اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :103  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:05
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ولكن , لماذا خُلقنا على هذه الأرض ؟!



قال البعض : ربَّما أرادت الآلهةُ أن تَتَسلَّى بهذا العمل ! وقال آخرون : خَلَقَتْنَا الآلهةُ لِسببٍ مَا , ثمَّ نَسِيَتْنا ! وقال بعضٌ آخر : لا نعرف , ولا نريد أن نعرف ! نحن هنا , فَلْنَتمتَّعْ بكلِّ لحظة من حياتنا دون أن نَشغلَ بالَنا بهذا الموضوع !
فقط , الإسلامُ أجاب بوضوح على هذا السُّؤال ! يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56 مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ 57 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ 58 } (51- الذّاريات 56-58) . نحن هنا إذًا لعبادة اللَّه !
لكن انتبهي سيِّدتي الفاضلة : العبادةُ في الإسلام لا تعني صلاةً وصيامًا وذِكْرًا فقط .
فالعملُ الشَّريفُ لِكَسْب الرِّزق عبادة ! يقول اللَّه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 9 فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 10 } (62- الجمعة 9-10) .
وروى الطَّبراني في المعجم الكبير عن كعب بن عجرة رضي اللَّه عنه , قال : مَرَّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم رجلٌ , فرأى أصحابُ رسول اللَّه من جلْده ونشاطه (أي رأَوْا من قوَّة جسمه ونشاطه ما أعجبَهُم) , فقالُوا : يا رسول اللَّه , لو كانَ هذا في سبيل اللَّه ! فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إن كان خرج يَسعَى على ولده صِغارًا فهو في سبيل اللَّه , وإن كان خرج يسعَى على أبوَيْن شَيْخين كبيرين فهو في سبيل اللَّه , وإن كان يسعَى على نفسه يَعُفّها فهو في سبيل اللَّه , وإن كان خرج رياءً ومُفاخَرة فهو في سبيل الشَّيطان . (المعجم الكبير – الجزء 19- ص 129 – رقم الحديث 282) . وفي رواية أخرى عن كعب , زادَ : وإن كان خرج يسعَى على أهله ففي سبيل اللَّه . (المعجم الصّغير – الجزء 2 – ص 148 – رقم الحديث 940) .

وطَلبُ العلْم النَّافع عبادة ! فقد روى ابن ماجه في سُننه عن كثير بن قيس , قال : كنتُ جالسًا عند أبي الدَّرْداء في مسجد دمشق , فأتاه رجلٌ فقال : يا أبا الدَّرْداء , أتيتُك من المدينة , مدينة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِحَديثٍ بلَغني أنَّك تُحدِّثُ به عن النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . قال : فمَا جاء بك ؟ تجارة ؟ قال : لا . قال : ولا جاء بك غيره ؟ قال : لا (أي ما جئتُ إلاَّ من أجل هذا الحديث) . قال : فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقولُ : مَن سَلَكَ طريقًا يَلْتمسُ فيه عِلمًا سهَّل اللَّهُ له طريقًا إلى الجنَّة , وإنَّ الملائكة لَتَضعُ أجنحتَها رضًا لِطالب العلم , وإنَّ طالبَ العلم يَستغفِرُ له مَن في السَّماء والأرض حتَّى الحيتان في الماء , وإنَّ فَضْلَ العالِم على العابِد كفضْل القَمر على سائر الكواكب . إنَّ العُلَماء وَرَثَة الأنبياء , وإنَّ الأنبياء لم يُورِثُوا دينارًا ولا درهَمًا إنَّما ورَّثُوا العِلْم , فمَن أخذه أخذ بِحَظٍّ وَافِر . (سنن ابن ماجة – الجزء 1 – ص 81 – رقم الحديث 223) .

بل إنَّ جِماعَ الزَّوج لزَوجته عبادة ! فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه , أنَّ ناسًا من أصحاب النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالُوا له : يا رسولَ اللَّه , ذهبَ أهلُ الدُّثُور بالأجُور , يُصَلُّون كما نُصَلِّي ويَصُومون كما نَصُوم , ويَتَصدَّقون بفُضُول أموالهم . قال : أوَ لَيْس قد جعلَ اللَّهُ لكم ما تصدَّقون ؟ إنَّ بكُلِّ تَسبيحة صدَقة , وكلّ تكبيرة صدَقة , وكلّ تَحميدة صدَقة , وكلّ تَهليلة صدَقة , وأمر بالمعروف صدَقة , ونَهْي عن مُنْكر صدَقة , وفي بضْع أحَدِكُم صدَقة .
قالُوا : يا رسول اللَّه , أيَأتِي أحَدُنا شَهْوَتَه ويكون له فيها أجْر ؟!
قال : أرأيْتُم لَو وَضَعَها في حرام , أكانَ عليه فيها وِزْر ؟ فكذلك إذا وضَعها في الحلال كان له أجْر . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 697 – رقم الحديث 1006) .

القاعدة التي يُمكنُ استخلاصُها إذًا : إذا قام المسلِمُ بفِعْلٍ مُباح فإنَّ ذلك يُعتَبَر عبادة يؤجر عليها , وإذا قام بفِعْلٍ حرام فإنَّ ذلك يُعتَبَر مَعْصِيَة يُعاقَبُ عليها .
وعلى هذا , فإذا كان اللَّهُ تعالى قد خلَقَنا لِعبادته , فهذا يعني أنَّه خلَقَنا لكي نُصلِّي ونصوم له وحده , ولكن أيضًا لكي نعمل وندرس ونأكل ونشرب وننام ونلعب ونتزوَّج , شَرْطَ أن يكون كلّ ذلك في إطار الحدُود التي رَسَمها لنا الخالِق , لا نحيد عنها حتَّى لا نَقَع في المعاصي .
ومِنْ عَدْل اللَّه أنَّه لم يخلقنا لعبادته ثمَّ نَموت وينتهي الأمر , ولكن لِيُجازينا على عبادتنا له . يقول تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ 2 } (67- الملك 1-2) .







توقيع كلمة سواء


رد باقتباس