يعبدونه، يعني ذاك الذي صلب في فلسطين... ([49])

أما الدجّـال الآخر في نظر لوسـيان فقد كان ((الإسكندر الأبونوتيكوسي))، و يروي لوسيان أن هذا الإسكندر احتال مستخدماً ثعباناً أليفاً معروفاً باسم غليكون Glycon فزعم أنه تجسد لإله الطب إسكليبيوس. و هناك وثائق تاريخية عديدة تؤكد أن الكثيرين صدقوا فعلاً هذا الإسكندر في ادعائه ذاك، و أن عبادة الغليكون، كانت طقساً دينياً استمر بنجاح مدة طويلة من الزمن ([50]).

و مما لابد من ذكره في هذا المجال أيضاً: الكتاب الذي ألفه الفيلسوف اليوناني " فيلوستراتـوس " في أوئل القرن الميلادي الثالث وأسماه The life of appolonius أي حياة أبولونيوس و موضوع هذا الكتاب ـ كما يدل عليه اسمه ـ هو الفيلسوف أبوللونيوس التيناوي Appollonius of tyana و هو فيلسوف فيثاغورثي جديد، حاز إعجاب الناس بسبب زهده وتقشفه، و علاجه الناجح جداً لمختلف الأمراض و بسبب المعجزات التي أظهرها و بسبب زيارته للهندوس في الهند كذلك.

إن كثيرين يعتقدون أن كتاب " حياة أبولونيوس " هو أقرب نظير ومشابه ـ من أي كتاب تاريخي قديم آخر ـ لحياة عيسى، كما تعرضها الأناجيل المتشابهة ([51]) للأسباب التالية: أولاً: ولادته الإعجازية (بدون أب)، ثانياً: إلهية أصله (أي إلهية أباه الذي نشأ منه)، ثالثاً: صفاته فوق الطبيعية، رابعاً: إختفاؤه بعد موته، خامساً: قيامه حياً من الموت.

و لكن يوجد هنا إشكال مهم، هو أن ما نعلمه عن " أبوللونيوس التيانوي " هذا، إنما جاءنا بشكل رئيسي من مصدر واحد فقط هو الفيلســوف " فيلوستراتـوس " هذا في كتابه المذكور. و لذا يرى بعض العلماء أن تلك الترجمة لحياة أبوللونيوس في ذلك الكتاب لا تعدو كونها " قصة رومانسية شاعرية بعيدة جداً عن الواقعية والوثاقة "، و يرون أن الهدف الأساسي منها لم يكن إلا معارضة و إبطال تأثير الإنجيل المسيحي بإخراج إنجيل وثني مماثل ([52]).

هنالك المزيد من الروايات لأساطير تجسد الآلهة في الشرق الأدنى، يرجع كثير منها إلى الفترة السابقة لعصر ظهور المسيحية، و يرى المحققون المتأخرون أن المصادر الدينية اليهودية، كما توجد في كتابات ما بين العهدين (أي الكتابات التي دونت بين زمني تدوين كتاب العهد القديم و كتاب العهد الجديد)، قد تحدثت أيضاً عن الأبوة الإلهية وعن كائنات ملائكية أو سماوية، وعن أبناء الله.

من المعروف أن فكرة إطلاق لقب " ابن الله " على بعض الرجال، فكرة قديمة في اليهودية، ففي كتاب العهد القديم، أطلق على الملك داوود وعلى الملك سليمان وعلى بني إسرائيل لفظ " أبناء الله ".

و كل من كان مطيعاً لإرادة الله كان يسمى ابناً لله، و لذلك كان بنو إسرائيل يعتبرون أنفسهم أبناء الله، و بناء عليه فالمسيح المنتظر، الذي كان اليهود ينتظرون خروجه ليؤسس مملكة الله على الأرض، كان سيعتبر بلا شك ابناً بارزاً لله. و هذا المسيح المنتظر كان يتوقع أنه سيكون ملكاً أرضياً و من ذرية داوود، و عندما كان ملوك يهودية ([53]) القدامى ـ الذين هم من نسل داوود ـ يُمْسَحون بالزيت خلال مراسم تتويجهم، كانوا يعتبرون أبناء الله، و لعل العبارة التالية من مزامير داوود: " إني أخبر من جهة قضاء الرب، قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (مزمور 2 / فقرة 7)، قيلت في حفلة تتويج ذلك الملك.

