اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2012, 18:39
صور د. نيو الرمزية

د. نيو

مجموعة مقارنة الأديان

______________

د. نيو غير موجود

فريق النصرانيات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 07.09.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.856  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.06.2023 (17:30)
تم شكره 305 مرة في 210 مشاركة
افتراضي


يقول الكاذبُ الجَهولُ
اقتباس
أنا مسلم مخدوع
أؤمن أن الله جاهل بالغيب
يقول ربما
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (سورة الحجر2)وضع القبلة لكي يعلم من سيتبع محمدوَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ (سورة البقرة 143)ضرب أهل الكهف حتى يعلمفَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًاثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا(سورة الكهف 11 و 12)فرض عليهم حمل ثقيل ثم خفف عنهم الحمل في الاية الثانية لأنه عرف ضعفهميَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَالآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا(سورة الأنفال 65



بِداية وإمْعانًا فى تَسفيه وتأدْيبِ هذا الجُهيل الذى ظنَّ الأديانَ لُعبة والكُتُبَ السَماويَّة تكية يعبَثُ فى رِياضها الجُهَّال والفُسَّاق .. نصِفُ له نعتَه فى كِتاب الله تعالى - الذى تجرَّأ بجهله عليه - يتلوه المسلمون من أكثر من أربعة عشر قَرنًا .

يقولُ الله تبَارَك وتعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ) [ آل عِمران ] .

ففى هذه الآية الكريمة الجليلة يُخبرنا الله تَعالى أنَّه أنزَل كتابَه العزيزَ فيهِ آياتٌ مُحكماتٌ بينَّات قاطِعاتٌ .. وأنزلَ فيه المُتشابِهاتِ فينقسِمُ الناسُ فى تلقيهم لآى الذِكرِ الحكيمِ إلى فريقين .. من فى قلوبهم زَيغٌ يَتبعون المُتشابه ويتجاهلون المُحكَم ابتغاءا لفتنة المؤمنين عَنْ دينِهم ولصَرف الآياتِ عن تأويلها الذى أراده الله تبَارَك وتعالى إلى ما يَخدِم أهوائهم وأغرَاضهم .. والفريقُ الثانى هم الراسخون فى العلمِ الذينَ يأخذون كلامَ اللهِ تعالى كُلًّا كامِلا بمُحكَمهِ ومُتشابِهه فيُنزلون المُتشابه على المُحكم ويقولون آمنَّا بهذا وذاك كُلٌّ مِنْ عِندِ ربِّنا .

يقول الإمامُ ابن كثير عليه رحمة الله : "يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات, هن أم الكتاب, أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد, ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم, فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ولهذا قال تعالى {هنّ أم الكتاب} أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه {وأخر متشابهات} أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد." .. إلى أن قال "ولهذا قال تعالى {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل {فيتبعون ما تشابه منه} أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال الله تعالى: {ابتغاء الفتنة} أي الإضلال لأتباعهم إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركوا الاحتجاج بقوله {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه} وبقوله {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} وغير ذلك من الاَيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله." انتهى من كلامه .

فتلكَ صِفة هذا النصرانى فى كتاب الله تعالى وفى عِلمِه الأزلىِّ سُبحانه وتعالى أنَّه (فى قلبه زيغ ) .. فهنيئا له .

وأمَّا المُحكمات فى كِتاب الله تعالى فى إحاطةِ عِلمِه سُبحانه فكثير إلى الحد الذى يعلمُه العدوُّ قبل الصَديق والكافرُ قبل المُسلم .. فمِن مِثل ذلك قوله سُبحانه ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) ) [ الطلاق ] .. ( إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) ) [ فاطر ] .. ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) ) [ البقرة من الآية 235 ] .. ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) ) [ البقرة من الآية 33 ] .. ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) ) [ سبأ ] .. والآياتُ فى ذلك كمًا قلنا كثيرة جدا .. حتى أنَّه لولا الإعذارُ إلى الله تعالى ما التفتنا إلى مُجردِّ الردِّ على سفاهاتِ هذا الجُهيل .

