فحدُ الردة فى المسيحية موجود ولكن لهُ أوجُه كثيرة فى تطبيقه
البعضُ منهُم يُطبقهُ على حسب أهواءهُ بمعنى إن خالفهُ فى المذهب يتهمهُ بالهرطقة أى الحياد عن الدين ولو قليلاًويُطبق عليه حُكم الإرتداد أما بالحرق أو بإبادة أى جماعة أو خلاف ذالك ..
هذا ماسنُبينهُ إن شاء الله ....
اولاً : نضع مفهوم الردة (
الإرتداد ) من الجانب المسيحي من كتاب (
تمموا خلاصكم ) للقمص
زكريا بطرس.
مفهوم الارتداد
الارتداد هو ترك الرب والرجوع إلى الخطية. وقد وضح هذا المفهوم أشعياء النبي بقوله "تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى الوراء" (اش4:1).
ولكي نفهم الأمر جليا، يجب أن نعرف أن هناك نوعيين من الارتداد:
1- ارتداد إلى حين.
2- وارتداد دائم.
( 1 ) الارتداد إلى حين:
فالمؤمن القلبي الذي قبل الرب في حياته مخلصاً وفادياً وملكاً قد ينتابه ضعف فيسقط في الخطية وقد يرتد. ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً إذ سرعان ما يبكته روح الرب، فيستجيب لهذا التبكيت ويندم تائبا ويرجع إلى حضن أبيه ثانية.
ولتوضيح هذا النوع من الارتداد نتكلم عن: جوهره، ونهايته.
( أ )
جوهره: هذا النوع من الارتداد هو حالة سقوط ناتجة عن الضعف البشرى الذي يلازم المؤمن الروحاني، كما قال القديس أوغسطينوس:
[إن المعمودية تغسل كل الخطايا … ولكنها لا تـنزع الضعف البشرى الذي يظل المتجدد يقاومه في جهاد حسن، هذا الضعف الذي نقاومه بين سقطة وقيـام حتى المـوت، سينتهي بتجديد آخر (في مجيء الرب الثاني).]
( N.& P. Fars 1st Sers vol. V P.404.)
فهذا
النوع من الارتداد ليس ناجما عن قساوة قلب وعناد، ولا عن استباحة واستهانة
وإنما هو نتيجة الضعف البشرى الذي يلازم المؤمن الروحي.
(ب) نهايته:إن
هذاالنوع من الارتداد يستجيب فيه المؤمن لتبكيتات الروح القدس فيتوب ويعترف بخطاياه ولذلك فهو غالبا ما يؤدي إلى العودة والتوبة لا إلى الهلاك. إذ هو ارتداد إلى حين ينتهي برجوع المؤمن إلى نفسه فيستيقظ بعد غفلة ويقوم ويرجع إلى أبيه. والكتاب المقدس يوضح ذلك في مواضع عدة:-
+ يقول سليمان الحكيم "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم16:24).
___
[المؤمن الذي من هذا النوع إذا أخطأ تحت ظروف معينـة سرعان ما يرجع إلى نفسه حتى وإن عاش فترة متلذذا بحياة الشر، فالله الذي يعرف كل شئ لا يتغاضى عنه وإنما يسرع وينقذه …
فداود النبي الذي ارتكب جريمتي زنا وقتل، إذ قد فعل ذلك لظروف معينة، وليس نتيجـة لممارسـة الشـر كشيء مألوف واعتيادي في حياته سرعان ما قام واغتسل من هذه الخطية.
(N. & P. Fars 1st Sers vol. x1 P. 466)
وجميل أن يميز يوحنا ذهبي الفم بين من يمارسون الشر في حياتهم كشيء مألوف اعتيادي وبين المؤمنين الروحانيين الذين صارت الخطية بالنسبة لهم شيئاً غريبا ممقوتاً لأن قلوبهم قد تغيرت وأصبح لها طبيعة المسيح التي تبغض الإثم. فإن هم سقطوا في الخطية كان ذلك نتيجة ضعف أعقبه حزن وتبكيت ثم توبة وقيام.