و طبقاً لما يراه العالم الباحث سيغموند موينكل Sigmond Mowinckle، كان الملك ـ من ملوك بني إسرائيل ـ يعتبر أنه على ارتباط و صِلَة بِـيَـهْوَه (الله عند اليهود) لا يدانيه فيها أي أحد آخر، لأنه يصير ابن يَهْوَه: " أنت ابني، أنا اليوم ولدتك "، وباللغة الميثولوجية يقال: يهوه قد " وَلَـدَهُ "، أو أنه ولد من إله الفجر على الجبل المُقَدَّس.

و هكذا فطبقـاً للفقرة 2 من المزمور 2 والفقرة 3 من المزمور 100 من سفر المزامير Psalms في العهد القديم فإن تتويج الملك اليهودي على جبل صـهيون كان يُنظَر إليه على أنه ولادة من جديد و خلق مباشر بواسطة الله.

و ليس من الصدفة أن يصبح هذان المزماران دعامتين هامتين جداً في احتجاج و استدلال الكنيسة القديمة، بنصوص الكتاب المقدس قبل الإنجيل، على طبيعة المسيح ([54]).

في زمن تأليف سفر دانيال و السفر الأول لإنوخ Enoch، أي في الكتابات الرؤيوية Apocalyptic والمَخْفِـيَّة (أو المشكوك في صحتها) Apocryphal، تطور نظام جديد و مفصل من الملائكة، و صار عدد من مقاطع ذاكين السفرين يتحدث عن تلك الكائنات على أنها " أبناء الله ".

و كثيراً ما نظر التأمل اليهودي إلى تلك الشخصيات فوق الطبيعية على أنها كائنات هبطت إلى عالم الأرض، غالباً بلباس و هيئة إنسانية بشرية.

جاء في الرسالة إلى العبرانيين ([55]): " لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة و هم لايدرون ! " (الإصحاح 13 / فقرة 2).

وفي سفر طوبيا ([56]) المشكوك في أصالته و الذي ألف في القرن الثاني قبل الميلاد، يعلن عزريا " Azarius " عن رافائيل قائلاً: " لقد أرسلني الله لأشفيك و أبرئ " سارة " كَنَّتَكَ، أنا رافائيل، أحد الملائكة السبعة المقدسين الذين يرفعون صلوات القديسين إلى حضن الرب و يدخلون إلى حضرة مجد الواحد القدوس...... كنتما ترونني آكل، و لم يكن ذلك إلا رؤيا تريانها و الآن فباركا الرب على الأرض و احمدا الله، ها إني صاعد إلى الذي أرسلني " ([57]).

فهنا نرى صورةَ تخليصٍ ملائكيٍّ ـ في إطار أرضي ـ يهبط فيها الملاك و يظهر على الأرض في صورة إنسانٍ من البشر.

و في أدب الحكمة العبرية التي سبقت بفترة قصيرة زمن العهد الجديد، تنزل الحكمة السماوية إلى الأرض وتعيش بين الناس، و في كتاب إينوخ Enoch الأول (إصحاح 42 / فقرة 1

وهناك نصوص أخرى مشكوك في أصالتها و تحمل عناوين مزيفة مثل: عهد أيوب و رؤيا موسى وعهد إبراهيم، و كلها كتبت في القرن الميلادي الأول تقريباً، تذكر شخصيات ملائكية تهبط لعالم الأرض لتخلص الناس و تشفيهم.

