اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 08.04.2011, 22:55
صور Eng.Con الرمزية

Eng.Con

مشرف عام

______________

Eng.Con غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.122  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.09.2021 (01:07)
تم شكره 40 مرة في 30 مشاركة
افتراضي




ذكرنا فى المداخلة الثانية ....ان المصدر الأساسى الذى أستخدمه كاتب إنجيل متى وكاتب إنجيل لوقا ....هو إنجيل مرقس

ولكن هل كان ينقل كاتب إنجيل متى ولوقا الأحداث من إنجيل مرقس كما رواها مُرقس بالظبط ...أم حدث بعض التغيير أثناء النقل ؟؟؟


يقول مثلا كاتب إنجيل مرقس عندما تحدث عن شفاء المسيح للمرضى

مرقس

1: 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة و اخرج شياطين كثيرة و لم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه

كيف أورد كاتب إنجيل متى هذة الحادثة .....؟؟ ...الكاتب أوردها كما هى ولكنه أستبدل كلمة واحدة فقط الا وهى كلمة "كثيرين "


متى

8: 16 و لما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين فاخرج الارواح بكلمة و جميع المرضى شفاهم


هل لاحظتم ماذا فعل كاتب إنجيل متى ؟؟؟

نعــــم فقد بدل كلمة "كثيرين" الى كلمة "جميع " ....!

كيف أورد كاتب إنجيل لوقا هذة الحادثة .....؟؟ ...الكاتب أوردها كما هى ولكنه ايضا أستبدل كلمة واحدة فقط الا وهى كلمة "كثيرين " ...ووضع مكانها "كل واحد منهم" ....


لوقا

4: 40 و عند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم و شفاهم


والسؤال لماذا غير كاتب إنجيل متى لوقا كلمة " كثيرين " ..الى كلمة "جميع " ...والى كلمة "كل واحد منهم " ؟؟


الأجابة ...بكل بساطة لأن كاتب إنجيل متى ولوقا ....وجدوا ان كلمة كثيرين التى أوردها مرقس فى إنجيله ..تحد من قوة المسيح ....فأستبدولها بكلمة اخرى تدل أن المسيح شفى كل المرضى ...وليس كثيرين ...!!


مثال أخر ...

يقول كاتب إنجيل مرقس ...متحدثاً عن قوة المسيح

مرقس

6: 5 و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم


وهنا كاتب إنجيل متى لم يستطيع أن يقول ما قاله مرقس " و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة " ...لأن هذا الكلام قد يؤدى الى شبهة بمحدودية قوة المسيح
فأورد العدد كالاتى


متى

13: 58 و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم


هل لا حظتم الفرق ؟؟

(مرقس ) و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة >>>> (متى ) و لم يصنع هناك قوات كثيرة

اما كاتب إنجيل لوقا ..فقد سلك مسلك اخر تماما ...ولم يورد هذة الحادثة اصلا


هناك ايضا أعداد أوردها كاتب إنجيل مرقس فى إنجيله لم يوردها باقى كتبة الأناجيل فى أناجيلهم مثل


مرقس

3: 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم و قال للرجل مد يدك فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى

مرقس

3: 21 و لما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل

مرقس

10: 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله


لماذا لم يورد كتبة الأناجيل الأخرى هذة الأعداد ؟؟

الأجابة بكل بساطة أن كتاب الأناجيل لم يذكروا هذة الأجزاء خشية أن يكون فيها إقلال من شأن يسوع ..! ....من حيث نسبة الأنفعالات البشرية اليه من غضب وحزن وغيظ .