ويضع العلامة أوريجانوس تشبيهاً جميلاً لهذه الحالة فيقول:
[
لكي نظهر طبيعـة السقوط والارتـداد نذكـر تشبيـها مناسبا للتوضيح: هب أن شخصا تعلم فنا أو علما كالهندسة أو الطب حتى أتقنه ... فهل من المعقول أنه إذا نام يستيقـظ جاهلاً؟!. فمن الطبيعي أنه إذا واظب المهندس أو الطبيـب عـلى دراسة فنه وممارسته عمليا يحتفظ بمعلوماته، ولكنه إذا أهمـل ذلك فسوف يفقدها بالتدريج حتى يأتي عليه وقت تنمـحي من ذاكرته تماماً. على أنه من الممكن معالجة الأمر في بدايته
، فمـن يرتـد مستسلما لعوامل الكسل والإهمال التي تبدو بسيطة في أولها، إن هو قام ورجع إلى نفسه بسرعة، واصلـح الخسائر التي مازالت حديثة إلى ذلك الوقت ،
نجا من خطر الارتداد. هكذا الحال مع أولئك المؤمنين الذين كرسوا ذواتهم لله.]
(Ante N. Fars vol. 1x P.256)
وما أجمل ما قاله القديس أوغسطينوس أيضا في هذا الصدد:
[إننا مدينـون بالخطايا … ربما تقولون: وأنتـم أيضـاً أيها الأساقفة مدينون بالخطايا؟ أجيب نعم نحن أيضا. "فإن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسـنا وليس الحق فينا" (1يو8:1).
إننا قد اعتمـدنا ومع ذلك فنحـن مدينـون، ليـس لأن المعمودية لم تغفر شيئا ما، بل لأننا نصنع ما يحتاج إلى مغفرته يوميا، فالذين اعتمدوا وانتقلوا في الحال من هذا العالم، خرجوا بدون خطية ... وأما الذين اعتمدوا وبقوا في هذه الحياة فإن لهم نجاسات بسبب ضعفهم الجسدي والتي رغم كونها لا تسبب غرقا للسفينة (أي هلاكا) إلا إنها تحتاج إلى مضخة لتنـزحها، لئلا يتسرب إليها قليلاً قليلا حتى يؤدى إلى غرقها.]
(الحب المقدس جزء 1 ص 325).
وقد ضرب السيد المسيح مثلاً توضيحيا لحالة الارتداد إلى حين وهو مثل الابن الضال، الذي ترك بيت أبيه وذهب إلى كورة الخنازير وقضى فيها زمان ارتداده، وأخيرا رجع إلى نفسه وعاد ثانية في توبة صادقة ليجد أباه في انتظاره مشتاقا ليعيد إليه رتبته الأولى. (11:15ـ24).
كان هذا عن النوع الأول من الارتداد:
فهو ارتداد إلى حين (أر4:8)
ليست نهايته الهلاك (مز24:37)
إذ يعقبه توبة وندامة المرتد (مز51)
دعنا إذاً نرى النوع الثاني من الارتداد وهو :-
(2)
ارتداد دائم:
هذا النوع من الارتداد يشير إليه الرب في تساؤل حزين على لسان أرميا النبى إذ يقول "لماذا ارتد هذا الشعب ارتداداً دائما ... أبوا أن يرجعوا ... ليس أحد يتوب عن شره." (أر5:8،6).
ولإيضاح هذا النوع من الارتداد علينا أن نفهم أيضا: جوهره ، ونهايته:
( أ )
جوهره: إن الارتداد الدائم هو حالة رفض الإيمان بالمسيح واحتقاره، وهو أيضا ازدراء بروح النعمة وسقوط منها.
يوضح ذلك بولس الرسول في قوله " قد تبطلتم عن المسيح ... سقطتم من النعمة." (غل4:5).
ويقول أيضا "كم عقابا أشر تظنون أنه
يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الجديد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة" (عب29:10).