مِنَ المُحكمَاتِ أيضا فى كِتابِ الله تعالى أنَّه سُبحانه قسَّم عِلمَه المُحيط مِنْ حيثُ مَعلوماته إلى .. مَعلوماتٍ بالغيبِ ومعلوماتٍ بالشَهادةِ .. قال أعزُّ قائلٍ ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) ) [ الرعد ] .. ( عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) ) [ المؤمنون ] .. ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) ) [ الحشر ] .. ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ) [ التغابن ] .. والآيات الكَريماتُ التى تقرن علم الغيب بعلمِ الشَهادة لله سُبحانه كثيرةٌ .. بِما يُفيد وَحْدة العِلم فى الحالين فى شأنِ الله سُبحانه .. والفارق بينهما إنَّما يكونُ فى شأنِ المَخلوقين .. فالمعلومُ عِند الله سُبحانه إذا كانَ بالغيبِ كان عِلمه حِكرا على الله وحدَه لا يُشاركه فى الإحاطة بِه أحدٌ مِنْ خلقه .. قالَ الله ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)) [ الجن ] .. فإذا ما أذِنَ الله تعالى لهذا المعلوم بالظُهور حتى يكونَ مُشاهدًا للنَّاس صار عِلمَ شَهادة .. وهو وإنْ كان تحوله إلى عِلم الشهادة لمْ يقتضِ زِيادة أو تغييرا فى عِلم الله تعالى به إلا أنَّه تضمَّن تغييرا فى عِلم المخلوقين بِهِ كونه صار معلومًا لهُم بعدَ أنْ لمْ يكُن كذلك .. فهذا فقط هُوَ الفارقُ بين عِلمِ الله بالمعلومِ فى الغيبِ الذى لا اطلاع لأحدٍ عليه وفى الشهادةِ حيثُ يأذنُ الله تعالى لبعضِ مَخلوقاته بالاطلاع عليه .

ومِنَ المُحكمات أيضا فى كِتاب الله تعالى أنَّه سُبحانه أرسَل الرُسل وأرسى الشرائع لإقامةِ الحُجة على البشر .. قال الحكيمُ الخبيرُ ( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) [ النساء ] .. ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) ) [ الأنعام ] .. ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) ) [ الأنفال ]

فالله تباركَ وتعالى أرسَل الرُسُل مُبشرين ومُنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقِّ والميزان وأيَّدَهُم بالمُعجزات الظاهرات ليُقيمَ الحُجَّة على الخَلقِ أجمعين .. وإقامةُ الحُجَّة تقتضى إخراجَ المَعلوم عِند الله تعالى مِن علمِ الغيبِ إلى علمِ الشهادة وذلك بابتلاء العباد واختبارهم حتى يَظهرَ ما فى نفوسهم مِمَّا علِمَه الله تعالى عَنهم فى عِلم الغيبِ عِنده وينتقل إلى عِلمِ مُشاهدة لهم يكونُ شاهدا عليهم أمام الله تبارك وتعالى .. فذلك مِنَ المُحكمات أيضا فى كتاب الله العزيز .. قال سُبحانه ( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ) [ العنكبوت ] .. فالله تَباركَ وتعالى لا يُحاسِبُ النَّاس على ما عَلِمَه عَنهُم بِعلمِه الأزلىِّ الغيبىِّ إلا إذا ظَهرَ هذا المَعلومُ فى عالمِ الشَهادةِ ليكونَ حُجَّة عليهِم أمامه يَوم تَشهدُ عليهِم ألسنَتُهم وأيديهم وأرجُلهم بِما كانوا يَعملون .. وهُنا يستَقيمُ الفهمُ لآى الذِكرِ الحكِيم التى تربط بينَ ابتلاء الله تعالى لخَلقِه وبين عِلمه بحالهم .. وهو عِلمُ الشَهادةِ الذى تَقومُ به الحُجَّة عليهم أمام الله تعالى .

فالنصرانىُّ عِندما يَتُركُ كُلَّ هذه المُحكمات مِنْ كتابِ الله تعالى ليتبع المُتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تحرِيف الكَلِم عن مواضعه وتأويلِه على هَواه ومشارِبِه إنَّما يُقدِّم للمؤمنين دليلا آخر على صِدقِ كِتاب الله العزيزِ فيمَا أخبر عَنْ مِثلِه قبل أربعة عَشرَ قرنا أنَّهم "فى قلوبِهم زَيغ" .. لا سيَّما والآياتُ الكَريماتُ التى ذكَرها جميعُها تتعلق بالتكليفِ والثوابِ والعقابُ الذى يكون - كمَا قدَّمنا - بِناءا على عِلمِ الشَهادة بِما أقامَ الله تعالى على خلقه مِن حُجته البالغة .. ولو ردَّ الله تعالى الثوابَ والعِقاب إلى علمِ الغيب - على صِدقه وتحققه - لجادل مُجادل وتنطع مُتنطعٌ وقال "لو جُرِّبنا لصَدَقنا" .