هل نفهم من هذا أن كتاب الأناجيل قاموا بعملية تنقيح لإنجيل مرقس أثناء النقل منه ؟؟؟؟

الأجابة نــــــــــعم .....وهذا ليس كلامى بالطبع بل هو كلام علماء الكنيسة


يقول مفسر العهد الجديد وليم باركلى (1) ...وتحت عنوان " تنقيح بشارة مرقس "

يمكن القول إن بشارة متى وبشارة لوقا - يبدوان كتنقيح لأسلوب بشارة مرقس فإن مرقس يظهر أحيانا كأنه يحد من قوة المسيح ..أو على الأقل يبدو الأمر كذلك فى عين الناقد . (ثم ذكر الأمثلة التى ذكرناها ...بنفس التعليق عليها )







ويقول صاحب كتاب يسوع والأناجيل الأربعة

يبدو أن متى ولوقا عدلا أو حذفا أقوالاً معينة جاءت فى إنجيل مرقس يمكن الأعتقاد أنها تشين يسوع ...(ثم ذكر الأمثلة )






اما الدكتور فهيم عزيز ...فقال ان متى ولوقا حاولا تحفيف الصراحة التامة التى اتبعها مرقس فى إنجيله





والان رأينا رد فعل كتبة الأناجيل ...فى حالة وجود اى كلمة أو نص ...تشير الى شئ يحد من قوة يسوع ...أو اى كلمة لها مدلول غير طبيعى بالنسبة لهم ....كان كتبة الوحى اما يبدلون هذة الكلمة الى كلمة أخرى اكثر قبولا من وجهة نظرهم ...أو بكلمة أخرى تخفف صراحة الكلمة الأولى على حد قول الدكتور فهيم عزيز
أو يحذفوا هذة الكلمة من جذورها ...هذا هو منهج كتبة الأناجيل فى حالة وجود اى كلمة أو عبارة لا تروق لهم ...اما التبديل بكلمة أخرى أو الحذف .


فياترى ما هو منهج نساخ الكتاب المُقدس تجاة المخطوطة التى كانوا ينسخون منها ؟



هل كانت عملية النسخ بالنسبة لهم ..عملية ميكانيكية بحتة ؟...بمعنى انهم ينسخون الكلام بدون اى تبديل ..حتى لو وجدوا شئ غير طبيعى بالنسبة لهم ؟؟؟

أم أنهم فعلوا مثل كتبة الوحى ؟؟؟ ...وبدلوا وحذفوا اى كلمة لا تروق لهم ...أوتدل على شئ غير طبيعى بالنسبة لهم ؟؟؟

أم أن الأمر تطور بهم لدرجة ..أنهم كانوا يضيفون ويحذفون من المخطوطات كما يريدون ...؟؟؟



ربما تكون أجابة هذة الأسئلة هى المدخل لمعرفة هل تم تحريف الكتاب المُقدس ام لم يتم تحريفه .....فلو كان كل النساخ من الفئة الأولى لضمنا ان عملية النسخ تمت بشكل سليم دون تبديل أو تغيير ....اما لو كانوا من الفئة الثانية سيتغير الأمر قليلا ...أما لو كانوا من الفئة الثالثة سينقلب الأمر تماماً



يتسائل العالم فيليب كومفورت (2) ...عن وجهة نظر النساخ تجاة مخطوطات الكتاب المُقدس ويقول .....

عندما كان يقوم الناسخ بنسخ الكتاب المُقدس ... كيف كان ينظر لهذة المُهمة ؟؟؟

1- هل كان يعيد إنتاج النص كلمة بكلمة ؟؟؟

2- ام كان يهتم بعرض رسالة أو غرض النص بصفة عامة ... مع قدر مسموح من التغيير اللفظى ؟؟؟

3- ام كان يقوم بتنقيح النص لسبب لاهوتى أو إكليركي ؟



القضية المتعلقة بوجهة النظر الأولى والثانية .... ترتبط بقضية وحى الكتاب المُقدس ...هل الوحى هو رسالة النص بصفة عامة ... أم ان كل كلمة أو كلمات النص ذاتها وحى ؟؟؟

بمعنى اخر هل كان الناسخ يعتبر كل كلمة مُقدسة .. ام كان يعتبر ان الرسالة فقط كذلك ؟؟؟

هذة معضلة لازلنا نعيش فيها حتى وقتنا الحالى ....فالبعض يعتقد ان رسالة النص فقط مُوحى بها ...والبعض الاخر يؤيد ان الوحى لفظى تماما ....