ويهوذا الرسول يقول "يحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة،
وينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح" (يهوذا 4).
لهذا يحذرنا بولس الرسول
من خطر هاتين الحالتين فعن الحالة الأولى وهو رفض الإيمان يقول: "انظروا أيها الاخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي." (عب12:3).
وعن الحالة الثانية وهى السقوط من النعمة يقول: "ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله." (عب15:12).
( ب ) نهايته:
نهاية الارتداد الدائم معروفة وهى الهلاك.
وقد وضح بولس الرسول ذلك بكل جلاء إذ قال عن قوم مرتدين. "كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً، والآن أذكرهم أيضا باكيا وهم
أعداء صليب المسيح الذين نهايتهم الهلاك." (فى18:3،19).
وبطرس الرسول يقول: "لأنه إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح يرتبكون أيضا فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل. لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة (أي طين) الحمأة (أي الوحل)." (2بط20:2ـ22).
فالارتداد الدائم إلى حياة الدنس واحتقار ابن الله والازدراء بروح النعمة، إن لم يعقبها توبة أو رجوع كما يقول أرميا النبي "أبوا أن يرجعوا … ليس أحد يتوب عن شره." (أر5:8،6). لابد أن يعقبها هلاك أبدى (نهايتهم الهلاك). (فى19:3)،
لأن السيد المسيح قال "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3).
والآن بعد هذا الإيضاح
لفئات المؤمنين، وأنواع الارتداد نستطيع أن نجيب على السؤال الجوهري وهو:
هل يمكن أن يرتد المؤمن ويهلك؟
فنقول أن هناك فئـتين من المؤمنين المرتديين ولكن نهايتهم ليست واحدة:-
( 1 )
مؤمنون قد يرتدون ولكنهم يتوبون:
وهم الذين يرتدون إلى حين، فإذ يسقطون عن ضعف يبكون تائبين. أولئك هم المشبهون بالأرض الجيدة أصحاب القلوب المتجددة، والثمار المتكاثرة. السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.
( 2 )
مؤمنون يرتدون ويهلكون:
وهم الذين يؤمنون إلى حين (لو15:8).
ويرتدون ارتدادا دائما (أر5:8،6).
وإذ يحتقرون المسيح ويسقطون من النعمة لا يتوبون ولا يرجعون. أولئك هم المشبهون بالأرض المحجرة والمليئة بالأشواك.
أسباب الارتداد :
نستطيع الآن أن نناقش
أسباب سقوط المؤمن وارتداده حتى يمكننا أن نتفادى ذلك وأهم تلك الأسباب ما يأتـي:-
(1)
الميل الداخلي للخطية :
وهو المعبر عنه (
بالطبيعة القديمة). أو (
الإنسان العتيق). أو (
جسد الخطيـة) [رو6:6].
فبالرغم من أننا لبسنا الإنسان الجديد وأخذنا طبيعة جديدة في سر المعمودية إلا أن الإنسان العتيق أو الطبيعة القديمة لا تمحى نهائيا، بل تبقى مستترة في الجسد. ولهذا قال معلمنا بولس الرسول : "الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد." (غل17:5). فالصراع الداخلي قائم بين جسد الخطية ومشتهياته وبين الروح الجديد الذي أخذناه واشتياقاته.
فلو أن جسد الخطية قد أميت تماما لما كان هناك صراع، ولما قال بولس الرسول "أقمع جسدي واستعبده" (1كو27:9). لهذا فان السبب الأول للارتداد هو عدم إخضاع جسد الخطية لمشيئة الروح. أو بمعنى آخر هو عدم قمع الذات. وتقيدها حتى لا تعود تسيطر عليك وتصبح مركز تفكيرك وحياتك فينطبق عليك قول بولس الرسول "لان الناس يكونوا محبين لأنفسهم ... متعظمين مستكبرين ... متصلفين محبين للذات دون محبة الله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها"(2تى1:3ـ5)
فداود ارتد لأنه اشتعل بالشهوة (2صم11: 4).
