View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :68  (رابط المشاركة)
Old 13.02.2011, 20:23
mosaab1975's Avatar

mosaab1975

عضو

______________

mosaab1975 is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 479  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
02.06.2012 (01:54)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
Default


هل تفنى الجنة و النار؟
قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ()خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ () وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود : 108-106 )
السؤال الذي يمكن ان تلفت نظرنا اليه الايات السابقة , هل الجنة والنار خالدتين ؟
وذلك لأن الآيات قالت: ( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) و لن يدوما لقول الله تعالى : ( (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم : 48 )
ولأن الآية تقول : ( إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) فهذا استئناء لا يصح مع الخلود.
والرد :

ان الجنة والنار خالدتان وباقيتان و فقد دل على ذلك ما ورد في القران والسنة , فاهل الجنة خالدون فيها ابدا و اهل النار - باستثناء عصاة المؤمنين الذين يخرجون من النار فيما بقي معهم من ايمان - هو خالدون فيها ابدا.
و بيان ذلك ما جاء في العقيدة الطحاوية : ( وَمِمَّا يكونُ في يومِ القيامةِ: الجنَّةُ دارُ المُتَّقِينَ، والنارُ دارُ المُجْرِمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى في الجنَّةِ: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عِمْرَان: 133)، وقَالَ في النارِ: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: 24) فَهُمَا دَارَانِ بَاقِيَتَانِ، وهما الْمُسْتَقَرُّ وَالنِّهَايَةُ. (وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ قَبْلَ الْخَلْقِ وَخَلَقَ لَهُمَا أَهْلًا). والجنَّةُ والنارُ مَخْلُوقَتَانِ الآنَ، هذا مذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، قَالَ تَعَالَى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }، وقَالَ: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وأُعِدَّتْ: فعلٌ ماضٍ، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عندَهُ أصحابُهُ، فَسَمِعُوا وَجْبَةً، يَعْنِي: شَيْئًا سَقَطَ، فقَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟) قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَالْآنَ وَصَلَ إِلَى قَعْرِهَا)
فَدَلَّ على أنَّ النارَ قد خُلِقَتْ. وقَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في الحَرِّ والبردِ: (إِنَّهُمَا نَفَسَانِ لِجَهَنَّمَ: نَفَسٌ في الشتاءِ وهو أَشَدُّ ما تَجِدُونَ من البردِ، ونَفَسٌ في الصيفِ وهو أَشَدُّ ما تَجِدُونَ من شِدَّةِ الحَرِّ)، وقَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)، وكذلكَ المَيِّتُ في قبرِهِ يُفْتَحُ لَهُ بابٌ إلى الجنَّةِ، والكافِرُ بابٌ إلى النارِ، فهذا يَدُلُّ على وُجُودِ الجنَّةِ والنارِ، وأَنْكَرَ هذا أهلُ الضلالِ، ويقولونَ: تُخْلَقَانِ يومَ القيامةِ.) 1
كذلك كلنا يعلم حديث الاسراء و المعراج و ان النبي صلى الله عليه وسلم راى الجنة والنار , كما في الصحيحين، من حديث أنس رضي الله عنه، وفي آخره:( ثم انطلق بي جبرائيل، حتى أتى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم دخلت الجنة، فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، واذا ترابها المسك وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة )
لكن ما جاء في الايات الكريمه السابقة يحتاج الى فهم صحيح , قال ابن كثير في تفسيره : ( قال الإمام أبو جعفر بن جرير: من عادة العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبداً قالت هذا دائم دوام السموات والأرض, وكذلك يقولون هو باق ما اختلف الليل والنهار, وما سمر أبناء سمير وما لألأت العير بأذنابها يعنون بذلك كله أبداً فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفونه بينهم فقال: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} (قلت): ويحتمل أن المراد بما دامت السموات والأرض الجنس لأنه لا بد في عالم الاَخرة من سموات وأرض كما قال تعالى {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات} ولهذا قال الحسن البصري في قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: يقول: سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه فما دامت تلك السماء وتلك الأرض. وقال ابن أبي حاتم ذكر عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: