| 
 
16.01.2011, 13:51
 | 
| 
| 
|  | ______________
 
  |  | 
| الملف الشخصي 
| التسجيـــــل: | 04.04.2010 |  
| الجــــنـــــس: | أنثى |   
| الــديــــانــة: | الإسلام |  
| المشاركات: | 3.143  [	عرض ] |  
| آخــــر نــشــاط |  
| 09.02.2016 
(19:34) |   
| 
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
 |  |  |  |  | 
| 
 
 ماذا لو سقطت السَّماء على الأرض ؟!
 
 اطمئنِّي  سيِّدتي ! فلن يحدث هذا الأمر طالَما لم تَحِنْ نهايةُ العالَم . إنَّ الذي  خلَق هذا الكونَ سَنَّ فيه قوانينَ دقيقة , تكفي وحدها للتَّدليل على وجود  هذا الخالق وعلى عظمته المطلقة !
 من بين هذه  القوانين : قانون الجاذبيَّة الذي اكتشفه وصاغَه عالِمُ الرِّياضيَّات  والفيزياء الإنجليزي Isaac Newton . وقصّة هذا العالم مشهورة , وهي أنَّه  كان يومًا مستلقيًا تحت شجرة تفّاح , فسقطت تفَّاحة على الأرض , فتساءل في  نفسه : لماذا نزلت التُّفَّاحة إلى الأسفل ولم تصعد إلى فوق ؟ ثمَّ قام  ببحوث واكتشف قانون الجاذبيَّة .
 وقد استنتج  الكثير من النَّاس من هذه القصَّة أنَّ الجاذبيَّة هي من خاصِّيَّات الأرض  فقط . لكنَّ الحقيقة هي غير ذلك , فكلُّ الأجرام السَّماويَّة لها جاذبيَّة  , وكلُّها تتجاذب فيما بينها , غير أنّ هذه الجاذبيّة تختلف قوَّتُها من  جِرْم لآخر .
 ولم يكن Newton  لِيَستطيع أن يَصوغ قانون الجاذبيَّة بسهولة ودقَّة , لو اقتصر في حساباته  على الأرض فقط . لذلك اعتمد في بحوثه على ما وصل إليه مَن سَبقه من علماء  الفلك , مثل الألماني Johannes Kepler الذي صاغ القوانين التي تحكُم دوران  الكواكب حول الشَّمس . وبذلك تَوَصَّل Newton إلى اكتشاف قانون الجاذبيّة  الشّامل الذي نشره في كتابه Philosophiae Naturalis Principia Mathematica  سنة 1687 م .
 وهنا لا بُدَّ  من ملاحظة شيء هامّ : وهو أنَّ علماء الفلك قد اكتشفوا منذ بداية القرن  السَّادس عشر أنَّ النُّجوم والكواكب في السَّماء , بالرَّغم من عددها الذي  لا يُحصى , وبالرَّغم من المسافات الخياليَّة التي تفصل بينها , إلاَّ  أنَّها في الأخير تخضع كلُّها لِقَوانين وسُنَن واحدة !
 وهذا ما ساعدَهم  في الوصول ببحوثهم إلى ما وصلوا إليه اليوم . وأصبح عالِمُ الفلك في عصرنا  هذا يحسِبُ حركةَ الأجرام السَّماويَّة على الوَرق , بناءً على القوانين  التي وقعَتْ صياغتها , ثمَّ يَطلُعُ علينا ليقول أنّه بعد ثلاثين سنة مثلاً  , في يوم كذا , على السّاعة كذا , سيحدث كسوفٌ للشَّمس . وتَمُرُّ  السِّنين , ويأتي اليوم الموعود , ويحدث الكسوف فعلاً ! فيكون ذلك دليلاً  قاطعًا على صحَّة القوانين التي اعتمدها في حساباته .
 وقد ذكَر  الدّكتور أحمد زكي في كتابه القيّم : مع اللَّه في السَّماء , قصَّة طريفة  في هذا المجال , مُلَخَّصها أنَّه سنة 1781 م , بينما الفلكي الإنجليزي  William Herschel يَرصد جانبًا من السَّماء بمرصده , إذ به يكتشف كوكبًا  جديدًا في المجموعة الشَّمسيَّة , فأسماه العلماء أورانس Uranus . وحسبُوا  حركتَه ومدارَه معتمدين على قوانين الحركة والجاذبيَّة , ولكنَّهم حارُوا  في أمرهم : إنَّ مَداره المرصود بالعين ليس كمداره المحسوب على الورق !  فأعادُوا حساباتهم بالاعتماد على قوَّة جاذبيَّة الشَّمس وقوَّة جاذبيَّة  الكواكب الأخرى لهذا الكوكب الجديد . غير أنَّ المدار الواقعي والمدار  المحسوب لم يتطابقَا .
 وهنا , بما أنَّ  قوانينَهم صحيحة , افترض عالم الفلك الفرنسي Urbain Le Verrier أنَّه لا  بُدَّ أن تكون هناك قوَّة جاذبيَّة أخرى آتية من كوكب آخر أَبْعد . إنَّ  أحدًا لم يَرَ هذا الكوكب , ولكن كان لا بُدَّ من وجوده إذا ما صدق قانونُ  الجاذبيَّة ! وما أسرع ما كشف عنه Le Verrier بالحساب سنة 1846 م . وكتب  إلى العاملين بمرصد برلين يخبرهم بذلك . فوَجَّهوا مراصدهم إلى الموضع  المحدَّد , ورأوا الكوكب الذي يبحثون عنه رأي العين , كشَف عنه عالم الفلك  الألماني Johann Galle , وسمّوه نبتيون Neptune .
 وبَقي اختلاف  صغير في مدار أورانس , فافترض العلماء من جديد أنَّه لا بُدَّ أن يكون هناك  كوكب آخر أبعد من نبتيون مختبئ في السَّماء ! وأطلقوا وراءه مراصدهم تبحث ,  وما كان أبعده , ومع هذا اكتَشفوه أخيرًا سنة 1930 م , اكتشفهُ عالم الفلك  الأمريكي William Tombaugh , وأسموه بلوتو Pluton .
 
 فهل تريدين  سيِّدتي الفاضلة دليلاً أقوى من هذا على أنَّ هذا الكون , بالرَّغم من  اتِّساعه الهائل , يَسير وفْق نظام واحد , سطَّره خالق واحد ؟! وهل بعد هذا  مبرّرٌ للحديث عن الصُّدفة في خلق السَّماوات والأرض ؟!
 
 
 
 
  |