وشمشون ارتد لأنه استسلم لشهواته (قض16).
فأحذر يا أخي من العدو رقم (1) وهو "طبيعتك القديمة" لئلا تغافلك وتفترسك:
والسبب الآخر للارتداد هو:
(2) الذات:
وتظهر الذات بأساليب مختلفة مثل
الكبرياء وحب
المديح وعدم احتمال
الذم و
الإهانة و
الأنانية والعطف على النفس ... الخ.
فأيوب ارتد بسبب ذاته إذ كان بارا في عيني نفسه. (أي32: 1).
وملاك كنيسة لاودكية الذي في كبريائه حسب نفسه غنيا. (رؤ17:3).
(3) فتور المحبة :
إن علاقتنا مع الله مبنية على أساس الحب "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله" (1يو16:4).
وحبنا لله مبنى على حبه لنا "نحن نحبه لأنه احبنا أولاً" (1يو19:4). فعندما تعي عظم صنيع الرب إليك، وكيف أنه بذل ذاته على الصليب ليرفع عنك عقوبة خطيتك، وعندما تتذكر أنه لما وجدك ضعيفا أمام قوى الشر وعالم الإثم "أيدك بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (أف16:3).
___________
لهذا نجد الروح يوبخ
ملاك كنيسة أفسس لارتداده موضحا علة هذا الارتداد بقوله: "إنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقط وتب"(رؤ4:2،5).
وما كان ارتداد ديماس إلا نتيجة تسرب محبة العالم إلى قلبه فنزعت عواطف الحب المتجه نحو الله ولهذا كتب بولس الرسول موضحا ذلك بقوله: "ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر" (2تى10:4).
ولذلك قد
حذر السيد المسيح من طغيان أي محبة أخرى خشية أن تقتلع المحبة الأولى الشخصية فتكون سببا في الارتداد إذ قال: "من أحب أبا أو أما اكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنا أو ابنة اكثر منى فلا يستحقني" (مت37:10).
(4) التـهاون:
هل تعرف يا أخي كيف
سقط داود النبى في خطية الزنا مع امرأة أوريا الحثي؟ وما الأسباب التي قادته إلى تلك الخطية الشنيعة؟ إن السبب يا أخي يكمن في التهاون !!!
اسمع ماذا يقول الكتاب "وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك أن داود أرسل يوآب وعبيده ... وأما داود فأقام في أورشليم ... وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ... " (2صم1:11،2).
اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مر37:14،38).
وهكذا إذ تهاون داود في الصلاة والسهر سقط في التجربة فسقط في خطية الزنا ... .
ثم
تهاون آخر سقط فيه داود النبى، فعندما قام عن سريره لم يقف للصلاة وإنما بلغ به الأمر أن يتهاون في ذلك ويخرج من حجرة نومه ليتمشى على سطح بيت الملك. (2صم2:11).
(5) الاستهانة :
لقد تكلمت عن
التهاون في حياتك الروحية بأنه يقودك إلى الارتداد، وهنا أقول لك أن الاستهانة بالخطية تفسد حياتك الروحية وتردك أيضا إلى حياة الإثم.
الواقع أن الإنسان بعدما يأخذ نعمة ويسير مع الرب يتحذر من الخطايا الكبيرة فيبتعد عن الزنا والسرقة والرشوة وما شابه ذلك من الخطايا الكبيرة ولكنه يستهين ببعض الخطايا الصغيرة ولا يدرى أنها إذا تسربت إلي قلبه يستفحل أمرها ويعسر عليه إخراجها لأنها تكون قد أفسدت حياته!.
