
16.01.2011, 14:33
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
04.04.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.143 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
09.02.2016
(19:34) |
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
|
|
|
|
|
لا إكراه في الدِّين
قد تقولين سيِّدتي الكريمة : ولكنَّني , مع كلِّ ما ذَكَرْتَه حتَّى الآن , لا أريد أن أدخُلَ في الإسلام . فهل يُمكنُ لأحدٍ أن يُجبرني على ذلك ؟!
أقول : طبعًا لا ! وحتَّى لو كنتِ تعيشين في بلَدٍ أهلُه مسلمُون , لا أحد يستطيع أن يفرضَ عليكِ اعتناقَ الإسلام . يقول اللَّه تعالى : { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 256 } (2- البقرة 256) . ففي هذه الآية إعلانٌ صريح بأنَّ الإسلام لا يُكْرِه أحدًا على الدُّخول فيه .
ذلكَ أنَّ المسلم مُطالَبٌ بدَعْوة النَّاس إلى دينه بالحكمة واللِّين , كما قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 125 } (16- النّحل 125) .
أمَّا النَّتيجة , فيترُكها للَّه , لأنَّه هو وحده الذي بيده الهداية . يقول تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 4 } (14- إبراهيم 4) . ويقول تعالى : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 56 } (28- القصص 56) . ويقول تعالى : { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ 272 } (2- البقرة 272) .
وعلى هذا , فلا يَحِقُّ للمسلم أن يتعرَّض لغير المسلمين بالسُّوء , سواء بالقول أو بالفعل , بِحُجَّة أنَّهم امتنعُوا عن الدُّخول في الإسلام . بل إنَّ الإسلام يُحرِّم تحريمًا قاطعًا على المسلم أن يغشَّ غيرَ المسلم في بيعٍ أو تجارة , أو يسرق منه شيئًا , أو يشتغل عنده فيَخُونه , أو يكذب عليه , أو يسكن في بلَدٍ لا يَدينُ بالإسلام فيَسرق من المغازات , ويركب الحافلة دون أن يدفع ثمن التَّذكرة , ويُخرِّب الممتلكات العامَّة , كلُّ ذلك بدَعْوى أنَّ أهل هذا البلد كفَّار !
ولا يكتفي الإسلام بتحريم هذه الأفعال , بل يحُثُّ المسلمَ أن يتحلَّى بالأخلاق العالية مع كلِّ النَّاس , أيًّا كانت عقيدتهم ! مِن ذلك أن يزور صديقَه النّصراني إذا مرض , ويُعين جارَه اليهودي بالمال إذا ضاق به الحال , ويُقدِّم هديَّة إلى زميله الملحد في العمل بمناسبة زواجه , وينصح زميله الآخر بِمَا يراه منفعة له .
نعم , هذا هو الإسلام , وهذه أخلاق المسلم !
|