كان اليهودي الإسكندري " فيلو يهوذاوس " (20 ق.م

و قد ربط " فيلو " هذا: بين اللوجوس Logos ([58]) (أي الكلمة أو العقل الكلي) و بين الابن المولود الأول، و بين ملاك الله، و طوَّر و أخرج عقيدة بـِ " إنسان ـ لوجوس " سماوي، كائن وسيط من النمط الذي سيطابقه المسيحيون فيما بعد على المسيح !

و في الواقع، على الرغم من أن " فيلو " تحدث أحياناً عن هذا المظهر أو الكائن السماوي بألفاظ تفيد أنه شخص، إلا أنه، هو نفسه، لم يعين هوية هذا " الإنسان ـ اللوجوس " السماوي بأنه شخص (يعقل ذاته).

و على الرغم من أنه من المستحيل القطع بشكل حاسم بأن كتابات " فيلو " هذه أثرت على مؤلَّـفِي كتاب العهد الجديد، إلا أنه من المنطقي جداً القول بأن فيلو لم يكن إلا صوتاً واحداً من جملة أصوات أخرى ضمن الثقافة الهيلينية ([59]) اليهودية و أن بعض مؤلفِي رسائل العهد الجديد مثل بولس و يوحنا، يمكن أن يكونوا قد مروا بهذه الأفكار و نالوا منها تأثراً مشابهاً.

أحد الأسفار الأخرى المشكوك في أصالتها Apocryphal ([60]) هو سفر حكمة سليمان ([61]) الذي تم تدوينه قبل " فيلو ". هذا السفر يقدم ـ جنباً إلى جنب ـ مفاهيم متنوعة، و التركيبة الناتجة تقدم لنا صورة مخلِّصٍ إلهيٍّ تُعَرَّف هويته على التعاقـب بأنه: حكمة ـ لوجوس ـ ملاك ـ روح القدس (الإصحاح 9 / الفقرات 1

في هذه الأسطورة، تُعْرَضُ صورة المخلَّص كشخصية ذاتية مرسلة من السموات لتخليص البشر في هذا العالم (الإصحاح 7 / فقرة 27، والإصحاح 8 / فقرة 10) وفي العالم الآخر (الإصحاح 6 / فقرات 18

مثال آخر لفكرة التجسد ظهر في السامرة: المملكة اليهودية الشمالية القديمة في شمال فلسطين. كان أهالي السامرة طائفة يهودية هرطقية (أي مبتدعة ضالة) توطدت شمال فلسطين قبل قرون من ظهور عيسى، و كانت ذات تأثير قوي في القرن الأول الميلادي. و قد كانت فكرة التجسد فكرة مقبولة تماماً لدى أهالي السامرة في العقد الأول من التاريخ المسيحي، فأحد زعمائهم الدينيين ويدعى سيمون ماجوس Simon Magus وعُرِف بالمسيح السامري، أُثْبِتَ كتجسد لأحد مظاهر الله، و نجد في كتاب العهد الجديد إشارة إليه حيث نجده يسأل بطرس و يوحنا أن ينعموا عليه بروح القدس (أعمال الرسل: الإصحاح 8 / الفقرتين 18

وقد كتب الأب الكنسي " جوستين " عن ذلك فقال: " كان هناك سامري يدعى سيمون من أهالي قرية غيتو Gitto، قام في عهد كلوديوس قيصر، وفي مدينتكم الملكية روما، بأعمال سحرية عظيمة، وقد اعتُبِر إلهاً... وجميع السامريين تقريباً، بل حتى بعض أبناء الأمم الأخرى، عبدوه وأذعنوا مقرين بأنه الله الأول ! " ([62]).

ويجزم العالم البريطاني " مايكل غولدر " Michael Goulder بكل قطع واطمئنان أن بولس اقتبس فكرة تجسد عيسى خلال نقاشاته مع الدعاة المبشرين السامريين في مدينتي " كورنثوس " و " أفسس " في الفترة بين 50 و 55 م ([63]). و يرى غولدر أن هذا كان أحد أهم التأثيرات الأساسية على فكرة التجسد في المسيحية.

