اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :89  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:56
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


اجتنبوا الخمر والميسر , ولا تقربوا الزِّنا !



بعد أن تحدَّثْنا عن الأعمدة الخمسة التي يرتكز عليها الإسلام , تعالَيْ معي سيِّدتي الفاضلة نتعرَّف على الطَّريقة العجيبة التي يسلُكها هذا الدِّين في التَّعامل مع الآفات الخطيرة التي يمكن أن تُدمِّر المجتمع .
يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 91 } (5- المائدة 90-91) .
ويقول تعالى بخصوص الزِّنا : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً 32 } (17- الإسراء 32) .
في هذه الآيات دليلٌ جديد على إعجاز القرآن ! فلَو طُلِبَ من بَشَر أن يُحذِّر النَّاس من شُرب الخمر أو لَعب القمار أو ممارسة الزِّنا , لَقال : لا تشربُوا الخمر , لا تلعبُوا القِمار , لا تَزْنُوا . لكنَّ اللَّه سبحانه وتعالى يعرفُ جيِّدًا طبيعةَ النَّفْس البشريَّة , لذلك سدَّ أمامها كُلَّ المسالك المؤدِّية لهذه الآفات , فجاء الأمرُ الإلهي : { فَاجْتَنِبُوهُ } , { وَلا تَقْرَبُوا } , بِمَعنى : لا تفعلُوا هذه الفواحش , وأيضًا : ابتعِدُوا عن كُلِّ ما يُمكنُ أن يُؤدِّي إلى الوقوع فيها .
وقد بَيَّنَ لنا النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كيفيَّة اجتناب الخمر , في أحاديثَ نختار منها ما رواه الحاكم في مُستدركه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : لعنَ اللَّهُ الخمْرَ , ولعنَ ساقِيها , وشاربَها , وعاصرَها , ومُعْتصرَها , وحاملَها , والمحمُولَة إليه , وبائعَها , ومُبْتاعَها , وآكِلَ ثَمَنها . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 2 – ص 37 – رقم الحديث 2235) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق أن يَقْرب الخمرَ بعد هذا التَّرهيب ؟!

وعن الميْسِر (أي لعب القمار) , روى الحسن بن موسى الأشيب عن مُجاهد وعطاء , اثنان من صحابة النَّبيِّ الثِّقات , رضي اللَّه عنهما , أنَّهما قالاَ : في كلِّ شيء فيه قمارٌ فهو من الميْسِر , حتَّى لَعِب الصِّبْيَان بالجَوْز والكعَاب . (كتاب : جزء أشيب , للحسن بن موسى الأشيب البغدادي – ص 74 – رقم الحديث 51) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق بعد هذا التَّوضيح أن يَقربَ القِمار , ولو كان لعبًا بالورق يُغرَّمُ إثْرَه الخاسِرُ بدفْع ثمن قهوة للرَّابح ؟!

وأمَّا عن الزِّنَا : وهو الاتِّصال الجنسي بين رجل وامرأة أو شابّ وشابَّة لا تربطهما رابطة زواج بعقد شرعي , فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : العينان تَزْنِيَان , واللِّسانُ يَزْني , واليَدان تَزْنِيَان , والرِّجْلان تَزْنِيَان , ويُحَقِّقُ ذلكَ الفَرْجُ أو يُكَذِّبُه . (صحيح ابن حبّان – الجزء 10 – ص 267 – رقم الحديث 4419) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق بعد هذا التَّحذير أن يَقربَ الزِّنَا , ولو كان نظرًا إلى صُوَر عارِيَة وأفلام هابطة , أو تقبيلاً أو لَمْسًا ؟!