ومِنَ البَدهياتِ أيضا لدى المُسلمين - وذوى العُقول بعامَّة - أنَّ هذا الاستنباط مُعتلٌّ فى ذاته لأنَّه ببساطة لا يُمكن لعاقلٍ أنْ يقيسَ اللهَ تبَارَك وتعالى بِمقاييس مخلوقاته .. ولا أن يأخذ عليه سبحانه تصاريف الأفعال والازمانِ .. فكيف نُلزِمُ الله تعالى بالإتيانِ بالفعلِ فى الزمنِ الماضى ونحنُ نعلمُ أنَّه سُبحانه مُتعالٍ عنِ الزمان ؟ .. كيف يستقيمُ لدى أصحاب النظر السليم أنْ نقول أنَّ الفِعل فى زمن الماضى فى شأن الله سُبحانه يختلف عنه فى زمنِ المُضارع يَختلِفُ عنْه فى زمَنِ المُستقبل بينما قد علِمنا - يَقينا - أنَّ الله تعالى ليس لهُ ماضٍ ولا حاضر ولا مُستقبل .. فالماضى والحاضر والمُستقبلُ ليست جميعها إلا ظروف زمانية للمخلوقات فى لحظة زمنية معينة .. ولا ينسحب هذا الأمرُ أبدا على الله تبارك وتعالى المُتعالى على الزمان وهو خالقه .. فكيف نقول أنَّ قوله سُبحانه ( وليعلمن الله ) منسوب إلى زمنٍ أصلا وهو مُتعلق بالواحد الأحد الذى لا يسرى عليه الزمن ؟ ما هذا الغباء المُستفحل ؟ .. فالفهمُ السليمُ الوحيدُ الذى يُمكن أن يفهمه إنسانٌ عاقل مِنْ هذا التعبير هو ما سبَقَ وبيَّناه .. وهو عِلمُ الشَهادة .. أى خروجُ المعلومِ عِندَ الله بالغيب منذ الأزل إلى دنيا الشهادَة بابتلاء العِبادِ واختبارِهم .

والحقيقة أنَّ هذه النقطة تحديد - عدم تعلق الظرف الزمانى بالله عزَّ وجل - سمة ظاهرة فى كتاب الله العزيز لا يُنكرُ وجودها إلا جاهل أو مُكابر .. أعنى مِنْ مِنَّا لم يقرأ حكاية الله تعالى لأهوال القِيامة وكأنَّها قد حدَثت وانقضت فى الزَمنِ الماضى ؟ ومَنْ مِنَّا لم يقرأ قوله سُبحانه فى سورة النحل ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) ) .. سُبحانه وتعالى عمَّا يُشركون .

وأمَّا آيةُ الحِجرِ مِنْ قول الله سُبحانه ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ) .. فعِلمُها عِند الله تعالى مُحكمٌ فى آيات كثيرة عديدة فى كِتابِ الله العزيز .. فى مِثل قولِ الله سُبحانه ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) ) [ الفرقان ] .. وقوله سبحانه ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) ) [ الأحزاب ] .. ولكنَّ الجاهل - كما أخبَرَ عنهُ ربُّنا - فى قلبه زَيغٌ فأنَّى له أن يرى أوْ يَعقل .. وأنَّى له أنْ يفقه الحِكمة البالغة فى هذا السِياق البديع إذ يتوعَّدهم الله تبارك وتعالى بيومٍ يودُّون فيه أن لو كانوا مُسلمين ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) ) .. فقدْ ساقَ اللهُ تعالى لهمُ الاحتمال الذى يُخيفُهم ويُرهبهم ثمَّ توعدهم سبحانه بأنَّهم سوف يَعلمون .. فكأنَّ الله تعالى توعدهم بأن يُعاينوا فى الشَهادةِ ما علِمه سُبحانه بالغيب .


وإمعانا فى التسفيهِ للجاهل الذى يدَّعى أنَّه كان مُسلما والإسلامُ برئ مِنْ جهله وغباءه - وكيف لا وأطفالُ المسلمينَ اعمقُ عِلمًا وفَهمًا مِنه - أنقل لهُ بَعض نُصوص كِتابه لأعلم أجاهلٌ هوَ أمْ غيرُ جاهل .

وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ .. تثنية8 /2

وَهكَذَا فِي أَمْرِ تَرَاجِمِ رُؤَسَاءِ بَابِلَ الَّذِينَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ لِيَسْأَلُوا عَنِ الأُعْجُوبَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الأَرْضِ، تَرَكَهُ اللهُ لِيُجَرِّبَهُ لِيَعْلَمَ كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ. الأخبار الثاني 32/ 31

بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. تسالونيكي1 2: 4

اخْتَبِرْنِي يا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. المزامير 139: 23

الَّذِي أَطْعَمَكَ فِي الْبَرِّيَّةِ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ، لِكَيْ يُحْسِنَ إِلَيْكَ فِي آخِرَتِكَ. تثنية 8: 16


طبعا النُصوصُ تُغنى عن أىِّ مَقال ..........

ولكنَّنا لا نَرضى أيضا بهذا القدرِ - اليسير - مِنَ التَسفيه للنصرانىِّ .. وقدْ تقدَّم من كلام الله الكريم أنَّه سُبحانه لهُ الحُجَّةُ البالغة .. ألا فلتقُم حُجَّة الله تعالى على عابد الجسدِ ......

يقول الله العظيم ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) ) [ الأعراف ] ..

ويقول إلهُ النصرانىِّ "32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الاب." مرقس 13


ويقول الله العظيم ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) ) [ الأنعام ] .

ونقرأ عن إلهِ النصرانىِّ "12وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين."


فما الذى يَعلمُه إلهُك يا نصرانىُّ



يُتبعُ بإذن الله .....





المزيد من مواضيعي


توقيع د. نيو


رد باقتباس