وهناك نظرية أخرى تقول أنه من المحتمل أن فكرة التجسد المسيحية جاءت تحت تأثير العبادات و الطقوس السرية الإغريقية كذلك، و كثيراً ما يعتقد أن شخصيات بارزة مثل " أوزيريس" ([64]) و " إيزيس " ([65]) و "أدونيس" ([66])

و " أتيس " ([67]) و كذلك الطقوس السرية الإليوسينية ([68]) و الديونيسينية ([69]) التي تستخدم آلهة تموت ثم تقوم حية، كان لها تأثير على التفكير المسيحي في عهده المبكر.

إلا أن قصة تلك الآلهة تختلف عن قصة المسيح بأنها كانت آلهة ولدت في الأرض و ابتدأت وجودها منذ تلك اللحظة المحددة من الزمان أي لحظة ولادتها، و كان من الجائز أن تهبط إلى عالم الموت، و إلى عالم الجحيم، و لكنها لم تهبط إلى الحياة و لم يرسلها أب سماوي.

أما عبادة ميثرا ([70]) و التي كانت بقية من طقس فارسي الأصل، فلا ربط لها أصلاً بالطقوس السرية التي وجدت فيما بعد.

و قد بين العالم " مارتين هينجل " Martin Hengel بكل وضوح، الفرق بين الطقوس السرية و بين المسيحية في عهدها المبكر ([71]).

يقترح و بعض علماء الكتاب المقدس The Bible مثل العالم الشهير " رودولف بولتمان " Rudolf Bultmann أن ثمة أســــــــطورة مخـلِّص غنوصية ([72]) (عرفانية) أثَّـرت في إيجاد فكرة التجسُّـد المسيحية.

و قد اعتقدت بعض الفرق و أغلب الفرق الغنوصية آمنت بنظرية الفيوضات المسماة " Eons " أي الدهور، و التي كانت

و اعتقدوا أن أعظم تلك الفيوضات كان المسيح ([73]). إلا أن تلك الفرق الغنوصية يمكن أن تكون قد وجدت قبل أو أثناء أو بعد الجماعة المسيحية المبكرة، فمن الذي أثر في الآخر ؟ أو هل كان هناك تأثير متبادل فيما بينهما أصلاً ؟ من العسير الإجابة عن ذلك.

تشكِّل جميع الشواهد التي أشرنا إليها فيما سبق، صورة متشابكة و واسعة لعناصر وجدت قبل أو أثناء ظهور عيسى. هذه العناصر هي، باختصار، كما يلي :

(أ) استخدام ألقاب مثل لقب " ابن الله " مراداً منه معان متفاوتة، و إطلاق هذا اللقب على كائنات بشرية و على كائنات فوق بشرية كذلك.

(ب‌) تأليه أو تصعيد إنسان إستثنائي للعالم السماوي.

(جـ) الاعتقاد بكائنات سماوية أو وسطاء [بين الله و الإنسان] مع افتراض أن أولها كان أداةَ الله في الخلق، و أن الكائنات الوسيطية التي بعده، قد تنزل لعالم الدينا لتعِين الإنسان. و أحد هذه الكائنات الوسيطية سيقوم بدور وكيل أو نائب عن الله في الحكم و القضاء بين الناس في آخر الزمان.

(د) كون الخلاص [و النجاة الأبدية] يتم منحها عبر الدخول في تماثل و اندماج روحي صوفي (باطني) بإله هبط للدنيا ثم صعد منها إلى السموات ثانية، مثلما كانت تمارسه بعض الأديان السرية (الغامضة).

(هـ) مجيء شخصية عظيمة سماوية من النمط الأولي [النموذج الأصلي الابتدائي Archetypal] لعالم الدنيا، لتقوم بالكشف عن أسرار الكون و عن المصير الروحي للإنسان، كما تصوره بعض أساطير التخليص و الافتداء الغنصوية.

(و) ظهور رئيس هذه الكائنات السماوية، على الأرض بصورة تجسد حقيقي.

