اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :104  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:05
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


هكذا يبني الإسلامُ الفردَ المسلم



لقد حارت الأنظمةُ الحديثة في إيجاد قواعد تربويَّة لتكوين فرْدٍ صالِح , وبالتَّالي مجتمع سليم . والسَّبب أنَّها تركت الدِّينَ والأخلاقَ جانبًا , وراحت تبحث عن تكوين مجتمع فاضل على أُسُس مادِّيَّة لا روح فيها ! ولو اتَّبعَت القواعدَ التَّربويَّة الحكيمة التي وَضَعها الإسلام منذ عدَّة قرون , لَمَا وصلَتْ إلى ما وصلَتْ إليه اليومَ من مشاكل لا حَصْر لها .
إنَّ النِّظام التَّربوي في الإسلام يرتكزُ على قاعدة أساسيَّة حكيمة , تكْفي لِوَحدها للدَّلالة على أنَّ هذا الدِّين هو الدِّينُ الحقّ . هذه القاعدة هي : رَبْطُ المسلمِ مُباشرةً باللَّه , فلا يخطُو أيَّ خطوة ولا يعملُ أيَّ عمل إلاَّ وهو على يقين أنَّ اللَّه ينظر إليه . وكلَّما تعمَّقَ في نفسه الشُّعورُ بأنَّ اللَّه ينظر إليه في كلِّ لحظة وفي كلِّ مكان , كلَّما تحسَّنت أخلاقُه , وكلَّما أصبح حريصًا على الإحسان لغيره والإكثار من فعل الخير .
طبعًا , ولتحقيق هذه القاعدة , يجبُ أن يرسخَ في أعماق المسلم أنَّ اللَّه هو وحده خالق كلِّ شيء , وأنَّه هو وحده القادر على كلِّ شيء , وأنَّه لا يغيبُ عن علمه أيّ شيء , وأنَّه سيُجازي المطيعين بالجنَّة والعاصين بالنَّار .
فتُصبح علاقتُه بربِّه ليست مجرَّد خوف من عقابه , وإنَّما علاقة حبٍّ وثقة وخوف ورجاء . حبّ للَّه أكثر من أيِّ شيء لأنَّ نِعَمَه على عباده لا تُعدُّ ولا تُحصَى , وثقة به لا يُعادلها أيّ شيء لأنَّه لا يُخيِّبُ عبدًا التجأ إليه , وخوف منه أكثر من أيّ شيء لأنَّه شديد العقاب , ورجاء في الفوز برضاه ودخول جنَّته .
فإذا همَّ بعد ذلك أن يقوم بمعصية , فإنَّه يتذكَّر أنَّ اللَّه يراه , فيَخجلُ من نفسه ويعْدل عن هذا الأمر . وإذا غَلَبَتْه نفسُه وقام بها , فإنَّه سُرعان ما يَتوبُ ويستغفر . وإذا أصابتهُ مُصيبة , مِنْ نَقْصٍ في المال أو مَرضٍ أو ظلَمَه أحدٌ , فإنَّه يلجأ مباشرة إلى اللَّه , يدعُوه أن يرفع عنه هذا البلاء . ثمَّ إنَّه يَبقى طول الوقت على اتِّصال دائم باللَّه , فلا يأكل ولا يشرب ولا ينام حتَّى يذكر اللَّه , ولا يَشرع في عمل حتَّى يستعين باللَّه .

فهل يمكن بعد هذا أن نحصل على أناس منحرفين ؟!
مستحيل ! لأنَّ الذي ينشأ على هذه التَّربية , إذا حدثَ بعد ذلك أن تهاونَ في دراسته أو أساء الأدبَ مع غيره , فيكْفي أن يُذَكِّره والداه أو أقرباءه بأنَّ اللَّه لا يُحبُّ هذه الأشياء , لكي يعود إلى رُشده . وفي العادة , تكُون النَّتيجة أفضل بكثير من الصِّياح والتَّهديد والوعيد .
بينما إذا رُبِّي الطِّفلُ فقط على قاعدة الخوف من عقاب والديه أو الخوف من الشُّرطة , فإنَّه سيجد دائمًا طريقةً لِمُغالَطتهم والإفلات من مراقبتهم !
أمَّا كيف يربطُ الإسلامُ المسلمَ مباشرةً بربِّه , فهذا ما سنراه مفصَّلاً في الصَّفحات القادمة بإذن اللَّه .







توقيع كلمة سواء


رد باقتباس