فلماذا تستهين بالتبسط في أحاديثك والألفة مع الآخرين؟
إنه ثعلب صغير سيفقدك سلامك! ولماذا تستهين بالفكاهات المشبوهة وأسلوب الهزل في الكلام؟ إنه ثعلب صغير سيميت قلبك! لماذا تستهين بانتقاد الغير ومسك سيرتهم؟ إنه ثعلب صغير وليد الإدانة! لماذا تستهين بالإجابات الخادعة الماكرة؟ إنها ثعالب صغيرة أمها الكذب! لماذا تستهين بالغضب والنرفزة والكلام الجارح؟ إنه ثعلب صغير أبوه القتل! لماذا تستهين بالنظرات الشريرة وحب مجالس النساء؟ إنها ثعالب صغيرة وليدة الزنا! تأمل يا أخي
كيف انحدر سليمان الملك ليعبد الأصنام تاركاً عبادة الرب.
يوضح الكتاب أن السبب الرئيسي في ذلك
هو استهانة سليمان بالثعالب الصغار إذ يقول الكتاب "وأحب الملك سليمان نساء غريبة... من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم ... فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة... فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخري... فذهب سليمان وراء عشتوروث آلهة الصيدونيين، وملكوم رجس العمونيين، وعمل سليمان الشر في عين الرب.." (1مل11: 1ـ6).
هل كان أحد يظن أن سليمان النبى والملك الذي خصه الرب بشرف بناء هيكله ووهبه حكمة لم ينلها إنسان من قبله أو من بعده...
هل كان أحد
يظن أنه يسقط في أشنع الخطايا وهى عبادة الأصنام وعمل الشر في عيـني الرب ؟!!. قطعاً لا أحد يظن ذلك. وما كان هو نفسه يتوقع ذلك. ولكن الثعالب الصغار قد تسربت إلى حياته واستهان هو بها في أول الأمر فأودت به إلى هذا الحضيض. فقد استهان أولا بثعلب حب النساء الغريبات. (1مل1:11). ثم كبر هذا الثعلب قليلا فأباح لنفسه أن يكسر وصية الرب التي تمنع الزواج بالنساء الغريبة وأتخذ منهن نساء لنفسه. (1مل2:11). ثم كبر هذا الثعلب أيضا فاحتلت هؤلاء النساء مركز الحب في قلب سليمان "فأمالت نساؤه قلبه" (1مل3:11). ثم استفحل هذا الثعلب وعسر على سليمان إخراجه إذ ضعف أمام سلطانه فسقط في عبادة الأصنام. (1مل4:11،5). ثم انقلب الثعلب إلى أسد مفترس فتك به "فعمل سليمان الشر في عيني الرب" (1مل6:11).
(6) صغـر النفس :
ومن الأسباب التي تقود إلى الارتداد حاله تسمى صغر النفس تنـتاب المؤمن عقب سقوطه في إحدى الخطايا التي أقلع عنها. فيشعر بالفشل والخيبة وفقد الثقة في إمكانية الاستمرار في حياة القداسة.
وربما قاده هذا إلى اليأس والارتداد إلى حياة الشر والنجاسة.
فهوذا داود النبى يكشف هذه الحيلة الشيطانية فيقول: "كثيرون قائمون على. كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه. أما أنت يارب فترس لي. مجدي ورافع رأسي" (مز1:3ـ3).
فقل للخطية يا أخي بلغة الثقة في محبة الرب والإيمان في قدرته المخلصة. "لا تشمتي بي يا عدوتي. إذا سقطت أقوم." (ميخا8:7).
(7) الاكتفاء والتقاعد:
وثمة سبب آخر من أسباب الارتداد هو الاكتفاء والتقاعد. عندما خرج بنو إسرائيل من أرض مصر وخلصوا من عبودية فرعون وسلطانه، ساروا في البرية وعند جبل حوريب رأوا مجد الرب واخذوا الوصايا العشر ... واكتفى الشعب بهذه الاختبارات وتقاعدوا في سفح هذا الجبل ونسوا أرض الموعد. لهذا نبههم الرب إلى خطورة هذا الأمر بقوله. "كفاكم قعود في هذا الجبل ... تحولوا وارتحلوا ... ادخلوا وتملكوا الأرض التي اقسم الرب لآبائكم أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم." (تث6:1ـ7).