و في حين توجد أساطير تخليص و إفتداء كاملة بعد عيسى و ليس قبله، لايبدو أن هناك نظيراً مشابهاً تماماً للادعاءات المسيحية المتطورة إلى الغاية حول عيسى، في أي كتابات قبل مسيحية.

و لكن كما قال الأستاذ أ. د. نوك " A. D. Nock: " إن تأثير شخصية عيسى، بلور عناصر كانت موجودة من قبل " ([74]).

إن أساطير التجسد التي كانت سائدة و منتشرة في عصر عيسى سمحت بإمكانية أن يصنع المسيحيون الأوائل روايات

و إذا أراد أحدٌ أن يطبق النموذج العام للبطل الأسطوري

(1) أم عذراء، (4) حمل بغير الطريقة العادية، (5) بطل يفترض أنه ابن الله، (6) محاولة لقتل البطل، (7) البطل يخطف بطريقة خفية (الهروب إلى مصر)، (8) يربَّى بواسطة والدين غير حقيقيين بل والدين بالتربية و التنشئة فقط، (9) عدم وجود تفاصيل عن طفولته، (10) يذهب لمملكة المستقبل، (13) يصبح ملكاً، (اللقب التهكمي لعيسى كان: ملك اليهود INRI)، (14) عهد هادىء و خلو من الأحداث لفترة من الزمن، (5) يضع قوانين، (16) يفقد حماية أحد رعاياه (مثلاً يهوذا الإسخريوطي)، (17) يطرد من العرش أو من المدينة، (18) يموت ميتة سرية (محفوفة بالألغاز)، (19) على قمة هضبة، (21) الجسد لا يقبر، (22) يكون له ضريح مقدس.

و يرى البروفسور " ألن دوندس " Alan Dundes أن هذه الخواص السبع عشرة تبين أن حياة عيسى هي أكثر انطباقاً على نموذج البطل الأسطوري من أبوللو أو إسكيبيوس أو زيوس أو جوزيف أو إيليجا Elijah أو سييجفرايد Siegfried.

و يستنتج من ذلك أن نموذج البطل الأسطوري كما يشرحه " لورد راغلان " يزود بمعلومات هامة، ويعطي فرصة مؤاتية لأولئك الذين يرغبون بأن يفهموا حياة عيسى حسبما وردت في الأناجيل ([75]).

و الخاصية الخامسة التي يذكرها " لورد راغلان " لنموذج البطل الأسطوري وهي كونه " بطلاً يفترض أنه ابن الله " هي الباعث الرئيسي وراء فكرة التجسد و هي المحور الأساسي لاهتمامنا في هذا البحث.

و لقد حققنا من قبل هذا الباعث في الهند و رأينا كيف أنه طبق على تجسدات الإله " فشنو Vishnu " أما كيف طبق هذا الموضوع على عيسى في الديانة المسيحية ؟ فهذا هو موضوع الفصل الآتي.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) يضم الشرق الأدنى: اليونان القديمAncient Greece (و هو اليونان الحالي وما حوله مثل مقدونيا وغرب آسيا الصغرى) و سواحل المتوسط لسوريا الكبرى وشمال مصر .

([2]) زيوس Zeus : كبير آلهة اليونان وإله السماء عندهم .

([3]) هليوس Helios : إله الشمس في الميثولوجيا الإغريقية .

([4]) الميثولوجيا Mythology : مجموعة الأساطير المتصلة بالآلهة وأنصاف الآلهة والأبطال الخرافيين .

([5]) هرقلوس Heracles : إله بطل جبار أسطوري من أبطال الميثولوجيا الإغريقية .

([6]) The Apologists : و هم المدافعون القدامى عن العقائد المسيحية في وجه انتقادات الوثنيين أو اليهود .

([7]) اسكليبيوس Asclepius : إله الطب عند الإغريق .

([8]) ديونيسيوس Dionysios : إله الخمر عند الإغريق .