لكل جنة سماء وأرض, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما دامت الأرض أرضا والسماء سماء. وقوله {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} كقوله {النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه زاد المسير, وغيره من علماء التفسير, ونقل كثيراً منها الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في كتابه واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وابن سنان ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضاً أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين, من الملائكة والنبيين والمؤمنين, حتى يشفعون في أصحاب الكبائر ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من النار من لم يعمل خيراً قط وقال يوماً من الدهر لا إله إلا الله كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها, وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديماً وحديثاً في تفسير هذه الاَية الكريمة.)
قال القرطبي في توضيح قوله تعالى ( إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) : (فالاستثناء في الزيادة من الخلود على مدة كون السماء والأرض المعهودتين في الدنيا واختاره الترمذي الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي، أي خالدين فيها مقدار دوام السماوات والأرض، وذلك مدة العالم، وللسماء والأرض وقت يتغيران فيه، وهو قوله سبحانه: "يوم تبدل الأرض غير الأرض" [إبراهيم: 48] فخلق الله سبحانه الآدميين وعاملهم، واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنة، وعلى ذلك بايعهم يوم الميثاق، فمن وفي بذلك العهد فله الجنة، ومن ذهب برقبته يخلد في النار بمقدار دوام السماوات والأرض؛ فإنما دامتا للمعاملة؛ وكذلك أهل الجنة خلود في الجنة بمقدار ذلك؛ فإذا تمت هذه المعاملة وقع الجميع في مشيئة الله؛) وقد ذكر رحمه الله اقوال عشره في هذا المعنى فليرجع الى تفسيره للتوسع .
وجاء في تفسير البغوي : ( قوله تعالى: "إلا ما شاء ربك". اختلفوا في هذين الاستثنائين فقال بعضهم: الاستثناء في أهل الشقاء يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها، ثم يخرجوهم منها فيكون ذلك/ استثناء من غير الجنس، لأن الذين أخرجوا من النار سعداء استثناهم الله من جملة الأشقياء، وهذا كما: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها، عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، فيقال لهم: الجهنميون". وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي قال أخبرنا أحمد بن عبد الله النعييمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا مسدد أخبرنا يحي عن الحسن بن ذكوان أنبأنا أبو رجاء حدثني عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى عليه وسلم قال " يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين" وأما الاستثناء في أهل السعادة فيرجع إلى مدة لبثهم في النار قبل دخول الجنة. وقيل: إلا ما شاء ربك من الفريقين من تعميرهم في الدنيا واحتباسهم في البرزخ ما بين الموت والبعث، قبل مصيرهم إلى الجنة أو النار. يعني: هم خالدون في الجنة أو النار إلا هذا المقدار. وقيل: الا ما شاء ربك: سوى ما شاء ربك، معناه خالدين فيها ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الزيادة على قدر مدة بقاء السموات والأرض، وذلك هو الخلود فيها، كما تقول: لفلان علي ألف إلا الألفين، أي: سوى الألفين اللتين تقدمتا. وقيل: إلا بمعنى الواو، أي: وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة، كقوله: "لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا" (البقرة-150)، أي: ولا الذين ظلموا. وقيل: معناه لو شاء ربك لأخرجهم منها ولكنه لا يشاء أنه حكم لهم بالخلود. قال الفراء: هذا الاستثناء الله ولا يفعله، كقولك: والله لاضربنك إلا أن أرى غير ذلك وعزيمتك أن تضربه. )
واما عن اهل الحنة فقد فسر ها السيوطي في الدر المنثور فقال رحمه تعالى : ( وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {وأما الذين سعدوا} الآية. قال: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة، يقول: خالدين في الجنة {ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} يقول: إلا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة.
وأخرج أبو الشيخ عن سنان قال: استثنى في أهل التوحيد، ثم قال {عطاء غير مجذوذ}.)



------------------------------------------------
1) التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=1723







توقيع mosaab1975
http://www.vip70.com/smiles/data/dd6.gif


Reply With Quote