إذاً مانستخلصه من هذا هو كالتالى :
السبب الآول فى الإرتداد
هو فعل الخطيئة أى بمعنى من يفعل خطيئة فهو مُرتد كما جاء فى أسباب الإرتداد
السبب الآول فى الإرتداد هو الخطيئة
السبب الآول فى الإرتداد هو الخطيئة
السبب الآول فى الإرتداد هو الخطيئة
السبب الآول فى الإرتداد هو الخطيئة
والسبب الثاني فى الإرتداد :
الذات ويندرج تحت هذا السبب :
ا- الكبرياء
2- حب المديح
3 - عدم احتمال الذم
و4 - الإهانة
5 - الأنانية
6 - العطف على النفس
كُل مسيحي مُؤمن يَرتكِبُ مثلُ هذه الأفعال هو فى حُكمِ المُرتدُ
هللويا هللويا كل مسيحى الدُنيا هم مُرتدين ...
ويعطينا الكاتب أمثلة على من أرتد :
مثل أيوب (أي32: 1).
وملاك كنيسة لاويدكية بسبب كبريائه (رؤ17:3).
هذا هو مفهوم الإرتداد فى العقيدة المسيحية
وداود (2صم1:11،2).
إذاَ من يتهاون فى الصلاة فهو وقع فى الحطيئة ( الردة )
فمَن مِن المسيحيين لم يرتد حتى يومنا هذا ؟؟
مَن مِن المسيحيين لم يزنى مُنذ نشأت العالم حتى يومنا هذا ؟
إذا كان المتهاون للصلاة والزاني قد إرتكبوا خطيئة ضد اللآمحدود ( الردة )
هكذا حياة كل المسيحيين فى العالم هى إرتداد إذ نجدُ المسيحي يَرتدُ فى اليَومِ الواحدِ الآف المَراتِ ..!!
ماهذه الديانة التى كُل عملاً تعمله بقصدٍ أو بغير قصد تكُن فيه مُرتد عن الدين
هل الله يَظلم البشرية بهكذا ديانة ؟
ألِهذا الحد يُنزل الرَبُ شَرِيعةٍ صعبةُ التَطبيقِ لِكي يُدينُ العالم ؟
وهذا يَعودبنا إلى خطيئة آدم إذ أن آدم عصى الرب كما جاء فى تك :
خطيئة آدم
" وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصى الرب الإله آدم قائلاً:من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت...
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله فقالت للمرأة: أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة، فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة تأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمساه لئلا تموتاه.
فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها، وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر.
وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت ؟
فقال سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان فاختبأت فقال من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها، فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة: الحية غرّتني فأكلتُ.
فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه.
وقال للمرأة: تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.
وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب، وإلى تراب تعود...
وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة ". (التكوين 2/15-3/24).
لأنهُم وقعوفى الخطيئة
إذا كان داود أرتد وسُليمان أرتد وأيوب أرتد
وهذا هو
آدم أبو البشريةُ كُلُها أخطاء (
إرتداد ) لأنهُ عصى أمر الرب
وكماذَكرنا سَلفاً أن
السبب الأول للإرتداد هو
الوقوع فى الخطيئة وبهذا آدم مُرتد ويَسوع جاء ليُكفر عن خطيئة مُرتد
وبهذا آدم مُرتد ويَسوع جاء ليُكفر عن خطيئة مُرتد....
فماهوذََنبُ البشريةِ جَمعاءِ ؟ وهل يَرتضى الرَبُ أن يُبذِل إبنهُ الوحيد مِن أجلِ مُرتد ؟
....
ديانة عجيبة صدق الحاخام فابيوس حَيثُ قال (إن الدين اليهودي أفضل من جميع الأديان لأنه لا يحتوي على أسرار وكل تعاليمه معقولة، بخ
لاف الدين المسيحي فإن قواعده مبنية على الجنون).