([9]) جوستين الشيد Justin Martyr : أحد أشهر المتكلمين القدماء المدافعين عن العقائد المسيحية. فلسطيني الأصل اعتنق النصرانية في أفسس وصار من أشد المدافعين عنها. وكان ضليعاً بالفلسفة اليونانية اعتنق منها على الترتيب الرواقية ثم الأرسطية ثم الفيثاغورثية وأخيراً الأفلاطونية ، واستخدم تلك الفلسفة للدفاع عن العقائد المسيحية في وجه الوثنية الرومانية . قتل عام 165 م، على يد الإمبراطور الروماني روستيكوس لأدائة البطولي لشهادة الحق حول المسيح . المترجم نقلاً عن كتاب A History of the Christain Church , Willson Walker , p. 45-46 .

([10]) Justin Martyr , Apology , 54 F.F

([11]) هرمس Hermes : رسول الآلهة عند الإغريق وإله الطرق والتجارة والاختراع والفصاحة والمكر واللصوصية !

([12]) أبوللو Apollo : إله الشعر والموسيقى والجمال الرجولي عند الإغريق . المقيم ـ حسب اعتقادهم ـ في منطقة شمالية تنعم بأشعة الشمس على نحو سرمدي!

([13]) ديوجينوس Diogenes : (412 - 323 ق.م.) فيلسوف يوناني دعا إلى التقشف وعاش في برميل ! .

([14]) Diogenes , Live of the Philosophers ( Loeb Classical Library ) ,Viii , 1.11
([15]) Ibid , Viii , 2.66

([16]) Ibid , Viii , 2.59 and 60

([17]) يقصد بالعهد الجديد الكتاب المقدس لدى النصارى والذي يضم الأناجيل الأربعة القانونية و عددا من رسائل الحواريين أو القديسين التي تعتقد الكنيسة بأنها إلهامية مقدسة .

([18]) Plutarch, Table Talk , Viii , 1.2

([19]) الإسكندر الأكبر Alexander the Great : ويعرف أيضاً بالإسكندر المقدوني ( 356 - 323 ق.م ) ملك مقدونيا ( 336 - 323 ق.م ) وقام بفتوحات عظيمة جداً ضم فيها كل آسيا الصغرى والشام و الرافدين و كل مملكة فارس و حتى سواحل السند إلى مملكته ويعتبر أحد أكبر عباقرة الحرب في كل العصور .

([20]) Lucian, Alexandre the False prophet , 2 .

([21]) وسيط الوحي Oracle هو كاهن أو كاهنة عند الإغريق يُعتقد أن الإله يجيب بواسطته عن سؤال حول أمر من أمور الغيب .

([22]) Ibid. , 2 - 3

([23]) Francis Legge, Forerunners and Rivals of Christianity , pp. 17-18.

([24]) بَطْـلَـمْـيوس Ptolemy (308ـ 246 ق.م.) : أحد أكبر قواد الإسكندر المقدوني و بعد وفاته أسس دولة البطالمة في مصر ، ملك مصر (323 ـ 285 ق.م. )

([25]) أوهوميروس Euhemerus : فيلسوف يوناني في القرن الرابع قبل الميلاد .

([26]) أغسطس Augustys : ( 63 ق.م - 14 م ) أول أباطرة الرومان . حكم روما ( 63 ق.م - 14 م ) وأعاد تنظيم الجيش الروماني .

([27]) قيصر Caesar : هو الإمبراطور الروماني جوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م.) : سياسي و قائد عسكري روماني ، ديكتاتور روما في الفترة ( 49 ـ 44 ق.م. ) ، قتِـل .

([28]) نيرونNero : ( 37 - 68 م ) إمبراطور روماني ، حكم روما ( 54 - 68 م ) وتميز عهده بالطغيان والوحشية وأحرق روما عام 64 م .

([29])Adolf Deismann, Light from the Ancient east (Hoddre & Stoughton, 1927 ) pp. 342 FF.