هل يوجد اى مؤشرات ان بعض النساخ تبنوا الرأى الأخير ..وحتى لو لم يتبوا هذا الرأى ... هل كان يوجد نساخ مسيحيين ينظرون الى مهتهم انها مجرد نقل كل كلمة بمنتهى الدقة ؟؟؟؟

بمعنى اخر ... هل كانت دقة وحرص الناسخ السكندرى ناتجة من اعتقاده بوحى النص ام بسبب فطنة ومهارة الناسخ ؟؟؟؟ .. ام كليهما ؟؟!!

فالناسخ السكندرى كان يميل بشكل عام الى انتاج نسخة غاية فى الدقة سواء كان من الأسكندرية او اى مكان اخر (النص السكندرى )

وبشكل أولى يتم الرجوع الى مخطوطاتهم عندما نبحث عن النص الذى حفظ الأصل من ضمن الكتابات العديدة للعهد الجديد


ومن خلال عمل العديد من النساخ الاخرون ..... يمكننا التأكد أنهم لم يؤمنوا أن كل كلمة من كلمات العهد الجديد هى كلمة الله ........

ربما كان يؤمن هؤلاء الناسخ الرسالة التى تأتى من وراء النص هى فقط المُقدسة ......

وبتالى قاموا بتغيير الكلمات بدون تغيير اى شئ يخص المعنى الالهى كما فهموه بالطبع ..وذلك من أجل التطلع الى صناعة قراءة أفضل


هؤلاء النساخ حاولوا أعادة إنتاج النص شاعرين بأنهم يعيدوا تقديم الرسالة التى من وراء النص

ربما يحذف هؤلاء كلمات قليلة ....ينقلون بعض الكلمات ....أو يضيفون بعض الكلمات ....أثناء قيامهم بعملية النسخ .

ومن وجهة نظر هؤلاء ...فهم يعتبرون هذا العمل عمل جيد ..أثناء نقل النص ..وأن النص سيكون بشكل أفضل بعد ذلك ...

على اى حال ...فالمنتج النهائى أو نسخة النهائية ليست دقيقة

ويجب علينا ان نقول ان العديد من الساخ كانوا غير محترفين ...وهم الذين انتجوا نسخ غير دقيقة ....بغض النظر عن أعتقادهم تجاة النص ...


اما وجهة النظر الثالثة ...فهى تدعو الى نظرة مختلفة تماما ....

فتنقيح النص يشمل تصحيحات هادفة مهما كان الحافز .....

ومع الوقت قام كثير من النساخ بتصحيح النص من اجل توافق نصوص الاناجيل مع بعضها ...او ازالة بعض الصعوبات فى النص ..ومن وجهة نظرهم ...فهذا العمل يعتبر عمل جيد ...

وأحد هؤلاء كان القديس لوسيان الانطاكى ....(3)

والبعض الاخر كان يبدل فى النص لكى يؤكد وجهة نظره المذهبية ....ومثال على ذلك ..ماركيون المُهرطق ...


والبعض الاخر أمثال تاتيان (4)

قام بعمل إنجيل واحد مستمد من ألأناجيل الأربعة وبتالى حذف اى تناقض موجود بين الأناجيل.



بعض العلماء ومنهم على سبيل المثال بارت ايرمان ....يروا ان النص تم تنقيحه أثناء نقله ..فى العصور القديمة بواسطة الارثوذكس ...أكثر من الهراطقة ....
ويرى ايرمان ان تحريف النص كان من أجل حدوث نوع من التوافق بين العقيدة الارثوذكسية والنص ....



وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق جماعى بين العلماء على كلام ايرمان ...الا ان المعظم يتفق على المبدأ الأساسى ... وهو ان نص العهد الجديد تم تحريفه بواسطة النساخ الارثوذكس ذو النوايا الحسنة ...