قد تتساءلينَ سيِّدتي : لكن لماذا حرَّم الإسلام الخَمْر والقِمَار والزِّنَا ؟
أقول : لأنَّها كلُّها مُضِرَّةٌ جدًّا بالفَرْد وبالمجتمع .
فشُرْبُ الخَمْر يُسَبِّبُ أمراضًا مُختلِفة في الجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز العصبي , ويصلُ إلى حدِّ الإصابة بالسَّرطان . وعندما يكونُ الإنسانُ في حالة سُكْر , فإنَّه قد يتَفَوَّه بكلام أو يقومُ بأفعال تضُرُّ بنفسه وبغيره . وما حوادثُ السَّيَّارات والقتل والاغتصاب النَّاتجة عن شُرب الخَمْر , إلاَّ خير شاهد على ذلك .
ولَعِبُ القِمار مَضْيَعة للمال , ومصدرٌ لانتشار العَداوة والبَغْضاء بين اللاَّعبين , بالإضافة إلى أنَّه قد يُعرِّض الخاسِر لأزمات عصبيَّة حادَّة .
والزِّنَا يُعرِّضُ صاحِبَه للإصابة بأمراض خطيرة , مثل : الزُّهَري والسِّيدَا (أو الإيدز) . وهو بالإضافة إلى ذلك يُمثِّلُ أحد الأسباب الرَّئيسيَّة في تَفَكُّك الأُسرة بالنِّسبة للمتزوِّجين , والعُزوف عن الزَّواج بالنِّسبة للشَّباب .
ثمَّ إنَّ هذه الآفات الثَّلاث تشتركُ في أنَّ الذي يقوم بها يُصبح عُرْضة للإدمان عليها , وبالتَّالي لا يستطيع الخلاص من حِبالها ولو كلَّفه ذلكَ ضيَاع مالِه وأُسْرته !
نعم , حتَّى الأشخاص الذين يقولُون بأنَّهم مُعتدِلُون , يَخرجُون عن اعتدالهم هذا عند أوَّل مُصيبة تعترضُهم في حياتهم , فيغرقُون في شرب الخمر أو لعب القمار أو الزِّنَا ! أليس من الأفضل إذًا سَدّ كُلّ الطُّرق التي تُوصلُ إلى الوقوع في هذه الآفات ؟
نعم , هذا هو الحلُّ الأفضل , وهذا ما فعلَه الإسلام . فماذا فعلَت الأنظمة الأخرى ؟
لا شيء تقريبًا !
فهي عندما تفطَّنت إلى الآثار المدمِّرة للخمر , لم تستطع إلاَّ إضافة جُملة في أسفل إعلاناتها : الإسرافُ في شُرب الخَمْر مُضِرٌّ بالصِّحَّة !
فهل غَيَّر هذا مِن الوَضع شيئًا ؟
لا , لم يُغَيِّر أيَّ شيء !
تسألين لماذا ؟
الإجابة تَجدينها سيِّدتي في الحديث الذي رواه ابنُ ماجه في سُنَنه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه , قال : قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : كُلُّ مُسْكِر حرامٌ , وما أسْكَر كَثِيرُه فقَلِيلُه حرام . (سنن ابن ماجة – الجزء 2 – ص 1124 – رقم الحديث 3392) .
نعم , حتَّى القليل من الخمر مُضِرّ ! وكذلك الحال بالنِّسبة للقليل من القمار والقليل من الزِّنا والقليل من الدُّخان والقليل من المخدِّرات ! كان إذًا على الحكومات والمنظَّمات الصِّحِّيَّة أن تُعدِّل جُملَتها الإعلانيَّة السَّابقة لِتُصبح : الخَمْرُ مُضِرٌّ بالصِّحَّة .
وهنا لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ الإسلام هو الدِّين الوحيد الذي أتَى منذ حوالي 1400 سنة بتشريع واضح وصارم بِخصُوص الخمر , خالفَ به كلَّ العقائد والقوانين الموجودة على وجه الأرض .
بينما فعلَ النَّصارى عكس ذلك تَمامًا , حيثُ جعلُوا من الخمر جزءًا من شعائرهم الدِّينيَّة , يشربُونه مِن يَد القسِّ شخصيًّا , ويرمزون إليه بدَم المسيح , ويزعمُون أنَّ هذا الشَّراب يُطهِّرُهم ويُنَقِّيهم من الذُّنوب والخطايَا ! وواللَّهِ إنَّ المسيحَ عيسَى عليه السَّلام لَبريءٌ منهم ومن شعائرهم ومن عقيدتهم المحرَّفة ! وسينزلُ هذا الرَّسولُ الكريم في آخر الزَّمان على الأرض , فيُلغي كلَّ هذه الأباطيل , ولا يقبلُ غير الإسلام دينًا .
ولا بُدَّ من الإشارة أيضًا إلى أنَّ اللَّه تعالى أعدَّ لِعباده الصَّالحين في الجنَّة خَمْرًا , غير أنَّها تختلفُ تمامًا عن خَمْر الدُّنيا . يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم متحدِّثًا عن أصحاب الجنَّة : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ 45 بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ 46 لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ 47 } (37- الصّافّات 45-47) . فهي إذًا خمرٌ لا تُذهِبُ العقلَ ولا تضُرُّ بالبدن .

ومن ناحية القِمار : لم تَرَ الحكوماتُ فيه أيّة خُطورة , فأصبح كلُّ النَّاس يَحلُمون بالثَّروة , وكلُّهم يَلعبُون القمار بأصنافه المختلفة , حتَّى ولو كان ذلك على حساب مصروف البيت والأطفال !

وأمَّا عن الزِّنَا : فاعْتَبرت الأنظمةُ هذا الأمرَ حضارةً وتمدُّنًا , فكانت النَّتيجة أن غرقت مجتمعاتُها في مشاكلَ لها أوَّل وليس لها آخِر , من كثرة حالات الطَّلاق والاغتصاب والقتل , وهروب الشَّباب من مسؤوليَّة الزَّواج , وظهور جمعيَّات للشَّاذِّين جنسيًّا , وأصبح الرَّجلُ يتزوَّجُ الرَّجلَ علَنًا وبعقْد قانوني , والمرأةُ تتزوَّجُ المرأة , ولا غرابة أن نسمع في المستقبل عن زواجٍ بين الأخ وأخته وبين الابن وأمِّه ! فإلى أين نحنُ ذاهبون ؟! إلى أين نحنُ ذاهبون ؟!







توقيع كلمة سواء


رد باقتباس