([30]) آريز Ares : إله الحرب عند الإغريق .

([31]) أفروديت Aphrodite : إله الحب والجمال عند الإغريق .

([32]) Ibid . PP. 342 FF .

([33]) كلوديوس الأول Claudius I ( 10 ق.م - 54 م ) إمبراطور روماني ، حكم روما ( 41 - 54 م ) وغزا بريطانيا عام 43 م .

([34]) سينيكا Seneca : ( 4 ق.م - 65 م ) خطيب وزعيم سياسي روماني ، وضع عديداً من المؤلفات الفلسفية والمسرحيات التراجيدية .

([35])Seneca, “The Pumpkinification of Claudius“ in Robert Graves Cladius The God (New York: Smith & Haas, 1935 ) pp. 566 - 82.

([36]) شيشرون Cicero : ( 106 - 43 ق . م ) : سياسي وخطيب روماني تعتبر خطبه آية في البلاغة اللاتينية .

([37])Cicero , Ad , Cuintum Fratrem , I , i ,7 .

([38]) فيرجيل Virgil :( 70- 19 ق. م ) كبير شعراء الرومان ، صاحب ملحمة الاينيادة Aeneid .

([39])Virgil, Eclogue, iv .

([40]) هوراس Horace : ( 65 - 8 ق.م ) شاعر روماني تدور قصائده على محور الحب والصداقة والفلسفة .

([41]) ميركوري Mercury : أي عطارد ، رسول الآلهة وإله التجارة والفصاحة والمكر واللصوصية عند الرومان .

([42]) Horace, Odes, I.2.

([43]) أوفيد Ovid : ( 43 ق.م - 17 م ) شاعر روماني يعتبر أحد أعظم الشعراء في العهود القديمة .

([44]) جوبيتر Jupiter : أي المشتري ، كبير آلهة الرومان .

([45]) Ovid , Metamorphoses , VIII . 626 - 721

([46]) هوميروس Homer : ( القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد ) . شاعر يوناني صاحب ملحمتي الإلياذة Iliad والأوذيسة Odyssey الشهيرتين .

([47]) ليكأونية Iconium : مدينة في وسط آسيا الصغرى ( ربما تكون مدينة قونية الحالية في تركيا )

([48]) Origen , Contra Celsum , vii . 9

([49]) Origen , Contra Celsum , vii . 9.

([50])John Hick , The Myth of God Incarnate , p . 91

([51]) المقصود بالأناجيل المتشابهة الأناجيل الثلاثة الأولى من العهد الجديد أي إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا . وسميت متشابهة لأنها تشبه بعضها بعضاً و تتفق فيما ترويه من حياة و أقوال المسيح ، بخلاف إنجيل يوحنا (الإنجيل الرابع) الذي يختلف عنها كثيرا.

([52])Encyclopedia Britannica , 15th edn. Micropaedia, vol. 1 p.449 and Macropaedia , vol 2 , p. 949

([53]) اسم الدولة الواقعة في النصف الجنوبي من فلسطين والتي كانت عاصمتها أورشليم ( القدس حالياً ) والتي حكمها اليهود حوالي أربعمائة عام ونيف بدءاً من عهد النبي داوود عليه السلام سنة 1000 ق.م. وحتى الفتح البابلي على يد نبوخذنصر عام 586 ق.م. .

([54]) أي في احتجاج الكنيسة على إثبات إلهية المسيح وأنه ابن الله الحقيقي لا المجازي .

([55]) من الرسائل الملحقة بالأناجيل الأربعة في العهد الجديد و المعتقد أنها من تأليف بولس.

([56]) سفر طوبيا من أسفار العهد القديم الإلهامية القانونية حسب عقيدة الكاثوليك، و يقع ضمن أسفار العهد القديم التاريخية ، أما البروتستانت فيعتبرونه من الأسفار المشكوك في صحتها و لا يعتبرونه مقدساً لذلك يحذفونه من العهد القديم .