فى الحقيقة هذا هو الجزء الرئيسى فى كتاب العالم بروس متزجر ...
(The Text of the New Testament: Its Transmission, Corruption, and Restoration)


هؤلاء الذين درسوا النص وتاريخ نقل النص ....يدركون ان معظم التغييرات الهامة أو الجوهرية حدثت من أجل تحسين النص ....

العديد من النساخ كان لديهم حافز لتغيير النص من أجل حدوث توافق بين الأناجيل ...و حذف العبارات المذهبية الصعبة .....وأضافة روايات من التقليد الشفوى










سؤال أخر

هل كان نساخ الكتاب المُقدس نساخ محترفون ؟؟؟ ...ام هواه ؟؟؟



يجيب علينا العلامة متزجر ويقول (5)

لم يكن الأشخاص الذين قاموا بنسخ النصوص المسيحية الأولى.... محترفين يمتهنون النسخ.... وإنما ببساطة كانوا هم الأفراد القادرين على القراءة والكتابة من بين أعضاء الطائفة المسيحية الذين لديهم الوقت والقدرة لإنجاز هذا العمل ...
ولذلك فالمعظم ان لم يكن الكل كانوا هواه فى فن النسخ ...!!
وبلا شك تسرب عدد ضحم من الأخطاء داخل مخطوطاتهم التى كانوا ينسخونها .








ويقول بارت ايرمان (6)


the people copying the early Christian texts were not, for the most part, if at all, professionals who copied texts for a living (cf. Hermas, above)? they were simply the literate people in the Christian congregation who could make copies (since they were literate) and wanted to do so.



لم يكن الأشخاص الذين قاموا بنسخ النصوص المسيحية الأولى.... في معظم الأحوال إن لم يكن في كلها، محترفين يمتهنون النسخ.... وإنما ببساطة كانوا هم الأفراد القادرين على القراءة والكتابة من بين أعضاء الطائفة المسيحية ... واللذين توفرت لديهم الرغبة والقدرة على النسخ


سؤال اخر ...هل كل الذين قاموا بالنسخ كانوا مسيحيين ؟؟؟


ربما يستعجب مسيحى من هذا السؤال .....ولكن الواقع فعلا يقول ان النساخ كان منهم المسيحى وكان منهم الوثنى مع بداية القرن الرابع ....!!!


يقول متزجر (7)

في القرن الرابع أصبحت المسيحية مُعترفا بها من الدولة فمن الطبيعي أن تقوم مصانع الكُتُب التجارية بإنتاج نسخ من العهد الجديد ...... بحيث كان يجلس العديد من الكتبة المتدربين مسيحيين وغير مسيحيين مُزودين بالحبر والقلم والرقاع ....
فاكونوا يقومون بنسخ الكتاب سماعاً من القارئ أو المحاضر الذي يقرأ عليهم النص ببُطء .... وبهذا تم إنتاج نسخ عديدة بشكل الى ....أثناء عمل النساخ فى المصانع




والان وكما نرى نساخ الكتاب المُقدس لم يكن لديهم رؤية واحدة بخصوص ما ينسخونه من مخوطات

فمنهم من نسخه كما هو بدون تغيير .....ومنهم من غير فى الألفاظ فقط دون الأخلال بالمعنى ...ومنهم مع حذف وأضاف لأسباب عقائدية

رأينا نساخ هواه فى القرون الأولى غير محترفين فى النسخ ...ورأينا نساخ وثنيين كانوا يشاركون المسيحيين فى النسخ مع دخول القرن الرابع .


فى ضوء ذلك هل يمكن أن نقول ان الكتاب المُقدس تم تحريفه ؟؟؟


يُتبع ...





1- تفسير إنجيل متى - وليم باركلى - صفحة 18 - 19

2- Encountering the manuscripts: an introduction to New Testament paleography- Philip Comfort - pg 258 259

3- http://st-takla.org/Saints/Coptic-Or...tory_1523.html

4-http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_655.html


5-The Text Of The New Testament Its Transmission, Corruption, and Restoration - Pg 275

6- misquoting Jesus ,p50 - 51

7 - The Text Of The New Testament Its Transmission, Corruption, and Restoration - Pg 25








رد باقتباس