
22.02.2011, 14:53
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
08.05.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.061 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
22.03.2021
(13:42) |
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
|
|
|
|
|
شجاعة بدّلت الهزيمة نصراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في أعلى درجات الشجاعة ، وله مواقف كثيرة تشهد بشجاعته ورباطة جأشه وثقته في نصر الله له ولدينه الذي أرسله به ، ومن أعظم مواقفه الشجاعة موقفه في غزوة حنين ، فقد حدث بعد أن فتح الله مكة على المسلمين في السنة الثامنة من الهجرة ، أن امتنعت بعض القبائل الشرسة القوية المتغطرسة عن الاستسلام وفى مقدمة هذه القبائل هوازن وثقيف واجتمع بطون من نصر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال وقد رأت هذه البطون من نفسها عزاً وأنفة أن تخضع لانتصار المسلمين في فتح مكة ، واجتمعت إلى قائدها مالك بن عوف واستعدت للقتال ، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم السبت السادس من شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة وكان عدد جيش المسلمين اثني عشر ألفاً ، ونظر بعضهم إلى هذا الجيش معجباً بكثرته وقال : لن نهزم اليوم من قلة .
وكان من أمر مالك بن عوف أن سبق المسلمين إلى وادي حنين وفرق كمائنه – جمع كمين – في الطرق والمداخل والشعاب والمضايق فلما وصل المسلمون إلى الوادي وشرعوا ينحدرون فيه فاجأهم الرماة بالنبال تمطر عليهم من كل جانب وقد شدت كتائب العدو عليهم شدة رجل واحد ، وكان للمفاجأة أثرها فتفرق جيش المسلمين وولى جنوده مدبرين وكانت البداية توحي بالهزيمة في هذه المعركة .
وهنا تجلّت شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تفرق جيشه ولم يبق معه إلا عدد قليل من المهاجرين وأهل بيته . فلم تهزه المباغتة ولم يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً ، فأخذ يدفع بغلته نحو العدو معلناً عن نفسه قائلاً :
أنا النبي لا كذب – أنا ابن عبد المطلب
وأمر عمه العباس أن ينادى على الناس وكان جهير الصوت فلما سمعوا نداءه قالوا : لبيك يا لبيك وعادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتدم القتال وكتب الله النصر للمؤمنين وغنموا غنائم كثيرة من الإبل و الأغنام والأموال والسبايا ، وأعز الله دينه بثبات رسوله وشجاعته في هذا الموقف العصيب وسجل القرآن ذلك في قول الله تعالى : (( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )) .
وهكذا تبدلت الهزيمة نصراً بهذا الموقف الشجاع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنصر الله لعباده المؤمنين .
|