([57]) Tobit , ch 12 , vv , 14 , 15 , 19 , 20

([58]) اللوجوس Logos : (1) الكلمة (2) العقل الكلي الذي هو منشأ ومبدأ العقل في الكون .

([59]) الهيلينية Hellenistic : أي المتعلقة بتاريخ الإغريق أو فكرهم و فلسفتهم و ثقافتهم ، خاصة بعد عهد الإسكندر الأكبر .

([60]) الأبوكريفا : كتابات مشكوك في صحتها أو في صحة نسبتها إلى من تعزى إليهم من المؤلفين ، و هي أربعة عشر سِفرا تُـلحق أحيانا بِـ " العهد القديم " من الكتاب المقدَّس و لكن البروتستانت لا يعترفون بصحتها .

([61]) ويسمى أيضاً " سفر الحكمة " وهو كذلك من أسفار العهد القديم القانونية المقدسة عند الكاثوليك ويقع ضمن كتب الحكمة بعد سفر نشيد الأنشاد أما عند البروتستانت فيعتبر موضوعاً مشكوكاً في أصالته لذلك لا وجود له في الطبعة البروتستانتية للعهد القديم .

([62])Justin Martyr , Apology , 26

([63])John Hick , The Myth of God Incarnate , p , 79

([64]) أوزيريس Osiris : أحد آلهة مصر القديمة .

([65]) إيزيس Isis : إلهة الأمومة والخصب المصرية .

([66]) أدونيس Adonis : اسم شاب فائق الجمال ـ في الميثولوجيا الإغريقية ـ عشقته أفروديت إلهة الحب و الجمال عند الإغريق .

([67]) أتيس Attis : اسم إله من آلهة اليونان القدماء الذين يعتقد بأنهم كانوا في عالم الدنيا وماتوا ثم قاموا من موتهم أحياء وهذا ينطبق أيضاً على أوزيريس وإيزيس وأدونيس .

([68]) الطقس السري الإليوسيني Eleusinian Mystery : أهم عبادة سرية ( لغزية ) في العالم القديم ، وهي ذات ارتباط بحرم مقدس اسمه " Demeter Eleusina " على هضبة خارج مدينة Eleusis التي تقع على بعد 40 ميلاً إلى الشمال الغربي من أثينا ( نقلا عن موسوعة الأديان بإشراف Mircea Eliade ) .

([69])Dionysian Mystery : مرتبطة بـ Dionysos وهو أصغر الآلهة الأولومبيين لليونان القدماء . حمل به في رحم أم من البشر ولذلك يعتبر من أنصاف الآلهة ، و يعتقد أنه ظهر بأشكال مختلفة ( نقلا عن المصدر السابق ) .

([70]) ميثرا Mythras : إله النور وحامي الحقيقة وعدو قوى الظلام عند الفرس القدماء .

([71]) Martin Hengel , The Son of God ( Philadelphia , Fortress press - 1976 ) pp. 25 - 30

([72]) الغنوصية Gnosticism مذهب العرفان أي الإيمان بإمكانية تحصيل العلم الديني بواسطة الإشراق الروحي ، وأن السعادة هي تحصيل تلك المعرفة ، وأنها لا تتم إلا بنبذ عالم المادة لأنه شر و بالرياضيات الروحية .

([73]) Pheme perkins , The Gnostic Dialogue ( New York , Paulist Press , 1980 ) p. 209.

([74]) A. D. Nock in Zeph Stewart ( ed ) , Essays on Religion and the Ancient Word , vol. i ( Oxford University Press , 1972 ) p . 35.

([75]) Alan Dundes , The Hero Pattern And the life of Jesus. ( Berkeley , Calif : the Center of Hermeneutical Studies in Hellenistic & Modern Culture , Protocol of the 25th Colloque 1977 ) p , 10 .











توقيع الشهاب الثاقب

هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون
راجع الموضوع التالي
طريق الحياة و أدلة ساطعه على عدم الفداء


رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا الشهاب الثاقب على المشاركة :